تابعي معنا هذا المقال إذا كنتِ من الأمهات التي تسأل : ” ابني المراهق لا يحترمني “، حيث سنساعدكِ على إيجاد النهج الصحيحة لاتباعها في تقويم و تصحيح سلوك ابنكِ الغير محترم.
ابني المراهق لا يحترمني
قبل أن نجيبكِ عن سؤالكِ لماذا ابني المراهق لا يحترمني، عليكِ أن تدركي بأنّكِ لستِ الأم الوحيدة التي تمتلك ابنًا مراهقًا بسلوكٍ سيء، و أنّكِ لستِ المذنبة في ذلك [1]. و فيما يلي سنذكر أبرز العوامل التي قد تكون سببًا في تقليل ابنكِ من احترامكِ و يتصرّف بطريقة غير لائقة :
- محاولة لفت الانتباه.
- تقليد أحد الزملاء.
- التعرض لسوء المعاملة.
- الاقتداء بقدوة غير حسنة.
- تدني احترام الذات.
- عدم الشعور بالتقدير.
- الرغبة بالاستقلال.
- الإحساس بالوحدة.
- الشعور بالغضب.
- الشعور بالقلق و التوتر.
- حالة مزاجية متغيرة.
و لكن يبقى السؤال ابني المراهق لا يحترمني، فكيف يمكن السيطرة على ذلك؟ هذا ما سنجيب عنه في السطور التالية :
1- فهم الأسباب
في بعض الأوقات قد تكون العلاقة متوترة بين الوالدين و المراهق فينتج عنه غضب مكبوت طويل الأمد مما يسبب حالة نفسية صعبة عند المراهق، لذلك قبل أي شيء يجب طرح أسئلة استقصائية على المراهق أو المراهقة لتحديد سبب تصرفاته بهذا الشكل، لأننا عندما نطرح أسئلة هدفها تسمية و وصف ما يمر به المراهق نشجعه على إخبارنا بما يريده وما يشعر به دون استخدام سلوك وقح و غير محترم أو الإدلاء بتعليق بذيء لتوضيح وجهة النظر، لذلك التنظيم العاطفي يعمل على تطوير ذلك [2].
2- تجنب التحدي
إنّ الأب المثالي و الابن المثالي أسطورة غير موجودة، و لا يمكن أن تتحقق فيجب عدم الدخول في تحدٍّ مع المراهق لأنه لن يولِّد سوى العند، لذلك يجب إعادة صياغة شكل العلاقة مع المراهق من أجل تجنب صراع السلطة و يجب عدم فرض السيطرة على المراهق و عدم التمسّك بوجه النظر لإثبات الصواب لأن تلك السلوكيات ستؤدي بلا شك للمزيد من الصِدام بين الوالدين و المراهق، و لأننا جميعنا بشر نرتكب أخطاء و نتعلم سويًا، فلا يجب أن نكون قساة عندما ننقد أطفالنا المراهقون.
حيث يعتبر التحدي مع الأبناء المراهقين من أبرز عوامل الإجابة عن سؤال الكثير من الأهل : ” ابني المراهق لا يحترمني “.
3- الحزم
إذا كان المراهق يتصرَّف بفظاظة و وقاحة و عدم احترام فيجب عدم تجاهل الأمر لكي يدرك المراهق خطأه و نكون واضحين و حازمين في توضيح هذا السوك الخاطئ و عدم المسامحة عليه، مثل : عدم المقاطعة أثناء المحادثة، حيث يجب إخبار المراهق بحزم منح بعض الوقت و عدم مقاطعة الحديث و بأننا سنكون متاحين بمجرد انتهاء الحديث و بأنه سيعاقب في حال تكرار الخطأ لأن مقاطعة حديث الآخرين ينّم عن عدم الاحترام.
4- تقدير سلوك المراهق المحترم
إنَّ الأمومة و الأبوة عبارة عن توازن دقيق بين التهذيب و التربية، و لتغيير الممارسات الغير مرغوبة و دعم السلوكيات بشكل قوي يجب الإشادة بالتصرفات التي يقوم بها المراهق لاحترامك و احترام الاخرين و جعل تلك الإشادات روتينًا أساسيًا لكي ترتبط الإشادة بالمراهق، و تُلقي الإعجاب في ذهن المراهق بالسلوكيات المماثلة ليقوم بها تلقائيًا دون توصية، لذلك يعتبر الاعتراف الصريح بأفعال المراهق الصالحة طريقة جيدة لتشجيع التغيرات السلوكية.
5- تجنب الإهانة
يجب لفت انتباه المراهق بحزم عند قوله شيئًا مؤلمًا أو تقليل احترامك أو احترام الآخرين لكن بهدوء، لتجنّب التصعيد أو إهانة المراهق و عدم ترك أثر سلبي في نفسيته يكون شديد السوء، لذلك من الأفضل أن نكون بنّائين في كل ما نقوله، فمثلاً : عندما يقول المراهق بأنّه يكره والده أمام الآخرين نقول له ك هذا الكلام يشعرني بالحزن، فهو أكثر فاعلية من قول كيف تجرؤ على قول ذلك! أنت ولد شقي و لئيم.
تجدر الإشارة إلى أنّ إهانة المراهق سواء مع نفسه أو أمام الآخرين من أبرز الأسباب التي تؤدي لسؤال الأهل : ابني المراهق لا يحترمني! بالطبع لن يحترم الابن والديه حينما يوجّهان له الإهانة، فالمراهق في مرحلته هذه يشعر بأنّه أصبح ناضجًا واعيًا مسؤولًا عن اختياراته و لا يسمح لأي أحد بإهانته!
6- تقديم التوجيهات
يجب عدم توبيخ المراهق على عدم الاحترام، ذلك لأن المراهقين بشكل عام أكثر تقبّلًا عند إخبارهم بما يجب عليهم أن يفعلوه، بدلاً من توبيخهم على سلوكهم السيء [3].
7- الصدق
يجب أن نكون صادقين مع أبنائنا المراهقين لأن المراهقين بشكل عام يحترمون الصادقين و لا يحترمون الكاذبين.
8- المصادقة
يجب أن نصادِق أبنائنا المراهقين و لا نتحدث معهم من برج عالي و لا نملي الأوامر عليهم بشكل متكرر، كون هذا الأسلوب يشعِر المراهق بأنه يعيش في ثكنة عسكرية، لذلك من الممكن أن يفكّر بالانتقام من خلال عدم الطاعة و عدم الاحترام، فعندما نصادِق أبنائنا المراهقين لن نسأل السؤال الشائع : لماذا ابني المراهق لا يحترمني!؟
9- احترام الخصوصية
على الآباء و الأمهات احترام خصوصية ابنهم المراهق و منحه بعض المساحة من الحرية مع الإشراف عليه عن بُعد، و التوجيه الغير مباشر، كون اتباع هذا الأسلوب يشعِر المراهق بأنه صار كبيرًا و هو الشعور المطلوب الذي يبحث عنه المراهق، كما يجب أيضًا إشراك المراهق بوضع القوانين داخل المنزل لكي يلتزم بها ولا يشعر بأنها مفروضة عليه، حيث بهذه الطريقة لن يتمرّد عليها!
10- حرية الاختيار
يجب إعطاء المراهق فرصة حتى يختار ما يريد، أي يجب عدم وضع الفرضيات لنستنتج ما يريد المراهق إنما علينا أن نحاوره و نعطيه فرصة للاختيار.
11- الاعتذار
على الأم أو الأب الاعتذار في حال الخطأ بحق ابنهم المراهق، و عليهم أيضًا مشاركته هواياته و مواهبه لتكوين الصداقة معه،إضافة إلى ضرورة تعبير الوالدين عن حبهما لابنهما بدون شروط، حينها حتمًا سيغدو الابن محترمًا مع والديه [4].
12- الثناء على المراهق
عندما يركّز الأهل على تصرفات المراهق السيئة و لا يلاحظون الجوانب الأخرى بشخصيته و لا سيما جوانبه الإيجابية، سيلجأ المراهق للتعامل بعناد و قلة الاحترام، فيجب على الأهل الثناء على المراهق و مدحه و التعبير له عن فخرهم به عندما يصدِر عن المراهق سلوكًا جيدًا لأن ذلك يساهم في تعزيز العلاقة بين الأهل و المراهق و يزيد من احترام المراهق لوالديه خصوصًا و لِمن حوله عمومًا.
إلى هنا أكونُ وصلتُ و إياكم إلى نهاية مقالنا الذي أجبنا فيه عن سؤال تطرحه الكثير من الأمهات، إنما حتى الآباء، ” ابني المراهق لا يحترمني “، حيث لمرحلة المراهقة أساليب خاصة على الأهالي اتباعها، و ذلك حتى يتجاوز المراهق مرحلته الحرجة تلك إلى شخصية ناضجة، واعية، و سوية نفسيًا.
اقرأ أيضًا :
ابني المراهق لا يحب الدراسة | 8 خطوات ستساعدك على حل المشكلة
كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس | إليك الأساليب الصحيحة
كيفية التعامل مع المراهق العنيد
المراجع
- ↑ www.raisingchildren.net.au | My teenage son doesn’t respect me
- ↑ www.empoweringparents.com | My teenage son doesn’t respect me
- ↑ www.developmentalscience.com | My teenage son doesn’t respect me
- ↑ www.empoweringparents.com | My teenage son doesn’t respect me