ماهي اسباب تضخم القلب؟

يعتبر القلب العضو الرئيسي في الجهاز الدوراني، حيث يعمل على ضخ الدم إلى كافة أعضاء الجسم، بهدف إيصال الأوكسجين و الغذاء إلى هذه الخلايا، كما أنه يدفع بالدم الوريدي القاتم لصالح الكلى ليتم تخليصه من مخلفات عمليات الاستقلاب، هذا العملية تتطلب من القلب أن يضخ ما مقداره 4.5 – 5 ليتر من الدم في الدقيقة الواحدة، و التي يكفلها النسيج القلبي الذي يمثل 0.5% من وزن الجسم، أي ما يعادل تقريباً 350غرام من وزن شخص وزنه 70 كغ، و على صعيد الحجم فهو عادةً ما يكون بحجم قبضة اليد، إلا أنّ هذا الحجم و الوزن يكون رهناً بالحالة الجسمانية و الصحية للشخص، حيث أنّ بعض الأشخاص يعانون من تضخم القلب، الذي من الممكن أن يشي ببعض المشاكل الصحية، في مقالنا لليوم سنتعرف على اسباب تضخم القلب، و أعراض هذه الشكاية، و المضاعفات المرتقبة عن مثل هذه الحالة الصحية.

ما هو تضخم القلب؟

يشار إلى تضخم القلب على أنّه ظهور القلب بحجم أكبر من الطبيعي، و هذا يكون إما عن ممارسة القلب لجهد أكبر من المفترض، الأمر الذي يؤدي إلى سماكة في جدرانه، أو بسبب توسع يطال حجرات القلب(الأذينتين – البطينين)، و في كلتا الحالتين فإن اسباب تضخم القلب ستؤول بطبيعة الحال إلى تصعيب عمل القلب، و الإخلال بأدائه الطبيعي، و ننوه هنا إلى عدم إدراج تضخم القلب ضمن خانة المرض القائم بذاته، و إنما علامة قد تشي بوجود مشكلة صحية ^[1].

أعراض تضخم القلب

لا يشترط على كل الذين يعانون من تضخم في القلب أن يبدون أعراض، حيث أنّ الكثير من هؤلاء الأشخاص يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، و يصار إلى كشف هذه الحالة الطبية لديهم أثناء إجراء بعض الفحوص الروتينية، و على الجهة المقابلة نجد أيضاً أنّ بعض الأشخاص ممن يعانون من تضخم القلب، أنهم يبدون واحدة أو أكثر من الأعراض التالية ^[2] :

• يشتكي بعض الأشخاص من صعوبة في التنفس لا سيما أثناء ممارسة الرياضة، أو لدى الاستلقاء.
• المعاناة من الدوخة و الدوار.
• التعب و الإنهاك العام، بسبب عدم قدرة القلب على أداء عمله بصورة طبيعية.
• خلل في إيقاع ضربات القلب.
• يلاحظ في بعض الحالات وجود تورم في الساقين، و يفسر هذا بسبب تراكم السوائل، التي تترجم إلى وذمات.

ما هي أسباب تضخم القلب؟

تشتمل اسباب تضخم القلب على الكثير من العوامل المتهمة بإحداث هذه الحالة الصحية، و من هذه الأسباب نذكر ^[3] :

• فقر الدم المزمن.
• عدوى فيروسية تطال القلب.
• الإدمان على الكحول.
• ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
• بعض الأمراض الرئوية، من مثل COPD.
• أمراض القلب.
• اضطراب نظم القلب.
• مرض القلب الإقفاري أو ما يعرف بنقص تروية القلب.
• اعتلال الصمامات القلبية (حيث أن الصمامات تعمل على تنظيم انتقال الدم بين حجرات القلب باتجاه واحد).
• مرض الشريان التاجي( و هو تضيق أو انسداد في الشرايين التي تعمل على امداد القلب بالأوكسجين).
• ارتقاع ضغط الدم أحد أبرز و أشيع اسباب تضخم القلب.
• تشوهات القلب الخلقية.

ما هي العوامل التي تساهم بزيادة حجم القلب؟

بعد أن كنا قد استعرضنا اسباب تضخم القلب، حري بنا أيضاً ان نذكر العوامل التي من الممكن أن تمثل دور عامل خطورة للإصابة بتضخم القلب، و من هذه العوامل نذكر:

• الانقطاع عن ممارسة الرياضة( إذ يلاحظ وجود ضخامة قلب عند بعض الأشخاص الذين تكون أعمالهم في الغالب مكتبية).
• ارتفاع التوتر الشرياني.
• التقدم في العمر، أحد أبرز العوامل المهددة بالإصابة بتضخم القلب.
• زيادة الوزن.
• فرط الدرق، الذي يتهم بالتسبب بتسرع النبض، و بالتالي ضخامة قلبية على المدى المدى البعيد.
• من الملاحظ أن الوراثة تكون ضالعة في تضخم القلب، حيث تزداد احتمالية أن يعاني الشخص من تضخم القلب، فيما إذا كان أحد الوالدين يعاني من هذه المشكلة.

مضاعفات تضخم القلب

إن معرفة اسباب تضخم القلب و عدم علاجها، من الممكن أن تؤول على المدى البعيد إلى الكثير من المضاعفات و المشاكل الصحية، و من هذه المضاعفات نذكر:

• الجلطات: تزداد فرصة تكون الجلطات عند الأشخاص الذين يعانون من تضخم قلب، و بالتالي تزداد بدورها احتمالية إصابتهم بسكتة دماغية، أو نوبة قلبية.
• فشل القلب: كنا قد نوهنا في مطلع المقال أن تضخم القلب من شأنه أن يمنع القلب من ممارسة عمله بمد الجسم بالدم، الأمر الذي من الممكن أن يؤول إلى فشل القلب.
• النفخة القلبية: و هي تتظاهر بصوت حفيف أو صفير جراء انتقال الدم بين حجرات القلب عبر الصمامات.
• توقف القلب: و يعلل ذلك بعدم حصول القلب على الإمداد الكافي من الأوكسجين و الغذاء، حيث أن القلب يحتاج ما مقداره 7% من الأوكسجين الوارد، و هو شديد الحساسية لانخفاض هذه النسبة.

كيفية تشخيص ضخامة القلب

من الممكن الكشف عن وجود تضخم في القلب من خلال اجراء بعضاً من الفحوص التالية  ^[4] :

• التصوير بالأشعة السينية.
• التصوير بالرنين المغناطيسي.
• قسطرة القلب.
• إيكو القلب، أو ما يعرف بمخطط صدى القلب.
• مخطط كهربائية القلب.
• تحاليل الدم.
• اختبار الجهد.

أبرز العلاجات المقدمة لتدبير شكاية تضخم القلب

بعد أن كنا قد خلصنا إلى كون تخضم القلب هو قد يكون عرض لمرض، أو أثر مترتب عن بعض الممارسات، و بالتالي يمكن القول إن علاج تضخم القلب يكون من خلال تدبير اسباب تضخم القلب، بصفتها أصل الشكاية الطبية، و يتم هذا من خلال ما يلي ^[5] :

أولاً: العلاج الدوائي

• فيما إذا السبب الكامن راء تضخم القلب هو ارتفاع ضغط الدم فمن الممكن أن يقرر الطبيب وصف بعض الأدوية المدرة، التي من شأنها أن تعمل على طرح شوارد الصوديوم و الماء عبر الكلى، و بالتالي تخفيض ضغط الدم.
• B-Blocker أو ما تعرف بحاصرات بيتا و التي تساعد أيضاً في خفض ضغط.
• الأميودارون(مضاد لاضطرابات النظم)
• مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين(زمرة من الأدوية الخافضة للضغط).
• حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (زمرة من الأدوية الخافضة للضغط).

ثانياً: التدخل الجراحي

• فيما إذا كانت ضخامة القلب ناتجة عن قصور في عمل الشريان التاجي، فمن الممكن اللجوء إلى اجراء جراحي تدعى مجازة الشريان التاجي.
• فيما إذا خصلت التقارير الطبية إلى أن سبب تضخم القلب عيب في إحدى الصمامات القلبية، فعندها من الممكن أيضاً اللجوء إلى جراحة على الصمام المعيب.
• فيما إذا كانت العضلة القلبية تعاني من اضطرابات في النظم، تؤدي إلى تسرع في معدل النبض، فمن الممكن اللجوء إلى تدخل جراحي من شأنه أن يعمل على زرع جهاز إلكتروني يعمل على تنظيم تدفق الدفعات الكهربائية.
• زرع القلب، في حال كانت الأدوية قاصرة عن السيطرة على الأعراض، التي من الممكن أن تنذر بفشل قلبي.

ثالثاً: إجراءات داعمة لتدابير العلاجية

• مراقبة الضغط بصورة منتظمة، لتحري أي ارتفاع.
• المدامة على ممارسة التمارين الرياضية، لا سيما تمارين الكارديو.
• الإقلاع عن التدخين.
• الامتناع عن شرب الكحول.
• حمية غذائية تكون قائمة على الخضروات و تجنب الدهون و التقليل من الملح إلى الحد الأدنى.
• تخفيض الوزن، حيث أنّ الوزن الزائد قد يعتبر من اسباب تضخم القلب البارزة.

اقرأ أيضاً:

ما هي اعراض ضعف القلب وما هي مضاعفات هذه المشكلة؟