يتطور الجنين بشكل سريع خلال الأشهر التسعة من الحمل. وعند اقتراب موعد الولادة قد تظهر لدى بعض الأمهات اعراض الطلق المبكر، أي قبل مرور الأسبوع 37 من الحمل. ولكن هل يعد هذا الأمر خطيراً؟ وما هي دلالاته؟ إليكِ سيدتي كل تلك المعلومات وأكثر في مقالنا الذي سيجذب اهتمامك بالتأكيد.
ما هو الطلق المبكر ؟
يمكننا تعريف الطلق المبكر [1] علمياً بأنه قرب عملية الولادة قبل الوقت الطبيعي المحدد. وعادةً ما تبدأ أعراض الولادة الطبيعية بين الأسبوع 37 من الحمل وتمتد حتى الأسبوع 40 أو 42 بحسب حالة الأم والجنين. وعندها يكون قد اكتمل نمو الجنين بشكل تام وأصبح في الوضعية المناسبة وبالحجم المناسب للولادة. بينما الطلق المبكر غالباً ما يبدأ قبل الفترة المحددة وتظهر اعراضه وكأنها اعراض ولادة طبيعية ولكن قبل قدوم أوانها. والطلق المبكر يعد مؤشراً خطيراً لأنه يهدد صحة الجنين والأم في آنٍ واحد. ومن المهم جداً استشارة الطبيب الخاص فور بدء هذه الاعراض. ولنتعرف أكثر على اعراض الطلق المبكر وكيفية التعامل معه، وهل يمكنكِ إيقاف هذه الاعراض والاستدلال عليها بالشكل الصحيح، تابعي قراءة مقالنا لتتعرفي على كل ذلك وأكثر.
اعراض الطلق المبكر
في البداية حاولي أن تبقي هادئة، وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو صعباً ولكن في أغلب الأحيان لا تحصل الولادة عند ظهور اعراض الطلق المبكر لدى الأمهات. حيث أن 7 من كل 10 حالات من الأمهات اللواتي يعانين من الاعراض لا تظهر لديهن بوادر الولادة الفعلية وتختفي الاعراض لديهن. وإليك أهم اعراض الطلق المبكر الشائعة:
- الغثيان أو التقيؤ مع إسهال.
- الشد والليونة المتكررة في منطقة الرحم أو مايعرف بالانقباضات.
- قد يحدث لدى بعض النساء نزيف دموي أو نزول سائل الولادة (إذا كان السائل لا يشبه رائحة الأمونيا فغالباً ما يكون السائل المحيط بالطفل أو سائل الولادة).
- ضغط شديد على منطقة أسفل الحوض.
- وجع متناوب أو مستمر شديد في منطقة أسفل الظهر.
- تورم في الأطراف ( كالتورم في اليدين أو القدمين).
بالإضافة إلى ذلك من المهم الإشارة إلى أن هذه الاعراض قد يظهر لكِ بعضها وقد تتفاوت بالشدة من أم إلى أخرى.
ما الذي يجب توقعه عند مواجهة اعراض الطلق المبكر ؟
من المهم لكِ عند ظهور أحد اعراض الطلق المبكر السابقة الاتصال بالمشفى واستشارة الطبيب الخاص بك لمتابعة حالتك، فإن كانت الاعراض شديدة وتتميز بقصر الوقت بين الانقباض والآخر، فسينصح الطبيب في الحصول على الرعاية الطبية الفورية. وفي المشفى يقوم الطبيب بعدد من الفحوصات كفحص مقدار توسع عنق الرحم وقياس معدل نبضات القلب لدى طفلك، كما تشمل الفحوصات تحديد عمر الطفل بشكل دقيق وقياس حجمه. وتحليل السائل المحيط به فيما إذا كان في عمر يسمح للطفل بالولادة.
في الفترة التي تعادل 34 أسبوعاً من الحمل أو أقل من ذلك، عند ظهور اعراض الطلق المبكر يلجأ الطبيب أحياناً لتقديم عدد من الإجراءات التي تساعدك في هذه الفترة، ولا يدعو هذا الأمر للقلق لأنه وكما ذكرنا مسبقاً معظم النساء قد تظهر لديهم أعراض مشابهة دون أن تحصل عملية ولادة في هذا الوقت. وتوصيات الطبيب تتناول ما يلي:
- محاولة الاسترخاء وعدم القيام بأنشطة قد تسبب التعب الجسدي.
- الابتعاد عن العوامل التي تسبب التوتر والقلق لأن ذلك يؤثر على عملية الحمل بشكل ملحوظ.
- تناول بعض أنواع الستيروئيدات التي من شأنها أن تساهم في نمو رئتي طفلك وتحميه من صعوبات التنفس عند الولادة.
- في حال الإصابة بعوامل التهابية يوصى ببعض أنواع الأدوية المضادة للالتهاب في هذه الفترة.
وعند وجود الحاجة الماسة للولادة وعدم تأثر اعراض الطلق المبكر بتلك الإجراءات السابقة، يقوم الطبيب المعالج بتوليد الطفل. ومن الممكن أن يحتاج الطفل إلى العناية المركزة لتوفير الظروف المناسبة لاكتمال نموه الصحي وحمايته من المضاعفات الناتجة عن الولادة المبكرة.
ما هي عوامل الخطر المرتبطة باعراض الطلق المبكر؟
هنالك عدة عوامل [2] قد يترتب عليها احتمالية متزايدة لخطر اعراض الطلق المبكر، وتختلف شدتها بين النساء بحسب الصحة العامة للأم ونمو الجنين. ومن بين هذه العوامل نذكر لك:
- في حال ظهور اعراض الطلق المبكر في حمل سابق فإن احتمالية الولادة نتيجة الطلق المبكر تكون مرجحة.
- قصر عنق الرحم قد يكون مؤشراً لاحتمالية حدث الطلق المبكر عادةً.
- الحمل المتعدد بتوأم أو أكثر.
- كثرة التعرض للتوتر والحزن الشديد نتيجة صدمة نفسية.
- عمر الأم فقد يؤثر ذلك في حال كان عمر الأم صغيراً جداً أو كبيراً.
- النزيف المستمر والمتواصل خلال فترة الحمل.
- وجود مشاكل مسبقة في المشيمة أو الرحم.
- كثرة كمية السائل الأمينوسي المحيط بالطفل.
- قصر الفترة بين الحمل الحالي وحمل سابق (أقل من 12 شهر).
- وجود تشوهات لدى الجنين.
الوقاية من اعراض الطلق المبكر
يمكنك اتباع بعض النصائح الطبية الهامة لتجنب اعراض الطلق المبكر ما أمكن. والمساعدة في تعزيز اكتمال عملية الحمل الطبيعية بشكل صحي، وهذه النصائح تشمل التالي:
- الحرص على الحصول على حمية غذائية متكاملة غنية بالفيتامينات والمعادن طيلة أشهر الحمل.
- الابتعاد عن العادات الضارة بصحتك وصحة الجنين كالتدخين وتناول الكحول.
- الوعي بالصحة الإنجابية والمحافظة على فترة التباعد بين الحمل والآخر (أكثر من 12 شهراً وأقل من 59 شهراً) بحسب آراء الأطباء.
- الالتزام بمواعيد الطبيب المعالج وإجراء الفحوص الدورية والحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
- ضرورة الانتباه إلى المضاعفات الإضافية التي قد تحصل إن كنتِ تعانين من أمراض القلب أو السكري أو السمنة فكلها عوامل تزيد من اعراض الطلق المبكر.
- احصلي على حمام دافئ فإن ذلك سيساعد جسدك على الاسترخاء والتخفيف من القلق والتوتر.
- حافظي على توازن السوائل في جسمك واشربي الكثير من الماء لمنع الإصابة بالجفاف.
- القيام بالتمارين الرياضية الخفيفة التي تسهم في تعزيز مرونة عضلاتك وتقوية ساقيك وحوضك.
- الامتناع عن حبس البول لفترات طويلة لأنها تسبب نمو الجراثيم والبكتيريا وقد تسبب تفاقم الالتهاب وتمدده إلى داخل المهبل فالرحم.
أهم الأسئلة الشائعة عن اعراض الطلق المبكر
1. كيف افرق بين الم الطلق الحقيقي والكاذب؟
إن أهم فرق بين الم الطلق الحقيقي والكاذب هو أن الطلق الحقيقي غالباً ما تبدأ فيه الانقباضات أسفل الحوض وتستمر لوقت طويل مع قلة الوقت بين انقباض وآخر، بالإضافة إلى ألم شديد في منطقة أسفل الظهر ووجود توسع في منطقة عنق الرحم وتوجه الجنين للأسفل استعداداً لعملية الولادة. بينما الطلق الكاذب يكون الألم المرافق له كأعراض ألم الدورة الشهرية من ناحية الألم مع زيادة في شدته أكثر من الدورة الشهرية غالباً.
2. هل مغص الولادة يشبه مغص الدورة؟
إن الإصابة بالمغص عند الولادة قد يتشابه مع المغص الحاصل أثناء فترة الدورة الشهرية، ولكن مع زيادة احتقان الألم في أسفل الظهر والحوض بشكل ملحوظ.
3. كيف أعرف أن ولادتي بعد أسبوع؟
في الواقع وعند قرب فترة انتهاء الحمل تلاحظ الأم انخفاض ملحوظ للجنين نحو الأسفل، ويصبح الضغط مركزاً بشكل أكبر في المنطقة أسفل الحوض والمثانة مع زيادة في عملية التبول. بالإضافة إلى ذلك يصبح شكل البطن لدى الأم أخفض، كما أن بروزه يزداد نحو الأمام مما يدل على نزول الجنين إلى الأسفل واحتمال قرب عملية الولادة.
في النهاية فإن اعراض الطلق المبكر قد لا تظهر دفعة واحدة، ولا يعني ذلك بالضرورة أن عملية الولادة ستحصل. بل قد تنتج عادةً عن أخطار مرتبطة بالصحة العامة للأم أو الجنين. بالتالي يجب على الأمهات مراعاة صحتهن قبل وخلال الحمل لضمان سير عملية الحمل والولادة بالشكل الأمثل. والابتعاد عن المسببات الضارة للولادة المبكرة مثل التدخين أو التعب الجسدي أو النفسي ونقص التغذية.
اقرأ أيضاً:
عسر الهضم عند الحامل في الشهور الأولى | أسباب، علاج بالاعشاب، نصائح
المراجع
- ↑ www.mayoclinic.com | Preterm Labor
- ↑ www.betterhealth.com | Risk Factors For Premature Birth