ما هي اعراض ضعف القلب وما هي مضاعفات هذه المشكلة؟

ما هي اعراض ضعف القلب وما هي مضاعفات هذه المشكلة؟

تتصدر الأمراض القلبية قائمة أكثر 10 أمراض تسبباً بالموت، إذ تشكل نسبة الوفيات عن هذه النوعية من الأمراض 16% من مجموع عدد الوفيات على مستوى العالم، حيث تسببت في عام 2019 فقط ما يناهز ال9 مليون حالة وفاة، و ذلك حسب الإحصائيات الواردة من منظمة الصحة العالمية WHO، هذا وتأخذ الأمراض القلبية الوعائية الكثير من الأشكال، بحيث يقصر مقال واحد أن يناقش جميعها، لذلك سنختص في مقالنا لليوم بالحديث عن إحدى هذه الأمراض و هو ضعف القلب، كما أننا سنستعرض اعراض ضعف القلب، و الأسباب الكامنة وراء هذه الشكاية القلبية، فضلاً عن المضاعفات المرتقبة، و طرق العلاج و الوقاية، فتابع المقال حتى النهاية لتحيط علماً بكل هذه التفاصيل.

ما هو ضعف القلب؟

اعراض ضعف القلب

لا يمكن القول بأنّ ضعف عضلة القلب مرض قائم بذاته، إذ أنّه عادةً ما يشار إلى هذه المشكلة القلبية على كونها اعتلال في القلب ينتج عن الكثير من الأمراض و الاضطرابات الأخرى، التي من الممكن أن تؤثر في وظيفة القلب الطبيعية(ضخ الدم إلى أعضاء الجسم)، أو كأن تؤثر في عمل أحد أقسامه(الأذينتين و البطينين و نظام التوصيل الكهربائي للقلب)، فمثلاً في بعض الحالات تكون شكاية المريض ضخامة في عضلة القلب، التي تحدث ضعفاً في عمله، أو كأن يحدث تلف في بعض الأنسجة المشكلة للقلب، لتخلف ندوباً و نسيج متضرر، و في كلتا الحالتين( و التي كانت على سبيل المثال لا الحصر) يحدث ضعف في عضلة القلب [1] .

هذا و من الممكن في حال عدم تدبير هذه الشكاية أن تتطور إلى اعتلالات قلبية خطيرة، التي تؤول إلى عجز القلب عن ضخ الدم إلى كامل أعضاء و خلايا الجسم، لينتج عن ذلك ما يعرف بفشل القلب، أو اضطرابات في النظم(نبض القلب بإيقاع غير منتظم، كأن يحدث تسارع أو تباطؤ في ضربات القلب).

أضف إلى ما تقدم أن هذه الشاكية القلبية تترافق مع الكثير من العلامات، و التي تعرف باعراض ضعف القلب، و التي يكون تراكم السوائل في القدمين، و البطن، و الكاحل أبرزها، و على صعيد المضاعفات فمن الممكن أن تؤول هذه الشكاية القلبية إلى مشاكل في الصمامات(و هي التي تعمل على تنظيم مرور الدم بين حجرات القلب باتجاه واحد)

أنواع ضعف عضلة القلب

هذا و لا يقتصر ضعف القلب على شكل واحد، بل تتفرع هذه الشكاية القلبية إلى الكثير من الأنواع، و هي كالتالي [2] :

  • ضعف عضلة القلب المتوسع.

في هذا النوع يتظاهر القلب بتوسع في حجراته، و بالتالي تراجع في قدرته على ضخ الدم إلى أنحاء الجسم، الجدير بالذكر أنّه هذه الشكاية تكون مجهولة السبب.

  • ضعف عضلة القلب الضخامي.

و بشكل مشابه للشكاية الأولى يشتكي القلب هنا من تضخم(  كنا قد أفردنا مقالة تتحدث عن أسباب تضخم القلب)، و بالتالي يعجز القلب أيضاً عن أداء عمله بشكل طبيعي.

  • ضعف القلب المقيد

و هو من الأشكال النادرة، و هو يتظاهر بنفس اعراض ضعف القلب المعروفة(سنأتي على ذكرها لاحقاً)، و لكنه  يتظاهر فيزيولوجياً بضعف قدرة القلب على التمدد و الانبساط، و بالتالي يواجه مشكلة في الامتلاء بالدم، و بالتالي انخفاض قدرة القلب على إيصال الدم إلى مختلف أنحاء الجسم، و هو يكون بشكل خاص عند الأطفال، و لكنه من الممكن أن يصيب أي فئة عمرية.

  • اعتلال عضلة قلب البطين الأيمن

يعلل هذا النوع من ضعف القلب بسبب اضطرابات النظم الحاصل، و التي تكون عن عيب في البروتينات التي تعمل على ربط أنسجة القلب مع بعضها، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى تموت هذه الأنسجة، ليصار إلى استبدالها بأنسجة دهنية و ليفية، هذا و يشيع هذا النوع عند الذكور، و غالباً ما يعزى لأسباب وراثية.

  • ضعف عضلة القلب أثناء الحمل.
  • ضعف القلب المترتب على العلاجات الكيميائية التي يتلاقها مرضى السرطان.
  • متلازمة القلب المنكسر، و التي تعلل بإجهاد كبير يتعرض له القلب، يؤدي إلى عدم قدرته على ضخ الدم بصورة طبيعية.

ما هي أسباب ضعف القلب؟

تتعدد الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى تظاهر اعراض ضعف القلب، و على الرغم من كون بعض أنواع عضلة القلب تكون من دون سبب معروف، إلا أن الكثير من الأنواع تكون عن الأسباب التالية:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السمنة.
  • أمراض الكبد، من مثل تشمع الكبد.
  • الفشل الكلوي المزمن من الممكن أن يؤول إلى ضعف في القلب.
  • السكري.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • العدوى الفيروسية.
  • تعاطي الكوكايين.
  • قد يكون ضعف القلب نتيجة لاستخدام بعض الأدوية على المدى البعيد.
  • اضطرابات صمامات القلب.
  • تلف في بعض الأنسجة القلبية، بسبب التعرض المسبق لنوبة قلبية.
  • الإدامان على الكحول.
  • يلاحظ ضعف القلب عند بعض مرضى السرطان، بسبب العلاجات الكيميائية التي يتلقونها.
  • نقص بعض الفيتامينات و المعادن، من مثل فيتامين ب1 و الكالسيوم.
  • الحمل.

اعراض ضعف القلب

قد لا يبدي بعض الأشخاص أي أعراض تنبئ عن ضعف العضلة القلبية، و عادةً ما يحدد نوع الاعتلال الحاصل الأعراض التي من المفترض أن تظهر، إلا أنّه عموماً يبدي المرضى اعراض ضعف القلب التالية [3] :

  • ألم في منطقة الصدر و تحت القص، و خاصة بعد الإجهاد، أو تناول وجبة غذائية كبيرة، لأن ما تقدم يفرض على القلب القيام بمجهود أكبر.
  • اضطرابات في نظم القلب، و بالتالي عدم انتظام الإيقاع الذي يحكم ضربات القلب.
  • مواجهة صعوبة في التنفس.
  • تورم يطال الساقين و الكاحل و الرقبة، بسبب تراكم السوائل في هذه الأعضاء، و هو إحدى أبرز اعراض ضعف القلب.
  • التعب العام و الإنهاك، وعدم القدرة على القيام بالأمور التي تتطلب بذل مجهود بدني.
  • الشعور بالدوار.

مضاعفات ضعف العضلة القلبية

بعد تظاهر اعراض ضعف القلب، من الممكن أن تكون المضاعفات التالية محتملة  و مرتقبة:

  • فشل القلب، و الذي يعني عجزه عن ضخ الدم لصالح الأعضاء.
  • تكون الجلطات الدموية.
  • توقف القلب.
  • الموت.

سبل العلاج المتاحة

لا يقتصر علاج ضعف القلب على بروتوكول واحد، و من هذه الطرق نذكر [4] :

أولاً: علاج ضعف عضلة القلب المتوسع 

  • الأدوية المثبطة للأنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ARBS.
  • المدرات.
  • الديجوكسين.
  • مضادات التخثر.

ثانياً: علاج ضعف عضلة القلب الضخامي

  • B- Blocker.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • المدرات.
  • مثبطات الميوسين.

ثالثاً: علاج ضعف القلب المقيد

  • الأدوية المثبطة للأنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE.
  • الكورتيكوستيروئيدات.
  • الأدوية التي تحدث توسع في الأوعية الدموية.
  • المدرات.
  • مضادات التخثر، لتجنب الجلطات المحتملة.

رابعاً: التدخل الجراحي

  • إزالة النسيج القلبي المتضرر.
  • استئصال الجزء المتضخم من جدار القلب.
  • زرع جهاز يعمل على تدبير اضطرابات النظم.

و تجدر الإشارة هنا إلى أنّ التدخل الجراحي يحصل في حال عدم قدرة الأدوية على تطبيب اعراض ضعف القلب.

خامساً:  تغيير نمط الحياة

وهي من الطرق التي من شأنها أن تخفف من الأعراض المصاحبة لضعف عضلة القلب، و لا يمكن أن يقتصر العلاج على هذه التعديلات، و إنما تعتبر علاج رديف، و منها نذكر:

  • اتباع نظام غذائي يكون قائم على الخضروات و الفواكه، و الابتعاد عن تناول الأطعمة الدهنية و الأملاح.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تخفيف الوزن.
  • التوقف عن التدخين.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • النوم المنتظم.
  • عدم القلق و التوتر، لضلوع هذا السلوك النفسي في رفع الضغط.
  • ضبط سكر الدم.
  • ضبط الضغط.

هل يمكن الوقاية من  ضعف القلب؟

من الطبيعي استحالة تجنب اعراض ضعف القلب التي تكون عن أسباب وراثية، و لكن لحسن الحظ من الممكن لبعض الإجراءات أن تساهم في الوقاية من ضعف القلب الذي يكون عن أسباب غير وراثية:

  • ممارسة التمارين الهوائية بشكل منتظم.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • الامتناع عن التدخين.
  • الامتناع عن شرب الكحول، بسبب كونه أحد الأسباب التي تودي إلى ضعف عضلة القلب.
  • النوم الكافي المنتظم( 8 ساعات).
  • الابتعاد عن الأغذية و المشروبات السكرية، بسبب أنها ترفع من نسبة الغلوكوز في الدم، و الأخيرة تتهم بالكثير من الشكايات الوعائية.
  • زيارة الطبيب بشكل منتظم من أجل الوقوف على الحالة الصحية العامة، و اتباع تعليماته و الأدوية التي يقرها.

اقرأ أيضاً:

ما هي سبل علاج إنسداد الشرايين؟

المراجع

  1. Cardiomyopathy Directory | www.webmd.com
  2. Hypertrophic cardiomyopathy | www.nhs.uk
  3. How is dilated cardiomyopathy diagnosed? | www.my.clevelandclinic.org
  4. Restrictive Cardiomyopathy Treatment & Management | www.emedicine.medscape.com
220 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.