الصلاة الإبراهيمية | ما هو حكمها، معناها، صيغتها، و فضلها

الصلاة الإبراهيمية | ما هو حكمها، معناها، صيغتها، و فضلها

ما هي الصلاة الإبراهيمية ؟ و لماذا خصَّ الله تعالى سيدنا إبراهيم بالذكر ؟ ما هو فضلها و حكمها و صيغتها ؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا اليوم.

الصلاة الإبراهيمية

الصلاة الإبراهيمية

الصلاة الإبراهيمية هي عبارة عن ألفاظ تعبديّة مخصوصة، يتم قراءتها في التشهّد الأخير من الصلاة، و هي إحدى صيغ الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه و آله و سلم- و التي وردت في السنة النبوية الشريفة مأثورة عنه -صلى الله عليه و آله و سلم-

صيغة الصلاة الإبراهيمية

ورد في الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : ” لقيني كعب بن عجرة، فقال : ألا أهدي لك هدية، إنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم خرج علينا فقلنا : يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلّي عليك، قال : قولوا اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليتَ على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركتَ على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد “، و تلك صيغة الصلاة الإبراهيمية المشهورة.

صيغ أخرى للصلاة الإبراهيمية

  • روى البخاري و مسلم، في حديث أبي حميد الساعدي أنهم قالوا : ” يا رسول الله كيف نصلي عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : قولوا اللهم صلّ على محمد و أزواجه و ذريته كما صليت على آل إبراهيم، و بارك على محمد و أزواجه و ذريته كما باركتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد “.
  • روى البيهقي عن أبي مسعود الأنصاري، قال : ” أتانا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و نحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال به بشير بن سعد : أمرنا الله تعالى أن نصلِّي عليك يا رسول الله، فكيف نصلّي عليك، قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : قولوا اللهم صلّ على محمد و على آل محمد كما صليتَ على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركتَ على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، و السلام كما قد علمتم “.
  • روى أبو هريرة أنهم كانوا يسألون النبي : كيف نصلّي عليك، قال : ” قولوا اللهم صلِّ على محمد و بارك على محمد و على آل محمد كما صليتَ و باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد “.

حكم الصلاة الإبراهيمية

حكم الصلاة الإبراهيمية

اختلف الفقهاء في حكم الصلاة الإبراهيمية في التشهّد الأخير، حيث ذهب أغلبهم على أنّها سنّة، و هذا مذهب المالكية و الحنفية، و اختار هذا القول : ابن عثيمين و ابن عبد البر و ابن المنذر، مستدلّين بذلك بِما رواه علقمة عن عبد الله بن مسعود أنّه أخذ بيده، و أنّ النبي أخذ بيد عبد الله، فقام بتعليمه التشهّد في الصلاة، قال : ” قل : التحيّات لله، و الصلواتُ الطيّبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته، السلام علينا و على عِبادِ الله الصالحين، قال زهير : حفظت عنه إنْ شاء الله، أشهد أن لا إله إلا الله، و أشهد أنّ محمدًا عبده و رسوله، قال : فإذا قضيت هذا أو قال : فإذا فعلت هذا، فقد قضيت صلاتك، إن شئتَ أن تقوم فقم، و إنْ شئتَ أن تقعد فاقعد “، مستدلّين بذلك أيضًا إلى أنّ الصلاة الإبراهيمية لم ترو من الصحابة الذين رووا التشهّد.

أمّا القول الثاني في حكم الصلاة الإبراهيمية و هو قول الحنابلة و الشافعية، على أنّها ركن من أركان الصلاة و لا يمكن للصلاة أن تتم إلّا بها، حيث حددوا الركن منها، و هو : ” اللهم صلِّ على محمد ” فقط، أي بدون ” آل “، و ما بعد هذا القول يعتبر سنة، فقال النووي رحمه الله تعالى : ” اعلم أنَّ العلماء اختلفوا في وجوب النبي الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم عقب التشهد الأخير في الصلاة، فذهب أبو حنيفة و مالك رحمهما الله و الجماهير على أن الصلاة الإبراهيمية سنة و ليست ركنًا من أركان الصلاة أو سنة، و ذهب أحمد و الشافعي على أنّها واجبة و لا تصح الصلاة بدونها، إلى أن قال : الواجب منها هو قول : ” اللهم صلّ على محمد “، و ما زاد على هذا فهو سنة.

معنى الصلاة الإبراهيمية

يتجلّى معنى الصلاة الإبراهيمية في ما يلي :

  • اللهم صلّ على محمد : هذا طَلَبٌ من الله تعالى أن يصلّ على نبيه محمد، و الصلاة من الله على نبيه هي الثناء عليه في الملأ الأعلى.
  • و على آل محمد : قيل هم أهل بيته، و قيل أتباع ملته.
  • كما صليت على إبراهيم.
  • و على آل إبراهيم : هم أتباعه عليه السلام و أنصاره.
  • اللهم بارك على محمد : أي طلب من الله تعالى أن يبارك على نبيه، و البركة هي ثبوت الخير و زيادته.

لماذا خصَّ الله تعالى سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية

لماذا خصَّ الله تعالى سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية

قد يتساءل الكثير حول خصوص ذكر سيدنا إبراهيم – عليه السلام- في الصلاة الإبراهيمية، و الإجابة هي أنّ سيدنا إبراهيم هو من أفضل الأنبياء و الرسل بعد النبي محمد -صلى الله عليه و آله و سلم- حيث ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أمر نبينا محمد -صلى الله عليه و آله و سلم- أن يتبِّع ملة النبي إبراهيم، و هذا أمر قد ميَّزَ سيدنا إبراهيم عليه السلام عن غيره.

فضل الصلاة الإبراهيمية

الصلاة على النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- طاعة جليلة و قربة عظيمة حثَّ ديننا الإسلام الحنيف عليها، و من أنفع الأدعية للمسلم في دنياه و آخرته، قال الله تعالى و قد بدأ بنفسه عزَّ و جَلّ، ثم بالملائكة : ” إنَّ الله و ملائكته يصلّونَ على النبي يا أيَّها الذينَ آمنوا صلُّوا عليه و سلِّموا تسليمًا “، و في تفسير هذه الآية الكريمة يقول العلماء : ” الصلاة على النبي من الله رحمة، و من الملائكة استغفار، و من المؤمنين دعاء “.

فالصلاة على النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- دليل على تمام محبته و أداء حقّه، و من فضائل الصلاة على النبي تكفير السيئات و الذنوب و مضاعفة الثواب و الأجر، و في هذا وردت العديد من الأحاديث، منها : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” من صلَّى عليَّ صلاةً واحدة، صَلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، و حطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، و رفعتْ له عشرُ درجاتٍ “، و قوله أيضًا صلى الله عليه و آله و سلم : ” البخيلُ من ذكرتُ عنده، فلم يصلِّ عليَّ “.

ثم إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تعرّفنا فيه على الصلاة الإبراهيمية، حكمها، معناها، صيغتها، و فضلها.

اقرأ أيضًا :

كلمة عن الصلاة قصيرة ستجعلك تتمسك بصلاتك

تعبير عن المدينة المنورة | أطهر بقاع الأرض

كيفية الخشوع في الصلاة | و ما هي ثمراته للمسلم

137 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.