دليلك الكامل لطريقة الوقاية من الكوليرا

دليلك الكامل لطريقة الوقاية من الكوليرا

تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية WHO إلى أنه هناك ما تعداده 1.3 – 4.0 مليون إصابة سنوياً بمرض الكوليرا [1] ، و أن هناك 21000-143000 حالة وفاة من إجمالي الإصابات، هذه الأرقام كانت كفيلة بأن تنذر بخطورة هذا المرض، و هي من دفعت بالمنظمة عام 2017 إلى وضع استراتيجية عالمية بشأن الوقاية من الكوليرا، و التي جاءت بعنوان” وضع حد للكوليرا”.

نبذة عن مرض الكوليرا

الكوليرا هي مرض يسبب بواسطة بكتيريا تسمى ب ” الضمة الكوليريّة”، و التي تنتقل عن طريق الماء الملوث. وهي تؤدي بالعموم إلى إسهال حاد، يقود إلى التجفاف. أما عن خطورتها فهي تأتي لكونها من المحتمل أن تؤدي إلى الموت خلال ساعات، في حال لم يتم التعامل معها و تدبير التجفاف المترتب عنها.

تجدر الإشارة إلى أنه في البلدان المتقدمة، تمت الوقاية من الكوليرا، وصولاً إلى القضاء التام عليها، نتيجة اعتماد هذه الدول  لنظام صرف صحي متطور، الأمر الذي حال بين اختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب، أو ري المزروعات بهذه المياه الملوثة.

في حين لا تزال دول افريقيا، و جنوب شرقي أسيا، تعاني من انتشار هذا الوباء. و عليه نستشف أن الكوليرا تنتشر في أوساط البلدان التي تعاني من ظروف اجتماعية و اقتصادية صعبة. حيث تجبر هذه الظروف الناس على التزاحم فيما بينهم، مع غياب لمرافق الصرف الصحي المواتية لمثل هذه التجمعات.

الوقاية من الكوليرا تكون بمعرفة أسبابها في المقام الأول

تجدر الإشارة بدايةً إلى أنه ليس كل المصابين بمرض الكوليرا يبدون أعراض شديدة. إلا أنهم يبقون حاملين و ناقلين للمرض، و ذلك عن طريق البراز. أم بالنسبة لحالات الوفاة التي تسجل بسبب الكوليرا، فهي تعزى للسم التي تفرزه “ضمة الكوليرا” في أمعاء المصاب. و الذي يؤدي إلى جعل خلايا الأمعاء تفرز كميات كبيرة من المياه، و بالتالي إصابة المريض بإسهال حاد، نتيجة لخسارته لهذه المياه، و التي تكون مصحوبة بطبيعة الحال مع شوارد الجسم.

كما أشرنا في عنوان الفقرة، أنك إذا ما أردت الوقاية من الكوليرا، فيجدر بك أن تدرك مصادر العدوى بها. و عليه نقول أن المياه الملوثة، هي المتهم الأساسي بافتعال هذا المرض. كما أن بكتريا الكوليرا قد تكون موجودة في كل مما يلي:

  • مياه الآبار الملوثة: إذ أنه من الملاحظ بشكل جلي انتشار هذا المرض في المجتمعات التي يسودها الفقر، و الظروف الاجتماعية القاسية، مع تغيُّب لمرافق الصرف الصحي الملائمة لديهم، لا سيما مع اعتمادهم على مياه الآبار التي غالباً ما تكون ملوثة. أضف إلى ذلك أن سطح التربة أيضاً من المحتمل أن يكون مصدر للعدوى.
  • الأسماك القشرية غير المطبوخة جيداً: إذ تشير بعض الإحصائيات، أن بعض حالات تفشي الكوليرا في الولايات المتحدة، كانت بسبب تناول المأكولات البحرية من خليج المكسيك.
  • الفواكه و الخضروات غير المغسولة: و السبب هنا يكون أيضاً وراء استخدام أسمدة ملوثة، أو مياه صرف صحي في عمليات الري.

أعراض مرض الكوليرا

الوقاية من الكوليرا

سواء أكان الشخص الحامل للكوليرا عرضي أم غير عرضي، يبقى في كلا الحالتين ناقل للمرض. و ذلك لكون بكتيريا الكوليرا تبقى متعايشة في براز المريض لفترة تتراوح بين 7-14 يوم، و تخرج مع البراز إلى الوسط الخارجي.

في معظم الحالات نجد أن حامل الكوليرا لا يبدي أعراض. و إن أبدى بعض المظاهر السريرة، فتكون على شكل اسهال معتدل إلى خفيف، يصعب تفريقه دون الاستعانة بالتحاليل المخبرية عن أنواع أخرى من الإسهال. على النقيض نجد أن بعض المرضى يبدون أعراض شديدة تصل بهم إلى التجفاف الحاد و الموت، لذلك يجب عدم التساهل مع قضية الوقاية من الكوليرا، و بالحديث عن أعراض المرض فهي كالتالي:

  • إسهال يوصف بأنه حليبي اللون و يكون شديد: إذ أنه من المحتمل أن يخسر مريض الكوليرا ما حجمه 1 ليتر من سوائل كل ساعة.
  • الإقياء: في المراحل الأولى للكوليرا، نجد أن المريض يشتكي من الغثيان و القيء المتكرر.
  • التجفاف: الذي يكون نتيجة لخسارة الجسم للسوائل المصحوبة بالشوارد، و بالتالي اضطراب في كل الجسم. تجدر الإشارة إلى أنّه يمكن وصم التجفاف بأنه حاد، إذا ما أدى إلى خسارة 10% من وزن الجسم، و هو يتمثل سريرياً ب الهزال العام و التعب الشديد، و انعدام التبول، و غور العينين، علاوةً على انخفاض الضغط و اضطراب النبض.
  • تقلصات شديدة في العضلات: و هي تكون نتيجة تالية لاضطرابات الشوارد و الأملاح في الجسم، و نقص المعادن الحاد.
  • الصدمة: و هي إحدى المضاعفات الأكثر تقدم و خطورة للمرض. إذ تترتب على نقصان كمية الدم في الجسم، نتيجة للإسهال الشديد، و بالتالي يحدث هبوط شديد في ضغط الدم.

كل ما تقدم ينذر بخطورة هذا المرض الفتاك، و أهمية تطبيق خطوات الوقاية من الكوليرا التي سترد في فقرة لاحقة.

التشخيص

قد تكون الأعراض و المظاهر السريرية في المناطق التي يشيع بها الوباء، كفلية بأن تكون وسيلة تشخيص. إلا أنه تبقى عملية الجزم بالإصابة بالكوليرا عن طريق التحاليل المخبرية، و رؤية “ضمة الكوليرا في البراز”

علاج الكوليرا

على الرغم من توفر علاجات الكوليرا، و التي ترتكز بصورة أساسية على تعويض السوائل و الشوارد التي يخسرها المريض نتيجة الإسهال. إلا أنه تبقى عملية الوقاية من الكوليرا أنجع و أسلم، و ذلك نتيجة فتك هذا المرض بحياة المرضى بشكل سريع، إذا ما لم يتم التعامل و التدبير الدوائي السريع. و يمكن ذكر العلاجات و التدابير الطبية المتبعة في النقاط التالية:

  • تعويض السوائل و الشوارد التي كان قد خسرها الجسم: و ذلك عن طريق ما يعرف ب” أملاح تعويض السوائل ع طريق الفم”. حيث تتوفر مثل هذه الأملاح في الصيدليات على شكل مسحوق يمكن تحضيره بالماء. و هذه الخطوة يجب الإسراع بتنفيذها إذا ما تحسس مقدم الرعاية الصحية وجود تجفاف لدى المريض، لكونها تكون حاسمة بالوقاية من الموت بالكوليرا، إذ تنخفض احتمالية الوفاة في حال تم ذلك إلى 1%.
  • السوائل الوريدية: في الحالات المتقدمة و الشديدة، قد لا تكفي “أملاح تعويض السوائل عن طريق الفم”، لكونه من جهة هنا أصبح التجفاف شديد، و من جهة أخرى يكون المريض غير قادر على تعاطي مثل هذه الأدوية نتيجة الانهاك الشديد الذي يحصل له.
  • المضادات الحيوية: قد تساعد إلى حد ما بتخفيف حدة الإصابة، نتيجة تأثيرها على بكتريا الكوليرا.
  • الزنك: و ذلك نتيجة ضلوعه بتخفيف حدة الإسهال.

الوقاية من الكوليرا

إذا كنت تشتبه بتفشي وباء الكوليرا في مكان تواجدك، فيمكن لك الوقاية من الكوليرا باتباع الإرشادات و النصائح التالية [2] ، و التي إذا ما طبقتها بحزم، تكون كفيلة أن تنأى بك عن أي إصابة محتملة.

  • تعقيم اليدين بصورة متكررة، خاصةً بعد خروجك من الحمام، أو قبل تناول الطعام. و تعقيم اليدين يكون إما بغسلها بالماء و الصابون مع ضمان الفرك الجيد لمدة لا تقل عن 15 ثانية. أو أن تستخدم مطهرات كحولية.
  • إذا ما أردت تناول بعض المشروبات الباردة المعلبة، تأكد من تعقيم فوهة العلبة أو الزجاجة.
  • احرص على عدم استخدام مصادر المياه المجهولة، أو استخدام مكعبات الثلج.
  • تجنب المأكولات الجاهزة، و التي من المحتمل أن تكون غير مطهية جيداً، و بدورك احرص على طهي الطعام بشكل جيد.
  • ابتعد عن كل المأكولات البحرية.
  • لا تتهاون بغسل الفواكه و الخضروات بشكل جيد، و من الأفضل تناول الفواكه التي تستطيع تقشيرها.
  • أخذ اللقاحات للوقاية من الكوليرا، و ذلك قبل 10 أيام من السفر إلى أماكن يشتبه بتفشي الكوليرا فيها.

في الختام نؤكد أن اتباع تعليمات الوقاية من الكوليرا كفيلة بأن تنأى بك عن هذا المرض. و لكن لا تتردد أبداً في زيارة أقرب مركز صحي إذا ما استشعرت بعض الأعراض التي وردت أعلاه. كون المسارعة بتعويض السوائل و الشوارد هي العامل الحاسم في النجاة من الكوليرا.

المراجع

  1. الكوليرا | www.who.int/ar
  2. Five Basic Cholera Prevention Steps | www.cdc.gov
295 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.