إنّ التسامح خلقٌ نبوي عظيم، فهو دُرَّةُ الأخلاق و السجايا، و بالتسامح يتشرَّفُ المؤمن عِزًّا. و في هذا المقال سنجد حديث نبوي شريف عن التسامح.
حديث نبوي شريف عن التسامح مع الآخرين
جاءت في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحايث التي تحثّ على التسامح و العفو بين المسلمين، فالتسامح خُلُقٌ شامل يشمل الكثير من الأخلاق و من معاني التسامح :
- الرحمة.
- الحِلم و السهولة.
- اللين و العفو.
- الجُود و الإحسان.
- التعاطف و الرأفة.
- السلام و العدل.
- عدم التشدّد و الاعتدال.
- نبذ التعصّب، مثل التعصب للغة أو اللون أو الجنس أو النسب و غير ذلك من صور الجاهلية.
- رفع الحرج عن الناس.
و فيما يلي الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في تسامح المسلمين مع بعضهم :
- قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” لا تَباغضوا، و لا تَقاطعوا، و لا تَدابَروا، و لا تَحاسَدوا، و كونوا عبادَ الله إخوانًا كما أمَرَكمُ الله، و لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاهُ فوق ثلاثة أيام “.
- قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” مَثَلُ المؤمنينَ في تَوادّهِم و تَراحمِهِم و تَعاطُفهم مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشتكى مِنهُ عُضوٌ تَداعي له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهرِ و الحُمَّى “.
حديث نبوي شريف عن التسامح مع الكافر
كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خير الوَرى و أفضلُ إنسانٍ حملَ كل الأخلاق النبيلة في صدره على وجه الأرض، فحتى إنّه كان سمحًا مع الكافرين فقد كان يعاملهم بالعدل و العفو و زيارة المريض و الإحسان إلى الجار. و من أبرز الأحاديث التي وردت عنه صلى الله عليه و آله و سلم التي تبيّن التعامل مع الكافرين بلطف و أدب و تسامح :
- عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : ” كان غلامٌ يهودي يخدمُ النبي صلى الله عليه و آله و سلم، فمرضَ، فأتاهُ النبي صلى الله عليه و آله و سلم يَعودُهُ، فقعدَ عند رأسه، فقال له : أسْلِم، فَنَظَرَ إلى أبيهِ و هو عندهُ، فقال له : أطِعْ أبا القاسم صلى الله عليه و آله و سلم، فأسلَمَ، فخرجَ النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هو يقول : الحمدُ لله الذي أنقّذهُ منَ النَّار “.
- حديث نبوي شريف عن التسامح مع الكافر أيضًا، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه، قال : ذبحَتْ شاة لابن عمرو في أهله، فقال : أهديتم لجارنا اليهودي ؟ قالوا : لا، قال : ابعثوا إليه منها، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول : ” ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ، حتى ظَننتُ أنّه سيورّثه “.
حديث نبوي شريف عن التسامح مع العامِل و الخادم
كان يوصي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أصحابه بالتسامح و العفو و اللين و الرفق مع جميع العمال و الخدم، حتى إذا قصَّر الخادم في أداء عمله أو أخطأ. و فيما يلي أكثر من حديث نبوي شريف عن التسامح الذي وجّهنا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم من أجل طريقة تعامل حَسَنة مع العمال و الخدم و المبنية على العفو و التسامح :
- يقول خادم النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنس رضي الله تعالى عنه : ” خَدَمتُ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تِسعَ سنين، فَما أعْلَمُهُ قال لي قَط : لِمَ فعلتَ كذا و كذا ؟ و لا عابَ عليَّ شيئًا قَطّ “.
- عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال : ” جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم، فقال : يا رسول الله، كم نعفو عن الخادِم ؟ فصمتَ، ثم أعاد الكلام، فصمتَ، فلّما كان في الثالثة، قال : اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرة “.
- عن عائشة رضي الله تعالى عنه قالت : ” ما ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شيئًا قَطُّ بيده، و لا امرأةً، و لا خادِمًا، إلّا أن يجاهدَ في سبيل الله، و ما نِيلَ منه شيءٌ قَطّ، فينتقِم من صاحبه، إلّا أن يُنتهك شيءٌ من محارمِ الله، فينتقِم لله عزَّ و جلَّ “.
حديث نبوي شريف عن التسامح في معاملة البيع و الشراء
إنّ التسامح في معاملات البيع و الشراء له فضلٌ كبير عند الله تعالى و أجرٌ و عفو و بركة و رحمة منه جلَّ و عُلا. و فيما يلي من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في فضل التسامح في معاملات البيع و الشراء و التي تحثّ على وجود التسامح و العفو و اللين :
- عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” رَحِمَ الله رجلًا سَمحًا إذا باعَ و إذا اشترى و إذا اقتَضى “.
- عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ” أدخَلَ الله رجلًا الجنَّة كان سهلًا : مشتريًا و بائعًا، و قاضيًا و مقتضيًا “.
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” إنّ الله تعالى يحبٌّ سمحَ البيعِ، سمحَ الشراءِ، سمحَ القضاء “.
حديث نبوي شريف عن تحريم النار عن المتسامح
روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” ألا أخبِرُكُم بمَ، يَحرمُ على النار، و بِمَن تحرمُ عليه النارُ ؟ على كلِّ قريبٍ هَيّنٍ سهلٍ “.
حديث نبوي شريف في الحث على التسامح
فيما يلي أبرز الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و آله و سلم في الحث على التسامح و العفو بين الناس :
- عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه و آلم و سلم قال : ” أفضل الإيمان الصبرُ و السماحةُ “.
- عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم : ” اسمحْ يسمحْ لكَ “.
- عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال : ” لقيتُ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فقال لي : يا عقبةَ بن عامرٍ صِلْ مَن قَطَعك و أعطِ مَن حَرَمَك و اعفُ عَمَّن ظَلَمك “.
- عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، قال : ” ما رأيتُ النبي صلى الله عليه و آله و سلم، رفِعُ إليه شيءٌ فيه قِصاصٌ ألّا أمَرَ فيه بالعفو “.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” إنّ الله تعالى عفوٌ يحبُ العفو “.
- عن سهل بن سعد الساعدي و عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهما، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” أحسِنوا إلى محسنِ الأنصار، و اعفو عن مسيئهم “.
و إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا ” حديث نبوي شريف عن التسامح “، و لنضع نصب أعيننا الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” ما نقصتْ صدقةٌ من مالٍ، و ما زادَ الله عبدًا بعفوٍ إلّا عِزًّا، و ما تواضعَ أحدٌ لله إلّا رفعهُ الله “.
اقرأ أيضًا :