سبب نزول سورة الفيل مع قصة أصحاب الفيل بالتفصيل

سبب نزول سورة الفيل مع قصة أصحاب الفيل بالتفصيل

تعرف معنا في المقال التالي على سبب نزول سورة الفيل مع تفسيرها الصحيح كما أورده العلماء.

سبب نزول سورة الفيل

سبب نزول سورة الفيل

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)

سورة الفيل سورةٌ مكية من جزء عم (الجزء الثلاثين)، و آياتها خمسة و ترتيبها في المصحف 105. تحدثت السورة عن قصة أصحاب الفيل حين قصدوا هدم الكعبة المشرفة، فردّ الله كيدهم و حمى بيته منهم. و المقصد الأساسي للسورة هو إظهار قدرة الله سبحانه وتعالى في حماية بيته الحرام تذكيراً وامتناناً على أهل مكة.

و نشير هنا إلى قضيةٍ هامة، و هي أن السورة تتكلم عن قصة أصحاب الفيل و ليس سبب نزول سورة الفيل. لأن قصة أصحاب الفيل كانت قبل الإسلام و قد وقعت الحادثة في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه السورة قد نزلت بعد تلك الحادثة بأكثر من أربعين سنة، فلا يقال أن أحداث القصة هي سبب نزول سورة الفيل.

قصة أصحاب الفيل

سبب نزول سورة الفيل

في زمن من الأزمان و قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت اليمن تتبع الحبشة في المُلك. كان حاكم الحبشة يسمى النجاشي، أما والي اليمن فيسمى أبرهة و كان على الدين المسيحي. و لكي يرضي أبرهة ملك الحبشة النجاشي، قام ببناء كنيسةٍ كبيرة شاهقة الارتفاع و سمّاها القلّيس.

حاول أن يصرف أنظار العرب عن الكعبة إلى هذه الكنيسة و يجعل الناس تحجّ إليها كما يحجون إلى الكعبة. فغضب العرب من ذلك، فرغم شركهم إلا أنهم كانوا يعظمون الكعبة و يقدسونها، فقاموا بإهانة الكنيسة. فقيل أن أحد العرب ذهب و قضى حاجته في الكنيسة، و قيل أن البعض أحرق فيها حريقاً.

فغضب أبرهة من ذلك و قرر أن يهدم الكعبة، فأعدّ جيشاً ضخماً مع مجموعةٍ من الأفيال الضخمة، و على رأسهم فيلٌ عملاق لم يشاهد مثله يدعى محمود. و انطلق أبرهة مع جيشه من اليمن إلى الكعبة، و لا تواجهه قبيلة عربية إلا غلبها و هزمها.

و قبل أن يدخل مكة كان هناك مرعى لأهل مكة ترعى فيه الإبل، وكان من بينهم مئتي ناقة لعبد المطلب. فاستولى أبرهة عليهم، و بعث برسوله إلى مكة ليأتيه بأشرف رجلٍ بقريش، و كان عبد المطلب من أشراف مكة في ذلك الوقت فذهب إلى أبرهة.

و كان عبد المطلب رجلاً جسمياً حسن المنظر، فلما رآه أبرهة أجلّه ونزل من على سريره وجلس معه على البساط. فطلب منه عبد المطلب أن يرد إليه الإبل، فتعجب أبرهة من ذلك فقال: عجبت لك تسألني عن الإبل، و أما بيتك الذي تعظمه فلم تكلمني فيه. فقال: عبد المطلب مقولته الشهيرة أما أنا فرب الإبل وأما البيت فله ربٌ يحميه.

تكملة قصة أصحاب الفيل

عاد عبد المطلب إلى مكة و تعلق بأستار الكعبة و كل الناس كذلك، و أخذوا يدعون الله أن يصرف عنهم هذا الجيش. و طلب عبد المطلب من أهل مكة أن يصعدوا إلى الجبال، لأنهم لا قدرة لهم على أبرهة.

ثم انطلق أبرهة إلى الكعبة مع جيشه، و هنا توقف الفيل محمود و جلس مكانه و لم يتحرك مهما فعلوا. فإذا وجّهوا الفيل ناحية الشرق تحرّك، و ناحية الغرب تحرّك أيضاً، و ناحية اليمن تحرّك، أما جهة الكعبة فيجلس. و بدأ الجنود بضرب الفيل بالعصيان و وخزه بالسهام حتى يتحرك، فلم يتحرك.

وبينما هم على ذلك، و إذا بأفواج ضخمة و جماعات هائلة متتابعة من الطيور تأتي من جميع الجهات. وكانت هذه الطيور محملة بحجارة من نار، وكل طائر يحمل ثلاث حجرات، واحدة في منقاره وواحدة في كل قدم.

ثم تقوم هذه الطيور برمي الحجارة على جيش أبرهة، فما تسقط على واحد منهم إلا و تميته. فكانت تحرقهم و تفتتهم تفتيتاً، و قيل أنها كانت تدخل من الفم و تخرج من الدبر. و لم يبقَ من هذا الجيش إلا أبرهة، و قيل أنه استطاع العودة إلى اليمن و لكنه مات شر ميتة.

الغرض من قصة أصحاب الفيل

إن حماية الله تعالى للكعبة غرضه هو أن يعرف العرب قدر قريش، و قدر هذا البيت، و قدر هذا المحلّ. فلم تكن هذه الحماية كرامةً لأهل مكة فقد كانوا مشركين في ذلك الوقت، وإنما كان الأمر إعداداً لهذا المكان. و إعداداً لقريش و بني هاشم، لكي يستقبلوا هذا الحدث الجلل، و هو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. فيقع في نفوس الناس تعظيم قريش و تعظيم بني هاشم، بحيث إذا بعث نبيٌّ من بني هاشم يصدقه الناس.

التفسير المختصر لسورة الفيل

  • أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1): ألم تعلم أيها الرسول كيف فعل ربك بأبرهة وأصحابه، أصحاب الفيل حين أرادوا هدم الكعبة؟.
  • أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2): لقد جعل الله تدبيرهم السيئ لهدمها في ضياع. فما نالوا ما تمنّوه من صرف الناس عن الكعبة، و ما نالوا منها شيئاً.
  • وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3): و بعث عليهم طيراً أتتهم جماعات جماعات.
  • تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4): ترميهم بحجارة من طين مُتحجر.
  • فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5): فجعلهم الله كورق زرع أكلته الدوابّ و داسته.

تفسير سورة الفيل ابن كثير

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1): هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش، فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل. الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود، فأبادهم الله و أرغم آنافهم وخيب سعيهم وأضل عملهم وردهم بشرّ خيبة. وكانوا قوماً نصارى وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالاً مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان. و لكن كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه في ذلك العام ولد على أشهر الأقوال. و لسان حال القدرة يقول: لم ننصركم يا معشر قريش على الحبشة لخيريتكم عليهم، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبيّ الأميّ محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.

أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2): بأن الله سبحانه أهلكهم و دمرهم و ردهم بكيدهم و غيظهم لم ينالوا خيراً.

وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3): و أرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف و البلسان.

تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4):عن ابن عباس أنه قال: طين في حجارة.

فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5): والمعنى أن الله سبحانه و تعالى أهلكهم و دمرهم وردهم بكيدهم وغيظهم. لم ينالوا خيراً و أهلك عامتهم و لم يرجع منهم مخبر إلا و هو جريح.

و إلى هنا نكون وصلنا لختام مقالنا سبب نزول سورة الفيل، نتمنى أن يكون نال من إعجابكم.

أقرأ أيضاً:

فضل سورة الحاقة مع تفسيرها الميسر

سبب نزول سورة القارعة مع تفسيرها الصحيح

فضائل سورة هود | و معلومات لم تعرفها من قبل

تفسير سورة الفلق و ما هو سبب نزولها

120 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.