على الرغم من أن الأعمال بأنواعها المختلفة تتطلب مشاركة أكثر من شخص، إلا أن كل شخص منهم غالباً ما يقوم بتنفيذ العمل الخاص به فقط. أي أن كل شخص يعمل بنفسه ولنفسه فقط. وفي حين يبدو هذا المبدأ في العمل عادياً جداً، وليس فيه أي ضرر، إلا أنه في الواقع قد يمتلك بعض السلبيات. وخلال سطور هذا المقال سوف نقوم بالتحدث عن أبرز وأهم سلبيات العمل الفردي. تابع معنا القراءة في حال كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات.
ما هو العمل الفردي
كما يوحي لك الاسم، يدل مصطلح العمل الفردي على أن شخصاً ما يقوم بتنفيذ العمل المطلوب منه بمفرده. أي أنه لا يعمل ضمن فريق أو ضمن مجموعة. ولكي تتمكن من فهم مصطلح العمل الفردي بشكل أفضل، يجب عليك أولاً أن تفهم مصطلح العمل الجماعي، أو العمل ضمن مجموعات. حيث في هذه الحالة يتم إنجاز العمل من قبل فريق من الأشخاص العاملين، أو مجموعة من الأشخاص. والعكس صحيح في حالة العمل الفردي، حيث يتم إنجاز العمل من قبل شخص واحد فقط.
ما هي سلبيات العمل الفردي
بالحديث عن العمل الفردي، يجب عليك أن تعرف بأن أغلب الأعمال التي تتم في المجالات المختلفة هي أعمال فردية، وذلك على الرغم من كون العمل نفسه يتطلب مشاركة أكثر من شخص. إلا أن كل شخص من الأفراد المشاركين في العمل يقوم بتنفيذ المهم المطلوبة منه فقط. وبشكل عام، إليك نبذة عن أهم وأبرز سلبيات العمل الفردي [1]:
1- يتطلب الكثير من الوقت
واحدة من أبرز سلبيات العمل الفردي هي الوقت الطويل الذي يتطلبه العمل. حين لا يمكن لأي شخص مهما كانت كفاءته ومهما كانت مهارته أن يقوم بإنجاز أي عمل خلال وقت قصير. وذلك بالمقارنة طبعاً مع الوقت الذي سيتغرقه العمل في حال تم إنجازه من قبل مجموعة من الأشخاص معاً.
على سبيل المثال، في حال كنت ترغب بتبديل الأثاث الموجود لديك في المنزل، وكنت ترغب بتنفيذ هذه المهمة بنفسك. فيجب عليك في هذه الحالة أن تقوم باتخاذ القرار الخاص بشراء الأثاث الجديد، وأن تقوم بشراء هذا الأثاث، ومن ثم تقوم بنقله إلى منزلك. بعدها يجب عليك أن تزيل الأثاث القديم من مكانه، وأن تضع الأثاث الجديد مكانه. وأخيراً، يجب عليك أن تقوم بتدبير أمر الأثاث القديم، كأن تقوم بتخزينه أو ببيعه.
بالطبع فإن هذه العملية ستستغرق الكثير من الوقت، ربما أياماً أو أسابيعاً. ولكن في حال قررت أن تقوم بتنفيذ هذه المهمة بمساعدة أخوتك أو رفاقك، فيمكن هنا تقسيم العمل الكامل إلى أجزاء صغيرة. إذ يمكن لشخص ما أن يشتري الأثاث الجديد، وأن يقوم بإحضاره. في حين يقوم شخص أو شخصين آخرين بإزالة الأثاث القديم ريثما يتم جلب الأثاث الجديد. وأخيراً، يمكن أن يجتمع الجميع في مهمة وضع الأثاث الجديد في مكانه، وتدبير أمر الأثاث القديم. وبهذه الطريقة ستوفر الكثير والكثير من الوقت.
2- صرف الكثير من الجهد
كما ذكرنا لك في الفقرة السابقة، لا يتطلب العمل الفردي وقتاً أطول فحسب، وإنما يستهلك الكثير من الجهد أيضاً. وفي حال قمت بإعادة قراءة المثال الموجود في الفقرة السابقة، ولكنك نظرت إلى الجهد بدلاً من الوقت، ستلاحظ هذا الأمر بسهولة. حيث يعتبر تقليل الجهد اللازم للعمل واحداً من أهم ميزات العمل الجماعي أو العمل في مجموعات، في حين يعتبر الجهد الكبير من أبرز سلبيات العمل الفردي بشكل عام. إذ يتيح العمل الجماعي للأفراد أن يقوموا بتقسيم العمل إلى مهام جزئية، بحيث يقوم كل منهم بتنفيذ مهمة واحدة فقط. كما يمكن في هذه الطريقة من العمل تنفيذ المهم الصعبة من قبل أكثر من شخص واحد. الأمر الذي يخفف الجهد اللازم لتنفيذ العمل بشكل كبير.
3- تحميل كامل المسؤولية
بالإضافة إلى ذلك، في حالة العمل الفردي يتحمل الشخص المسؤولية الكاملة عن العمل اللازم عليه القيام به. وذلك على عكس العمل الجماعي، الذي يتحمل فيه مسؤولية العمل مجموعة الأشخاص القائمين عليه. وفي حين يمكن لبعض الأشخاص أن يتحملوا المسؤولية الكاملة عن عمل ما، إلا أن البعض الآخر يجد صعوبة كبيرة في تحمل مالسؤولية وحده. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يسبب هذا الضغط الكبير فشلاً في العمل، أو فشلاً عن تنظيم الوقت اللازم لإجراء العمل. وذلك بغض النظر عن أن العمل الفردي يتطلب جهداً أكبر ووقتاً أطول لكي يتم بطريقة صحيحة.
4- جودة منخفضة
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الجودة المنخفضة واحدة من أبرز سلبيات العمل الفردي. وذلك لأنه كما ذكرنا لك في السابق، يتطلب العمل الفردي وقتاً طويلاً لكي يتم إنجازه بطريقة صحيحة، وذلك بالإضافة إلى الجهد الكبير. بالتالي في حال شعر الفرد القائم على هذا العمل بأنه لن يتمكن من إنجازه خلال الوقت المحدد له، فإنه سيقوم بنسيان بعض القوانين وسيسمح لنفسه ببعض التجاوزات. وفي كثير من الأحيان يسبب هذا الانسياب أو الإهمال تراجعاً في جودة العمل.
على سبيل المثال، في حال كان العمل المطلوب منك هو إتمام تعديل فيديو طويل مدته 10 ساعات، وذلك خلال يوم واحد فقط. ففي حال قمت بإنجاز هذه المهمة بنفسك، فعلى الأرجح أن جودة عملك ستكون ممتازة في الساعات الأولى من اليوم. ولكن في الساعات الأخيرة، وفي حين اقتراب موعد تسليم العمل، فإن الجودة ستنخفض بشكل تلقائي. وذلك لسببين، أولهما أن الوقت الخاص بالعمل شارف على الانتهاء، وثانيهما أنك ستكون قد تعبت لكونك عملت لساعات كثيرة.
5- قلة التحفيز والإبداع
بعيداً عن سلبيات العمل الفردي التي تحدثنا عنها في الفقرات السابقة، يتصف العمل الفردي بأنه يفتقد إلى التحفيز والإبداع في بعض الحالات. ففي حال العمل الجماعي، أو العمل في مجموعات، يمكن للأشخاص الموجودين معك في العمل أن يحفزوك على إنجاز الدور المطلوب منك بوقت أقصر أو بطريقة أفضل. كما أن الأفكار التي يمكن أن تشارك بين مجموعة من الأشخاص تكون أكثر عدداً، وغالباً أفضل. من ناحية أخرى، في حال كنت وحيداً في العمل، فليس هناك من يشجعك، وليس هناك من يقترح عليك حلولاً أو طرقاً بديلة للعمل الخاص بك.
6- ممل وطويل
بما أن العمل الفردي يتطلب الكثير من الوقت، فلا شك وأنه عمل ممل. وخصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بتنفيذ نفس الأعمال على الدوام. أي أن هؤلاء الأشخاص سيشعرون بالملل تجاه العمل الخاص بهم، ومن ثم سيشعرون بالكره تجاه هذا العمل. وفي حال كنت تكره عملك أو تعتبره مملاً، فإنك ستصبح غير قادراً على الإبداع فيه، أو على خلق طرق جديدة فيه. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الملل العامل الأساسي لانخاض جودة العمل، وانخفاض المهارات التي يتم صبها في هذا العمل.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم. حيث قمنا فيه بالتحدث عن أبرز وأهم سلبيات العمل الفردي. لا تنسى أن تقوم بزيارة موقعنا لكي تتعمل من قراءة المزيد من المقالات الأخرى، ذات المواضيع المفيدة والمشوقة.
اقرأ المزيد من موقعنا:
قائمة بجميع سلبيات التعليم عن بعد تعرف عليها
المراجع
- ↑ 10 Disadvantages of Working | toughnickel.com