شعراء المدح | أشهر شعراء المدح في العصر الجاهلي و العباسي

شعراء المدح | أشهر شعراء المدح في العصر الجاهلي و العباسي

شعراء المدح، هذا ما سيتمحور حوله موضوعنا اليوم، حيث يعتبر المدح من أبرز الأغراض الشعرية في العصر العباسي و الجاهلي، فمن هم شعراء المدح في ذلك العصر؟ تابع معنا هذا المقال لتتعرّف عليهم.

أشهر شعراء المدح في العصر العباسي

أشهر شعراء المدح في العصر العباسي

ظهر العديد من شعراء المدح في العصر العباسي الذين اتخذوا من كتابتهم للشعر وسيلة لكسب العطايا و الهدايا :

1- أبو الطيب المتنبي

من أشهر شعراء المدح في العصر العباسي الشاعر الكبير : أبو الطيب أحمد بن حسين المتنبي الذي ولدَ في مدينة الكوفة في العراق عام 915 م، الموافق 303 هـ، و توفي عام 965 م، الموافق 354 هـ، و نشأ حيثما ولد، و كان يتردد أيضًا ما بين الحَضَر و البادية، فأكسبه هذا العلم و الثقافة من الحَضَر و الصلابة من البدو، و كان والده كثيرًأ ما يردّده على القبائل و هذا الأمر ساعده في قول الشّعر.

أخذ الشاعر المتنبي معظم علمه من الورّاقين و مرافقتهم ( الورّاقين هم من يحترفون تصحيح الكتب و التجليد و باقي الأمور الكتابية و كذلك الدواوين )، فكان يمتهن المدح و لكن لم يلبِّ هذا المديح رغبته في الرفعة و الشهرة، فلجأ إلى التمرد و لكنه سجنَ إثر ذلك، بعد ذلك أصبح يمدح بقادة العرب، حيث وصل شعره و مديحه إلى نصف ديوانه تقريبًا.

من الأشخاص الذين مدحهم المتنبي الذي يعد من أبرز شعراء المدح في العصر العباسي :

  • سيف الدولة الحمداني.
  • آل اسحق التنوخي.
  • أبناء يحيى البحتري.
  • عبد الله بن خلكان.
  • بدر بن عمار.
  • مساور الرومي.
  • المغيث العجلي.
  • شجاع الطائي.
  • الأمير محمد بن طغج.
  • أبو العشائر الحمداني.
  • علي بن محمد التيمي.

و أكثر السّمات التي يتميز بها شعره و مديحه هي :

  • صدق قصائده.
  • انعكاس قصائده على الواقع.
  • أسلوب واضح و سلس بعيدًا كلّ البُعدِ عن التعقيد و الغموض.
  • دقة الوصف.
  • جزالة الألفاظ.
  • عمق المعاني الشعرية.
  • الابتكار.
  • البُعد عن التقليد.

قصيدة مدح في سيف الدولة الحمداني

و كما ذكرنا أنّ من أبرز الأشخاص الذين مدحهم المتنبي هو سيف الدولة الحمداني، حيث مدحه بعد بناء مدينة مرعش عام 341 هـ، قائلًا :

فدَيناكَ من رَبعٍ و إن كَربا

فإنَكَ كنتَ الشرقَ للشمسِ و الغَربا

و كيفَ عرفنا رسمَ مَن لَم يدَع لنا

فؤادًا لِعرفانِ الرسومِ و لا لُبّا

نزلنا عن الأكوارِ نمشي كرامةً

لِمَن بانَ عنه أن نلِمَّ به رَكبا

ندمُّ السّحابَ الغرَّ في فعلها به

و نعرضُ عنها كلّما طلعت عتبا

و من صحِبَ الدنيا طويلًا تقلَّبَت

على عينه حتى يرى صدقها كذبا

و كيف التِذاذي بالأصائلِ و الضحى

إذا لم يعُد ذاكَ النسيمُ الذي هبّا

2- البحتري

البحتري هو أبو عبادة الوليد بن عبيد الله، ولد في مدينة منبج الواقعة بجوار حلب في قرية زردفنه، عام 822 م، الموافق 205 هـ، و توفي عام 898 م، الموافق 284 هـ، حيث أتقن البحتري قول الشعر في قريته، و من ثم سافر إلى العراق و اتّصل بلازم المتوكّل و ببلاطه، و لكنه عاد إلى بلاده عندما حدثت فتنة المتوكّل التي قتل فيها هو و وزيره الفتح.

ثم سافر البحتري مجددًا إلى بغداد ليمتدح خلفائها، حيث بقي في العراق حتى نهاية حكم المعتمد، ليعود بعد ذلك إلى بلده و استقرّ في مدينته التي ولد فيها منبج، و توفي فيها و هو يبلغ من العمر ثمانين عامًا، و قد بلغ الشاعر الكبير البحتري مكانة عالية مرموقة في العصر العباسي، و اتّصل مع العديد من كِبار الشعراء.

أمّا فيما يخص قصائده في المدح فقد كانت كثيرة، و من الأشخاص الذين مدحهم من الخلفاء :

  • المتوكّل.
  • المعتز.
  • المهتدي.
  • المعتمد.
  • المستعين.

و من الأشخاص الغير خلفاء الذين مدحهم :

  • أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري و آله.
  • آل حميد الطوسي.
  • أبا صالح بن عمار.
  • أحمد بن الطائي.
  • محمد بن القمي.
  • الخضر بن أحمد.

و قد تميزت قصائد الشاعر البحتري الذي يعتبر من أشهر شعراء المدح في العصر العباسي بالعديد من السمات التي أكسبت شعره التميّز و الحداثة. نذكر منها :

  • فصاحة الألفاظ.
  • جزالة الألفاظ.
  • وضوح المعاني.
  • حسن اختياره للألفاظ، حيث كان يختار ألفاظًا بعيدة عن التعقيد و الغموض.
  • براعة الخيال.
  • الصور الفنية.
  • صدق العاطفة.

قصيدة مدح في الفتح بن خاقان

امتدح الشاعر البحتري الفتح بن خاقان قائلًا :

أقولُ لِرَكبٍ معتَفينَ تدرَّعوا

على عجلٍ قِطعًا من الليل غَيهَبا

ردوا نائلَ الفتحِ بن خاقانَ إنّهُ

أعمُّ ندىً فيكم و أقربُ مطلبا

هو العارضُ الثجاجُ أخضلَ جودهُ

و طارَت حواشي بَرقِه فَتَلَهَّبا

إذا ما تلظّى في وغي أصعق العِدى

و إن فاضَ في أكرومةٍ غَمَرَ الرُبا

رزينٌ إذا ما القوم خقت حلومُهُم

و قورٌ إذا ما حادِثُ الدهر أجلبا

حياتكَ أن يلقاكَ بالجودِ راضيًا

و موتكَ أن يلقاكَ بالبأسِ مغضبا

أشهر شعراء المدح في العصر الجاهلي

أشهر شعراء المدح في العصر الجاهلي

بعد أن تعرّفنا على أشهر شعراء المدح في العصر العباسي، نأتي إلى ذكر أشهر شعراء المدح في العصر الجاهلي، حيث ظهر العديد من الشعراء في ذلك العصر، منهم : امرؤ القيس، زهير بن أبي سلمى و الأعشى و أشهرهم : النابغة الذبياني الذي كان اختصاصه يتجلّى في مدح ملوك الغساسنة.

كما ظهر أيضًا شعر المديح في شعر المعلّقات، فكانت المعلّقة تبدأ عادة بالبكاء على الديار و وصف الأطلال، ثم وصف الرحلة، و من ثم ينتقل الشاعر إلى غرضه الرئيسي، مثل : المدح، على نحو معلّقة الشاعر زهير بن أبي سلمى – كما سنذكر لاحقًا -، كما نظم شعراء المدح قصائدهم في مدح سجايا القبائل البطولية في الحرب و مدح مآثرهم من إغاثة ملهوف و حسن ضيافتهم و كرمهم، و هناك شعراء مدح آخرون نظموا شعرهم و قصائدهم في مدح السادة و الملوك و غايتهم كانت نيل المال، و هذا الأمر ساهم في تطور شعر المدح، ليغدو تجارة يتاجر بها الشعراء، فيسافرون إلى بلاط الملوك و يمدحونهم بالقصائد، فيغدقون على الشاعر بالعطايا و المال.

1- النابغة الذبياني

كان الشاعر النابغة الذبياني من أشهر شعراء المدح في العصر الجاهلي، هو زياد بن معاوية بن ضاب بن يربوع، من قبيلة ذبيان، كان يكنى باسم ابنتيه ( أبي ثمامة و أبي كنانة )، النابغة الذبياني من أسياد بني ذبيان، و سمي بالنابغة لأنه كان نابغًا في الشعر، و قيل أيضًا لأنه قال الشعر بعد كبرِ سِنّه، و مات قبل ذهابِ عقله.

كان الشاعر النابغة الذبياني يزور بلاط الغساسنة و يمدح ساداتهم، و تعتبر قصيدته البائية من خير مدائحه، فمدح فيها عمر بن الحارث الغسّاني و انتصاراته و جيشه في يوم حليمة ضد الأعداء. قائلًا :

إذا ما غزوا بالجيشِ حلَّق فوقهم

عصائب طير تهتدي بعصائبِ

لا عيبَ فيهم غيرَ أنَّ سيوفهم

بهنَّ مفلولٌ من قراع الكتائبِ

تورّثنَ من أزمانِ يوم حليمة

إلى يومٍ قد جرّبن كلَّ التجاربِ

2- زهير بن أبي سلمى

الشاعر زهير بن أبي سلمى من شعراء المدح في العصر الجاهلي، هو ربيعة بن رياح المزني، عاش في قبيلة بني غطفان قبيلة أخواله، كما عاصر حرب داعس و الغبراء بين قبيلتي داحس و الغبراء، للشاعر زهير معلّقة فيها من المدائح ما فيها، مدح فيها :

  • الحارث بن عوف.
  • هرمُ بن سِنان.

و ذلك لنجاحهما في فض النزاع الذي حصل بين قبيلتي عبس و ذبيان في حرب داعس و الغبراء، حيث دفعا أيضًا ديّة القتلى للقبيلتين.

قصيدة مدح الحارث بن عوف و هرم بن سِنان

قال الشاعر زهير بن أبي سلمى في الحارث بن عوف و هرم بن سِنان في مدح مساعيهما في حلّ النزاع بين قبيلتي عبس و ذبيان :

تداركتما عبْسًا و ذبيانَ بعدما

تفانوا و دقوا بينهم عطر َمنشمِ

و قد قلتما إنْ تدرك السِّلمَ واسعًا

بمالٍ و معروفٍ من الأمر نسلمِ

فأصبحتما منهما على خير موطنٍ

بعيدين فيهما من عقوقٍ و مأثَمِ

قصيدة مدح شجاعة الحارث بن عوف و هرم بن سِنان

بما أنّ الشاعر زهير بن أبي سلمى كان من شعراء المدح، فلم يكتفِ بمدح مساعي الحارث بن عوف و هرم بن سِنان في فَضِّ النزاع المذكور سابقًا، إنما امتدح أيضًا سرعتهما و شجاعتهما في نجدة كلّ من يطلب إغاثتهم بخيول كالجِنّة، فقال فيهم مادحًا :

إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم

طِوال الرّماحِ لا ضعاف و لا عُزلُ

بخيلٍ عليها جِنّة عبقريةٌ

جديرون يومًا أن ينالوا فيستَعلوا

هم خيرُ حيٍّ من مَعدٍ علمتُهم

لهم نائلٌ من قومهم و لهم فضلٌ

ثم إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تعرّفنا فيه على أشهر و أبرز شعراء المدح في العصر العباسي و العصر الجاهلي.

اقرأ أيضًا :

تعبير عن نفسي بالعربي | إليك نموذج معبّر و شيّق

مجالات النصوص وأنواعها في اللغة العربية

أقوى الحركات بالترتيب مع تبيان أهميتها في اللغة العربية

120 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.