طرق الوقاية من مرض السكري ومنع وقوعه أصلاً

عادةً ما تعزى الإصابة بمرض السكري إلى مجموعة من العوامل التي تتضافر مع بعضها البعض، لتؤول إلى إصابة الإنسان بالمرض، هذا و بطبيعة الحال لا يمكن التحكم بمجمل العوامل المسببة من مثل الاستعداد الوراثي، إلا أنّه و لحسن الحظ توجد الكثير من العوامل التي يمكن الابتعاد عنها لكونها مدعاة للإصابة بهذا المرض الخطير، و لما كان السكري من الأمراض المزمنة التي لا يمكن الشفاء منها، و هو يشتمل على الكثير من المضاعفات الخطيرة أيضاً، و التي من الممكن أن تصل إلى حد الوفاة، وعليه فإنّ أفضل وسيلة لعلاج السكري تكون من خلال منع وقوعه أصلاً، نحن بدورنا و نظراً لأهمية ما تقدم خصصنا هذا المقال للحديث عن أفضل طرق الوقاية من مرض السكري، و التي تكون كفيلة حال اتباعها  بتقليل احتمالية الإصابة بالمرض.

طرق الوقاية من مرض السكري

إذا كنت ترغب باتباع كل الطرق التي من شأنها أن تقلص من احتمالية اصابتك مستقبلاً بمرض السكري، فعليك اتباع ما سنورده من نصائح، علماً أننا في هذا المقال و عندما نتحدث عن الوقاية من السكري، فإننا نقصد النمط الثاني، و الذي يكون عن مقاومة الخلايا لفعل الأنسولين، حيث أنه من الاستحالة العمل على الوقاية من النمط الأول، الذي يكون مرتبط بنقص أو انعدام افراز الأنسولين، بسبب أنَ الأخير يوصف على كونه مرض مناعي ذاتي، يهاجم فيه النظام المناعي الخلايا التي تعمل على إفراز الأنسولين. و من هذه النصائح نذكر ^[1] :

1. وضع حمية غذائية صارمة تقوم على التقليل ما أمكن من الكربوهيدرات

أولى طرق الوقاية من مرض السكري تكون بأن تعمد إلى وضع حمية غذائية تكون مقتصدة إلى حد بعيد بالسكريات و الكربوهيدرات، حيث أن الإكثار من تناول مثل هذه المواد من شأنه أن يجعل الإنسان أكثر ميلاً للإصابة بمرض السكري Type 2 على المدى البعيد، بسبب أن الأغذية التي تشتمل على السكريات المتعددة من مثل الشوكولا تعتبر أغذية فارغة Junk Food، فهي خاوية إلا من السعرات الحرارية، التي تساهم بشكل كبير بزيادة الوزن، و الأخير ضليع بشكل مباشر بالتسبب بمرض السكري ^[2] .

الجدير بالذكر أن المقولة التي تنص على أن السكر يسبب السكري هي خرافة. فليس السكر بعينه من يتسبب بالنمط الثاني من السكري، و إنما المضاعفات التي تترتب عن السكر على المدى البعيد هي من تتهم بمسؤوليتها عن التسبب بهذا المرض، و لا نقصد بتبرأة السكر من إحداثه للمرض هنا، إنزاله مكانة جيدة بين الأطعمة، على العكس إذ أن الأضرار المتوقعة عن تناول السكر كثيرة، ليس أخرها تسوس الأسنان، وسوء التغذية، لما أشرنا من كونه مجرد سعرات حرارية خالية من الفوائد.

2. تخفيف الوزن أحد أفضل طرق الوقاية من مرض السكري Type 2

سبق لك أن لاحظت أنّه لا يشترط على كل مرضى السكري من النمط الثاني أن يعانون من السمنة. لكن ذلك لا يتنافى مع كون السمنة و تواجد الدهون في منطقة البطن و حول الأعضاء الداخلية، أحد أبرز العوامل التي من الممكن أن تترجم إلى مقاومة الخلايا للأنسولين، و بالتالي الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، لذلك تعتبر الوقاية من السمنة و تجنب زيادة الوزن، من خلال التمارين الرياضية، و اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، إحدى أفضل طرق الوقاية من مرض السكري ^[3] .

3. المداومة على ممارسة الأنشطة الرياضية

دائماً ما يوصي الأطباء الأشخاص العازمين على أخذ التدابير التي من شأنه أن تقي من الإصابة بمرض السكري، بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، و يعلل ذلك لكون الأنشطة الرياضية من شأنها أن تقلل من مقاومة الخلايا للأنسولين، و بالتالي هنا ستكون كمية الأنسولين التي يحتاجها الجسم لضبط نسب الغلوكوز في المجرى الدموي أقل.

هذا و لا يشترط تمارين رياضية بعينها، إذ أن أي تمرين من شأنه أن يحسن من الدوران الدموي، فهو يصب بطبيعة الحال في إطار زيادة الحساسية تجاه الأنسولين، و بالتالي الوقاية من مرض السكري من النمط الثاني، نحن بدورنا ننصح بتمارين الكارديو، أو ما تعرف بالتمارين الهوائية من مثل الركض، لسهولة القيام بها دون الحاجة لارتياد نادي رياضي  ^[2] .

4. شرب كميات كافية من الماء يومياً

تأتي الفائدة المتوقعة عن شرب الماء بوصفها إحدى طرق الوقاية من مرض السكري، من جانبين ^[2] :

• المداومة على شرب الماء من شأنه أن يغنيك عن تناول المشروبات التي تحتوي على السكريات المضافة. و الأخيرة متهمة بشكل مباشر بالتسبب بمرض السكري من النمط الثاني، فضلاً عن سكري المناعة الذاتية(شكل من أشكال مرض السكري يدرج تحت إطار النمط الأول المعتمد على الأنسولين، و هو يصيب من تتجاوز أعمارهم ال18 سنة).
• الإكثار من شرب الماء يلعب دور مباشر في تقليل نسب الغلوكوز و الأنسولين في المجرى الدموي.

5. نظام غذائي للوقاية من مرض السكري

من الواجب عليك حال رغبتك اتباع نظام غذائي للوقاية من مرض السكري، أن تأخذ بعين الاعتبار كلاً من كمية الطعام و نوعيته على حد سواء، إذ أنّه يجب عليك الامتناع عن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة، بسبب أن ذلك يؤدي إلى زيادة كمية السكر في الدم فجأة مع ارتفاع في تراكيز الأنسولين، و إنّ هذا بطبيعة الحال سيؤهب للإصابة بالسكري من النمط الثاني.

أضف إلى ما تقدم أنّه يجب عليك أن تراعي أن يكون النظام الغذائي مقل بالكربوهيدرات، بسبب ضلوعها بإحداث السمنة التي تعتبر عامل خطورة للإصابة بالسكري، كما أنّه من المفضل أن تكثر من تناول الفواكه و الخضروات، بسبب غناها بالألياف التي تعتني بسلامة الجهاز الهضمي، و تزيد الإحساس بالشبع، و بالتالي هذا يساهم في خفض الوزن.

6. مراعاة تلقي كمية كافية من فيتامين د

تشير الكثير من الدراسات إلى ضلوع فيتامين د في التحكم بنسبة الغلوكوز في الدم. و الشاهد على ذلك أن الأشخاص الذين يعانون بعوز لهذا الفيتامين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني. هذا و يمكن الحصول على هذا الفيتامين إما من خلال التعرض لأشعة الشمس(حيث يعمل الجلد على توظيف هذه الأشعة في تصنيع الفيتامين)، أو من خلال تناول الأغذية الغنية به من مثل الأسماك الدهنية، كما أنّه من الممكن تلقي جرعات داعمة من خلال المكملات الدوائية التي تشتمل على هذا الفيتامين، و نشير هنا إلى أنّ النسبة الطبيعية لفيتامين د في الجسم تكون 30 نانوغرام/مل.

7. التوقف عن التدخين من طرق الوقاية من مرض السكري

يضلع التدخين بشكل مباشر في جعل الشخص أكثر استعداداً للإصابة بمرض السكري ^[4] . و إنّ أضراره لاتقف عند هذا الحد، حيث أنّه من المعروف أنّ التدخين السبب الأول ل:

• أمراض القلب و الأوعية
• سرطان الرئة
• سرطان البروستات
• الكثير من سرطانات الجاهز الهضمي

الأمر الذي يشرح ضرورة و أهمية التوقف عن التدخين.

8. إدراج القهوة أو الشاي على الروتين اليومي

على الرغم من ضلوع  القهوة و الشاي بارتفاع الضغط، باعتبارها مشروبات تحتوي على نسب عالية من الكافيين. إلا أنّ الاعتدال بشربها من شأنه أن يعتبر إحدى طرق الوقاية من مرض السكري، بسبب أن هذه المشروبات تشتمل على مضادات أكسدة تعرف باسم البوليفينولات، و الأخيرة تساهم في الحد من احتمالية الإصابة المستقبلية بالسكري. كما أن الشاي الأخضر يكون مميز في هذا الحقل، من جهة لكونه غني بمادة تعرف باسم الايبيغلاكاتشين التي تلعب دور:

• مضاد أكسدة.
• فضلاً عن مساهمتها بشكل مباشر في زيادة الحساسية تجاه الأنسولين.

اقرأ أيضاً:

أضرار مرض السكري و مضاعفاته على الصحة