تعتبر حساسية الأسنان إحدى أشيع الأمراض السنية، التي من الممكن أن تدفع الشخص لزيارة الطبيب، بغية تقصي سبب الآلام و الإزعاجات التي تظهر لدى تغير حرارة السن، و نظراً لشيوع هذه الحالة و إمكانية علاجها بكل سهولة، قررنا أن نفرد هذا المقال للحديث عن علاج حساسية الأسنان، فإذا ما أردت أن تحيط علماً بكل التفاصيل المتعلقة بهذه الشكاية بدءاً من الأسباب و الأعراض، و انتهاءً بالتدابير العلاجية، فتابع قراءة المقال حتى النهاية.
ما هي حساسية الأسنان؟
نقول عن شخص بأنّه يعاني من حساسية الأسنان، إذا ما كان يبدي ألم كبير و انزعاج سني، لدى شربه للمشروبات الباردة أو الساخنة، أو من الممكن أن تتظاهر الشكاية حال تناول الحلويات أو الحمضيات، و في بعض الحالات الشديدة من الممكن أن يكون الألم عن مجرد التعرض للهواء البارد، و الجدير بالذكر أن الألم المصاحب لهذه الشكاية من الممكن أن يكون عميق حتى يصل إلى العصب، كما أنّه يظهر بشكل مفاجئ عقب التعرض للعوامل المذكورة [1] .
أعراض حساسية الأسنان
علاج حساسية الأسنان يفرض نفسه على الشخص، بسبب الأعراض التي تتظاهر عن هذه الشكاية، و التي على قلتها إلا أنّها تكون مزعجة إلى حد كبير، و من هذه الأعراض نذكر:
- ألم كبير من الممكن أن يقتصر على سن، أو أن يطال مجموعة من الأسنان، و يكون بسبب التعرض لمحفزات معينة، تصب في إطار التغير الحراري الذي يحدث لمعدن السن.
- عدم الراحة و الانزعاج السني أثناء تناول أطعمة معينة.
أسباب الأسنان الحساسة
إن الألية التي تحدث من خلالها حساسية الأسنان تكون واحدة، في حين أنّ العوامل التي تؤدي إلى هذه النتيجة متعددة، أما عن الألية فهي تكون بسبب انكشاف طبقات العاج في بعض الأسنان(الطبقة الثانية من هيكل السن بعد المينا)، و يأتي ذلك بسبب انحسار اللثة في الغالب، و لما كانت طبقة العاج كثيرة الحساسية على خلاف طبقة المينا، الأمر الذي يؤدي إلى إيصال الشعور بالألم و الانزعاج نتيجة التغيرات الحرارية إلى عصب السن، في حين إن العوامل التي من الممكن أن تترجم إلى حساسية الأسنان، و بالتالي الحاجة لاحقاً إلى علاج حساسية الأسنان فهي كلاً مما يلي [2] :
- تفريش الأسنان بشكل خاطئ و قاسي، و بالتالي حدوث انحسار في اللثة.
- تسوس يطال أجزاء من السن التي تكون على مقربة من اللثة.
- التهاب اللثة.
- تراجع اللثة.
- صرير الأسنان(و هو حالة يعمد في الشخص إلى إطباق الأسنان بقوة، بحيث تحتك ببعضها البعض، و يكون ذلك بشكل لا إرادي منه).
- تشقق الأسنان، الأمر الذي يؤول إلى تكشف طباق العاج أو الجذر.
- الإفراط في استخدام المضمضة الفموية.
- استخدام معجون الأسنان الذي يشتمل على مواد مبيضة، بحيث يكون هذا الاستخدام مطول.
- العمر، حيث أنّه من الملاحظ أن أكثر فئة تعاني تعمد إلى علاج حساسية الأسنان هي بين ال25-30
علاج حساسية الأسنان
يعتمد علاج حساسية الأسنان على تضافر مجموعة من التدابير، و منها نذكر [3] :
1. تفريش الأسنان باستخدام معجون خاص بالأسنان الحساسة
إحدى أفضل الطرق الموصى بها لعلاج حساسية الأسنان، هي استخدام تلك المعاجين التي تكون مخصصة للأسنان الحساسة، حيث تشتمل على مواد مدعمة و مرممة، كما أنّه من المستحسن أن تشتمل على فلورايد الذي يشكل عامل وقائي ضد التسوس.
و الجدير بالذكر أنّه في حال تظاهر حساسية الأسنان بصورة مؤلمة بشكل كبير، فإن معاجين الأسنان التي تشتمل على نيترات البوتاسيوم تفيد بشكل كبير، بسبب عمل هذه المادة الذي يقتضي سد النهايات العصبية، المكلفة بنقل الإحساس بالألم، و بالتالي تخفف الانزعاج إلى حد بعيد.
2. تجنب الإفراط في تبيض الأسنان
لما كانت العلاجات التي تهدف إلى تبيض الأسنان، تؤدي بطبيعة الحال إلى إضعاف طبقة المينا، و بالتالي فإنّ هذ المعالجات من شأنها أن تزيد من حساسية الأسنان، لذلك حريٌّ بك في حال كنت تشكو من أسنان حساسة، أن تتجنب الإفراط في استخدام المعاجين المبيضة، مع المداومة على استخدام معاجين الأسنان التي تشتمل على مواد مكافحة للتسوس.
3. عدم التفريط أو الإفراط باستخدام المضمضة الفموية
حيث أنّه و على الرغم من أهمية استخدام المضمضة الفموية التي تساعد على التخلص من البكتريا الفموية، التي من الممكن أن تكسب الفم رائحة كريهة، إلا أنّه بذات الوقت الإفراط في استخدام هذه المضمضة من الممكن أن يفاقم حالة حساسية الأسنان، لذلك من المستحسن استشارة الطبيب عن النوع الأفضل من هذه الغراغر الفموية، و انتقاء تلك التي تحتوي على فلورايد، بسبب أنّ الأخير يكافح التسوس.
4. تفريش الأسنان بشكل صحيح
حيث أنّ تفريش الأسنان بقسوة و بشكل خاطئ، من شأنه أن يؤدي إلى انحسار اللثة، و الإصابة بحساسية الأسنان، لذلك يشدد أطباء الأسنان على ضرورة تفريش الأسنان بلطف، مع مراعاة استخدام فرشاة ناعمة أيضاً، تجنب الشخص خلق ثقوب في طبقات المينا.
5. تجنب الأطعمة الحامضية ما أمكن
و يأتي ذلك بسبب أن الأطعمة الحامضة من مثل البندورة أو الليمون أو المشروبات الغازية، من شأنها أن تضعف طبقة المينا، و بالتالي انكشاف طبقة العاج بشكل أكبر، الأمر الذي يفشل علاج حساسية الأسنان. مع مراعاة تناول أطعمة تعدل من درجة حموضة هذه الأسنان من مثل الحليب.
6. استخدام الفلورايد
من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى وضع مادة الفلورايد على أجزاء من الأسنان التي تبدي حساسية، بسبب قدرة هذه المادة على إزالة الحساسية، و الحد من الألم.
7. المعالجات السنية
- وضع راتنج الإلصاق على سطح جذور الأسنان المنكشفة.
- من الممكن في حال فقدان جزء من نسيج اللثة، الأمر الذي يؤدي إلى انكشاف الجذر، أن يعمد الطبيب إلى ترميم هذا النقص، عن طريق أخذ كمية صغيرة من النسيج من موضع أخر، و من ثم الصاقه في مكان الأذية.
- معالجة جذر السن، الذي يعتبر ناجع في علاج حساسية الأسنان، إذا لم تنفع كل الطرق السابقة.
نصائح عامة تفيد في علاج حساسية الأسنان
إضافةً إلى الطرق السابقة التي من شأنها أن تعمل على علاج حساسية الأسنان و تحد من تفاقمها. فإننا نورد فيما يلي بعض النصائح التي تصب أيضاً في إطار تسريع تعافي هذه الأسنان، و منها نذكر:
- تجنب مضغ الأطعمة الصلبة، من مثل الجزر أو تكسير الجوز.
- حري بك في حال كنت تعاني من الأسنان الحساسة، أن تمتنع عن مضغ العلكة.
- تجنب الممارسات الخاطئة من مثل فتح الأشياء بالأسنان. بسبب أن مثل هذه الممارسات تساهم في إحداث تصدعات على سطح طبقة المينا، و بالتالي تفاقم حالة الحساسية السنية.
- من المهم في حال ملاحظة تشقق أو تسوس في بعض الأسنان، المسارعة في زيارة الطبيب لتقيم الحالة، و اتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تمنع من انكشاف الجذر، و بالتالي وصول الألم إلى العصب.
- ينصح دائماً بالمراجعة الدورية لطبيب الأسنان. بغية تقصي أي حالة تسوس، و تدبيرها منذ البداية، لأنه من الممكن أن تتفاقم حالة التسوس، و التي تعتبر من أهم مسببات حساسية الأسنان.
اقرأ أيضاً:
التسوس بعد التقويم…الأسباب و طرق الوقاية
المراجع
- ↑ What causes sensitive teeth, and how can I treat them? | www.mayoclinic.org
- ↑ Teeth Sensitivity | www.my.clevelandclinic.org
- ↑ What Can You Do About Sensitive Teeth? | www.webmd.com