كل ما تود معرفته عن عمليات قسطرة القلب

كل ما تود معرفته عن عمليات قسطرة القلب

تحتل الأمراض القلبية المرتبة الأولى كإحدى أكثر الأمراض تسبباً بالوفاة، و ذلك حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية التي جرت في عام 2019 [1] ، و عليه و نظراً لخطورة هذه الأمراض فإن الأطباء يعملون على الدوام على ابتكار  طرق علاجية تكون رديفة للتدبير الدوائي، و لعل أبرز هذه الطرق هي القسطرة القلبية، و التي تعتبر أسلوب تشخيصي و علاجي في آن واحد، و ذلك حسب الغرض التي جرت لأجله، في مقالنا لليوم سنعمد إلى الحديث عن عمليات قسطرة القلب، و الهدف منها، و مخاطرها، و كذلك سنعرج في سياق المقال على كيفية تنفيذ هذه الإجراء الطبي.

نظرة عامة عن عمليات قسطرة القلب

عمليات قسطرة القلب هي اجراء طبي يعمد إلى إدخال أنبوب رفيع و مرن، مصنوع من المعدن أو المطاط أو البلاستيك، و ذلك في إحدى الأوعية الدموية وصولاً إلى القلب، لأهداف تشخيصية أو علاجية، حيث أنّه و أثناء عملية القسطرة يكون الطبيب قادر على تقييم حالة القلب، و الصمامات الخاصة به، و الأوعية الدموية الملحقة به أيضاً، بهدف تقصي وجود انسداد في إحدى الأوعية، أو عيب في صمام ما، أو استبيان وجود اضطراب في ضربات القلب، أضف إلى ما تقدم أنّه يكون بإمكان الطبيب تقديم العلاجات الغير دوائية اللازمة لإعادة القلب إلى حالته السليمة، من مثل رأب إحدى الأوعية، أو تركيب دعامة تاجية، أو استئصال جزء ما من نسيج العضلة القلبية [2] .

ما تقدم يشي بأهمية هذا الإجراء الطبي، سواء على الصعيد التشخيصي أو العلاجي. علاوةً على الضمانات التي تقدمها من منحى قصر مدة التعافي، و دقة المعلومات المقدمة من قبلها، الجدير بالذكر أنّ المريض و تحت علميات قسطرة القلب يكون مستيقظاً، و لكن يعمد إلى إعطاءه أدوية تساعد على استرخاءه.

الهدف من إجراء قسطرة القلب

كنا قد بينا في مطلع المقال إلى أنّ القسطرة القلبية تشتمل على أغراض تشخيصية، و أهداف علاجية، وفيما يلي سنعمل على توضيح كلا الأمرين.

أولاً: الأغراض التشخيصية من عمليات قسطرة القلب

  • فيما إذا كانت الاختبارات القلبية من مثل تخطيط القلب و فحص الأنزيمات القلبية و تصوير الرنين المغناطيسي، قاصرة عن تقديم معلومات دقيقة حول حالة القلب الصحية، أو إذا كان الطبيب راغباً بالحصول على معلومات أكثر دقة أو أكثر شمولية.
  • قد يعمد إلى إجراء عمليات قسطرة القلب، فيما لو تم تحديد بعض العلامات و الأعراض، التي تشي بوجود مشكلة قلبية، من مثل الألم الصدري، أو عدم انتظام ضربات القلب، مع عدم القدرة على تحديد السبب الكامن وراء مثل هذه الأعراض، فهنا تكون القسطرة القلبية قادرة على تشخيص الكثير من الاعتلالات القلبية من مثل، مرض الشريان التاجي، أو عيوب الصمامات، أو تضيق بعض الأوعية أو تصلب الشرايين.
  • فيما إذا كان المريض بحاجة إلى عملية زراعة قلب، يتم اللجوء إلى اجراء قسطرة القلب، بهدف تقييم الحالة العامة.
  • تحديد السبب الكامن وراء الإصابة بنوبات القلبية.
  • أخذ عينة من النسيج القلب كخزعة، بغرض إخضاعها للفحوصات المخبرية.

ثانياً: الأهداف العلاجية من القسطرة القلبية

  • في الكثير من الأحيان يتم اللجوء إلى عمليات قسطرة القلب، بهدف تصحيح بعض العيوب الخلقية في عضلة القلب.
  • رأب الأوعية الدموية، و الذي يهدف إلى توسيع الشرايين التاجية التي تعرضت لانسداد  كلي أو جزئي نتيجة تكون الجلطات الدموية أو تصلب الشرايين، حيث يعمد في مثل هذه الحالة إلى تركيب شبكة معدنية، أو شبكة محررة للدواء، أو كأن يتم تركيب دعامة تاجية، و الجدير بالذكر أنّه يتفرع عن عملية رأب الأوعية الدموية ثلاث أنواع، و هي:
  1. رأب الأوعية الدموية باستخدام البالون.
  2. رأب الأوعية الدموية بالليزر.
  3. رأب الأوعية الدموية بالشفرات.

مخاطر عمليات قثطرة القلب

من الممكن أن يرتب على عمليات قسطرة القلب بعضاً من المخاطر و المضاعفات المحتملة، و منها نذكر [3] :

  • نزوف.
  • انتان في مكان الشق الجراحي.
  • ندوب مكان شق القسطرة.
  • من الممكن أن يبدي بعض المرضى فرط تحسس تجاه الأدوية المخدرة التي يتم إيتاءها للمريض تمهيداً لإجراء القسطرة القلبية.
  • ضرر يطال الوعاء الدموي الذي تم من خلاله تمرير أنبوب القسطرة.
  • خلل في نظم القلب.
  • نوبة قلبية.
  • سكتة دماغية
  • جلطات.

طريقة اجراء القسطرة القلبية

عمليات قسطرة القلب

أولاً: قبل إجراء العملية

كإجراءات تمهيدية لعمليات قسطرة القلب، يطلب من المريض أن يخضع لمجموعة من الاختبارات المخبرية، بهدف تقييم الحالة الصحية له، كأن يطلب منه إجراء تحليل CBC، و كيمياء الدم، و تقصي وظائف الكبد و الكلى، علاوةً على إجراء تخطيط للقلب.

أضف إلى ما تقدم أنّه يتوجب على المريض الذي سيخضع لعملية القسطرة القلبية، أن يقوم بإخطار الطبيب بكل الأدوية التي يتناولها، حيث أنّه من الممكن أن يطلب الطبيب المعالج التوقف عن تناول بعض الأدوية من مثل الأدوية التي تؤهب حصول النزوف، قبل فترة من العمل الجراحي، كما أنّه يتعين على المريض التوقف عن تناول الأطعمة و الأشربة قبل فترة 8 ساعات من القسطرة [4] .

ثانياً: أثناء اجراء القسطرة

يعمل الطبيب على تحديد المكان الذي سيكون بوابة لدخول أنبوب القسطرة، و عادةً ما يتم الاستعانة إما بالشريان الفخذي، أو الشريان الكعبري(إحدى الأوعية الدموية الرئيسية في الجانب الوحشي للساعد)، ليصار بعدها إلى تنفيذ عمليات قسطرة القلب، وفق الخطوات التالية [5] :

  • أولاً: يتم العمل على حقن المريض بصبغة التباين، و هي مادة كيميائية تعمل على التوزع بشكل متجانس داخل الأوعية الدموية، و بالتالي تصرح بشكل دقيق عن المكان الذي يعاني من ضعف في الجريان الدموي، بسبب التضيق أو الانسداد الكلي.
  • ثانياً: تعقيم مكان الشق الجراحي الذي سيكون بوابة لدخول القسطرة بشكل جيد، بهدف تحيد أي احتمالية لحدوث عدوى أو انتان مكان الشق، ثم يصار إلى إدخال أنبوب القسطرة، و الذي يكون رفيع و طويل و مرن داخل الشريان الذي وقع اختيار الطبيب عليه.
  • ثالثاً: العمل على تمرير أنبوب القسطرة في الوعاء الدموي وصولاً إلى الشرايين التاجية، و يكون الأنبوب مزود بكاميرا تعمل على المراقبة.
  • رابعاً: بعد تقييم حالة المريض، يقرر الطبيب ماهية الإجراء العلاجي الواجب اتخاذه بحق الوعاء الدموي المتضيق. كأن مثلاً يصار إلى نفخ بالون يحدث توسيع في الوعاء المعيوب.
  • خامساً: العمل على إخراج أنبوب القسطرة من الوعاء الدموي. و من ثم خياطة الجرح، و تقديم التدابير اللازمة لمنع إي مضاعفات.

ثالثاً: بعد إجراء عملية القسطرة

يتم تخريج المريض على الفور بعد إجراء عمليات قسطرة القلب التشخيصية. أما في حال كانت القسطرة لأهداف علاجية فيطلب من المريض المكوث في المشفى لمتابعة أي مضاعفات مرتقبة، هذا و تتم إزالة الضماد الطبي بعد عدة أيام، و من الممكن أن يلاحظ وجود بعض الكدمات مكان الإجراء الطبي، إلا أنّها تزول تلقائياً بمجرد مرور فترة زمنية.

و يجب أن ننوه هنا إلى أنّه في حال تخريج المريض، فيجب أن يكون متيقظاً لأي مضاعفات من الممكن أن تحدث، من مثل الترفع الحروري أو تضيق التنفس، أو هبوط الضغط، أو ظهور بعض النزوف، حيث يتعين على المريض المسارعة إلى أخذ مشورة طبية طارئة في حال تظاهر أي من الأعراض السابقة.

نصائح للحفاظ على صحة القلب عقب إجراء عمليات قسطرة القلب

فيما إذا كانت عمليات قسطرة القلب لأهداف علاجية فيمكن للمريض أن يعاود نشاطه الروتيني بشكل تدريجي، مع مراعاة الالتزام بتوجيهات الطبيب التي غالباً ما تشتمل على تناول بعض الأدوية المضادة للتخثر. كما أنّه يشار على المريض الالتزام بأسلوب حياة يكون قائم على ما يلي:

  • الامتناع عن التدخين.
  • ممارسة التمارين الرياضية غير المجهدة بانتظام.
  • الإحجام عن تناول أي أطعمة من شأنها أن ترفع من نسب الكوليسترول.
  • ضبط سكر الدم سواء من خلال الحمية الغذائية أو الأدوية.
  • ضبط ضغط الدم، عن طريق الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
  • تجنب التوتر.
  • تخفيض الوزن.

اقرأ أيضاً:

المعدل الطبيعي لنبضات القلب | أثناء الراحة و خلال ممارسة الرياضة

228 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.