فوائد ترك التدخين النفسية | السيجارة تزيل القلق أم تسببه؟

فوائد ترك التدخين النفسية | السيجارة تزيل القلق أم تسببه؟

كثيراً ما نجد أنّ الأشخاص المدخنين يسارعون إلى إشعال سيجارة لدى تعرضهم لبعض المواقف التي تثير الحنق و الغضب، لاعتقادهم بأنّ ذلك يحسن من الحالة المزاجية و يخفف التوتر و مشاعر القلق، غاضين البصر عما للتدخين من أضرار بليغة على صحة الجسم، ابتداءً من كونه السبب الأول للسرطانات، مروراً بأنه ضليع مباشر بالإصابة بأمراض القلب، و ختاماً بأنه سبب لتصلب الشرايين، و غيرها الكثير من الأضرار، معللين هذا السلوك بأنّه الوسيلة الوحيدة للحصول على الراحة النفسية، و لكن و على عكس الشائع إن أصل العلة النفسية التي تجعل من الشخص المدخن أكثر ميلاً للعصبية و التوتر و حتى الإصابة بالاكتئاب هو التدخين! و عليه و نظراً لخطورة هذا الاعتقاد الشائع، خصصنا هذا المقال للحديث عن فوائد ترك التدخين النفسية، مع ذكر نصائح من شأنها أن تأخذ بيدك في طريق الإقلاع عن التدخين الوعر و الصعب.

لماذا يعتقد المدخن أن التدخين يحسن الحالة المزاجية؟

فوائد ترك التدخين النفسية

يلجأ الكثير من الأشخاص المدخنين إلى التدخين لاعتقادهم بأنّه وسيلة للحصول على الراحة النفسية، و تقليل مشاعر التوتر و القلق، التي من الممكن أن تنتابهم عن مشاكل الحياة و ضغوطاتها، كما أنّ البعض يذهب إلى حد القول بأنّ التدخين طريقة للتغلب على الاكتئاب الذي يعاني منه، ما تقدم لا يمكن ادراجه في إطار الخرافة، بل من الممكن أن يكون صحيح بشكل جزئي، حيث أن المدخن لدى إشعاله السيجارة فإنّ سمومها تصل إلى الدماغ خلال ثواني، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى رفع تركيز النيكوتين في الخلايا، و بالتالي الحصول على الراحة النفسية، و لكن هذا الأثر لا يكون عن فائدة يكفلها دخان السجائر، بل لأن تلقي المدخن لجرعات منتظمة من النيكوتين يجعل من انقطاع هذه الجرعات يتظاهر على هيئة أعراض انسحاب، و التي تتضمن  [1] :

  • الصداع.
  • التوتر و القلق.
  • التقلب المزاجي.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • الأرق.
  • العصبية الزائدة.
  • الغثيان.

و ما إن يعاود الشخص التدخين، حتى تزول هذه الأعراض، بسبب ارتفاع تركيز النيكوتين من جديد. لتكون الآلية هنا هي عن إدامان محض، أضف إلى ما تقدم أنّه يلاحظ أن التدخين من شأنه أن يزيد من تراكيز الدوبامين في الدماغ، و هذا بدوره يحسن الحالة المزاجية مبدئياً، و لكن ما إن يحصل الإدمان، حتى يصار إلى حجب الآلية الطبيعية لإفراز الدوبامين، الأمر الذي ينعكس أيضاً بتظاهر المشاعر السلبية.

ما تقدم يفصح عن الأصل النفسي للتدخين، و كيف تؤول ممارسة هذه العادة إلى سلوك و إدامان. و خلاصة القول أن التدخين من الممكن أن يحسن من الحالة المزاجية مبدئياً، و لكنه بنفس الوقت على المدى البعيد يتهم بكونه السبب الأول للاكتئاب و القلق و التوتر، و هذا ما يبرز فوائد ترك التدخين النفسية [2] .

هل لترك التدخين فوائد نفسية؟

على الرغم من لجوء الكثير من المدخنين إلى التدخين لتخفيف مشاعر القلق و التوتر. و عدم رغبتهم حتى بالإقلاع عن التدخين، بسبب الصعوبة الكبيرة التي تواجه التغلب على هذا الإدمان السلوكي و الجسدي، متقبلين الأضرار البليغة التي تؤول عن التدخين، بحجة أنّه يحسن النفسية، و لكن الكثير من الدراسات و على عكس المتوقع كانت قد أشارت بشكل جازم إلى فوائد ترك التدخين النفسية، و إن بعض الدراسات الإحصائية عمدت إلى مقارنة نفسية مجموعة من الأشخاص كانوا قد أقلعوا عن التدخين، مع مجموعة أخرى لم يسبق لها التعرض لهذه السموم، و كانت النتائج على الشكل التالي:

  • أولى النتائج التي خلصت لها الدراسة أن الأشخاص المدخنين يبدون ميلاً بشكل أكبر للإصابة بالأمراض النفسية. من مثل الاكتئاب و القلق، و ذلك بشكل أكبر بكثير من أولئك الأصحاء.
  • كما أنّ الدراسة أكدت فوائد ترك التدخين النفسية. و استشهدت بأنّ الأشخاص المقلعين عن التدخين أبدوا صحة نفسية مشابهة لأولئك الأصحاء.
  • أما أخر النتائج التي كانت قد توصلت إليها هذه الإحصائية، هي أن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين أبدوا قدرات ذهنية أكبر بكثير من الأشخاص الذين مازالوا مدمنين على هذه السموم، مما يؤكد على فوائد ترك التدخين النفسية.

ما هي فوائد ترك التدخين النفسية؟

فوائد ترك التدخين النفسية عديدة، و يمكن تلخيصها في النقاط التالية [3] :

  • التخلص من مشاعر القلق و التوتر و الاكتئاب التي يبديها الأشخاص المدخنين. فالعديد من الأشخاص الذي استطاعوا التغلب على هذه العادة الضارة، أفادوا بأنهم أصبحوا أكثر هدوء و اتزان نفسي، كما أنهم أصبحوا أكثر قدرة على التركيز، و تعلل هذه النتيجة الأخيرة لاستعادة الخلايا الدماغية للتوازن الهرموني، ما تقدم لا يتنافى مع أنّ هؤلاء قد أبدوا تراجع في الحالة المزاجية في البدايات بسبب، بسبب أعراض الانسحاب التي كنا قد أوردناها مسبقاً.
  • إنّ فوائد ترك التدخين النفسية، تشمل أيضاً شعور الفخر و الاعتزاز الذي يطال الفرد. بسبب قدرته على تجاوز هذا الاعتماد الجسدي، و التغلب على هذه الإدمان السلوكي.
  • أضف إلى ما تقدم أن الإقلاع عن التدخين من شأنه أن يؤدي إلى تقليل جرعات بعض الأدوية التي يتلقاها الشخص المدمن، بسبب أن التعرض لسموم السجائر قد يزيد من معدل الاستقلاب لبعض الأدوية، الأمر الذي يفرض زيادة في جرعات هذه الأدوية، و مكمن الفائدة النفسية التي يجنيها الشخص هنا، أن تقليل جرعات الأدوية يرتبط ذهنياً لديه بقدرة جسدية أكبر، كما أنّه يخفف من الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي من الممكن أن تشتمل على تقلبات في المزاج و الأرق و القلق.

نصائح تساعدك للإقلاع عن التدخين

بعد أن كنا قد استعرضنا فوائد ترك التدخين النفسية، إضافة إلى ما تعرفه من الفوائد الإيجابية على الصحة الجسدية المرتقبة عن ترك التدخين، فإنّ هذا من المفترض أن يشكل عامل دافع لك لتأخذ قرارك بوقف التدخين، و فيما يلي سنعمل على إسداءك بعض النصائح التي من شأنها أن تساعدك في ترك هذا الإدمان. و منها نذكر:

أولاً: المعالجة الدوائية

إن الاستعانة بالأدوية التي تقلل من اعتمادك على السجائر، من شأنه أن يعزز من نجاح ترك هذه العادة بشكل أسرع، و بالتالي الحصول على فوائد ترك التدخين النفسية و الجسدية. و من هذه الأدوية نذكر:

  • لصاقات النيكوتين.
  • بخاخات النيكوتين التي تباع في الصيدليات على شكل بخاخات ترذ في الأنف.
  • دواء الفارينيكلين، الذي تعتمد آلية عمليه على حب مستقبلات النيكوتين في الدماغ، و بالتالي يقلل من رغبتك بالتدخين.
  • دواء البوبروبيون، يستخدم هذا الدواء بالأصل كمضاد اكتئاب، لكن العديد من الأطباء قد يصفونه للأشخاص الراغبين بالإقلاع عن التدخين، لكونه يخفف من مشاعر القلق و التوتر التي ترافق أعراض الانسحاب.

ثانياً: ممارسة الرياضة

إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم يعزز بشكل كبير من فرصة الإقلاع عن التدخين. بسبب أن الرياضة تعمل بدورها على إفراز بعضاً من الهرمونات التي تساعد على رفع المزاج، كما أنّ تحسن الصحة الجسدية التي تنعكس على النفسية.

ثالثاً: اتباع طرق بديلة للسيطرة على التوتر.

لما كان المدخن يعمد إلى التدخين بحجة أنه يخلصه من المشاعر السلبية من مثل القلق و التوتر.  فمن الأجدر به في حال رغبته بتوقف عن ممارسة هذه العادة، للحصول على فوائد ترك التدخين النفسية و الجسدية، بأن يعمد إلى الاسترخاء، و التأمل، و التنفس بعمق، و ممارسة اليوغا، لكون هذه الأساليب تفعل فعلتها في تخفيف التوتر.

رابعاً: تجنب المهيجات

لما كان التدخين إدمان سلوكي أيضاً. ففي حال رغبتك بالإقلاع عن التدخين، فإنه من الأفضل لك تجنب أي شيء من الممكن أن يحفز لديك الرغبة بالتدخين.

اقرأ أيضاً:

هل أضرار التدخين السلبي على الحامل مماثلة للتدخين المباشر؟

 

473 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.