تابع معنا هذا المقال لتتعرَّف على قصة النبي عيسى.
نسب سيدنا عيسى عليه السلام
عيسى بن مريم، و مريم بنت عمران من آل عمران من بني إسرائيل و قد عاشتْ السيدة مريم في منزل النبي زكريا، و النبي زكريا هو زوج خالة السيدة مريم عليها الصلاة و قيل أيضًا بأنه زوج أختها، عيسى ولدَ بلا أب بمعجزة خارقة من الله تعالى، فلم يكن قدومه سيدنا عيسى قدومًا طبيعيًا، إنّما ولادته كانت بشكل لم تعهده البشرية من قبل قَط، و لم ينل هذا الشرف أي إنسان على وجه الأرض، لا قبله و لا بعده!
قصة حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام
كانت السيدة مريم تتعبّد داخل المسجد في محرابها، و عندما تحيض تذهب إلى بيت خالتها حتى تتطهر منه لتعود إلى المسجد و تتم عبادتها، و لكنها في يوم من الأيام ذهبت إلى مكانٍ بعيد نحو شرق الدار من أجل أن تغتسل، حيث قامتْ بستر نفسها بقماشٍ ساتر و اغتسلتْ، و بعد انتهائها من الغسل ارتدتْ ملابسها حتى أتاها المَلَك جبريل -عليه السلام- على هيئة رجلٍ بخلقٍ سَويّ حتى لا تفزع منه و تقدِر على مخاطبته، حيث جاء هذا في قوله تعالى في سورة مريم : ” و اذكُر في الكتابِ مريمَ إذِ انتبذتْ من أهلِها مكانًا شرقيًا* فاتخذَتْ من دونهِم حجابًا فأرسلنا إليها روحَنا فَتَمثَّلَ لها بَشَرًا سويًّا “ [1].
بشرى المَلَك جبريل لمريم بعيسى عليه السلام
و لكن عندما رأتهُ فزعتْ و بدأتْ تذكرُ الله تعالى فهدّأَ الملك جبريل من روعها و أخبرها بأنّه مَلَكٌ من عند الله تعالى، و بشّرها بأمر الله تعالى بغلامٍ سيأتيها، قال الله تعالى في سورة مريم : ” قالت إنّي أعوذُ بالرحمنِ منكَ إنْ كنتَ تقيًّا* قالَ إنّما أنا رسولُ ربكِ لِأهَبَ لكِ غلامًا زكيًّا “، فها هي الوَرِعة التقيّة التي حفظتْ فرجها من الوقوع في الحرام أرسل لها المَلَك جبريل لينفخ في جيب القميص الذي ترتديه ليصل النفخ إلى رحمها و تحمِل بإذن ربها و تكون و وليدها آية ستبقى خالدة للعالمين.
قصة ولادة النبي عيسى عليه السلام
عندما شعرتْ السيدة مريم بأنَّ آلام المخاض قد بدأتْ استندت إلى جذع النخلة، و خطر على بالها اتهام الناس لدينها و عفّتها و هي مثالًا على العفّة و الطهارة، فقالت : ” يا ليتني متُّ قبل هذه الحال “، و عندما ولدتْ النبي عيسى -عليه السلام- أتاها صوتٌ من تحتها و هو صوت وليدها عيسى بحسب قول كثير، قال هذا الصوت : ” لا تحزني و كلّي من الرُّطب و اشربي من النهّر لتقرّ عينكِ “، و كما أمرَتْ السيدة مريم بالامتناع عن الكلام مع الناس ليردّ ابنها عيسى عليهم و يمنع الحرج عن والدته و هنا تتحقق المعجزة!
صوم السيدة مريم عن الكلام
كان على السيدة مريم أن تقول لكلّ من تلتقي به بأنّها نذرتْ لله تعالى صومًا عن الكلام، حيث كان هذا الصيام مشروعًا في ذلك الوقت، لم يكن من السهل أبدًا تخيّل هذا الصراع النفسي المرافق لآلام الولادة و المخاض الذي كان يدور في نفس مريم و خصوصًا عندما تتخيل قومها و هم يشككون في دينها و خلقها.
قصة نبوة النبي عيسى و دعوته
كانت رسالة النبي عيسى امتدادًا لرسالة النبي موسى -عليهما السلام- الرسالة الموجّهة إلى بني إسرائيل، فهذه الرسالة لم تتحول إلى رسالة عالمية إلّا بعد أن مضى عليها وقت طويل و على يد الإمبراطور بولس و قسطنطين، فجاءت رسالته حاملة لمبادئ توحيد الله و نبذ الشرك، فكان النبي عيسى -عليه السلام- على مِلّة سيدنا إبراهيم و على دين دين الإسلام، فكان صاحب رسالة و عليه أن يقوم بتبليغها كما شأن الرسل.
معجزات النبي عيسى
أيَّدَ الله سبحانه و تعالى نبيه و رسوله عيسى بالمعجزات، فمنحه معجزة إبراء الأكمه و الأبرص، و النَّفخ في الطين كهيئة الطير، و إحياء الموتى بإذن الله تعالى، و الإخبار بِما يدَّخِر الناس في بيوتهم، و في هذا دليل قوله تعالى : ” و رسولًا إلى بني إسرائيل أنّي قد جئتكم بآيةْ من رّبِكم أنّي أخلقُ لكم من الطّينِ كهيئةِ الطّير فأنفخُ فيه فيكون طيرًا بإذنْ الله و أُبرِئُ الأكمه و الأبرصَ و أحيي الموتى بإذن الله و أنبئُكُم بِما تأكلون و ما تدّخرون في بيوتكم إنّ في ذلك لآيةً لكم إنْ كنتم مؤمنين “، كما منح الله تبارك و تعالى نبيه عيسى بمعجزة المائدة التي أنزلها الله من السماء له و للحوارين حتى تكون بمثابة عيد لهم للأولهم و آخرهم، و لا ننسى ذكر المعجزة الكبرى للنبي عيسى عليه السلام و هي قدومه الدنيا بلا أب و النطق بالمهد.
قصة رفع النبي عيسى عليه السلام
رفع الله تعالى نبيه عيسى إلى السماء من أجل حمايته من كيدِ و شرِّ قومه، قال الله تعالى في كتابه الكريم : ” إذْ قالَ الله يا عيسى إنّي متوَفّيكَ و رافعكَ إليَّ “، حيث كان يبلغ النبي عليه السلام حين رفعه الله تعالى إلى السماء ثلاث و ثلاثين عامًا و قيل أيضًا أربع و ثلاثين عامًا، و كان السبب في رفع الله لنبيه عيسى هو محاولة قومه أن يقتلوه، فشُّبِهَ لهم أحدًا يشبه النبي عيسى كثيرًا فصلبوه و قتلوه ظنًا منهم أنّهم قد قتلوا نبيهم عيسى، و لكن الله تعالى رفعه إليه تكريمًا له و تشريفًا من أن يقتله قومه اليهود، و سيعود عليه السلام في آخر الزمان حتى يحقّ الحقّ و يؤكِّد بطلان ما حرّفوا من الحق و ما ينسبون إليه من كذب.
مكر بني إسرائيل بنبي الله عيسى
نحكي ضمن قصة النبي عيسى مكر بني إسرائيل به -عليه السلام- حيث حدث ذلك عندما خرج النبي عيسى و أمه ليعود إلى قومه برفقة الحواريين حتى يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده و ترك ما يصنعون، و لكنهم لم يستمعوا إليه إنّما عقدوا النية على قتله، و لكن حدثتْ معجزة رفع النبي إلى السماء و هذا هو مكر الله تعالى بالقوم الكافرين، حيث استدرجهم الله تعالى دون شعور منهم، فأمر الله تبارك و تعالى المَلَك جبريل الذي كان لا يترك عيسى أبدًا أن يدخل بيتًا، و عندما دخله أخرجه من الجهة الثانية، و وقع الشبه على شخص غير عيسى -عليه السلام- فقتل قومه الشبيه و صلبوه، و الشخص الذي وقع عليه الشبه هو من الأشخاص الذي دلّ اليهود على مكان النبي عيسى و الحواريين فكان ذلك عقاب له.
ثم إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام موضوعنا اليوم الذي تعرّفنا فيه على قصة النبي عيسى.
اقرأ أيضًا :
قصة النبي صالح بشكل سهل وبسيط للأطفال
قصة النبي سليمان بشكل شيّق و ممتع
تعرّف إلى قصة النبي لوط بشكل سلس و مبسّط
المراجع
- ↑ www.quran.com | Surah Maryam