جاءت القصص الدينية لننهل منها العِبرة و العِظة في حياتنا، لِذا في هذا المقال سنتناول أكثر من قصة دينية جميلة و مؤثرة [1].
قصة دينية مؤثرة | قصة رجل لا يصلّي قد بلغ من الكِبر عتيًا
- كان هناك رجل له عم قد طعن في السن، يبلغ من العمر ثمانين عامًا، و لا يصلّي، فأراد هذا الرجل أن يقوم بنصح عمه التارك لصلاته، فقال له : ” يا عم هل سمعتَ من قبل بقصة الرجل الذي فَرَّ من الاسد في أفريقيا “، فأجابه عمه : ” لا، احكيها لي “.
- فبدأ الرجل بالحكاية قائلًا ” كان هناك رجل يتمشّى في غابات أفريقيا حيث الطبيعة الساحرة الأخَّاذة، و حيث تنبت و تظهر الأشجار الطويلة، فكان هذا الرجل يتمتع بجمال الأشجار و هي تحجب ضوء الشمس لشدة كثافتها، و ينتشي طربًا بألحان العصافير، و يستمتع بجمال عبير الزهور و رائحتها الزكية الفوّاحة.
- و في حين كان هذا الرجل غارقًا في جمال الطبيعة الفاتنة سمع صوت ما يعدو سريعًا، و هذا الصوت كان يزداد بشكل واضح، فالتفت الرجل خلفه ليرى أسدًا ضخمًا ينطلق نحوه بسرعة فائقة، و اتضح بأنّ هذا الأسد جائعًا لرؤيته خصره قد ضمر بشكل واضح.
- فأخذ الرجل يهرب و الأسد يجري وراءه، حتى قفز الرجل قفزة قوية في بئرًا قديمة، و بينما الرجل في البئر أمسك بالحبل الذي في البئر الذي يستخدم لسحب دلو الماء، و أخذ يتمرجح به داخل البئر.
- و عندما سكنَ روعه و التقط أنفاسه و هدأ زئير الأسد، نظر الرجل إلى أسفل البئر ليرى ثعبان ضخم و عقارب، فكيف له أن يتخلّص من هذا الثعبان و العقارب و الأسد في الخارج.
- فإذا بفأرين، أسود اللون و الآخر أبيض اللون يصعدان إلى أعلى الجبل و بدءا بقرض الجبل، فأخذ الرجل يهز الحبل خوفًا لئلا ينقطع الحبل و يهرب الفأران و يتركا الحبل، و ذلك حتى أصبح يتمرجح تارة يمينًا و تارة يسارًا داخل البئر و يصطدم بجوانبه.
- و بينما هو على هذه الحال اصطدم بشيء ما لزِج و رطِب قد ضرب مرفقه، فإذا هذا الشيء هو عسل النحل، حيث تبني بيوتها في الجبال و الكهوف و الأشجار، فقام الرجل و تذوَّق منه، ثم أخذ لعقة أخرى و كرر هذا.
- و لكن من شدة حلاوة عسل النحل نسي الرجل ما يعاني من كدرٍ و أخذ يلعق العسل لعقةً بعد لعقة.
- و فجأة و بينما هو غارق في تناول العسل انقطع الحبل و سقط الرجل في البئر و مات.
- فقال الرجل لعمه : ” يا عم، الرجل هو أنت !، و الأسد الذي يجري خلفك هو ملك الموت، و البئر الذي يوجد به الثعبان هو قبرك، و الحبل الذي تتعلّق به هو عمرك، أمّا الفأرين الأبيض و الأسود هما الليل و النهار الذين ينقصون من عمرك “.
- فقال عمه : ” و العسل ؟؟ “، قال : ” هي الدنيا من حلاوتها أنسَتْكَ بأنّ هناك موت يتبعه الحساب “.
- فقال له : ” يا عم، أحسِن فيما بقي يغفر الله لك ما مضى “، فقال له عمه : ” صدقت “.
- و إذا بالرجل يرى عمه في اليوم التالي و لأول مرة قد دخل المسجد ليصلّي، ففرح الرجل و أخذ فرحًا يقبّل رأس عمه.
قصة دينية مؤثرة | قصة الصلاة على النبي و الرجل اليهودي
- كان هناك رجل صالح مسلم و لديه صديق يهودي، و كانت علاقتهما جيدة و يتبادلان فيما بينهما الزيارات العائلية.
- و كان للرجل المسلم الصالح عادة الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم قبل أن يبدأ بفعل أي شيء و ذلك على نيّة تيسير أموره و قضاء حاجاته.
- و هذه العادة أغضبت الرجل اليهودي و بات يفكّر ليلًا و نهارًا ليجعل صديقه المسلم يترك عادته، حتى جاء إليه و أخبره بأنه سيسافر قريبًا إلى مكان بعيد، و يريد أن يترك خاتمه عنده.
- و فعلًا وافق الرجل المسلم على طلب صديقه اليهودي، و لكن في صباح اليوم التالي ذهب الرجل اليهودي إلى بيت صديقه المسلم ليسرق الخاتم و يلقيه في النهر.
- و بعد يومين أتى الرجل اليهودي إلى صديقه المسلم يطلب استرداد خاتمه، فقال له المسلم بأنّه قد كان في رحلة صيد و قد رزقه الله تعالى بسمكة كبيرة، و أنّ على الرجل اليهودي أن ينتظر ليشاركه في أكلها، فوافق اليهودي على طلب صديقه المسلم و قرر أن يتهمه بسرقة الخاتم لِئلّا يردد الصلاة على النبي – صلى الله عليه و آله و سلم -.
- و لكن صدمت زوجة الرجل المسلم بشيء ما غريب، فقد وجدت خاتم ثمين جدًا في بطنِ السمكة، فأخذ الرجل هذا الخاتم و عرف بأنه خاتم الرجل اليهودي، فتعجّب كثيرًا من وجود خاتم صديقه في بطن السمكة!!
- فدخل الرجل المسلم إلى غرفته ليبحث عن خاتم صديقه فلم يجده! و حينئذٍ أتى صديقه اليهودي و هو يطالبه بالخاتم.
- فقام الرجل المسلم بإعطاء الرجل اليهودي خاتمه، فاندهش اليهودي اندهاشًا واضحًا، ثم سأله : كيف وجدت الخاتم!، فردّ الرجل المسلم : ببركة الصلاة على النبي، لقد وجدتُ خاتمك في بطن السمكة التي قمتُ باصطيادها اليوم.
- فسرد الرجل اليهودي خطته الخبيئة، و حينها تيقن الرجل المسلم من أثر الصلاة على النبي في حياته، و في ذات اللحظة خرج اليهودي ليسجد ثم ردد الشهادتين و الصلاة على النبي – صلى الله عليه و آله و سلم -.
قصة دينية مؤثرة | طفل يبكي لموت جاره العجوز
- كان هناك تاجر مشهور كبير يدعى ” أبو إسلام “، و كان هذا الرجل لا يهتم في حياته سوى بجمع النقود و توسيع تجارته.
- و في يوم من الأيام عاد أبو إسلام إلى منزله، فأخبرته زوجته بأنّ ابنهما إسلام حزين جدًا و هو جالس في غرفته يبكي بكاءًا قويًا.
- فأسرع الأب إلى غرفة ولده ليجده فعلًا يبكي بكاءًا قويًا، فسأله والده : ما الذي يبكيكَ يا ولدي، فرد الابن على أبيه بأنّ جارهم قد مات اليوم و أنه حزين جدًا لذلك الخبر، فاندهش الأب من حزن ولده الصغير على موت جاره الهَرِم العجوز.
- فقال الأب مازحًا ولده ليخفف من أحزانه و يواسيه، بأنّ الرجل العجوز العم حسين كان رجلًا عجوزًا مريضًا و زاد عليه مرضه في آخر خمس سنوات، و أنّ الله تعالى أراد أن يخلّصه من آلامه.
- و تابع الأب قوله : أظن بأن أبناء حسين نفسهم لم يبكوا عليه كما أنت تبكي الآن.
- فاستغرب إسلام لقول أبيه و غضب كثيرًا، ثم قال : إنّ العم حسين كان يهتم بي دائمًا و يشجعني على الصلاة و حفظ كتاب الله تعالى القرآن الكريم، و أنت لم تفعل معي أبدًا ذلك، فكل ما يهمك هو جمع المال و التجارة و لم تكن تكترث بشأني قط.
- فرجع الأب إلى غرفته و استغرق في التفكير فيما أخبره به ولده، و بالفعل أدرك الرجل بأنّ ولده محقًا في قوله و أنه فعلًا لا يهمه سوى التجارة و جمع المال و أنّه مقصِّرًا في واجباته تجاه ولده.
- فعاد الأب مجددًا لغرفة ولده و احتضنه بقوة و اعتذر منه و قال بأنّه سيتغير من اللحظة.
- و فعلًا ذهب الأب مع ولده في اليوم التالي سويًا للصلاة في المسجد، و بدأ ينتظم إسلام في حضور جلسات حفظ القرآن الكريم مع والده، و قد تغيّرت حال الأب و عانق ولده بقوة و حب شديدين.
- فأخبره ولده بأنّ الله تعالى عوضه عن فراق الجار العم حسين بأبيه.
إلى هنا أكون وصلتُ و إياكم إلى ختام مقالنا الذي تناولنا فيه 3 قصص دينية مؤثرة.
اقرأ أيضًا :
المراجع
- ↑ www.explore-islam.com | Touching Islamic stories