كيفية التعامل مع الصم والبكم | نصائح و إرشادات على الجميع معرفتها

ربما كل شخصٍ مِنّا قابلَ في إحدى المرّات أفرادًا من الصم والبكم، أفرادًا يتعاملون بالإشارات من أجل أن يقوموا بإيصال الشيء الذي يريدون قوله، و لكن هل تساءلت يومًا عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع هؤلاء الأفراد على وجه الخصوص، بطريقة لا تجرَح مشاعرهم و تجعلهم يشعرون و كأنهم مثلنا، لا فرق بيننا و بينهم. لِذا اخترنا في مقال اليوم أن نتحدّث عن كيفية التعامل مع الصم والبكم.

الصم والبكم

قبل أن نبدأ الحديث عن كيفية التعامل مع الصم والبكم، ينبغي أن نقوم بتوضيح من هم الصم والبكم، إنّ الصم والبكم هم الأفراد الذين لا يملكون القدرة على السمع و الكلام، و ذلك نتيجة تعرضهم إلى العديد من المضاعفات أثناء مراحل تكوينهم في بطون أمهاتهم كأجنّة، حيث تحدث هذه المضاعفات في مراكز السمع و الكلام في المخ، و بالتالي يولدون بلا قدرة على الكلام و السمع، و بالرغم من أنّ هذه الحالات يمكن الانتباه إليها خلال الشهور الأولى للأطفال و لكن لا يمكن تقديم أي مساعدة طبية بخصوصهم، فالبعض منهم يمكن أن تَفي السماعات الطبية بالغرض من أجل زيادة الكفاءة السمعية و لكن و مع الأسف هذا الخَيَار لا يجدي نفعًا مع بعضهم الآخر، و لأنّ هؤلاء الأفراد يعانون من معاملة سيئة من قِبَل المجتمع و بشكل مبالغ فيه، ارتأينا إلى التوضيح للجميع عن كيفية التعامل مع الصم والبكم.

كيفية التعامل مع الصم والبكم

فيما يلي نقدّم مجموعة من النصائح العامة و الإرشادات التي توضّح كيفية التعامل الصحيحة مع الصم والبكم ^[1].

1- الاحتواء

تعتبر كلمة ” الاحتواء ” هي كلمة السرّ للتعامل مع الصم والبكم، فبمجرد أن يقوم الفرد باحتواء الشخص الذي يعاني من الصم والبكم و يشعره بأنّه شخص طبيعي و بأنّه شخص نافع للمجتمع و نافع لنفسه و لكافة من حوله، سرعان ما يتحوّل هذا الشخص المصاب بالصم والبكم إلى أفضل إنسان في الحياة.

2- الاحتِرام

ضمن إشارات كيفية التعامل مع الصم والبكم، هي ” الاحترام “، و المقصود بهذا هو التعامل معهم بأدب و رقي تمامًا كمعاملة أفراد المجتمع، فلا يجوز معاملتهم بطريقة احتقار و دونية تشعرهم و كأنهم بلا قيمة في حياتهم، و هذا الخلُق العظيم ” الاحترام ” يحوّل فرد الصم والبكم إلى شخص منفتح على الحياة و يثق بنفسه و يحبّها.

3- الصم والبكم ليسوا معاقين

من أهم الأفكار المغلوطة عن الأفراد الذين يعانون من الصم والبكم هو أنهم معاقون، و لكن هذا ليس صحيحًا البتة! بل يجب أن يضع جميع أفراد المجتمع نصب أعينهم بأنّ الصم والبكم ليسوا معاقين، فالشخص المعاق هو الذي يكون معاق عقليًا و فكريًا، لا عضويًا، فهناك الكثير من الأفراد الناجحين و المنتجين على جميع الأصعدة و مختلف المجالات من الصم والبكم! و لا عجب إن تفوّقَ الصم والبكم على الطبيعين من الناس في مجال يجمعهم مع بعضهم!

4- تعلّم آليات أفراد الصم والبكم

ضمن النصائح العامّة لكيفية التعامل مع الصم والبكم هي معرفة آلياتهم و تعلّمها، أي معرفة الطريقة التي يقوم بها الصم والبكم بالتواصل بها مع المحيطين من حولهم، و هذه الآلية تسمّى بـ ” لغة الإشارة “، فإنْ كنتَ أحد الأشخاص الطبيعين الذين يتعاملون مع أفراد الصم والبكم، فعليكَ أن تتعلّم بإتقان لغة الإشارة، فهي الوسيلة الأمثل للتواصل معهم و تواصلهم معك أيضًا، فلا يمكن أن تفهم ما يريدون قوله أو يفهمون ما ترغب بقوله إن لم تتعلّم هذه الآلية لكن هناك الكثير مِمّن يَحتَج على تعلّم هذه الآلية، فنرد على احتجاجهم قائلين : ” كيف لأبكم و أصم أن يتعلّم لغة الإشارة و أنت الذي تتكلم و تسمع لا تستطيع إتقانها؟ “.

5- عدم الإشفاق عليهم

من الأمور الهامة التي يجب معرفتها في التعامل مع الصم والبكم هي عدم الإشفاق عليهم، فهذا على عكس ما يظن البعض فهذا يشعرهم بالدونية و الأذى النفسي الكبير، فكيف لشخص صم وبكم أن يستقيم سلوكه و مشاعره إذا لَقى مِمّن حوله يتعاملون معه معاملة المعاق المسكين البائس و أنّ على الجميع الإشفاق عليه و مساعدته.

6- الصم والبكم ليسوا مرضى أو وباء

غالبية أفراد المجتمع الطبيعين السليمين يتعاملون مع أفراد الصم والبكم بطريقة رسمية، فيضعون حدودًا و مسافات كبيرة في التعامل معهم، و كأنّ من يتحدّث معهم عن قرب سيصاب بعدوى الصم والبكم!. لِذا من نصائح كيفية التعامل مع الصم والبكم معاملتهم بحب و الابتعاد عن التسبب لهم بالأذى النفسي.

7- الصم والبكم ليسوا غدّارين أو خائنين

نعم و بقوة، أنّ الصم والبكم ليسوا غدّارين أو خائنين، فهم أكثر الأفراد صدقًا في أفعالهم و أقوالهم و الأكثر إخلاصًا، فهم فئة لا تخون.

8- الصم والبكم أناس طبيعين

أهم نصيحة في كيفية التعامل مع الصم والبكم هي معاملتهم و كأنهم أناس طبيعين، و هذه النصيحة يتبعها جميع فضائل الأخلاق و حسن العادات في التعامل معهم، فهم أناس لهم مشاعر و يمتلكون الأحلام و الطموحات، لديهم نقاط ضعف و نقاط قوة تمامًا كما الشخص الطبيعي.

اتيكيت التعامل مع الصم والبكم

من ضمن إرشادات كيفية التعامل مع الصم والبكم، الاتيكيت الأمثل للتعامل معهم بطريقة تحافظ على مشاعرهم :

• عدم إشاحة النظر عن الأصم و الأبكم عندما يتكلّم.
• عدم مجاهلة الصم والبكم، خوفًا من عدم الفهم، فهو يعرف تمامًا كيف يقوم بإيصال المعلومة.
• عدم تحريك الرأس في إشارة بأنّك فهمتَ إشاراته، و لكنك لم تفهم مقصده، فبهذا السلوك تكون قد جرحت مشاعره.
• التقليل من سرعة الحديث معهم مع تحريك الشفاه جيدًا، لأنّ الصم والبكم يفهمون غالبًا حركة الشفاه.
• عدم توجيه الحديث لهم إلّا و الشفتين مكشوفتين تمامًا للأصم و الأبكم.
• لا بأس بتقديم ورقة و قلمًا لهم من أجل أن يرسموا ما يرغبون بقوله.
• عدم إشعارهم بصعوبة فهمهم.
• المحافظة على الهدوء أثناء الحديث مع الصم والبكم ^[2].
• تعلم لغة الإشارة يعتبر إنسانيًا للتعامل معهم.
• عدم استخدام جمل طويلة.
• الحديث العفوي و المَرِح معهم.

لغة الإشارة للصم والبكم

بعد أن تحدّثنا عن كيفية التعامل الصحيحة مع الصم والبكم، نأتي ببعض المعلومات عن لغة الإشارة. حيث ظهرت لغة الإشارة للصم والبكم في إسبانيا للمرّة الأولى، لتكون بذلك هي اللغة الأولى التي ظهرت لأجلِ أن تكون لغة التواصل الأقدم مع الصم والبكم، فهي ليست عبارة عن حركات الأصابع و اليدين، إنّما تشمل أيضًا حركات الشِفاه و تعابير الوجه، و من الجدير بالذكر بأنّ لغة الإشارة تختلف من ثقافة دولة إلى أخرى التي يعيش فيها الصم والبكم، و أهم ما يجعل لغة الإشارة للصم والبكم مميزة هو تعبيرها عن احتياجاتهم و إيضاح مشاعرهم فيما بينهم و بين محيطهم، كما تقوم بتعزيز اندماجهم في مجتمعهم ^[3].

ثم إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم، و من المهم أن نذكّر بأنّ الصم والبكم هم ليسوا معاقين، إنّما المعاقين معاقي الفكر و الإرادة و الإنجاز، فعقولهم سليمة و يملكون إرادة فولاذية تجعلهم قادرين على مواجهة الصعوبات و التحديّات مهما كانت، و الإثبات للجميع بأنهم ليسوا عبء على أحد، إنّما هم أناس منتجين فاعلين نافعين لنفسهم و لِمَن حولهم.

اقرأ أيضًا :

طريقة اكتشاف متلازمة داون بعد الولادة