ماذا يحدث للجنين عند بكاء الأم؟

التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل، تكون سببًا للعديد من التغيرات التي تحدث للأم، و المنطق العلمي تعتبر هذه التقلّبات تسبِّب الكثير من التغيّرات في المواد الكيميائية للدماغ و المسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية، فالعديد من الأمهات تعانين من البكاء بلا سبب، مثل : لفتة لطيفة، و هذا طبيعي في فترة الحمل، و لكن ماذا يحدث للجنين عند بكاء الأم. هذا ما سنعرفه في مقالنا اليوم.

ما أسباب البكاء أثناء الحمل | ماذا يحدث للجنين عند بكاء الأم

قبل أن نجيب عن السؤال : ” ماذا يحدث للجنين عند بكاء الأم “، نذكر ما هي أسباب البكاء خلال فترة الحمل، فحتى إذا كانت الأم الحامل عاطفية بطبيعتها، فخلال فترة الحمل ستلاحظ بأنّها ستبكي أكثر من قبل الحمل، أمّا إذا كانت الأم شخصية قوية بطبيعتها و نادرًا ما تذرف الدموع، فستتفاجأ أيضًا بتدفقات هائلة من المشاعر و التي لا تستطيع الأم أن تسيطر عليها، و بالرغم من أنّ هذه العواطف هي جزء طبيعي من فترة الحمل و لكنها تساهم في فهم ما هي أسباب البكاء ^[1]. حيث قمنا بتفصيل شرح أسباب البكاء وفق مراحل الحمل :

1- الثلث الأول من الحمل

كل امرأة تختلف عن الأخرى، فهناك من النِّساء من يعانينَ من نوبات بكاء طيلة فترة الحمل، بينما هناك نساء أخريات تبكينَ فقط أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من فترة الحمل، حيث يعتبر البكاء في فترة الثلث الأول من الحمل ليس معتادًا، و لكن من الممكن أن يحدث تغييرات في إفراز الهرمونات، فارتفاع مستويات هرمون البروجسترون و هرمون الإستروجين في الأشهر الثلاثة الأولى من أيام الحمل هي المسؤولة عن العديد من التقلّبات المزاجية، و التي تعرف بالحزن و الهيجان العاطفي، إلى جانب أنّ الحمل يعتبر تغيير كبير جذري في الحياة، و بالتشارك مع تغيّر الهرمونات بسرعة كبيرة، سيكون البكاء في الثلث الأول من الحمل حتمي، فينتج من كمية السعادة الشديدة ثم إلى القلق و الخوف على الطفل.

2- الثلث الثاني و الثالث من الحمل

من ضمن الإجابة عن السؤال : ” ماذا يحدث للجنين عند بكاء الأم “، من المهم أن نعرف كيفية التحولات الهرمونية التي تكون السبب في بكاء الأم الحامل بلا سبب، فتحدث أيضًا العديد من نوبات البكاء في الثلث الثاني و الثالث من الحمل، حيث يتغير جسم الأم الحامل بسرعة و بالتالي سيشعرها هذا التغيّر بالقلق، إلى جانب الضغوط اليومية العادية ستبكي الأم الحامل حتمًا، أمّا عندما تقترب الأم من الولادة، فتزداد الأفكار في ذهنها، فتريد أن تكمِل شراء حاجياتها و حاجيات مولودها، و تحسب الكلفة المالية لولادتها، و لخوف المخاض و الولادة حكاية أخرى من الخوف و الذعر.

ماذا يحدث للجنين عند بكاء الأم

نأتي للإجابة عن السؤال الذي يتمحور حوله موضوعنا اليوم : ” ماذا يحدث للجنين عند بكاء الأم “، و الجواب هو : من غير المحتمل أن تقوم نوبة بكاء بأذى الجنين و هو في بطن أمه، و لكن الاكتئاب الشديد خلال الحمل له تأثير سلبي واضح على حمل الأم، حيث أجريت دراسة في عام 2016 بأنّ أمراض الصحة العقلية، مثل : الاكتئاب و القلق خلال فترة الحمل تزيد بشكل ملحوظ من فرص حدوث الولادة المبكرة، إلى جانب انخفاض الوزن الواضح عند الولادة، فإذا كانت الأم الحامل تعاني من الاكتئاب، فهي لن تعتني بنفسها و بصحتها كما كانت تفعل عادةً، و إذا كانت لا تأكل ما يكفيها لتتغذى و جنينها أو حتى تتجاهل المواعيد الدورية لمراجعة الطبيب أو لا تتحرّك، فهذا مؤشّر واضح على أنّ الحمل لن يكون صحيًا البتّة!.

لا ذنب للأم الحامل بِما يحدث لها

مِمّا سبق، لا نلقي اللوم على الأم الحامل، فإصابتها بالاكتئاب ليس خطأها، إنّما إهمال صحتها هو من الآثار الجانبية لهذا المرض الغير معالج، لِذا على الأم ألّا تهمِل الحديث مع طبيبها، كون هناك علاجات آمنة يمكن أخذها خلال فترة الحمل، و الجدير بالذكر أنّ الاكتئاب الذي يحدث خلال الحمل يزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة PPD، و بالتالي التأثير السلبي على علاقة الأم بطفلها ^[2].

متى يعتبر البكاء خلال الحمل مشكلة خطيرة

ضمن سلسلة الإجابة عن السؤال : ” ماذ ا يحدث للجنين عند بكاء الأم “، يتفرّع عنه سؤال مهم أيضًا، و هو : ” متى يعتبر البكاء خلال الحمل مشكلة خطيرة “، حيث ذكرنا بأنّ نوبات البكاء التي تحدث أثناء الحمل هي جزء طبيعي من فتراته، و لكن البكاء من الممكن أن يكون مشكلة عقلية خطيرة، مثل الاكتئاب و الذي يترافق مع الأعراض التالية :

• صعوبة التركيز.
• فقدان الشهية.
• الإحساس بانعدام القيمة.
• الشعور بالذنب.
• اضطرابات في النوم، مثل : النوم القليل أو النوم الكثير.
• انعدام الشغف بالقيام بالأنشطة المفضلة.
• أفكار إيذاء النفس أو الآخرين.

فإن استمرّت هذه الأعراض المترافقة مع الاكتئاب لأكثر من أسبوعين، فيجب مراجعة الطبيب ^[3].

كيف تعالَج نوبات البكاء خلال الحمل

يؤسفني أن أقول أنّه من الصعب أن تتم السيطرة على التغيرات الهرمونية و هذا لسوء الحظ، و لكن بالطبع هناك خطوات يمكن اتباعها من أجل تخفيف هذه التغيرات الهرمونية و بالتالي التخفيف من نوبات البكاء ^[4]. و هذه الخطوات هي وفق ما يلي :

1- أخذ قسط كافٍ من الراحة و النوم

• إنّ قِلّة النوم تسبب ارتفاع في مستوى التوتر عند الأم الحامل.
• فتغدو أكثر عصبية و توترًا و قلقًا.
• لِذا على الأم أن تنام على الأقل مدة من سبع إلى تسع ساعات كل ليلة.

2- النشاط البدني

• على الأم أن تستشير طبيبها في التمارين المناسبة لفترة حملها، من أجل تحسين صحتها العقلية و زيادة طاقتها.
• للسباحة أو المشي ليلًا تأثير ساحر في النشاط البدني و التخفيف من تأثير تغير الهرمونات.

3- التحدث مع أمهات أو نساء حوامل

• الدعم التي تحصل عليه الأم الحامل، سواء من صديقاتها أو من خلال الإنترنت، يعمل على تخفيف الخوف و القلق و التوتر المرتبطين بالحمل.
• يمكن للأم الحامل أن تبوح ببعض قصصها الشخصية حتى تربطها مع قصص أمهات أخريات، فتحصل على النصائح و الدعم العاطفي.

4- التصرف بهدوء و عدم الارتباك

• لا شك أنّ التحضير لولادة طفل جديد يعد أمرًا متعبًا و مجهدًا، و لكن على الأم أن تخفف من حدّة الشعور بأنّها لوحدها و ستفعل كل شيء بنفسها.
• بالتالي هذا الضغط النفسي الكبير من شأنه أن يزيد من نوبات البكاء و الشعور بالذنب و الإحباط.
• إذا كانت تعاني الأم من الاكتئاب، فعليها أن تتحدث إلى الطبيب ليؤمِّن لها مضادات الاكتئاب خلال الحمل.
• و ذلك لأنّ علاج الاكتئاب خلال فترة الحمل يساهم في تقليل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم، و قد تحدثنا عن كل ما يخص البكاء خلال فترة الحمل و كيفية معالجته خلال هذه الفترة.

اقرأ أيضًا :

مراحل نمو الجنين من الشهر الأول و حتى التاسع