ما أهمية الامن السيبراني و ما هي أنواعه؟

في ظل التحول التقني الذي شهده العالم بصورة متسارعة، و تزايد اعتماد كبرى الشركات الخاصة منها و العامة على الكمبيوتر، سواء في تسير سيرورة أعمالها الداخلية، من خلال تحويل كل الملفات و التعاملات الورقية إلى بيانات و معلومات رقمية. أو في تسهيل تعاملاتها الخارجية، من خلال تقصير المسافات بين العملاء، و الذهاب إلى طرق الدفع الرقمي، و التجارة الإلكتروني. و عليه كان لا بد مع هذه التحولات و الإمبراطوريات البرمجية التي تشيد أصرحتها، من وجود نظم حماية، تضمن تأمين كل البيانات الحساسة، و أنظمة الشركات، من أي هجمات إلكترونية، أو قرصنة رقمية، تهدف إلى ضرب هذه الأنظمة، و الإخلال بقاعدة بياناتها. و هنا تحديداً تأتي الإجابة عن تساؤل الكثيرين بخصوص ما أهمية الامن السيبراني.

ما أهمية الامن السيبراني

يهدف الأمن السيبراني في المقام الأول إلى حماية أنظمة الحواسيب و الهواتف الذكية، من الهجمات الرقمية، و التي من المحتمل أن يقف وراءها الهاكرز، أو جهات دولية مناوئة لدول أخرى ^[1] . حيث تهدف مثل هذه الهجمات إلى تصيد المعلومات الثمينة، و سرقة البيانات الحساسة، بغاية إما الابتزاز أو فضح الأسرار، أو عرقلة المشاريع النامية، أو حتى لمكاسب مادية. لذلك تولي الكثير من الدول أهمية كبيرة للأمن السيبراني، وتنفق عشرات الملايين لتطوير أنظمة خاصة، تعمل على سد كل الثغرات التي من المحتمل أن يتم استغلالها للأغراض التي أسلفنا. حيث من البديهي أنه مهما كبرت تكلفة تطوير أنظمة الأمن السيبراني، فإنها لن تساوي حجم الخسارة المادية، التي من المتوقع حصولها في حال تعرض نظام بنكي للاختراق مثلاً.

و استطراداً في البرهنة عن أهمية الامن السيبراني ^[2] ، نقول ما يلي:

1. حماية البيانات الحساسة

يأخذ الامن السيبراني على عاتقه حماية كل البيانات التي تأخذ طابعاً مهماً و حساساً. ابتداءً من المعلومات الشخصية التي تكتنزها الهواتف الذكية. مروراً بالأنظمة البرمجية للشركات الخاصة من معامل، و مراكز بحوث، و بنوك، إذ تحرص أنظمة الامن السيبراني على ضرب طوق أمني حول هذه الأنظمة، لتحول دون تعرضها لأي انتهاك أو قرصنة.

كما أنّ الأمن السيبراني يوسع رقعة عمله ليشمل أيضاً الدفاع عن أنظمة الدول(خاصةً مع سعي العديد من الدول و خاصة المتقدمة، إلى تحويل كل تعاملاتها إلى بيانات رقمية). حيث تطور كثيراً من هذه الدول أنظمة دفاع إلكتروني خاصة بها. لتعمل على الزود عن المؤسسات الخدمية، و القطعات العسكرية، و أسرار الدولة بصفة عامة. و الشاهد على الكلام أنّه اليوم هناك حروب تشن بين الدول، تكون ضحيتها البيانات، و جنودها أولئك الأشخاص المتسمرين خلف الشاشات. كل ما تقدم يشي بشكل صريح عن أهمية الامن السيبراني في حماية البيانات الحساسة، و المعلومات الثمينة.

2. أهمية الامن السيبراني في حماية الأنظمة من الفيروسات

تبرز أهمية الأمن السيبراني على وجه الخصوص، في حماية الأنظمة الإلكترونية للشركات، و المؤسسات، و الدول. من احتمالية التعرض لهجمات الفيروسات، و البرمجيات الخبيثة. و في حين أنّ أسباب مثل هذه الهجمات تتعدد، إلا أن ضررها واحد في الغالب، حيث تؤول نتيجتها إلى أضرار مادية و معنوية كبيرة. أما عن الأسباب، فقد تكون بغرض السرقة الفكرية، أو المادية على حد سواء. أو كأن يعمد القراصنة إلى ضرب بعض الأنظمة بالفيروسات، بغية إحداث عطب و ضرر بالغ في سير عمل الشركات و المؤسسات. أو بغية الابتزاز للحصول على فدية أو ما شابه.

3. التقليل من الجرائم و التجاوزات الإلكترونية

يمكن القول أن الأمن السيبراني يلعب دور شرطي الانترنت. إذ لا يخفى على أحد أنّه اليوم و مع اتساع رقعة استخدام الانترنت، و انتقال الكثير من الأفراد، أو المؤسسات و الشركات، إلى الشكل الرقمي سواء في المراسلات، أو التعاملات المالية. فإنّ هذا كان كفيل بأنّ ينشط الجرائم الإلكترونية، و الانتهاكات الرقمية إلى حد بعيد. فاليوم أنت مُعرض على شبكة الانترنت للسرقة، مثلما أنت مهدد في الواقع، فالحرص واجب في كلتا الحالتين. وهنا تأتي أهمية الامن السيبراني، الذي يهدف من خلال أذرعه الرقمية إلى تقويض هذه الجرائم، و الحد منها.

4. أهمية الامن السيبراني في حماية القطاع المالي

في ظل النهضة الرقمية و الثورة التقنية، و تحول الأوراق إلى أرقام و أكواد. ذهبت كل البنوك إلى تحوير ملفات عملائها إلى الشكل الرقمي. خاصةً مع انتشار وسائل الدفع، و الإيداع الإلكتروني، و التي حتمت مثل هذا التحول. لذلك و بالتوازي مع هذا كان لزاماً على هذه البنوك، أن تجند مختصين بالأمن السيبراني. يعملون لصالحها، ليعملوا على حماية نظام البنك، من التعرض لأي هجمات أو انتهاكات. و ذلك انطلاقاً من حرصها على سلامة أموال عملائها، من السرقة من قبل الهاكرز، و المجرمين.

أنواع الأمن السيبراني

بعد أن تحدثنا و أجبنا عن ما أهمية الامن السيبراني، و استشفينا مدى اتساع رقعة عمل هذا المجال. سنعمل فيما يلي على تبيان أنواعه ^[3] ، علماً أنّ كل الأنواع تتضافر فيما بينها، لتصب في صالح حماية أجهزة الكمبيوتر، و الشبكات، من التعرض للهجمات الإلكترونية.

1. أمن الشبكات

يعتبر أمن الشبكة إحدى تفرعات الأمن السيبراني، و هو في غاية الأهمية. لكونه يشكل خط الدفاع الأول عن الشبكات، ضد أي مخاطر أو تهديدات خارجية، متمثلة سواء بالفيروسات، أو برامج الفدية، أو الهجمات الإلكترونية. و يخلص أمن الشبكة في نهاية الأمر إلى حماية المعلومات بصفة عامة.

2. أمن التطبيقات

و هو إحدى أنواع الأمن السيبراني التي تتخصص في حماية التطبيقات. و يكون ذلك من خلال العديد من الأدوات و البرمجيات، المضنة داخل التطبيق، والتي يتم صياغتها أثناء مرحلة برمجة تطبيق ما. هذا و يركز أمن التطبيقات على كيفية التعامل مع البيانات داخل التطبيق. والإجراءات الواجب اتباعها من قبل المستخدمين لدى استخدام البرنامج. من مثل، شروط تسجيل الدخول، وسياسة الاستخدام، و التأكيد على وضع كلمة سر قوية، و إجراءات استرداد الحساب، في حال فقدانه، و أسئلة الأمان، و غيرها الكثير من الأدوات، التي تعتبر أذرع أمن التطبيقات الذي يبرهن بشكل كبير عن مدى أهمية الأمن السيبراني.

3. الأمن السحابي

تعتبر أهمية الامن السيبراني  واضحة إذا ما ناقشنا هذا التفرع على وجه الخصوص. فمع وجود الكثير من وسائط التخزين السحابي، التي تعطي للمستخدمين أحقية رفع الكثير من البيانات إلى متنها. بغرض توفير المساحة على الجهاز الأصل، و تسهيل الوصول إلى هذه المعلومات من أي جهاز يشتمل على حساب السحابة نفسه، و الكثير من المميزات التي لسنا في وارد ذكرها الآن. فإن هذا ما يجعل هذه البيانات في مهب التعرض للاختراق و السرقة. و هنا يأتي دور الأمن السحابي، الذي يتكفل حماية كل المعلومات و البيانات، سواء تلك التي تم رفعها و أصبحت في وضع الراحة على السحابة، أو تلك التي في طور الرفع و النقل من و إلى سيرفر السحابة. لذلك أنت لدى استخدام مثل هذه الوسائط تضمن درجة عالية من الخصوصية والأمان، و تنأى بنفسك من احتمالية خسارة البيانات والمعلومات الحساسة، طبعاً بظل الضمانات التي تعطيها مثل هذه الوسائط بوجود أمن سيبراني فاعل فيها.

اقرأ أيضاً:

تنزيل العاب للموبايل | تعرف على أجمل 10 ألعاب حماسية