ما هي أعراض نقص أوميغا 3 النفسية؟ إليك كل ماتحتاج لمعرفته عنها

تلعب التغذية دوراً رئيسياً في دعم نمو الدماغ والصحة النفسية. ومن بين المواد الغذائية الضرورية للصحة النفسية بشكل خاص هو الأوميغا 3، فما هو الأوميغا 3؟ وما هي أهم أعراض نقص أوميغا 3 النفسية ^[1] ؟ هذا ما سنتعرف عليه في سطور مقالنا التالي.

أعراض نقص أوميغا 3 النفسية | ما هو أوميغا 3؟

يمكننا تعريف الأحماض الدهنية أوميغا 3 بأنها مجموعة من الدهون غير المشبعة الهامة للصحة، والتي تكون مسؤولة عن الاستقرار النفسي والعاطفي للأشخاص. وإن هذه المركبات النشطة والمؤلفة في المقام الأول من حمض الدوكوساهكسينويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتانويك (EPA)، والتي تتمتع بقدرة مذهلة على تشكيل وصون حالة التوازن النفسي لدى الأشخاص. بالإضافة إلى ذلك فإن تركيبها هام جداً لدعم أنسجة الدماغ والأعصاب، فهي تعزز النمو الصحيح للمخ والأنسجة المحيطة والداخلية وتساعد في أداءها الأمثل. ونقصها قد يكون سبباً واضحاً للسكتات الدماغية الخطيرة. حيث تشارك أحماض الأوميغا 3 الدهنية في مجموعة واسعة من الوظائف الفيزيولوجية المرتبطة في التركيب والنقل العصبي والاستجابة لالتهابات الأعصاب. لذلك فإن الأوميغا 3 تلعب دوراً هاماً في حماية الجهاز العصبي بشكل عام من أمراض شيخوخة الدماغ.

أعراض نقص أوميغا 3 النفسية

هنالك العديد من الأعراض المميزة لنقص عنصر الأوميغا 3 بالنسبة للصحة النفسية، فنقص أوميغا 3 يسبب عدداً من الاضطرابات والمشاكل النفسية. وقد لا يعرفها الكثيرون فقد تتشابه مع أعراض لأمراض أخرى. فيم يلي سنبين لك أهم المشاكل النفسية التي سببها نقص أوميغا 3:

• الاكتئاب

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من هذه المشكلة النفسية والتي تعرف بالاكتئاب. حيث يمكننا تعريف الاكتئاب بأنه الميل إلى العزلة مع فقد الإحساس بالمتعة أو الأهمية بأي من الأشياء من حوله، بالإضافة إلى الشعور بالتوتر المستمر. فبسبب تراكم المشاعر السلبية في الدماغ وعدم قدرة الدماغ على معالجة تلك الأمور بالشكل الصحيح، قد تظهر هذه المشاكل النفسية. وإن هذا الاضطراب ليس محض مشكلة نفسية، بل إن لنقص العناصر الهامة لعمل الدماغ مثل أوميغا 3 دور كبير فيها. حيث أن أوميغا 3 هو من الأحماض الضرورية لعمل الجملة العصبية والدماغ بالشكل الأمثل، وظهور مشكلة الاكتئاب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنقصه بشكل واضح. بالتالي فإن تناول أوميغا 3 من مصادر طبيعية أو من مكملات غذائية يساعد بشكل كبير في التخلص من هذا الاضطراب.

• الاضطراب ثنائي القطب

إن أهم مضاعفات الاكتئاب وتطور حالاته هي حالة تدعى الاكتئاب الهوَسي، وتسمى علمياً الاضطراب ثنائي القطب. وهذه المشكلة النفسية هي عبارة عن عدد من التغيرات في المزاج بشكل مفاجئ وغير متوقع لدى الأشخاص. فقد يشعر المريض في بعض الأحيان بشعور غامر من السعادة، بينما يشعر في أحيان أخرى بالحزن ويميل إلى الانعزال عن الناس والشعور بالاكتئاب. وفي العديد من الدراسات العلمية التي تناولت هذه المشكلة، قد تم إثبات أن الأفراد الذين يعتنون بغذائهم ويضمنون أحماض أوميغا 3 في حميتهم الغذائية يكونون في حالة نفسية أكثر راحة، فهو يساعد بشكل ملحوظ في توفير الراحة للجهاز العصبي المركزي ويحمي من تفاقم الحالات النفسية كالاكتئاب الهوَسي.

• الفصام

الفصام أو انفصام الشخصية، هو عبارة عن مشكلة نفسية قد تصيب العديد من الأفراد وهم في أعمار صغيرة، حيث أنها قد تبدأ في سن المراهقة أحياناً وتمتد إلى ما بعدها. وتتميز أعراض الفصام بحدوث الأوهام لدى الأشخاص وظهور تصرفات أو حركات لا إرادية قد تبدو غريبة للآخرين. ومما يجدر بنا ذكره أن هذه المشكلة النفسية قد لاقى علاجها بإعطاء مكملات أوميغا 3 نجاحاً، حيث أن أوميغا 3 يحسن من صحة موصلات النهايات العصبية ويقلل من نسبة المشكلات النفسية وخاصة اضطراب الفصام.

• الخرف والنسيان

مع التقدم في السن وتزايد هموم ومسؤوليات الحياة، قد تحدث لدى الأشخاص بعض المشاكل في الذاكرة ويميلون إلى النسيان بشكل كبير. فلا يقتصر الخرَف أو ما يعرف علمياً باضطراب الزهايمر على الكبار بالسن فقط، بل قد يصيب أحياناً مَن هم أصغر بكثير من ذلك. ومن أهم ما يميز مرض الزهايمر عن غيره من الاضطرابات هو أن المريض يعاني في البداية من النسيان للكثير من التفاصيل اليومية، ولا يمتلك القدرة على استحضار الكلام المناسب عند التحدث. ومع تقدم حالة المرض قد يعاني المريض من تأثيرات سلبية للغاية على حياته اليومية، فقد يفقد القدرة على القيام بأي من الأنشطة المعتادة بمفرده. وفي ضوء ذلك فإن مكملات أوميغا 3 لها تأثيرات مذهلة قد أثبتتها الكثير من الدراسات الحديثة، فهي تساهم في أداء الدماغ لوظيفته بشكل صحي وتعزيز حفظ المعلومات وأداء الذاكرة، وبالتالي الحماية من الخرَف على المدى الطويل.

• اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط

هذا الاضطراب هو عبارة عن حالة نفسية شائعة تبدأ في مرحلة الطفولة وقد تستمر حتى فترة البلوغ. فالمصابين بهذا الاضطراب تظهر لديهم مشاكل في عدم القدرة على الانتباه المستمر وكثرة الحركة والنشاط، مما يزيد من صعوبة أداء المهام اليومية بشكل طبيعي. بالإضافة إلى ذلك يوجد احتمال لأن يؤثر على التحصيل العلمي أو التسبب في مشاكل مرتبطة بالنمو. وفي هذه الحالة ينصح الطبيب الاختصاصي المعالج الآباء والأمهات الذين يعاني أطفالهم من هذه المشكلة النفسية بتضمين الأوميغا 3 في نظامهم الغذائي اليومي. فقد تبين بأن الأوميغا 3 يساعد في تخفيف الأعراض، ولكن لا يعني ذلك أنه يجب الاعتماد على أوميغا 3 لعلاج كثرة الحركة والنشاط، بل يجب استشارة الطبيب الاختصاصي لتوصيف الحالة وتقديم العلاج الملائم.

• التوحد

قد يحدث اضطراب التوحد بسبب خلل في وظائف الدماغ الهامة. فالتوحد غالباً ما يصيب الأطفال بشكل خاص، حيث يتميز بحدوث مشاكل في التواصل مع الآخرين، وتختلف في أغلب الأحيان قدرة المصابين على التفاعل مع الأشياء من حولهم بشكل طبيعي أو حتى التعلم. وفي هذا السياق قد بينت العديد من الأبحاث الهامة الدور الجوهري لأحماض أوميغا 3 في التقليل من شدة اضطراب التوحد، فهو يساعد المصابين على الراحة خلال اليوم والشعور بالهدوء.

أعراض أخرى لنقص أوميغا 3

قد يسبب نقص أوميغا 3 أعراضاً أخرى بالإضافة إلى الأعراض السابقة، فكما ذكرنا سابقاً أن أوميغا 3 هو من الأحماض الدهنية الضرورية لعمل أنسجة الجسم بشكل متكامل. وإليك إضافة مهمة لأعراض لنقص أوميغا 3 على الجسم:

• التعب المستمر والإرهاق.
• جفاف واضح في البشرة وقلة مرونتها.
• التهابات وآلام في المفاصل.
• الجفاف في العين.
• حب الشباب.
• تقصف وتساقط الشعر.

مصادر غنية بأوميغا 3

سنتعرف على بعض الأغذية الغنية بالأوميغا 3 الهامة لصحة الجسم بشكل عام. حيث لا بدّ من التنويه إلى أن فعالية الأوميغا 3 تختلف عند الحصول عليها من المصادر الطبيعية بالمقارنة مع المكملات الغذائية. ومن ضمن مصادر الأوميغا 3 الطبيعية ما يلي:

• الأسماك كالسلمون والسردين والتونة.
• البروكلي.
• زيت بذور الكتان.
• المكسرات كالجوز.
• زيت الصويا.
• السبانخ والخضار الورقية.
• الزبيب.
• الزيوت النباتية وزيت الزيتون خاصةً.
• بذور الشيا وبذور الكتان.

الجرعة المناسبة من أوميغا 3

في الغالب ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3 بشكل طبيعي. وينصح الطبيب في حالات نقص أوميغا 3 بأخذ الحبوب بعد تناول الطعام، كما يوصى بتجنب تناولها على معدة فارغة أو على وجبة الإفطار وذلك لمنع حدوث مشاكل تخص الهضم. والاحتياج اليومي للشخص العادي من أوميغا 3 هو حوالي 0.5 إلى 1.0 جرام يومياً.

كما أنه من المهم أن نذكِر أن جمعية القلب الأمريكية قد أكدت في دراساتها على عدم تجاوز جرعة ثلاث جرامات من أوميغا 3، وذلك لتجنب حدوث آثار جانبية غير مرغوبة وعكسية في بعض الأحيان. وفي العموم من المهم أن نعتمد على المصادر الغذائية الطبيعية للحصول على أحماض أوميغا 3 وغيرها من العناصر الغذائية، فهي تقدم الشكل الطبيعي من أوميغا 3 بكميات مناسبة دون القلق من مواجهة مشكلات في الآثار الجانبية.

أهم الأسئلة الشائعة عن أعراض نقص أوميغا 3 النفسية

1. هل الأوميغا 3 يحسن المزاج؟

بكل تأكيد، فإن أوميغا 3 يساعد في أداء الجملة العصبية والدماغ بشكل خاص بالشكل الأمثل. كما أثبت أوميغا 3 فعاليته لدى العديد من الأشخاص في محاربة الاكتئاب والقلق والتوتر والكثير من الأمراض النفسية.

2. هل أوميغا 3 يقوي الاعصاب؟

قد أثبتت العديد من الدراسات مؤخراً أن لأوميغا 3 دوراً كبيراً وجوهرياً في حماية الأعصاب من الالتهابات والأمراض. وذلك بفضل خصائصه المذهلة التي تحسن من وظيفة الدماغ وتدعم صحة الأعصاب المحيطية وتقوي الذاكرة. لذلك فإنه من الجدير بالذكر أن أوميغا 3 هو من الأحماض الدهنية الأساسية لصحة الأعصاب بشكل عام.

3. ما هي الآثار الجانبية لحبوب أوميغا 3 ؟

هنالك أعراض جانبية لتناول أوميغا 3 بكثرة أهمها رائحة الفم الكريهة، وفي بعض الأحيان من الممكن حدوث الإسهال أو الغثيان.

في الختام نجد أن أوميغا 3 بشكل عام هو من الأحماض الدهنية التي قد لايميزها الكثيرون ولا يدركون أهميتها. ولقد أوضحنا لك بإيجاز في مقالنا عن أهمية أوميغا 3 لصحة الجسم والصحة النفسية بشكل خاص. حيث أن تناولك لأوميغا 3 سواء كان عن طريق المكملات الغذائية أو المصادر الطبيعية يحميك من الإصابة من العديد من الأمراض والاضطرابات الخطيرة.

اقرأ أيضاً:

7 من أهم فوائد العسل للاطفال لتعزيز النشاط والحيوية