متى يجب على الطفل الصيام و ما هي كيفية تعويده على الصيام

جب متى يجب على الطفل الصيام، هو سؤال يطرحه الكثير من الآباء، لِذا اخترنا أن يكون موضوع مقالنا اليوم، فتابعوا معنا ^[1].

متى يجب على الطفل الصيام

عندما يرى الطفل والديه صائمين و منكبّين على طاعة الله تعالى من صلاة و قراءة القرآن الكريم و صدقات و صِلة الأرحام، فيشعر بأنه يجب عليه أن يصوم و يفعل الطاعات و العِبادات التي يفعلها والديه، فمتى يجب على الطفل الصيام. هذا ما نحن بصدد الإجابة عنه :

• إنّ بلوغ الطِفل للسنّ الشرعي هو ما يجعله مكلّف بالصيام.
• ثم إنّ الدليل على ما سبق هو الحديث الذي روي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم، قال : ” رفِعَ القلمُ عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ، و عن الصبي حتي يحتلِم، و عن المجنون حتى يعقل “.

فمِمّا سبق نجد بأنّه لا يجب على الطفل الصيام في حال أنّه لم يحتلِم بعد، و لكن لا بأس من تعويده على فترات صيام متقطِّعة.

ما هو سنّ تعويد الطفل على الصيام

من أجمل قواعد التربية الإسلامية الصحيحة، هي أن يبدأ الوالدين بتعويد طفلهم على الصيام منذ الصِغر، من أجل أن يعتاده عند البلوغ. أمّا في مسألة تحديد السنّ الذي يجب على الطفل الصيام فيه ^[2]. فهناك تفصيل لأهل العلمِ في ذلك :

• أجمعَ المذهبين الحنفية و الشافعية، على أنّ أمر الصيام للطفل كالأمرِ بالصلاة، حيث يؤمر به عندما يبلغ من العمر سبع سنين، و يضرب عليه عندما يصبح ابن عشر سنين، إذا قدر عليه.
• في حين أجاب الإمام أحمد بن حنبل عن السؤال ” متى يجب على الطفل الصيام “، قائلًا : بأنّه يجب أن يؤمر على الصيام و هو ابن عشر، مع ضرورة أن يتم الأخذ بالاعتبار بأن ينوي الطفل الصيام، و اعتبار قدرته في الحسبان و تحمله لمشقّة و تعب الصيام.
• ثم إنّ ذهب المالكية إلى أنّه لا يتم شرع الصيام للطِفل في حال عدم بلوغه، و لا يطلب من وليّه حتى أن يأمر طفله بالصيام، و ذلك لأنّ الصيام غير مشروع له أو في حقّه، إلى أن يحتلِم فيتم أمره به.
• فاستدلّ البعض على جواز تعويد الطِفل على الصيام، بِما جاء عن الربيع بنت معوَّذ رضي الله تعالى عنها، أنّها قالت : ” أرْسَلَ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، غَدَاةَ عاشوراء إلى قرى الأنصارِ التي حَوْل المدينة : مَنْ أصبحَ صائمًا، فلْيُتِمَّ صومهُ، و من أصبحَ مفطِرًا، فلْيُتِمَّ بقيَّة يومه، فكنَّا بعد ذلك نصومهُ و نصوِّم صِبياننا الصِّغار منهم إن شاء الله “.

وسائل تعويد الطفل على الصيام

بعد أن أجبنا عن السؤال ” متى يجب على الطفل الصيام “، ينبغي أيضًا أن نعرف ما هي وسائل تعويد الطفل على الصيام :

• تعويد الطِفل على الصوم قبل قدوم شهر رمضان المبارك، كتعويده على أن يصوم بعض أيام من شهر شعبان، و ذلك استعدادًا للصِيام في رمضان.
• حديث الطِفل عن الأجِر و الثواب لصيام شهر رمضان المبارك، كالحديث عن الجنّة و أنّ فيها بابًا مخصصًا يسمّى : باب الريّان، للصائمين.
• صِيام عدد من الساعات عند بداية شهر رمضان المبارك، لتزداد بعد ذلك عدد الساعات تدريجيًا.
• تأخير وقت السحور إلى ما قبل وقت الفجر بقليل، حتى تكون قدرة الطِفل أقوى على الصيام يومًا بكامله.
• تشجيع الطِفل أمام الأقارب و الأصدقاء، من أجل حثّه على الصِيام و شحذ همته و معنوياته للاستمرار.
• ثم إنّ أداء صلاة التراويح مع الطفل، أو حضور مجالس العلوم الدينية أثناء نهارِ رمضان، من شأنها أن تعمل على تشجيع الطفل.
• العمل على نظام التحفيز و المكافآت، كصنع الحلوة أو صنع ما يشتهي الطفل من طعام و شراب.
• لا يجب تجريح و توبيخ الطِفل في حال تخلَّف عن الصيام.
• محاولة قضاء يوم رمضان باللعب أو مشاهدة البرامج المفيدة للأطفال، من أجل تمضية الوقت دون أن يشعر الطِفل بالتعب.

ما يجب مراعاته أثناء تعويد الطفل على الصيام

بعد أن عرفنا متى يجب على الطفل الصيام، هناك بعض الأمور التي يجب الوقوف عندها و اتّباعها :

• اتّباع أسلوب الوسطية و الاعتدال في صوم الطِفل.
• عدم تكليفه بأكثر مِن طاقته، لِئلا يلحق به الضرر و الأذى.
• ضرورة الابتِعاد عن أساليب القسوة في تعويد الطِفل على الصيام.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خِتام مقالنا اليوم، فيجدر على الوالدين إن رأوا بأن بنية طفلهم الجسدية قوية لتحمّل الصيام، فلا بأس باتّباع أساليب تعويده تدريجيًا على ذلك.

اقرأ أيضًا :

دعاء السجدة في القرآن | ما هي و كيف يتم تأديتها