تقرير شامل حول مرض تصلب الشرايين

تقرير شامل حول مرض تصلب الشرايين

يكثر الحديث في الأوساط الطبية عن مرض تصلب الشرايين، على اعتبار أنّه واحد من أكثر الأمراض الوعائية شيوعاً و خطورة في نفس الوقت، فهو يؤدي إلى جملة من المضاعفات الخطيرة في حال لم يلقى التدبير الطبي المناسب، في مقالنا لليوم سنعمد إلى الحديث عن هذا المرض من كافة جوانبه، فتابع المقال حتى النهاية حتى تدرك خطورة هذه الشكاية الطبية، و تعمل من الآن على ابتاع كل سبل الوقاية المتاحة التي من الممكن أن تقلل من احتمالية تعرضك لتصلب االعصيدي.

ما هو مرض تصلب الشرايين؟

مرض تصلب الشرايين

يعتبر مرض تصلب الشرايين من الأمراض التي تصيب عادةً الأوعية الدموية الكبيرة أو المتوسطة، و الذي يكون عن ترسب المواد التي تشتمل على دهون و كوليسترول على الجدار الداخلي للشرايين، و بالتالي يصار إلى تضيق لمعة هذا الشريان، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى انسداد جزئي أو كامل، و بالتالي تعويق الجريان الطبيعي للدم داخل هذا الشريان.

الجدير بالذكر أنّه يشار إلى هذه الشكاية الصحية بعدة أسماء ليس أخرها التصلب العصيدي، في إشارة إلى العصيدة الدهنية المتكونة، أو بتكلس الشرايين، لأنه عندما يتم إجراء جراحة على الشريان المصاب، فإنه يبدي على جدرانه مادة صلبة بيضاء تشبه الكلس [1] .

أنواع مرض تصلب الشرايين

يذكر أنّه من الممكن أن يطال مرض تصلب الشرايين كل الشرايين في الجسم، من مثل الشرايين التاجية، أو الشريان السباتي، أو شرايين الكلى، أو شرايين الأطراف، و عليه لا يقتصر هذا المرض على نوع واحد، و من هذه الأنواع نذكر:

  • مرض الشريان التاجي ( و هو يشير إلى تصلب أحد الشرايين التي تعمل على توريد الدم لصالح القلب).
  • مرض الشريان المحيطي (يشير إلى تكلس شرايين الأطراف أو الحوض).
  • مرض الشريان السباتي ( يشير إلى تصلب الشريان الذي يعمل على نقل الأوكسجين لصالح الدماغ).
  • مرض الشريان الفقري ( يشير إلى تكلس الشريان الذي يعمل على نقل الدم لصالح الجزء الخلفي من الدماغ).
  • مرض الشريان الكلوي ( و هو مرض تصلب الشرايين الذي يطال الأوعية التي تصب في الكلى).
  • مرض الشريان المساريقي ( يرمي إلى تصلب الشرايين التي تنقل الدم إلى الأمعاء).

أعراض التصلب العصيدي

على اعتبار أنّ مرض تصلب الشرايين يحدث تدريجياً على المدى الطويل، و بالتالي فإن المريض عادةً لا يبدي أعراض في بدايات المرض، و إنما تتظاهر لديه جملة من الأعراض، عندما يصاب الشريان بانسداد جزئي أو كلي، و بالتالي حصول نوبة قلبية أو سكتة دماغية، علماً أن الأعراض التي تتظاهر تكون رهناً بمكان الشريان المتضيق، و من هذه الأعراض نذكر [2] :

أولاً: فيما إذا كان الشريان المتكلس من الشرايين التاجية، التي تعمل على إمداد عضلة القلب بالأوكسجين، فإن المريض يبدي الأعراض و العلامات التالية:

  • اضطرابات في نظم القلب، بمعنى أن تكون ضربات القلب التي تعبر عن الانقباض و الانبساط غير منتظمة الإيقاع.
  • ألم حاد و مفاجئ و يوصف بأنه عاصر في منطقة الصدر تحت القص، و من الممكن أن يمتد هذا الألم و ينتشر حتى الذراع أو الفك.
  • صعوبة و ضيق في التنفس.
  • الغثيان.
  • القلق.
  • السعال.

ثانياً: إذا ما كان الشريان المتضيق، من الشرايين التي تعمل على نقل الدم لصالح الدماغ كشريان السباتي، فإن مرض تصلب الشرايين يتظاهر هنا بالأعراض التالية:

  • شلل و تدلي في عضلات الوجه.
  • غشاوة في الرؤية.
  • ألم حاد في الرأس.
  • عدم القدرة على التحدث.
  • خدر في الذراعين أو الساقين.
  • الإصابة بشلل.

ثالثاً: أما إذا كان الشريان صاحب الأذية على مستوى الأطراف، فحينها تكون الأعراض كالآتي:

  • خدر في إحدى الأطراف.
  • الشعور بألم كبير عند المشي.
  • شحوب و زرقة في الطرف.
  • تنميل.
  • العرج.

رابعاً: و أخيراً إذا كان مرض تصلب الشرايين طال إحدى الشرايين الكلوية، فهنا نجد ما يلي من أعراض:

  • فشل كلوي.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تورم في الأطراف، بسبب احتباس السوائل.

مضاعفات مرض تصلب الشرايين

مرض تصلب الشرايين

إن خطورة التصلب العصيدي تنبع من كونه يؤدي إلى الكثير من المضاعفات الخطيرة و المهددة للحياة، و من هذه المضاعفات نذكر [3] :

  • الذبحة الصدرية( و هي ألم مفاجئ و حاد يطال القلب، بسبب تضيق لمعة الشريان التاجي).
  • تمدد الأوعية الدموية ( بمعنى حصول تمدد أو انتفاخ في أحد الأوعية الدموية).
  • السكتة الدماغية ( خلل يطال إيرادات الدم الذاهبة للدماغ، حيث أن الأخير يستهلك ما قداره 7% من مجمل كمية الأوكسجين في الدم، و هو شديد الحساسية لأي نقص في هذه التروية التي يكفلها الدم).
  • فشل القلب(عجز القلب عن ضخ الدم لصالح الأعضاء).
  • مرض الشريان المحيطي (بسبب قلة الدم الوارد بتجاه الأطراف).
  • فشل كلوي (عجز الكلى عن أداء وظيفتها الطبيعية في تنقية الدم من الفضلات، و يحدث في حالة كان التصلب العصيدي قد طال الشرايين الكلوية).
  • اضطرابات في نظم القلب( خلل في ضربات القلب كأن يدق بسرعة أو ببطء).

ما هي أسباب التصلب العصيدي؟

كنا قد نوهنا في مطلع المقال أن مرض تصلب الشرايين من الأمراض التي تتطور تباعاً عبر السنوات، فهو من الأمراض المعقدة التي يجسم خلفها الكثير من الأسباب، لتكون أبرزها [4] :

  • ارتفاع نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة LDL.
  • انخفاض نسبة الكوليسترول مرتفع الكثافة HDL.
  • التقدم بالعمر، حيث أنّه يزداد خطر الإصابة بهذا المرض بعد تخطي الرجل حاجز ال45 و الامرأة ال55.

أضف إلى ما تقدم أنه يوجد عوامل خطورة تضلع بشكل غير مباشر في زيادة فرصة تعرض الشخص لهذه الشكاية، و من هذه العوامل نذكر:

  • اتباع نظام غذائي قائم على الدهون المشبعة و السكريات و الأملاح و الكوليسترول، هذا العامل يعتبر من أبرز عوامل الخطر للإصابة بالتصلب العصيدي.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • التدخين.
  • السمنة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإدامان على الكحول.
  • الإصابة بالسكري.
  • الوراثة.
  • التوتر.

كيفية التشخيص

تتنوع الأساليب التشخيصية التي من شأنها أن تفصح عن الإصابة بمرض تصلب الشرايين، بين فحصوص سريرية و مخبرية ، و منها نذكر [5] :

  • الفحص السريري (كأن يعمد الطبيب على تقصي وجود أعراض و علامات التصلب العصيدي، من مثل غياب النبض – انخفاض ضغط الدم في الجزء المصاب – تمدد الوعاء الدموي، و غيرها من العلامات التي تشي باحتمالية مثل هذه الإصابة).
  • الفحوص المخبرية ( كأن يوجه الطبيب إلى ضرورة تقصي نسب الكوليسترول في الدم و السكر).
  • فحص الجهاد (يهدف إلى تقصي كفاءة عمل القلب تحت الجهد).
  • مخطط كهربائية القلب ( و هو مخطط يفصح عن سلامة كهربائية القلب على اعتبار أن القلب ينتج نبضات كهربائية تجوب خلايا لتعمل على تنظيم تقلصاته).
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية ( و هو أحد أفضل الاختبارات لتقصي وجود تمدد في الأوعية الدموية الأورطي البطني).
  • التصوير المقطعي المحوسب CT أو ما يعرف بالتصوير الطبقي المحوري( و هو أحد طرق التصوير التي تعتمد على الأشعة السينية).
  • تصوير الرنين المغناطيسي MRI ( طريقة تصوير تعمد إلى استخدام الحقل المغناطيسي و موجات الراديو).
  • اختبار الضغط  الكاحلي العضدي ( و هو يكشف عن وجود تصلب في الشرايين المحيطية).
  • القسطرة ( أنبوب مزود بكاميرا يتم إدخاله في إحدى الأوعية الدموية الرئيسية لأغراض تشخيصية أو علاجية).

سبل علاج مرض تصلب الشرايين

إن عملية علاج تصلب الشرايين هي عملية معقدة و تطلب تضافر عدد من البروتوكولات مع بعضها، و منها نذكر:

أولاً: تغيير نمط الحياة

و يكون ذلك من خلال العمل على اتباع نظام غذائي صحي قائم على الخضروات و الفواكه، و تجنب الدهون المشبعة، و الكوليسترول، و السكريات و الأملاح، إضافة إلى المداومة على ممارسة التمارين الرياضية، لما لها من دور في تحسين صحة القلب و الأوعية، و ينصح دائماً بتخفيض الوزن و إنّ هذا يتحقق بطبيعة الحال في حال الالتزام بما تقدم من نصائح، لا ننسى أيضاً الإقلاع عن التدخين و تجنب الكحول.

ثانياً: التدبير الدوائي

من الممكن أن يعمد الطبيب إلى صف مجموعة من الأدوية، ألا و أهمها هي الأدوية التي تعمل على تخفيف نسبة الكوليسترول في الدم، و التي تكون من عائلة الستاتين من مثل الأتوفاستاتين أو الروزوفاستاتين.

كما أنّه في حالة مرض تصلب الشرايين، يصف الطبيب أدوية من شأنها أن تعمل على ضبط ضغط الدم(من مثل حاصرات بيتا أو الأدوية المثبطة للأنزيم المحول للأنجيوتنسينACE، أو الأدوية التي تعمل على حصر مستقبلات الأنجيوتنسين)

أضف إلى ما تقدم أهمية الأدوية التي تعمل على التحكم بنسبة السكر في هذه الحالة، و أخيراً إحدى أبرز العلاجات الهامة و المقدمة في مثل هذه الشكاية الصحية المميعات الدموية، التي تعمل على منع تشكل الجلطات.

ثالثاً: التدخل الجراحي

من الممكن في حالة انسداد الشريان بشكل جزئي أو كامل أن يتم اللجوء إلى بعض التدخلات الجراحية، و منها نذكر:

  • استخدام القسطرة بغرض إدخال بالون
  •  تركيب دعامة.
  • جراحة المجازة لشريان التاجي.

طرق الوقاية المتاحة من التصلب العصيدي

يمكن الوقاية من مرض تصلب الشرايين، في حال اتباع التعليمات و النصائح التالية:

  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تخفيض الوزن.
  • ضبط نسب السكر في الدم.
  • ضبط الضغط.
  • اجراء تحاليل دورية لنسب الكوليسترول في الدم.

 

اقرأ أيضاً:

ما هي أشيع اسباب تسارع نبضات القلب؟

المراجع

  1. Arteriosclerosis / atherosclerosis | www.mayoclinic.org
  2. Atherosclerosis | www.healthline.com
  3. Atherosclerosis | www.nhs.uk
  4. Atherosclerosis | www.webmd.com
  5. Arteriosclerosis / atherosclerosis | www.mayoclinic.org
240 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.