مستقبل الذكاء الاصطناعي | هل سيُلغى دور البشر!

مستقبل الذكاء الاصطناعي | هل سيُلغى دور البشر!

لا شك أنك مندهش من التطور الهائل في القرن الحالي و سرعة الثورة المعرفية و الانفتاح الكبير ما بين دول العالم، فأصبح كل شيء سهلًا، فهل استفدتَ من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي حقق نجاحات كبيرة، حتى و إن كانت تلك النجاحات خلف الكواليس، فقد استخدم الذكاء الاصطناعي في استخراج البيانات و التشخيص الطبي و الأمور اللوجستية، فما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي ؟، هذا موضوع مقالنا اليوم، فلا تفوّت قراءة هذا المقال الشيّق الذي من الممكن أن يفتح لك آفاقًا واسعة و أفكارًا عبقرية لتحسّن من حياتك.

الذكاء الاصطناعي | هل سيكون بمقدوره أن يحل محل البشر

الذكاء الاصطناعي | هل سيكون بمقدوره أن يحل محل البشر

هل يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي خطيرًا ؟ هل يمكن أن يحل مكان عمل الإنسان ؟ و هل من المعقول أن يكون بمقدوره أن يرسم، أن يكتب مقالات، أن يقوم بعملية جراحية ما ؟ كل هذه الأسئلة نطرحها بسبب أنّ أبحاث ما يسمّى بـ ” الذكاء الاصطناعي ” غَدَتْ على درجة عالية من الدقة و التقنية و التخصص، ما لبثَتْ إلّا أن انقسمت إلى عدّة مجالات فرعية لتستقل بشكل عميق [1].

فلسفة الذكاء الاصطناعي

فلسفة الذكاء الاصطناعي

قبل أن نتحدث عن مستقبل الذكاء الاصطناعي الذي لا يمكن الجزم بأمره بشكل مطلق، ينبغي أن نعرف ما هي فلسفته حتى يصح تنبؤنا حول مستقبله و كيف يمكن أن يكون، في الحقيقة الذكاء الاصطناعي يشكِّل تحديًا لعلم الفلسفة و إلهامًا أيضًا، و ذلك بزعم علم الفلسفلة بأنّ الذكاء الاصطناعي يقدر على إعادة خلق ما يسمّى بـ ” قدرات العقل البشري “، فهل يوجد فرق واضح جوهري بين الذكاء الاصطناعي و العقل البشري ؟ و هل يمكن أن تكون الآلات صاحبة عقل ؟ لِذا فيما يلي أهم الإجابات عن هذه الأسئلة :

1- قانون تورنغ | آلات الحساب و الذكاء

عندما يعمل الجهاز بذكاء فهذا يعني أنه يضاهي ” الإنسان “، و بالتالي ذكاء الجهاز هنا يفيد نظرية ” آلان تورنغ “، الذي يقول بأنّ : ذكاء الجهاز يماثل ذكاء الإنسان، و لكن في النهاية، لا يمكن أن نحكم على أي آلة إلّا من خلال أدائها. و هذا هو أساس ” اختبار تورنغ “.

2- أطروحة دارتموث

ضمن أطروحة دارتموث : يمكن أن نصف أي جانب من جوانب عملية التعلّم أو غير ذلك من أي مظهر من مظاهر الذكاء بدقة بالغة، و الذي يمكِّن الإنسان من تصميم أي آلة تحاكيه!!، كما تجدر الإشارة بأنّ هذا التأكيد كان قد طبعَ في الأطروحة التي تم تقديمها إلى مؤتمر دارتموث في عام 1956، و هو موقف معظم الأشخاص الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي.

3- فرضية نظام نويل و سيمون للرموز المادية | نظام الرموز المادية

” نظام الرموز المادية لديه الوسائل الضرورية و الكافية “، المغزى من هذه الجملة هو بأنّ : ” جوهر الذكاء يكمن في القدرة على معالجة الرموز “، و لكن على العكس من هذا، يعتقد ” أوبير دريفوس ” بأنّ الخبرات البشرية لا تعتمد على أي تلاعب بالرموز بالوعي، إنّما تتشكّل بصورة غريزية في اللاوعي، و بالتالي فهي تحتاج إلى الشعور بالموقف حتى و إن لم يكن الإنسان يملك من المعرفة ما تكفيه بالرموز!.

4- مبرهنة عدم الاكتمال لغودل

تنص هذه المبرهنة على أنّه : ” لا يمكن لنظام يقوم على المنطق كالبرنامج الحاسوبي ” أن يثبتْ كل الجمَل الصحيحة، حيث يعتقد روجز بينروز و غيره آخرون بأنّ مبرهنة غودل صنعتْ حدودًا لقدرة الآلات، فهي صنعت حدًّا لِما يمكن أن يتم استنتاجه حسابيًا، و في الجانب الآخر لم تصنع أي حدود لقدرة الإنسان.

5- الغرفة الصينية | فرضية سيرل حول الذكاء الاصطناعي القوي

” يمكن أن يكون لجهاز الكمبيوتر عقلًا يماثل عقل الإنسان إنْ تَمَّتْ ترجمته بشكل ملائم بالمدخلات و المخرجات الصحيحة “. فيرد سيرل على هذا متعمدًا على حجته بالغرفة الصينية و التي تحتاج إلى النظر داخل الكمبيتور و محاولة معرفة أن يمكن لهذا العقل أن يكون!.

6- فرضية الدماغ الاصطناعي

” يمكن محاكاة المخ ” راي كرزويل Ray Kurzweil و هانز مورفيك Hans Moravec قالوا بأنّه : يمكن نسخ الدماغ من الناحية التقنية مباشرة في البرمجيات و المعدات، و هذا سيتم و كأنّه الأصل تمامًا!!

ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي | هل سيستطيع تغيير العالم خلال العشرين عامًا القادمة

ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي | هل سيستطيع تغيير العالم خلال العشرين عامًا القادمة

بعد معرفتنا ما هي فلسفة الذكاء الاصطناعي و كيف يمكن فعلًا أن يكون هناك محاكاة للمخ البشري، نأتي للحديث عن مستقبل الذكاء الاصطناعي الذي كان له دورًا و ما زال، دورًا كبيرًا في شتّى مجالات الحياة، فمن أجل تسريع العمليات في الشركات و المؤسسات و تقليل التكاليف و الجهد، قاموا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، و لكن هناك شيئًا ما يثير الرعب  الخوف من أن تتجاوز هذه التقنيات بل تفوق بكثير قدرات و ذكاء العقل البشري في يومٍ من الأيام، و إنْ وضعنا تلك المخاوف على جَنبْ و تناولنا ما قال كاي فولي و تشين كيوفان في كتابهما ” الذكاء الاصناعي 2041 ” أبرز خمسة توقعات عن الذكاء الاصطناعي الذي سيغيّر حياة البشرية خلال العشرين عامًا القادمة [2].

1- تغيير طريقة العمل

نبدأ بأوّل توقع لمستقبل الذكاء الاصطناعي و هو تغيير طريقة العمل. و فيما يلي شرح واضح :

  • في غضون العشرين عامًا القادمة ستصبح تقريبًا جميع البيانات ” رقمية “، و بالتالي سيكون بمقدور الذكاء الاصطناعي أن يصنع القرارات.
  • سيحل الذكاء الاصطناعي و الأتمتة مكان معظم الموظفين، و سيصبح قادرًا إلى جانب الروبوتات على التسويق و توصيل المنتجات، بل توصيلها أيضًا!
  • إضافة إلى أنه سيقوم بالأعمال المنزلية و تصميم المنازل و من ثم بنائها! و غير ذلك الكثير من العمليات.
  • و لأنّ الذكاء الاصطناعي و الروبوتات يعملان دون أي تذمّر أو شكوى من العمل و ضغطه على مدار السّاعة و خلال أيام الأسبوع، و دون أن أي أجِر، فهذا بلا شك سيساهم في انخفاض كلفة معظم السلَع.
  • من مستقبل الذكاء الاصطناعي في تغيير طريقة العمل هو قدرته على التسويق خلال الهاتف، أي سيحلّ محل الوظيفة المكتبية الروتينية.
  • ثم إنّه سيساعد المحاميين و محلِّلي الأبحاث و الصحفيين في عملهم، من خلال جمعه لكميات هائلة من البيانات، و بالتالي توفير في وقت العاملين على هذه الأمور و التفرّغ لأمور أكثر صعوبةً و تعقيدًا.
  • سيغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة و أسلوب عمل الأشخاص في المستقبل، فمن المهم أن يتم اتخاذ التدابير المهمة لمواجهة ما يسمّى بـ ” مشكلة فقدان الوظائف “، و أبسط شيء يمكن فعله لتفادي هذه المشكلة هو تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع أي تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي و تمكينهم من ذلك.

2- تحسين التعليم

  • سيغدو الذكاء الاصطناعي المعلّم و المدرّس الأكثر فعالية للطلاب، حيث سيكون بمقدوره أن يصحِّح الامتحانات و يجيب بكل دقة و تأنّي و صبر عن أسئلة الطلاب بشكل أفضل من المعلّمين البشريين.
  • سيخمِّن الذكاء الاصطناعي الطريقة الأنسب في تعليم الطلاب و الأسرع، بحيث يعطي الطالب تمارين تناسب مستواه، و مع الكمية الهائلة من البيانات ستكون تجربة التعليم بواسطة الذكاء الاصطناعي أكثر متعة، فاعلية و جاذبية.
  • و هذا من مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم.

3- ثورة في الرعاية الصحيحة

  • للذكاء الاصطناعي دورًا إيجابيًا كبيرًا في الرعاية الصحية، حيث أصبح بالإمكان رقمنة ما يسمّى بـ ” النظام الصحي “، و يمكن بسهولة نقل سجلات المرضى و البيانات على الإنترنت و حتى الأشعة، و هذا حتمًا سيحدث ثورة ضمن منظومة الرعاية الصحية كاملة، بِما في ذلك العلاج، التشخيص و الرعاية طويلة المدى.
  • للذكاء الاصطناعي دورًا في ابتكار مختلف أنواع الأدوية بتكلفة قليلة.
  • سيساهم الذكاء الاصطناعي في إيجاد العديد من العلاجات للأمراض نادرة الحدوث.
  • مع توافر العديد من المعلومات الرقمية التي تكون خاصة بالمريض، مثل : تسلسل الحمض النووي و التاريخ الطبي، سيكون بمقدور الرعاية الصحية أن تقدّم لكل مريض وفقًا لحالته.

4- الواقع المعزز

  • من التنبؤات في مستقبل الذكاء الاصطناعي تعليم الأطفال بشكل افتراضي، أي يتفاعلون مع مختلف العلماء الراحلين، مثل : ألبرت أينشتاين.
  • حيث ستكون تجربة الذكاء الاصطناعي تجربة لا يمكن أن يميزها الإنسان عن العالم الحقيقي.

5- وسائل نقل أكثر فاعلية و أمانًا

  • إنّ مركبات ذاتية القيادة ستحدث ثورة ضخمة في عالم النقل، حيث يمكن للركاب أن يصلوا إلى وجهتهم بأمانٍ أكثر و تكلفة أقل.
  • إضافة إلى تقليل عدد الوفيات التي تنتج عن الحوادث المرورية بنسبة 90%.
  • و مع الزيادة الحاصلة في عمليات الأتمتة، ستستطيع المركبات ذاتية القيادة أن تتواصل مع بعضها، فمثلًا : يمكن إخبار المركبة بعدم الاقتراب من المركبات التي يوجد بها خلل، و بالتالي التقليل من مخاطر الحوادث و الاصطدام.

لم ينتهي الحديث بعد، فالذكاء الاصطناعي ثورة معلوماتية هائلة تدهش العقول من قدرتها على تولّيها أعمال البشر.

اقرأ أيضًا :

أفضل 5 مواقع تحسين جودة الصور بالذكاء الاصطناعي

المراجع

  1.    www.en.wikipedia.org | artificial intelligence
  2.    www.analyticsvidhya.com | What is the future of artificial intelligence
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.