يعاني الكثير من الأشخاص الذين يعيشون في الدول النامية، أو دول العالم الثالث كما يطلق عليها، من أمراض سببها الرئيسي نقص في الحقوق الطبيعية للأفراد. ومن أبرز الأمثلة على هذه الأمراض هو مرض البلهارسيا، والذي يسببه نوع معين من الطفيليات. إذ ينتشر هذا المرض بشكل كبير في الدول النامية فقط، في حين أنه يكون شبه معدوم في الدول المتقدمة أو دول العالم الأول. وخلال سطور مقال اليوم سوف نقوم بالإجابة على السؤال “من هو مكتشف البلهارسيا”، كما سنذكر لك أيضاً بعض المعلومات عن هذا المرض. لذا تابع معنا القراءة في حال كنت ترغب بمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع.
ما هو داء البلهارسيا
يتم تعريف هذا المرض أو الداء على أنه واحد من الأمراض الطفيلية [1]. إذ يحدث بسبب انتشار طفيلة معينة، وهي دودة البلهارسيا، في جسم المريض. وبعد أن تنتقل هذه الدودة إلى جسم المريض، فإنها تتغذى على المواد الطبيعية ذات القيمة الغذائية العالية الموجودة في جسمه. بالتالي يصبح المريض مصاباً بنقص التغذية، كما أنه يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي ويعاني من التعب العام في الجسم.
من هو مكتشف البلهارسيا
وفي حال كنت ترغب بمعرفة الإجابة عن السؤال “من هو مكتشف البلهارسيا”، فإن المكتشف الأول لهذا المرض هو الطبيب الألماني تيودور بلهارتس. والجدير بالذكر هنا أنه تم إطلاق اسم “بلهارسيا” على الطفيليات التي تسبب هذا المرض بناءً على اسم الطبيب الذي اكتشفها، وهو بلهارتس. حيث بدأ هذا العالم مسيرته الدراسية في سن مبكرة في جامعة توبنجن الألمانية. ومن ثم سافر إلى دولة مصر ليعمل كمساعد لعميد مدرسة الطب هناك. وخلال سنين تواجده في القاهرة، تمكن تيودور الألماني من اكتشاف مرض البلهارسيا، والذي كان يعاني منه الكثير من أهل المنطقة.
والجدير بالذكر أن العالم تيودور بلهارتس تمكن بالفعل من تشخيص ودراسة مرض البلهارسيا بشكل رائع، ولكنه توفي بسبب مرض آخر. حيث انتقلت له عدوى التيفوس من إحدى المرضى اللواتي كان يعالجهن في مدينة الحبشة. وتوفي إثر هذا المرض في عام 1862 في مدينة القاهرة، وذلك بعد مرور أسبوع واحد من العدوى به.
ما هو سبب مرض البلهارسيا
إن السبب الرئيسي لمرض البلهارسيا هو انتقال ديدان معينة إلى داخل الجهاز الهضمي لجسم الإنسان، أو إلى داخل بعض الأجهزة المعينة الأخرى [2]. حيث تعمل هذه الديدان بعد أن تدخل الجسم على التغذي على العناصر الغذائية المهمة الموجودة فيه، وذلك بعد أن يعمل الجسم على هضمها بشكل شبه كامل أو كامل. كما أن تقوم بالتمايز داخل جسم المريض إلى ذكر وأنثى، ومن ثم تقوم بالتكاثر داخل جسمه أيضاً.
ما هي آلية انتقال عدوى مرض البلهارسيا
لقد ذكرنا لك سابقاً أن انتشار هذا المرض بشكل كبير غالباً ما يحدث في الدول النامية أو في دول العالم الثالث كما يطلق عليها. وذلك عن طريق انتقال السركاريا (الديدان الصغيرة) إلى مجرى الدم في الجسم بعد أن يقوم الشخص بالنزول إلى المياه الملوثة بهذه الديدان. إذ تقوم السركاريا باكتشاف وجود البشر في المياه بسبب درجة حرارة أجسامهم، ومن ثم تقوم باختراق طبقات الجلد الأولى، وتدخل إلى مجرى الدم. تنتقل السركاريا بعد ذلك إلى الكبد، وتستقر هناك لتكمل دورة حياتها داخل جسم المصاب.
الجدير بالذكر هنا أنه في حال تم شرب المياه الملوثة بالسركاريا فإن احتمال الإصابة بالعدوى أقل بكثير من احتمال الإصابة في حال السباحة أو الاستحمام بهذه المياه. وهذا لأنه في حال تمكنت السركاريا من دخول الجسم عن طريق الفم، فإن العصارات الهضمية الموجودة في المعدة تقوم بقتلها قبل أن تتمكن من الانتقال إلى الكبد. ولكن في حال تمكنت هذه الديدان من اختراق الأغشية الموجودة في باطن الفم والانتقال إلى مجرى الدم قبل الوصول إلى المعدة، فإنها ستكمل دورة حياتها في هذا الجسم.
ما هي أعراض مرض البلهارسيا
بعد أن قمنا بالإجابة عن السؤال “من هو مكتشف البلهارسيا”، سنذكر لك الآن أبرز الأعراض التي يسببها مرض البلهارسيا على جسم المصاب، وهذه الأعراض هي [3]:
- غالباً ما يكون اختراق السركاريا لجلد المصاب غير محسوس، ولكنه قد يسبب لبعض الأشخاص شعوراً بالحكة على الجلد أو البشرة
- بعد أن تقوم هذه الديدان بالوصول إلى الكبد عن طريق مجرى الدم، فإنها تعمل على إلقاء البيوض الخاصة بها هناك. وهذه العملية تكون غير محسوسة أيضاً من قبل الكثير من الأشخاص. إلا أن البعض منهم قد يعانون من ارتفاع في درجات الحرارة، أو من شعور عام بالحكة على الجلد
- في المراحل الأولى من المرض، تعمل الديدان الموجودة في الكبد على إتلاف الأنسجة الخاصة به. وغالباً لا يشعر المريض بهذه الأضرار في المراحل الأولى
- ولكن في المراحل المتقدمة من المرض، يصاب المريض بارتفاع ضغط الدم البابي. كما أن وظائف الكبد الأساسية في جسده تبدأ بالتدهور
- بعد ذلك يصاب المريض أيضاً بنزيف معوي حاد، بالإضافة إلى تضخم في منطقة البطن. وذلك نتيجة لانتشار السوائل فيها بشكل كبير
- كما يمكن أن يصاب المريض أيضاً بتليف في جدران المثانة، ويتحول لون البول الخاص به إلى الأحمر. وهذا نتيجة لترسيب كمية كبيرة من الكالسيوم في البول، بالإضافة إلى احتمالية وجود نزيف مع البول أيضاً
- وفي بعض الحالات القصوى، يمكن أن يسبب هذا المرض انسداداً في أحد الحالبين أو كليهما
- بالتالي يمكن أن يصاب المريض بفشل كلوي في حالات معينة. كما يمكن أن يتطور الأمر أيضاً إلى حدوث سرطان في المثانة الخاصة بالمريض
كيف يمكن التخلص من مرض البلهارسيا
بعد أن تعرفت على هذا المرض والعوامل المسببة له، وتمكنت أيضاً من معرفة الإجابة على السؤال “من هو مكتشف البلهارسيا”، إليك بعض الطرق التي تستخدم للتخلص من هذا المرض والوقاية منه:
- الابتعاد عن المياه الملوثة أو مياه الترع، وذلك من ناحية الاستحمام بها أو غسل الملابس باستعمالها
- في حال ضرورة شرب هذه المياه، ينصح العلماء بغليها أولاً، للتخلص من السركاريا الموجودة فيها
- يمكن أيضاً تعقيم هذه المياه، وذلك عن طريق إضافة الكلور إليها بكميات مدروسة ومعتدلة
- واحدة أخرى من أهم طرق الوقاية من هذا المرض، هو منع الناس من قضاء حاجاتهم في المجاري المائية
- توعية البشر القاطنين في الدول النامية بأعراض المرض والعوامل التي تسبب انتشاره، بالإضافة إلى كيفية تجنبه أو محاربته
- وأخيراً، ضرورة التوجه إلى أقرب مركز صحي في حال التعرض لواحد أو أكثر من الأعراض التي تحدثنا عنها في السابق
وهنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية مقال اليوم. حيث قمنا فيه بالإجابة على السؤال “من هو مكتشف البلهارسيا”، كما ذكرنا لك أيضاً تعريف هذا المرض. بالإضافة إلى ذلك، تحدثنا عن طريقة انتشار المرض في الجسم، طريقة الإصابة به، فضلاً عن أعراضه وطرق الوقاية والحماية منه. لا تنسى أن تقوم بزيارة موقعنا بشكل مستمر، وذلك لكي يتثنى لك أن تقوم بقراءة المزيد من المقالات الأخرى، التي تتحدث عن أبرز وأهم الاكتشافات والاختراعات العلمية.
اقرأ أيضاً من موقعنا:
في اي سنة تم اختراع الثلاجة ومن هو المخترع
المراجع
- ↑ Parasites – Schistosomiasis | www.cdc.gov
- ↑ SCHISTOSOMIASIS (BILHARZIA) | www.schistosomiasiscontrolinitiative.org
- ↑ Schistosomiasis | www.who.int