هل البروستاتا تسبب العقم؟ وماهي أبرز مضاعفات هذه المشكلة الصحية؟

لما كانت البروستات من الغدد التناسلية الذكرية خارجية الإفراز، التي تعمل على إفراز سائل حليبي يشتمل على مواد تعمل على تغذية الحيوانات المنوية في السائل المنوي، إضافةً إلى كون هذه السوائل المفروزة تعمل على تخفيف لزوجة السائل المنوي مما يسهل من حركة الحيوانات المنوية، وبالتالي إن أي اضطراب مزمن يطال هذه الغدة من شأنه أن يؤثر على الخصوبة في حال عدم المعالجة، هذا و قد يخلط البعض بين ضخامة البروستات و بين البروستاتا، حيث أن المصطلح الأول يشير إلى ضخامة حميدة تطال هذه الغدة نتيجة التقدم في العمر، إذ يشيع بشكل كبير عند الرجال بعد الخمسين، في حين إن المصطلح الثاني يشير إلى التهاب البروستات و الذي من الممكن أن يصيب الرجال في أي عمر، نتيجة العديد من العوامل، لذلك يتساءل الكثير من الشبان الذين هم في أوج الشهوة و مقتبل العمر عن هل البروستاتا تسبب العقم.

نظرة عامة عن التهاب البروستات

يشار إلى التهاب البروستاتا إلى كونه اضطراب يصيب غدة البروستات عن عدوى بكتيرية في الغالب، يتظاهر في الغالب بألم و صعوبة في التبول علاوةً على ألم أسفل البطن، وتعلل هذه الأعراض نظراً لتموضع البروستات التشريحي الذي يكون تحت المثانة مباشرةً، محيطة بالجزء العلوي من الإحليل، و هي تعمل على إفراز السائل الذي تسبح فيه الحيوانات المنوية ^[1] ،و هذا ما يبرر سؤال هل البروستاتا تسبب العقم.

الجدير بالذكر أنّ التهاب البروستات يتفرع إلى أربع أنواع ^[2] :

• التهاب البروستاتا البكتيري الحاد: و هو يكون عن عدوى بكتيرية، و يتظاهر هذا النوع بأعراض حادة و مفاجئة.
• التهاب البروستاتا البكتيري المزمن: في هذا النوع تطال غدة البروستات عدوى بكتيرية مستمرة أو متكررة، و تكون الأعراض هنا أقل حدة.
• متلازمة التهاب البروستاتا: في هذا النوع تكون الأعراض متكررة و مستمرة في ظل عدم وجود معالم لعدوى بكتيرية.
• التهاب البروستاتا عديم الأعراض: في هذا النوع تكشف التحاليل عن وجود التهاب بروستات مع تغيب للأعراض السريرية.

أعراض البروستاتا

لما كانت البروستاتا من الغدد التناسلية الهامة للخصوبة، فإنه من الواجب تحسس الأعراض التي تنذر بحدوث التهاب بها، و ذلك بغض النظر فيما إذا كانت البروستاتا تسبب العقم أم لا، فبكلا الحالتين تجب المسارعة في تدبير الأعراض و علاج التهاب، و فيما يلي أبرز أعراض البروستاتا ^[3] :

• شعور بالحرقة و الألم عند التبول.
• عدم القدرة على التبول بشكل طبيعي.
• إلحاح بولي.
• زيادة عدد مرات التبول.
• وجود دم في البول.
• تعكر البول.
• ألم أسفل البطن.
• ألم في المنطقة بين الفخذين.
• تعب و إنهاك.
• إحساس بالألم أثناء القذف.
• ترفع حروري.

أسباب التهاب غدة البروستات

من الممكن أن تحدث البروستاتا عن العديد من الأسباب ليس أخرها   :

• عدوى بكتيريا تؤدي إلى ظهور التهاب البروستاتا الحاد، و في الغالب يكون منشأ هذه البكتريا من البول، حيث يصار إلى تسرب إحدى السلالات الشائعة النشاط في المجاري البولية إلى البروستاتا، محدثة فيها الالتهاب، وفي مثل هذه الحالة يجب المسارعة في القضاء على أصل الإشكال من خلال الصادات الحيوية النوعية، علماً أنّ عدم القضاء الكامل على هذه البكتريا، من شأنه أن يحول الإصابة الحادة إلى مزمنة، و مع هذه الحالة تزداد المخاوف و التكهنات بشأن فيما إذا كانت البروستاتا تسبب العقم.
• من الممكن للتدخل الجراحي في المنطقة المحيطة بالبروستات إلى حدوث تلف في تعصيب هذه المنطقة، و بالتالي حدوث التهاب البروستات غير البكتيري.

و بالحديث عن العوامل التي تزيد من احتمالية تعرض الرجل إلى التهاب البروستاتا نذكر ما يلي:

• فئة الشباب، إذ تشيع البروستاتا في منتصف العمر، بخلاف ضخامة البروستات التي تعتبر الكهولة من عوامل الخطر للإصابة بها.
• التعرض المسبق لالتهاب البروستات، يزيد من احتمالية معاودة الالتهاب مستقبلاً.
• عدوى بكتيرية في منطقة المثانة أو الإحليل.
• التعرض لإصابة راضة في منطقة الحوض.
• بعض الإجراءات الطبية الرامية إلى تفريغ المثانة، من مثل ادخال أنبوب عبر مجرى البول وصولاً إلى المثانة لتفريغها.
• من الممكن أن يترتب على بعض الإجراءات الاستقصائية من مثل أخذ عينة من البروستات بغرض الفحوص الطبية، أثار سلبية تتمثل بالتهاب البروستات.
• الإصابة الإيدز.

هل البروستاتا تسبب العقم؟

تعتمد الإجابة عن هل البروستاتا تسبب العقم ، على نوع الالتهاب الذي تعاني منه، إلا أنّه بالعموم لا يتسبب التهاب البروستاتا بالعقم، طالما أنّ المريض يعمد إلى تلقي العلاج الذي من شأنه أن يحيد العدوى البكتيرية التي طالت البروستات، ما تقدم لا يتنافى مع احتمالية حدوث تدني في الخصوبة حال عدم تلقي العلاج المناسب، أو في حال انتقال العدوى من حادة إلى مزمنة نتيجة عدم نجاعة العلاج أو استكماله، و يعلل تدني الخصوبة الحاصل بقلة عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي، بسبب أن البروستات كما أشرنا سابقاً تفرز السائل الذي تسبح في هذه الحيوانات و الذي يؤمن بدوره الغذاء لها.

أضف إلى ما تقدم أنّه من الملاحظ أن البروستاتا غير المعالجة تترافق مع عجز جنسي، يتجلى بعدم القدرة على المحافظ على الانتصاب، إلا أنّ هذا الأثر ينحسر بعد تلقي العلاج و القضاء على البكتريا، كما أنّ بعض المرض غير المعالجين من الممكن أن تتسرب لديهم البكتريا لتصيب البربخ، و بالتالي حدوث ضعف كبير في الخصوبة.

الجدير بالذكر أنّ المضاعفات التي كنا قد أتينا على ذكرها، تزادا احتماليتها و مضاعفاتها في حالة البروستاتا غير العرضية، حيث أنّه في هذه الحالة لا تكون هناك أعراض تجبر المريض على مراجعة الطبيب، الأمر الذي يترك البروستات عرضة للبكتريا لفترة طويلة و مزمنة ^[4] .

هل البروستاتا تسبب مضاعفات؟

بعد أن كنا قد أجبنا عن هل البروستاتا تسبب العقم ، بالإيجاب في حالة الإزمان و عدم المعالجة، يتوجب علينا أيضاً التنويه إلى أنّ مضاعفات البروستاتا قد لا تقف على العقم نتيجة تشوهات السائل المنوي و حسب، بل من الممكن أن يتكشف عنها مجموعة من المضاعفات الأخرى، و من أبرز هذه المضاعفات نذكر:

• تعفن الدم، بسبب تسرب البكتيريا التي طالت البروستاتا إلى الدم.
• التهاب البربخ، و هنا ننوه إلى أن البربخ يعمل كخزان للسائل المنوي، و بالتالي إن أي التهاب يطاله يؤثر على الخصوبة بشكل مباشر.
• في بعض الحالات غير المعالجة قد تمتلئ البروستاتا بالصديد.

علاج التهاب البروستاتا

ما تقد من إمكانية أنّ البروستاتا تسبب العقم في حالة عدم المعالجة و انتقالها إلى الشكل المزمن، يؤكد على ضرورة المسارعة في تلقي العلاج، علماً أن معالجة التهاب البروستاتا تكون قائمة على ما يلي ^[5] :

• المضادات الحيوية

في الغالب يلجأ الطبيب إلى صرف الصادات الحيوية كعلاج أساسي في التعامل مع التهاب البروستاتا سواء بشكلها الحاد أو المزمن، و ذلك بهدف القضاء على البكتريا أصل الإشكال.

• مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية NSAIDS

و ذلك بهدف الاستفادة من خواصها المسكنة للألم، و الخافضة الحرارة، و المضادة للالتهاب و الوذمة.

• حاصرات ألفا

الهدف من صرف مثل هذه الأدوية هو تأمين راحة للمريض عند التبول، حيث أنّ هذه الزمرة من الأدوية تعمل على إرخاء العضلات عند نقطة التقاء البروستات بالمثانة.

اقرأ أيضاً:

التسوس بعد التقويم…الأسباب و طرق الوقاية