الأمراض المعدية هي الأمراض التي تسببها الميكروبات الدقيقة، مثل : الفطريات و الفيروسات و البكتيريا و الطفيليات، و تختلف طريقة العدوى بحسب نوع الجرثومة، فمنها الذي ينتقل عن طريق التنفس أو عن طريق الدم أو عن الأطعمة الملوثة، فهل يعتبر مرض التيفوئيد معدي ؟ إليكم الإجابة في مقال اليوم.
ما هو التيفوئيد Typhoid Fever ( حمى التيفود )
قبل أن نجيب عن السؤال المهم ” هل التيفوئيد معدي “، لا بد لنا من معرفة جميع المعلومات حول هذا المرض، ما هو ؟ و ما هي أعراضه ؟ ما هي الأسباب التي تؤدي للإصابة به ؟ ما هي فسيولوجيا الخاصة به ؟ كيف يتم تشخيصه ؟ و هل يوجد له مضاعفات خطيرة ؟ إضافة إلى أهم النصائح لمرضى التيفوئيد، لِذا سنبدأ أولًا بتعريف حمى التيفود :
التيفوئيد أو حمى التيفود هي عدوى معدية جهازية سببها بكتيريا السالمونيلا التيفية Salmonella Typhi، و التي تنتقل عن طريق الأشربة الملوثة و الأطعمة الملوثة، يمكن أيضًا لبكتيريا السالمونيلا شبيه التيفية Salmonella Paratyphi، أن تسبِّب حمى التيفوئيد، و أعراضها تكون خفيفة إذا ما قارنها مع أعراض حمى التيفوئيد التي يكون سببها السالمونيلا التيفية [1].
ما هي فسيولوجيا التيفوئيد | هل التيفوئيد معدي
في فقرة تعريف حمى التيفوئيد وجدنا الإجابة عن السؤال : ” هل التيفوئيد معدي ” و ذلك من خلال تعريف الحمى، و لكن ما هي فسيولوجيا هذه الحمى ؟ إليك الإجابة فيما يلي :
تقوم بكتيريا السالمونيلا بغزو الأمعاء الدقيقة لتدخل مجرى الدم مؤقتًا و ذلك بعد تناول المريض للمياه الملوثة أو الطعام الملوث، حيث يتم حمل تلك البكتيريا عن طريق خلايا الدم البيضاء إلى نخاع العظم و الكبد و الطحال لتتكاثر هناك، و من ثم تعود مجددًا للدخول إلى مجرى الدم.
تبدأ أعراض حمى التيفوئيد بالظهور، و في هذا الوقت تغزو بكتيريا السالمونيلا الجهاز الصفراوي و المرارة و الأغشية اللمفاوية للأمعاء، لتتكاثر بشكل أكبر ثم تنتقل إلى القناة المعوية، لتخرج من خلالها عبر البراز، ثم إنّ المرضى المصابين بحمى اليتفوئيد الذي لا يتلقون العلاج، قد تستمر معاناتهم لأسابيع و شهور ربما، إضافة إلى العديد من المضاعفات التي قد يصابون بها، حيث 30% من المصابين بحمى التيفوئيد يموتون بسبب مضاعفات تلك الحمى.
أسباب التيفوئيد | هل التيفوئيد معدي
لا بد أننا لاحظنا أنّ الإجابة عن سؤالنا ” هل التيفوئيد معدي ” وجدناها في الفقرات السابقة ضمنيًا ضمن شرح المعلومات المتعلقة بهذه الحالة المرضية، و ذكرنا أيضًا أنّ السبب الأساسي للإصابة بحمى اليتفوئيد هو بكتيريا السالمونيلا التيفية أو الشبه تيفية. و التي يمكن أن تصيب الأفراد عن طريق ما يلي :
1- التلوث
- تنتقل بكتيريا السالمونيلا إلى البشر عن طريق المياه الملوثة أو الأطعمة الملوثة، و قد تنتقل أيضًا عن طريق التلامس المباشر مع فرد مصاب بحمى التيفوئيد.
- حيث تنتشر حمى التيفوئيد في الدول النامية بشكل رئيسي، و ذلك بسبب قلّة النظافة و سوء التعقيم، و غالبًا لا تصاب السكان في الدول المتقدمة بالتيفوئيد إلّا بعد زيارة إحدى الدول النامية التي ينتشر فيها المرض.
- تنتقل بكتيريا السالمونيلا من خلال براز الشخص المريض، و أحيانًا تنتقل عن طريق البول، لِذا يمكن أن تنتقل العدوى من شخص إلى آخر في حال تناول ماء أو طعام معدٍ بواسطة شخص مصاب بالتيفوئيد و لا يقوم بتنظيف و تعقيم يديه جيدًا بعد استعماله للحمام.
- كما يمكن أن تتلوث مصادر الأطعمة بسبب تلوث مصادر المياه، فالبكتيريا يمكنها أن تبقى في الماء عدّة أسابيع و هي حية.
2- حاملو حمى التيفوئيد
بعد أن يتم الشفاء من الإصابة بحمى التيفوئيد، تستمر نسبة قليلة من الأشخاص المصابين بها تقدّر بـ 3 إلى 5 % بإيواء تلك البكتيريا في المرارة أو الأمعاء و لكن دون أن تتسبَّب لهم بظهور أيّة أعراض، و يمكن في بعض الحالات أن تتسبب لهم بنوبات مرضية خفيفة ثم تمضي من دون أن يتم كشفها، حيث يمكن لبكتيريا السالمونيلا أن تبقى عند المصابين الذين شفوا من التيفوئيد لعدة سنوات، فيطلق عليهم : حاملو التيفوئيد المزمن، حيث يستمر لديهم انتقال البكتيريا عبر البراز و يمكن أن تنتقل العدوى إلى الآخرين على الرغم من عدم معاناة حاملها من أيّة أعراض، و يمكن أيضًا لهؤلاء الأشخاص بالسماح للحمى بالانتشار لعدة سنوات!
أعراض التيفوئيد
تستمر عادة فترة حضانة الحمى من أسبوع إلى أسبوعين، بينما تستمر فترة الإصابة من ثلاثة أسابيع إلى أربعة أسابيع تقريبًا [2]. و تتضمن الأعراض الآتي :
- آلام في المعدة.
- ارتفاع مستمر في حرارة الجسم، حيث يمكن أن تصل درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية.
- آلام عامة.
- تعب و إعياء و ضعف.
- الإسهال أو الإمساك.
- السعال.
- فقدان الشهية.
- الصداع.
- الإصابة بالقشعريرة.
- تضخّم الكبد و الطحال.
- احتقان في الصدر.
- طفح جلدي، حيث يظهر على هيئة نقاط وردية اللون مسطّحة.
و تجدر الإشارة إلى أنّه في مراحل متقدمة من الإصابة بالحمّى و عدم تلقي أي علاج لها، قد يصاب المريض بما يسمّى بالهذيان، أو يدخل في حالة تسمّى بالحالة التيفية، و هي التي يستلقي فيها المريض متعبًا جدًا غير قادرًا على الحركة و يقوم بإغلاق عينيه نصف إغلاق.
ثم قد تعود أعراض التيفوئيد عند 10% من المرضى بعد استعادة عافيتهم بمدة أسبوعين، و تحدث تلك الحالة غالبًا لدى المرضى الذين تم علاجهم بواسطة المضادات الحيوية.
مضاعفات التيفوئيد
من أبرز مضاعفات حمى التيفوئيد التي يكون بعضها خطيرًا جدًا و يؤدي لحدوث مشاكل كبيرة : حدوث نزيف أو الثقوب المعوية، و هذا من أخطر المضاعفات، حيث يمكن أن يحدث ثقوب في الأمعاء أو نزيف في الأسبوع الثالث من الإصابة بالعدوى، و ينتج عن هذا النزيف أو الثقوب تسرّب لمحتويات الأمعاء الغليظة أو الدقيقة إلى التجويف المعوي، لتسبِّب بذلك آلام شديدة في البطن، و غثيان و تقيؤ و التهاب الدم، و هذه الحالة تتطلّب تدخل طبي فوري و رعاية صحية كبيرة.
و هناك مضاعفات أقل شيوعًا للإصابة بحمى التيفوئيد و هي :
- التهاب الكبد.
- التهاب الكلى.
- التهاب الرئتين.
- التهاب البنكرياس.
- التهاب شغاف القلب.
- التهاب عضلة القلب.
- التهاب السحايا.
- مشاكل نفسية، مثل : الهلوسة و الذهان و الهذيان.
هل التيفوئيد معدي
هل التيفوئيد معدي ؟ الإجابة هي : نعم، حمى التيفوئيد هي عدوى معدية التي تصيب الجهاز الهضمي و قد تنتشر كما ذكرنا في مجرى الدم، و هو من أكثر الأمراض انتشارًا في المناطق التي لا يوجد بها أنظمة مناسبة للصرف الصحي [3].
كيف يتم تشخيص الإصابة بحمى التيفوئيد
يتم تشخيص الإصابة بحمى التيفوئيد من خلال معرفة التاريخ الطبي للشخص المريض بما يتضمن الأعراض التي تظهر عليه و الأمراض الأخرى التي قد يعاني منها، إضافة إلى جميع الأماكن التي قام بزيارتها في الفترة الأخيرة، إضافة إلى قيام الطبيب بعدة اختبارات من أجل التأكد من وجود حمى التيفوئيد و الإصابة بها. و هذه الاختبارات تتضمن ما يلي :
- زراعة البول أو الدم، حيث يستخدم هذا الاختبار في عدة حالات.
- زراعة البراز، و ذلك من أجل الكشف عن بكتيريا السالمونيلا.
- زراعة عينة من نخاع العظم، و هو الاختبار الأكثر دقة.
- اختبار فيدال، و هو اختبار يقوم بالكشف عن وجود أي أجسام مضادة لبكتيريا السالمونيلا التيفية في دم المريض، أو الكشف عن وجود الحمض النووي للبكتيريا في الدم أيضًا.
و أخيرًا، على المريض المصاب بحمى التيفوئيد أن يحرص على الراحة و تناول وجبات غذائية صحية ليساعد جسمه على الشفاء، إضافة إلى شرب كميات كبيرة من السوائل تجنبًا للإصابة بالجفاف، كما ينبغي غسل اليدين جيدًا بالماء الساخن و الصابون بشكل منتظم و خصوصًا قبل تناول الطعام و قبل و بعد دخول المرحاض، من أجل تقليل خطر انتشار العدوى.
اقرأ أيضًا :
اعراض الرمد الربيعي وهل هو مرض معدي؟
فطريات الجلد البنية | هل هي معدية؟
المراجع
- ↑ www.nhs.uk | Is typhoid contagious?
- ↑ www.healthline.com | Is typhoid contagious?
- ↑ www.news-medical.net | Is typhoid contagious?