أسباب مرض السرطان و طرق الوقاية منها

أسباب مرض السرطان و طرق الوقاية منها

على الرغم من التقدم الكبير الذي احرزه العلم في سبيل تطبيب مختلف الإصابات السرطانية، إلا أنّه ما يزال السرطان إلى يومنا هذا ثاني أكثر سبب للموت بعد الأمراض القلبية الوعائية، و بالتالي إنّ الخطورة المتعاظمة عن هذا المرض تجبرنا على عدم التغاضي عن أسبابه. لذلك خصصنا هذا المقال للحديث عن أسباب مرض السرطان و سبل الوقاية منه.

نبذة عامة عن السرطان

أسباب مرض السرطان و طرق الوقاية منها

قبل الحديث عن أسباب مرض السرطان يجب علينا أن نحيطك علماً بماهية هذا المرض. إذ يشار إلى السرطان على كونه تكاثر فوضوي يطال بعض الخلايا المشكلة للأنسجة، لينتج عن ذلك أورام تختلف فيما بينها من حيث الحجم و قدرتها على اجتياح باقي الأنسجة [1] .

هذا و إن القدرة على غزو الأنسجة المجاورة، فضلاً عن إمكانية إحداث خلل استقلابي عميق، يعتبران الفارق التشخيصي بين الورم الخبيث السرطاني و بين ذلك الورم الذي يوصف على أنّه حميد. إذ أنّ الأخير يفتقر إلى إمكانية اجتياح الأنسجة، أو تسببه بخلل استقلابي.

أسباب مرض السرطان

أسباب مرض السرطان

قد تتشعب أسباب مرض السرطان إلى فيزيائية و كيمائية و بيولوجية و خلقية. إلا أنّ مجمل هذه الأسباب تفضي إلى نتيجة واحدة من شأنها أن تؤدي إلى إحداث الورم السرطاني، و هو أن يترتب عنها خلل في الجينات المؤلفة لدنا الخلايا، يقودها في نهاية المطاف إلى تكاثر فوضوي و عشوائي، و بالتالي ظهور الورم الخبيث. وفيما يلي سنعمل على التفصيل في كلاً من الأسباب التي أوردناها [2] :

أولاً: أسباب مرض السرطان الفيزيائية – و كيفية الوقاية منها

  • أشعة الشمس

أولى أسباب مرض السرطان الفيزيائية هو التعرض المفرط لأشعة الشمس. لا سيما عند أولئك الذين يحظون ببشرة فاتحة اللون، و لعلّ أكثر فترة زمنية تتهم بإحداث سرطانات الجلد، هي تلك الفترة المتراوحة بين العاشرة صباحاً و الثالثة عصراً. و من هنا ندرك العلة وراء تحذير الكثير من الأطباء من مغبة التعرض لأشعة الشمس بغية الحصول على اللون الأسمر.

  • الإشعاعات

ليس مستغرباً إذا ما أشرنا بأصبع الاتهام إلى الإشعاعات باعتبارها أحد أسباب مرض السرطان. و هنا الأمر لا يقتصر على إشعاع بعينه، بل يطال معظم أنوعها، سواء الأشعة الناجمة عن استخدام الطاقة النووية لغايات سليمة كإنتاج الكهرباء مثلاً، أو تلك المترتبة على استخدام الأسلحة النووية، أو حتى تلك الضالعة في تشخيص بعض الأمراض و علاجها.

لعلّ الشواهد على ما سبق كثيرة:

1. نسبة السرطانات العالية التي تلت حادثة مفاعل تشيرنوبيل الشهيرة، و الأخير كان يستخدم لأغراض سليمة

2. التاريخ يشهد على ما طال الأجيال التي تعاقبت على حادثة هيروشيما و ناكازاكي في اليابان.(مدن يابانية كان قد استهدفتهم الولايات المتحدة الأمريكية بقنابل ذرية خلال الحرب العالمية الثانية) من نسب سرطان عالية.

3. الأشعة المستخدمة لأغراض تشخيصية و علاجية. فقد كثر الحديث عن أن نسبة و احتمالية إصابة أفراد الطاقم الطبي العاملين بهذه الآلات بالسرطان تكون أكثر من غيرهم، كما أنّ الأفراد الخاضعين لكورسات أشعة لتطبيب بعض أنواع السرطانات، قد تعود عليهم مثل هذه المعالجات مستقبلاً بأنواع أخرى من السرطانات.

و بالحديث عن سبل الوقاية من الأشعة، فلا يكون ذلك إلا من خلال حث جهود المؤسسات الحكومية و هيئات المجتمع المدني، لوضع قوانين صارمة بشأن التعامل مع الأشعة. كأن يصار إلى التوجيه باعتماد مصادر الطاقة البديلة، بوصفها أكثر أنواع مصادر الطاقة أمناً، إضافة إلى تجريم و تحريم التعامل بالأسلحة الذرية، و أن يتم التشديد على ارتداء سترات الرصاص الواقية سواء للعاملين بقسم الأشعة في المشافي، أو المرضى الخاضعين لكورسات العلاج على حد سواء.

ثانياً: الأسباب الكيمائية – و كيفية الوقاية منها

قبل الإشارة إلى أبرز المواد الكيميائية التي تتهم بكونها أسباب لمرض السرطان، تجدر بنا الإشارة إلى أنّ هذه المواد عادةً ما تنفذ إلى جسم الإنسان عبر واحد من الطرق التالية:

1. الفم: إذ يصار إلى تناول المأكولات و المشروبات أو العقاقير، التي من المحتمل أن تشتمل على مواد مسرطنة. مثل الملونات و المنكهات

2. الأنف: يعتبر هذا الطريق أيضاً من الطرق التي تسلكها بعض المواد المسرطنة من مثل دخان التبغ، أو ملوثات الجو التي تنتشر به نتيجة عوادم السيارات مثلاً.

3. الجلد: على الرغم من كون هذا الطريق يعتبر هامشي، إلا أننا لا نستطيع أن نستثني احتمالية أن يصاب الإنسان بالسرطان نتيجة التماس الطويل مع بعض الأصبغة أو المواد الكيميائية التي تنفذ إلى الجسم عبر مسام الجلد.

و بالعودة إلى الحديث عن أسباب مرض السرطان الكيميائية، فغالباً ما يتم حصر هذه الأسباب في ثلاث مواد رئيسية، مع عدم استفرداها بإحداث الإصابة، إلا أنّه يبقى لها النصيب الأكثر في مثل هذه الشكايات، و هي على التوالي:

  • التبغ

أثبتت الدراسات بشكل قاطع أن تدخين التبغ يعتبر العامل الرئيسي في الإصابة بسرطانات الرئة و ملحقات الجهاز التنفسي.

  • إدمان الكحول

تعتبر عادة إدمان الكحول، إحدى أكثر العادات تسبباً بالإصابة بسرطان الرئة، و البلعوم، و الحلق، فضلاً عن سرطان المعدة و القولون و البنكرياس، و الكبد، و المثانة.

  • المواد الكيمائية الضليعة بتلويث البيئة

من مثل المبيدات الحشرية، و بعض مخلفات المصانع، التي يصار إلى التخلص منها في الأنهار، أو الطبيعية، الأمر الذي يترتب عنه تلوث المياه الجوفية. كذلك لا ننسى الإشارة إلى نواتج الاحتراق من عوادم السيارات و المصانع.

و عليه من الأجدر الامتناع عن التدخين أو تناول المسكرات، كما أنّه يفضل دائماً اتباع نظام غذائي يكون أكثر ما يكون طبيعياً و طازجاً، و يشتمل على محتوى متوازن من المعادن و الفيتامينات و الدسم و الكربوهيدرات و البروتينات، فضلاً عن غناه بالألياف بسبب دورها البارز في الحماية من سرطان القولون.

ثالثاً: أسباب مرض السرطان البيولوجية – و طرق الوقاية المتاحة

كثر الحديث في الأوساط الطبية عن وجود بعض الكائنات الحية الجهرية، من مثل الفيروسات أو البكتريا و حتى الفطور [3] ، التي تعمل على إصابة الإنسان بأشكال عديدة من السرطانات. و استطراداً في الحديث عن أسباب مرض السرطان البيولوجية نذكر ما يلي:

  • الفيروسات

و من الأمثلة على إصابة الإنسان بالسرطان كمضاعفات لإحدى الإصابات الفيروسية، نذكر:

1. فيروس HPV. (يعمل على إحداث سرطانات عنق الرحم في الغالب، فضلاً عن إمكانية إحداثه لسرطانات الجلد و الأغشية المخاطية عن الرجال و النساء على حد سواء)
2. فيروس التهاب الكبد الوبائي B – C( عادةً ما تسبب بسرطانات الكبد )
3. فيروس ايبشتاين بار EBV
4. فيروس HTLV-1

و تكون الوقاية من أسباب مرض السرطان البيولوجية هذه، من خلال التمنع عن الدخول في العلاقات الجنسية المحرمة، التي غالباً ما تتورط بنقل هذا النوع من الفيروسات. فضلاً عن عدم مشاركة الأدوات الشخصية التي من المحتمل أن تختلط بالمفرزات، من مثل أدوات الحلاقة.

  • البكتريا

أحد أبرز الأمثلة على البكتريا التي من المحتمل أن تتسبب بالإصابة بالسرطان، هي بكتريا Helicobacter Pylori. التي عادةً ما تتحمل مسؤولية الإصابة بسرطان المعدة.

  • الفطور

على الرغم من ندرة الفطور الضالعة بإحداث إصابات سرطانية، إلا أنّه لا يمكن تبرأتها من مثل هذه الإصابات. و نذكر هنا على وجه الخصوص الفطريات الموجودة في الفستق.

رابعاً: الأسباب الجينية – و طرق الوقاية

في هذا الصدد نذكر على سبيل المثال لا الحصر كلاً مما يلي:

  • متلازمة غاردنر: إن الإصابة بمثل هذه المتلازمة من شأنه أن يؤهب الفئة العمرية الشابة على الإصابة بسرطان القولون. إذ أن الأخير تكثر مشاهدته عند الكهول، و لكن لدى الإصابة بهذا العيب الجيني فإن الأمور تؤول إلى العكس كما ذكرنا.
  • و من شواهد أيضاً على ضلوع الوراثة بالتسبب بالإصابات السرطانية، سرطان العين المسمى retinoblastoma الذي من الممكن أن تقف وراءه عيوب خلقية.

أما الألية التي من الممكن أن تعمل على تحييد هكذا نوع من أسباب مرض السرطان، فلا تكون إلا من خلال الابتعاد عن زواج الأقارب، و ذلك لما يتحمله هذا النوع من الزيجات من إمكانية تعويم الطفرات الوراثية.

اقرأ المزيد من موقعنا:

هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي و ما هي الأسباب التي تولد هذا الشعور؟

المراجع

  1. cancer | www.who.int
  2. What Causes Cancer? | www.cancer.org
  3. What Causes Cancer? | www.stanfordhealthcare.org
230 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.