أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير

في وقتنا الحالي و رغم تطور وسائل التعليم والتعلم إلّا أنه للأسف لا تزال معظم المدارس والجامعات تعتمد على الحفظ في نظامها التعليمي فقط دون التركيز على الاستيعاب و الفهم و الابتكار و تطوير المهارات، وهذا يشكل عائقًا كبيرًا لغالبية الطلاب التي تعاني من مشكلة الحفظ، فربما يكون الطالب ذكيًا ومجتهدًا إلا أنه غير قادر على الحفظ أو يعاني من مشكلة النسيان رغم محاولته الكثيرة في الحفظ. و سنوضح في هذا المقال أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير.

كيف يعمل الدماغ

بداية و قبل البدء بتقديم النصائح حول ” أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير ” يجب معرفة كيفية عمل الدماغ وكيف يتم تخزين المعلومات الجديدة فيه. حيث يحتوي دماغ الإنسان على أكثر من مئة مليار خلية عصبية وتستطيع الذاكرة تخزين ملايين المعلومات، فعندما تريد أن تحفظ شيئًا جديدًا تتكون رابطة كيميائية (وصلة) بين خليتين عصبيتين وضمن هذه الرابطة يتم حفظ المعلومة وكلّما تعززت هذه الوصلة أكثر كلما قلت إمكانية النسيان.

مثال توضيحي عن عمل الدماغ

كمثال توضيحي يمكنك أن تتخيل معي حصان مربوط إلى عمود بواسطة حبل، فإذا كان الحبل رقيق يستطيع الحصان أن يتفلت بسرعة وكلما زاد ثخن الحبل كلّما قلَّتْ إمكانية هروب الحصان، وكذلك الذاكرة كلّما قويت هذه الوصلة أكثر كلما تثبتت المعلومة بالدماغ أكثر.

ذاكرة الدماغ

وقد تتفاجأ إذا علمتَ أنه لا توجد ذاكرة ضعيفة وأخرى قوية و يستطيع كل شخص منّا تقوية ذاكرته، وهذا ما أثبته العلم مؤخرًا، إذ أثبتت التجارب أن كل معلومة تتعلمها تغير في شكل الدماغ وتغير شكل الخلايا، إذ قام العلماء بإجراء تجربة على أشخاص عاديين وقاموا بإخضاعهم لتمارين تقوية للذاكرة وبعد مرور ستة أسابيع تبين لهم أن شكل الدماغ قد تغير وأصبح مشابها للأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة قوية، لذلك إذا أردت أن تحظى بذاكرة قوية احرص على إدخال المعلومات المفيدة لدماغك، لأن كل معلومة تدخلها لدماغك عن طريق السمع أو البصر تأخذ حيزًا من دماغك وتغير شكله فتجنّب إدخال المعلومات الضارة إليه ^[1].

ما هي أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير

نذكر بعض الخطوات العلمية والعملية التي تعد أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير ^[2]. و هي على النحو التالي :

1- تصفّح المحاضرة

ابدأ بتصفح النص أو المحاضرة المطلوبة منك، وذلك لفهم الموضوع الرئيسي الذي يتحدث عنه هذا النص، إذ تساعد هذه الطريقة في طرح أسئلة في ذهنك وأنت من خلال دراستك لهذه المحاضرة تستطيع الإجابة عنها.

2- قمْ بتقسيم المطلوب

1. حاول تقسيم النص الصفحة المراد حفظها إلى فقرات صغيرة و ضَعْ لكل فقرة عنوان رئيسي أو كلمة مفتاحية تساعدك على تذكر هذه الفقرة.
2. ثم و بعد تقسيم النص إلى فقرات صغيرة، حاول أن تفهم الفقرة قبل البدء بحفظها، لا تحاول حفظ المعلومة بشكل جاف لأنك ستجد صعوبة في الحفظ دون الاستيعاب.
3. بعد فهم الفقرة، اقرأها لأكثر من مرة ثم ابدأ بحفظها.
4. يمكنك ربط المعلومة التي تم حفظها برسمة تتخيلها في دماغك وهذا ما يعرف بفنيات المذاكرة mnemonics وهو نظام يساعدك على تذكر المعلومة الجديدة عن طريق ربطها بشيء يسهل تذكره، أو أن تحاول جمع كلمة مشكلة من بداية حروف الجمل، أو تشكيل جملة مؤلفة من بداية الكلمات.
5. قم بكتابة كل الفقرات التي قمت بمذاكرتها لأنها تساعدك على تثبيت المعلومة بشكل كبير.

3- لا تنسى المراجعة

أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير : قم بتطبيق مبدأ المراجعة المتباعدة أو التكرار المتباعد بحيث تقوم بالمراجعة على فترات متباعدة من الأيام، كأن تقوم بمذاكرة المعلومة في اليوم الأول ثم تقوم بتكرارها في اليوم الثاني ثم بعد سبعة أيام ثم بعد شهر وهكذا، تساعد هذه الطريقة على تثبيت المعلومة كثيرًا، لأنه كما ذكرنا أن الذاكرة عبارة عن روابط بين الخلايا تتعزز داخل الدماغ كلّما تم تكرار المعلومة بشكل كبير، و هنا أنصحك بتجنّب مراجعة المعلومة لأكثر من مرة في نفس اليوم لأن هذا لن يساعدك في تثبيت المعلومة و إنّما سوف تهدر وقتك وجهدك دون الحصول على فائدة.

4- استخدم حواسك

قم باستخدام حاسّتين مع بعضهما أثناء المذاكرة، لأن هذه الطريقة تساعد الدماغ على تشرّب المعلومة بشكل أسرع، كأن تقوم بالنظر إلى الكتاب وتقرأ بصوت مرتفع.

5- اختبر نفسك و علّم الآخرين من حولك

1. بعد حفظ المعلومة حاول أن تشرحها لأحد من زملائك، إذ تساعد هذه الطريقة كثيرًا في تثبيت المعلومة، و إنْ لم تجد أحدًا تخيّل نفسك الأستاذ و اشرحها للحائط.
2. لا تنسى بعد الانتهاء من الحفظ أن تختبر نفسك، أو تطلب من أحد أن يسألك وأنت تجيب، وذلك للتأكد من مدى حفظك.

6- ابتعد عن كل ما يشتتك و يشتت ذهنك

1. حاول التركيز قدر الاستطاعة وذلك بابتعادك عن المشتتات، كما هو معلوم مذاكرة ساعة بتركيز أفضل بكثير من ست ساعات متواصلة دون تركيز.
2. قم بتهيئة الجو للمذاكرة وذلك بتحضير مكتبك و إحضار ما يلزمك من أغراض.

7- انتبه إلى صحتك النفسية

1. يجب مراعاة الحالة النفسية، فلا يمكنك البدء بالحفظ وأنت في خوف وتوتر، أو حزين ومكتئب، أو جائع و عطشان.
2. ممارسة الرياضة، قد تتفاجأ من الرياضة ولكن ممارسة الرياضة تزيد من ضربات القلب وبالتالي تزيد من تدفق الدم الواصل إلى الدماغ ومن ثم تجديد خلايا الدماغ.
3. أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير : شرب الماء بكثرة، يساعد الماء على إيصال الاكسجين لخلايا الدماغ.
4. النوم جيدًا، إذ أن الدماغ يبقى متيقظًا خلال مرحلة نوم الجسم وفي هذه المرحلة يقوم الدماغ بفلترة المعلومات ومعالجتها.

ما هي قواعد الدراسة الناجحة

بالرغم من أنّ الخطوات السابقة من أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير، إلّا أنّ هناك مجموعة من القواعد التي ينبغني أن يستند الطالب عليها، من أجل الحصول على نتائج مبهرة مدهشة، فالدراسة هي مهمة حسّاسة و يجب أن يكون لها قواعد صحيحة يرتاح الطالب لها. و هذه أبرز النصائح أو القواعد للدارسة بشكل صحيح و سليم ^[3].

1- المحافظة على صحة الجسم

• أوّلى خطوات النجاح في الحياة العلمية و العملية هي أن تقوم بالتعزيز من قدرات جسدك المادية و حماية جسدك من الأمراض.
• ثم تقوم بتحسين و تطوير قدرة جسدك الاستيعابية و تحمّله.
• فالدماغ و الذاكرة يستمدّان قدرتهما من الجسد.
• و لا تنسى أن تحصل على قسط كاف من النوم، و هذا لا يقل عن ثماني ساعات للشخص البالغ.
• لا بأس بأن تستعين بمشروبات تحفّز من قدرتك على التركيز و الفهم، مثل : الزنجبيل، إكليل الجبل.
• تجنّب المشروبات الغازية، لأنّها تعد سببًا رئيسيًا في تلف خلايا الدماغ.

2- تنظيم مواعيد الدراسة

• من أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير، أن تنظّم مواعيد دراستك.
• لأن تراكم المقررات ستقف عائقًا في وجه نجاحك و دراستك، و خصوصًا إنْ كنتَ قد وصلت إلى مرحلة الامتحان و قد راكمت على نفسك دروس كامل الفصل.

3- الثقة بالذات

• لا تستهين بقدراتك أبدًا، فجميعنا عبقري إن أدرك كيفية استخدام مواهبه و قدراته.
• فالثقة بالنفس تساهم بشكل فعّال في الحصول على تقدير ممتاز، و ليس جيد فحسب.
• فالمفتاح الأول للنجاح هو الثقة بالذات.

4- الراحة النفسية

• من أسهل طريقة للحفظ في وقت قصير، أن تحرص على راحتك النفسية، لأنه يلعب دورًا كبيرًا في تحصيل النجاح.
• اعتنِ بدرجة حرارة غرفتك و الإضاءة و التهوية، حتى ترتاح نفسيًا أثناء الدراسة.
• كما يجب أن تحرص على عدم ارتداء ملابس ضيقة و استبدالها بملابس مريحة.
• حفّز نفسك على الدراسة، بمتابعة قصص الناجحين أو حضور مقطع تحفيزي على اليوتيوب.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، و تذكّر أنّ رأس مالك هو علمك و عدوك هو جهلك.

اقرأ أيضًا :

قائمة بجميع سلبيات التعليم عن بعد تعرف عليها