هل سمعتَ من قبل بمرض ثنائي القطب ؟ هل هو مرض عضوي أم نفسي و هل له عواقب خطيرة على الصحة عمومًا ؟ فما هي أعراض اضطراب ثنائي القطب و ما هي أسبابه ؟ و هل خطوات علاجه سهلة أم لا يوجد له علاج إنّما نصائح للتعايش معه فحسب ؟ ما هي طريقة تشخيصه ؟ كل هذا و أكثر ستعرفه إذا تابعت قراءة هذا المقال، فلا تفوّت قراءته.
ما هو اضطراب ثنائي القطب
قبل أن نعرف ما هي أعراض اضطراب ثنائي القطب، ينبغي أولًا تعريف هذا المرض أو الاضطراب :
يعرف مرض ثنائي القطب أو كما يسمّى أيضًا بالهوس الاكتئابي أو بايبولار بأنّه اضطراب دماغي خطير، و الذي يتضمن تذبذبات قوية و شديدة في مزاج الشخص و قدرته و طاقته على العمل، فتتدرج حالة المصاب من مزاح الانطواء على النفس و الاكتئاب و الحزن إلى مزاج الفرح، أي تأرجح مزاج المريض ما بين المزاج المرتفع جدًا ( الهوس ) و بين المزاج المنخفض جدًا ( الاكتئاب ) و بين المزاج الطبيعي، كما يمكن للمريض أن يضحك بطاقة عالية جدًا أو يبكي بدرجة شديدة و من دون أي سبب للضحك أو للبكاء، لِذا يسمّى اضطراب ثنائي القطب [1]!
أعراض اضطراب ثنائي القطب
تتضمن أعراض اضطراب ثنائي القطب ثلاثة أعراض رئيسية بين الهوس، الهوس الخفيف و الاكتئاب، فمرور المريض بحالة ” الهوس ” يعني شعوره بالنشوة، الطاقة العالية، الحماس و السعادة البالغة، و قد يصل به الأمر إلى قيامه ببعض التصرّفات الغير عقلانية و المتهورة [2]. و أبرز أعراض حالة الهوس هي :
- ممارسة العلاقة الجنسية بدون أي وسيلة وقاية.
- إدمان المخدرات.
- التبذير و الإنفاق بدون تفكير.
أمّا بالنسبة لحالة الهوس الخفيف فهي تصيب مرضى ثنائي القطب الذي يكون من النوع الثاني، و التي تتمثّل مثل حالة الهوس من ناحية الشعور بالحماس و النشوة و الطاقة العالية و لكن بشدة أقل من شدة أعراض حالة الهوس، فهي لا تسبِّب للمصاب أي مشاكل في المدرسة أو الجامعة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية.
أمّا أعراض اضطراب ثنائي القطب في حالة أو نوبة الاكتئاب فتتمثَّل بِما يلي :
- فقدان الشغف و الأمل.
- فقدان الطاقة.
- الشعور الدائم بالحزن.
- النوم لفترات قصيرة جدًا أو لفترات طويلة جدًا.
- الشعور الدائم بالتعب و الإرهاق.
- فقدان النشاط و الحيوية.
- عدم الشعور بالحماس و المتعة أثناء القيام بالنشاطات اليومية أو أي نشاط آخر.
- أفكار انتحارية.
- الشعور بعدم تقدير الذات.
- الشعور بالذنب.
- رؤية أشياء غير موجودة أو غير حقيقية.
- بطء في الحركة.
و من الممكن أيضًا أن يمر المصاب بحالة مختلطة ما بين الهوس أو الهوس الخفيف و الاكتئاب في آنٍ واحد، فتظهر عليه الأعراض الآتية :
- التشتت و عدم التركيز.
- الانفعال و التهيّج.
- الشعور بالقلق.
- الشعور بالغضب.
- صعوبة في النوم أو الأرق.
- مزيج من تدني الحالة المزاجية و الطاقة العالية، الأمر الذي يزيد من فرصة الانتحار.
أعراض اضطراب ثنائي القطب عند النساء
تتشابه أعراض اضطراب ثنائي القطب عند النساء و الرجال، و لكن من أبرز أعراض حالة الهوس عند النساء هي :
- الكلام بشكل سريع، أي أسرع من الحالة الاعتيادية.
- زيادة الشعور بالغضب و التوتر.
- انخفاض الشهية أو زيادة الرغبة في تناول الطعام.
- انخفاض عدد ساعات النوم بشكل ملحوظ.
أمّا بالنسبة لأعراض اضطراب ثنائي القطب عند النساء في حالة الاكتئاب فهي كالتالي :
- الكلام بشكل بطيء أو بطيء جدًا.
- زيادة في الوزن بسبب زيادة الرغبة في تناول الطعام.
- التشتت و عدم القدرة على التركيز.
- زيادة الشعور بالإرهاق و الإعياء و التعب.
- فقدان الرغبة للقيام بأي نشاط كان.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
بعد معرفة أعراض اضطراب ثنائي القطب بحالاته المختلفة، نأتي لمعرفة الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذا المرض، حيث إلى الآن يجهل العلماء السبب الحقيقي وراء الإصابة بهذا الاضطراب، و لكنهم يعتقدون أنّ هناك الكثير من العوامل التي من شأنها أن ترفع من خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب، أهم تلك العوامل :
1- وظائف و تركيب الدماغ
تختلف أدمغة البشر المصابين باضطراب ثنائي القطب عن أدمغة البشر الطبيعيين ( الغير مصابين باضطراب ثنائي القطب )، و هذا الأمر يساهم في فهم الاختلافات و فهم طبيعة هذا الاضطراب و ما هي أنجح أنواع العلاجات الفعّالة للشفاء منه [3].
2- الجينات
يعتقد العلماء بأنّ المرضى المصابين باضطراب ثنائي القطب بأنّهم يحملون جينات محددة، و التي من الممكن أن ترفع من خطر إصابتهم بهذا الاضطراب، إضافة إلى أنّ هناك العديد من النتائج الإحصائية التي أظهرت بأنّ الأفراد الذين يوجد لديهم شخص في العائلة تظهر عليه أعراض اضطراب ثنائي القطب أي مصاب به، تزيد من فرصة إصابة باقي الأفراد أيضًا.
أنواع اضطراب ثنائي القطب
لم يكتفِ اضطراب ثنائي القطب أن يكون بنوع واحد، إنّما تعدّى لثلاثة أنواع مختلفة، و التي تختلف عن بعضها البعض تِبعًا للنوبة التي تصيب المريض. و هذه الأنواع هي على النحو التالي :
1- النوع الأول من اضطراب ثنائي القطب
- في هذا النوع من اضطراب ثنائي القطب يعاني المصاب من نوبة هوسية تستمر لمدة أسبوع على الأقل، أو قد يعاني من أعراض هوسية حادّة قد تؤي إلى دخوله المستشفى.
- أو قد يعاني المصاب من نوبة اكتئاب شديدة تستمر على الأقل لمدة أسبوعين.
- أو قد يعاني من نوبة مختلطة تجمع ما بين الأعراض الاكتئابية و الأعراض الهوسية في آنٍ واحد.
2- النوع الثاني من اضطراب ثنائي القطب
في هذا النوع من الاضطراب الوجداني يعاني المصاب من نوبات تتناوب ما بين الهوس الخفيف و الاكتئاب و لكنه لا يمر بأي نوبة هوس و هذا ما يميّز هذه الحالة عن النوع الأول من الاضطراب [4].
3- النوع الثالث من اضطراب ثنائي القطب | اضطراب المزاج الدوري
- اضطراب المزاج الدوري من مرض ثنائي القطب عبارة عن نوبات بين الأعراض الاكتئابية و الهوس الخفيف و التي تستمر على الأقل لمدة عامين عند البالغين و لمدة عام واحد عند المراهقين و الأطفال.
- و لكن أعراض النوع الثالث من الاضطراب لا تشبه أعراض النوبات الاكتئابية أو أعراض الهوس الخفيف التي يعاني منها المصاب باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.
ما هي طريقة تشخيص اضطراب ثنائي القطب
بعد معرفة أبرز أعراض اضطراب ثنائي القطب، نأتي للحديث عن تشخيص هذا الاضطراب الذي عادة ما يتم في بداية الشباب في أو مرحلة المراهقة، و ذلك بعد ظهور أعراض الاضطراب في مرحلة الطفولة، و الجدير بالذكر أيضًا أنّ أعراض اضطراب ثنائي القطب قد تظهر عند النساء للمرة الأولى خلال فترة الحمل أو ما بعد الولادة [5].
أمّا بالنسبة لطريقة التشخيص فتعتمد بشكل أساسي على الأعراض التي ذكرناها مسبقًا، حيث يجرِي الطبيب لقاء خاص و مفصّل مع المصاب و من حوله من أجل معرفة التاريخ المرضي، و عادة ما يتم تشخيص المرض من النوع الأول في حال مرَّ المصاب على الأقل بنوبة هوس واحدة أو بنوبات مختلطة، و في هذا النوع ليس بالضرورة مرور المصاب بنوبات اكتئابية، بينما يتم تشخيص الاضطراب من النوع الثاني في حالة مرَّ المصاب بنوبتي اكتئاب شديدة على الأقل و نوبة هوس خفيف واحدة أيضًا على الأقل.
ثم في حال مرَّ المصاب بأعراض الهوس لمدة سبعة أيام على الأقل فهذا يعني إصابته بنوبة الهوس، حيث في هذه الحالة تلازم أعراض الهوس المريض طوال اليوم خلال فترة الأسبوع كلها، أمّا عن تشخيص نوبة الاكتئاب أو اختبار اضطراب ثنائي القطب، فعادة ما يتم عندما تستمر أعراض الاكتئاب على الأقل لمدة أسبوعين.
علاج اضطراب ثنائي القطب
يعتبر أفضل علاج لأعراض اضطراب ثنائي القطب هو مزيج ما بين الاستشارة الطبية النفسية و الأدوية، و بصرف النظر عن شدة الأعراض أو فترة ظهورها، ينبغي على المصاب أن يتلَّقى العلاج طوال حياته، فلا يمكن تحديد المدة الزمنية لعلاج هذا الاضطراب الوجداني.
يلجأ العديد من الأطباء في علاج اضطراب ثنائي القطب إلى استخدام مجموعة واحدة فقط من الأدوية مع استخدام أدوية أخرى من أجل علاج الاكتئاب، حيث بعض الأدوية يتم استخدامها من أجل المحافظة على مزاج ثابت أطول فترة زمنية ممكنة. حيث يمكن تقسيم تدابير العلاج إلى ما يلي :
- علاجات تخفِّف من الحالات التي تتراوح ما بين اليأس و الحزن الغير مبرر ( و الذي قد يصل بالمصاب إلى التفكير بالانتحار و الموت ) و بين السعادة الشديدة.
- علاجات تساعد على ثبات الحالة المزاجية و عدم تقلّبها.
- ضرورة الاستشارة الطبية من قِبَل الطبيب النفسي المختص بشكل دوري و مستمر.
أهم النصائح التي تساعد في التعايش مع اضطراب ثنائي القطب
إنّ التعليمات التي يوصي بها الطبيب لمرضى اضطراب ثنائي القطب ليست من مسؤولية المصاب فحسب، إنّما مسؤولية من حوله أيضًا، لِذا من المهم جدًا الحرص على اتباع كافة التعليمات الآتية و المتعلِّقة بكيفية التعامل مع مرضى هذا الاضطراب :
- إبقاء مريض اضطراب ثنائي القطب بعيدًا كل البُعد عن التوتر و القلق.
- الحرص على بقاء المصاب مع العائلة و عدم تركه وحيدًا.
- ممارسة المصاب لهواياته المفضّلة و ملء وقته بِما يحب.
- مراجعة الطبيب بشكل دوري و المواظبة الدائمة على تناول العلاجات الموصوفة و عدم التساهل بموعد الدواء.
و أخيرًا، لا يمكن التهاون باضطراب ثنائي القطب أبدًا، إنّما شفاء المريض و علاجه مسؤولية جميع من حوله، فهو في مرضه هذا ضعيف و غير قادر على التفكير بشكل صحيح و سليم، لِذا ينبغي أن يحظى بمعاملة طيبة و اهتمام و رعاية من الجميع.
اقرأ أيضًا :
كيفية التعامل مع مريض جنون العظمة
مرض نفسي جنون الارتياب أو البارانويا
متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي؟
المراجع
- ↑ www.samhsa.gov | What is bipolar disorder
- ↑ www.mayoclinic.org | Symptoms of bipolar disorder
- ↑ www.mind.org.uk | Causes of bipolar disorder
- ↑ www.webmd.com | Causes of Bipolar Disorder
- ↑ www.nimh.nih.gov | How is bipolar disorder diagnosed?