في الغالب أنّكَ اختبرت تسوس الأسنان من قبل، إذ أنّه و على الرغم من شيوع هذه المشكلة الصحية عند الأطفال و المراهقين على وجه الخصوص، إلا أنّ التسوس بطبيعة الحال لا يستثني عمراً. هذا و يعرف التسوس على أنّه تعفن يطال بعض أجزاء السن، مؤدياً إلى ثقب صغير أو كبير بحسب درجة التسوس، و في حال لم يعمد إلى المسارعة في علاج التسوس، فإنّه من المرتقب أن تظهر أعراض التسوس العميق، التي تسبب آلام مبرحة، و من الممكن أن يتطور الأمر إلى خراج أو إلى فقدان الأسنان في بعض الحالات.
و انطلاقاً من حرصنا على صحتك، كنا قد خصصنا هذا المقال للحديث عن التسوس و أنواعه و مضاعفاته و طرق علاجه و الوقاية منه، فتابع المقال حتى النهاية لتحيط علماً بكل هذه التفاصيل.
كيفية حدوث التسوس
يحتوي الفم و كغيره من أعضاء الجسم على جراثيم متعايشة فيه بشكل طبيعي، غير أن هذه الجراثيم تخرج عن نسبها الطبيعية عند توفر الوسط الملائم لتكاثرها، ليكون هذا الوسط السكريات و النشويات المطبوخة، أو ما تعرف بالسكريات المخمرة، حيث تعمل هذه الجراثيم على تفكيك هذه السكريات (التي تشتمل عليها الكثير من الأطعمة و المشروبات) مخلفة أحماض و ذلك في غضون 20 دقيقة حال عدم تنظيفها و إزالتها عن الأسنان، لتتضافر هذه الأحماض مع الجراثيم و بقايا الطعام، لتشكل ما يعرف باللويحة السنية أو البلاك، التي تكون أشبه بطبقة خشنة تغطي السن على طول خط اللثة يمكن تحسسها باللسان.
هذا و تعمل هذه الأحماض التي تكون في اللويحة على مهاجمة معادن السن، محدثة فيه ثقوب صغيرة أو كبيرة حسب درجة التسوس، و التي في حال لم تتلقى العلاج اللازم من الممكن أن تتطور و تتفاقم الحالة إلى أعراض التسوس العميق، الذي يصل إلى العصب، مسبباً آلام كبيرة و مضاعفات قد تصل حتى درجة فقدان السن المصاب [1] .
مراحل تسوس الأسنان
من الطبيعي أن تسوس الأسنان يمر بمراحل حتى الوصول إلى التسوس العميق، فهو شكاية تتفاقم في حال لم تحظى بالعلاج و العناية، و فيما يلي سنعمل على توضيح هذه المراحل تباعاً [2] :
- في بادئ الأمر تعمل الأحماض الموجودة في طبقة البلاك على التفاعل مع المعادن في طبقة المينا(الطبقة الخارجية) من السن، و بالتالي هذا الأمر يؤول إلى حدوث ثقوب في المينا ليبدأ التسوس.
- نتيجة ما أحدثته الحموض من تآكل في طبقة المينا، يحدث أن تصل الجراثيم إلى الطبقة التالية من السن، و هي طبقة العاج، و التي تكون أقل مقاومة من سابقتها للحموض و الجراثيم.
- في مرحلة لاحقة يتزايد و تتسارع وتيرة قضم الجراثيم و الأحماض لطبقة العاج، حتى تصل إلى لب السن، مع ما يرافقها من من أعراض التسوس العميق، من انتفاخ و تهيج لهذه الطبقة.
- و في حال عدم تلقي العلاج من الممكن أن يصل التعفن و التسوس حتى العظمة التي تسد السن. و هنا يعاني المريض من آلام مبرحة، فضلاً عن حساسية عالية في الأسنان.
- تباعاً مع استمرار عملية التغلغل و التسلل الجرثومي، يقوم الجسم بمقاومة هذه البكتريا عن طريق الكريات البيض، و بالتالي تشكل الخراج.
الجدير بالذكر أنّ عملية التسوس كلما تقدمت فيها المراحل، تزداد وتيرتها، بسبب ما كنا قد نوهنا إليها مسبقاً من كون الطبقات الداخلية للسن تكون أقل مقاومة، لذلك كلما كان التدخل الطبي مبكراً كانت وتيرة الشفاء أسرع أيضاً، كما أنّه من الملاحظ أن أكثر التسوس غالباً ما يشيع في الطواحين، بسبب بنيتها التي تشتمل على الكثير من التعرجات و الشقوق، الأمر الذي يجعل منها مرتعاً لتكاثر الجراثيم، نتيجة انحشار الطعام في هذه الشقوق.
أنواع التسوس
قبل أن نقدم على استعراض أعراض التسوس العميق، يجب أن ننوه بداية إلى أنّ التسوس لا يكون على هيئة ونوع واحد، و إنما يكون على ثلاث أنواع. و هذه الأنواع هي [3] :
- تسوس سطح السن
هذا النوع من التسوس يصيب السطح الخارجي من السن. الذي يكون بحذاء الخد، لينتشر على طول الخط القريب من اللثة، و يعلل بسبب بقاء الجراثيم لفترة طويلة في هذه المنطقة، مع ما تفعله الأحماض من تهتك في طبقة المينا، الجدير بالذكر أنّ هذه النوع يكون من السهل التعامل معه و معالجته.
- تسوس الطواحين
هذا النوع من التسوس يطال التعرجات و الشقوق التي تكون على سطح الطواحين. و من الملاحظ أن وتيرة و سير التسوس يكون هنا سريع، في حال لم يتم تقديم العلاج اللازم.
- تسوس جذر السن
يشير هذا النوع إلى تعرض جذر السن إلى التسوس، و هو يشيع عند من يعانون من تراجع في اللثة.
أعراض التسوس العميق
بالحديث عن أعراض التسوس العميق الذي يكون فيه التسوس قد تجاوز مرحلة المينا وصولاً إلى العاج و لب السن. فإن الأعراض هنا تكون على الشكل التالي:
- حساسية كبيرة في الأسنان.
- آلام كبيرة في الأسنان، لا سيما عند المضغ.
- يشتكي المريض من آلام كبيرة عند احتساء المشروبات الساخنة، أو شرب الماء البارد، أو المشروبات المحلاة.
- تلاحظ فجوات و ثقوب على سطح الأسنان.
- يلاحظ أيضاً وجود قيح يحيط بالسن.
- رائحة فم كريهة.
أسباب و عوامل خطر التسوس العميق
إن العوامل الرئيسية المتهمة بإحداث أعراض التسوس العميق هي من جهة عدم الاهتمام بنظافة الفم، و من جهة أخرى، المداومة على تناول الحلويات وشرب المشروبات المحلاة، و ذلك لكون السكريات تشكل غذاء أساسي للجراثيم التي تعمل على التفاعل معها، مؤدية إلى انتاج أحماض تتفاعل مع طبقات السن.
و بالحديث عن عوامل الخطر، التي تزيد من فرصة التعرض للتسوس العميق نذكر:
- شرب المياه المعدنية(و هنا ننوه إلى أنّ إضافة الفلوريد إلى مياه الشرب من شأنه أن يشكل عامل وقائي من التسوس. و لكن ما يحدث هو أنّ الكثير من الأشخاص يعمدون إلى شرب المياه المصفاة أو المعدنية، و بالتالي هم يخسرون فرصة تلقي الفلوريد الذي يلعب دور عامل حماي).
- التقدم بالعمر يزيد من فرصة التعرض للتسوس العميق.
- تراجع اللثة.
- جفاف الفم( حيث أن اللعاب يلعب دور أساسي في محاربة التسوس. من خلال ما يمارسه من علمية تنظيف على بقايا الطعام، فضلاً عن دوره كبح التسوس في صوره الأولية، بسبب محتوياته من المعادن).
- حرقة المعدة.
- مشاكل التغذية( الشره يزيد من تآكل طبقات السن، بسبب أن الأشخاص الذين يشتكون من الشره، تكثر لديهم في الغالب حالات التقيؤ، و لما كان الأخير يشتمل على أحماض هضمية، و بالتالي فإن هذه الأحماض بدروها تعمل على التفاعل مع طبقات السن).
- السرطان.
- التقبيل( حيث أنّ مثل هذا الاتصال يلعب دور في تناقل سلالات من الجراثيم)
مضاعفات التسوس العميق
يتساهل الكثير من الأشخاص مع تسوس الأسنان، حيث أن قلة من الأشخاص يراجعون طبيب الأسنان حال تحسس مثل هذه المشكلة، فهم يرجئون الزيارة لحين ظهور أعراض التسوس العميق، بسبب ما يرافقها من أعراض و ألام كبيرة. و لكن ما يغفله هؤلاء أن للتسوس الكثير من المضاعفات الخطيرة، و التي تلزم تلقي العلاج في البدايات لتجنبها. و من هذه المضاعفات نذكر [4] :
- عدم القدرة على المضغ بصورة طبيعية.
- الإصابة بالخراج، الذي من الممكن في بعض الحالات و إن كانت نادرة أن يشكل خطر على حياة المريض.
- تكسر الأسنان و فقدانها، مع ماله من تداعيات على ثقة الشخص بنفسه.
- آلام مبرحة، قد تصل إلى حد تعوق ممارسة الحياة الطبيعية.
طرق الوقاية من التسوس
يمكن لك الوقاية من ظهور أعراض التسوس العميق و تداعيته، من خلال اتباع النصائح التالية:
- الاعتناء بنظافة الفم، من خلال تفريش الأسنان بانتظام، و استخدام الخيط لإزالة الأطعمة من بين الأسنان. كما أنّه ينصح أيضاً باستعمال الغرائر الفموية التي تعتني بصحة اللثة.
- تناول الأغذية التي تشتمل على معادن تدعم صحة و بنية الأسنان.
- مراجعة طبيب الأسنان بشكل منتظم.
- الابتعاد عن تناول المشروبات المحلاة و الأغذية التي تشتمل على سكريات، لاسيما في الأوقات القريبة من النوم.
- العلاج بالفلوريد.
اقرأ أيضاً:
كيف اعرف اذا التسوس وصل العصب؟
المراجع
- ↑ Tooth decay | www.nhsinform.scot
- ↑ The Stages of Tooth Decay | www.healthline.com
- ↑ Cavities/tooth decay | www.mayoclinic.org
- ↑ What is tooth decay? | www.medicalnewstoday.com