تشمل الصحة النفسية سلامتنا العاطفية والنفسية والاجتماعية. فهي تؤثر على طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا. كما تحدد كيفية تعاملنا مع التوتر وارتباطنا بالآخرين واتخاذ الخيارات الصحيحة. لذا سنتطرق في مقالتنا هذه للحديث عن واحدة من الأمراض والاضطرابات النفسية المهمة وهي أعراض الحالة النفسية الشديدة [1] .
ما هي الحالة النفسية الشديدة ؟
الحالة النفسية الشديدة هي عبارة عن حالة نفسية قصيرة الأجل يمكن أن تحدث خلال الشهر الأول بعد التعرض لحدث صادم مثل:
- الكوارث الطبيعية (مثل الأعاصير أو الحرائق أو الفيضانات أو الزلازل).
- الاعتداء الجنسي.
- الإساءة اللفظية.
- التعرض للأذى الجسدي أو وفاة شخص عزيز عليك.
- الاعتداء الجسدي.
- الحوادث الخطيرة مثل حوادث السيارات.
- التعرض لإصابة شديدة أو مرض مفاجئ.
- الحروب.
أعراض الحالة النفسية الشديدة
أعراض الحالة النفسية الشديدة تحدث استجابةً للإجهاد النفسي والسلوكي وتشمل:
- الذكريات المؤلمة المتكررة والتي لا يمكن السيطرة عليها نتيجة الحدث الصادم.
- الكوابيس المتكررة.
- ومضات من الذاكرة للحدث الصادم.
- الشعور بضيق النفس أو الآلام البدنية الشديدة عندما يتم تذكيرك بالحدث.
- صعوبة مستمرة في الشعور بالمشاعر الإيجابية مثل السعادة أو الرضا أو مشاعر الحب.
- إحساس متغير بالواقع، مثل الشعور بأنك في حالة دوار أو كما لو أن الوقت يمر بحركة بطيئة.
- فقدان الذاكرة فيما يتعلق بالجوانب المهمة للحدث الصادم.
- بذل جهد كبير دائماً لتجنب ذكريات الحدث مثل (الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء).
- اضطرابات في النوم.
- التهيج النفسي أو نوبات الغضب.
- فرط اليقظة والشعور بأن خطراً ما سيحصل طول الوقت.
- صعوبة كبيرة في التركيز.
- سهولة الشعور بالخوف مثل الاستجابة المبالغ فيها للضوضاء العالية أو الحركات المفاجئة أو غيرها من المحفزات.
الفرق بين الحالة النفسية الشديدة واضطراب ما بعد الصدمة
الاختلاف الرئيسي بين الحالة النفسية الشديدة واضطراب ما بعد الصدمة هو طول مدة تأثير الأعراض. حيث تتضمن الحالة النفسية الشديدة ردود فعل تحدث بين ثلاثة أيام وأربعة أسابيع بعد حدث صادم. بينما قد تستوفي ردود الفعل التي تستمر لأكثر من أربعة أسابيع معايير الاضطراب الذي يحدث ما بعد الصدمة.
أسباب أعراض الحالة النفسية الشديدة
بحسب أحدث الاستطلاعات على الحالات النفسية التي تصيب الأفراد، فإن استجابة الأشخاص للأحداث النفسية الشديدة قد تختلف بحسب الظروف المحيطة وبحسب قابلية الفرد للتعامل مع الحالة. حيث تتضمن إحدى النظريات مفهوم التكيف مع الخوف، ويظهر هذا التكيف عادةً استجابة للخوف من بعض المحفزات المرتبطة بحدث صادم. فمثلاً إذا تعرضت لحادث سيارة وتناولت طعاماً معيناً في سيارتك وكان ذلك في وقت الليل، فقد تؤدي اللقاءات المستقبلية مع رائحة الطعام المعين ذاته في الليل إلى أن يكون لجسمك نفس الاستجابة للخوف الذي شعرت به أثناء الحدث الصادم على الرغم من عدم وجود تهديد لسلامتك.
فقد يتكيف بعض الأشخاص مع الخوف من خلال محاولة النسيان تدريجياً، والذي يتضمن التقليل التدريجي للاستجابة للمحفزات الصادمة. وعند عدم التمكن من التعامل مع المحفزات الصادمة سيؤدي ذلك إلى الإصابة بالحالة النفسية الشديدة.
أهم عوامل الخطر لأعراض الحالة النفسية الشديدة
سنذكر لك الآن العوامل التي قد تسبب في زيادة وتفاقم أعراض الحالة النفسية الشديدة:
- التعرض مسبقاً لحادث مخيف.
- عدم القدرة على مواجهة المخاوف.
- القلق المستمر.
- عدم وجود أشخاص يدعمونك دائماً.
مضاعفات لأعراض الحالة النفسية الشديدة
المضاعفات الرئيسية للحالة النفسية الشديدة هي التطور المحتمل لاضطراب ما بعد الصدمة في حال لم يتم معالجة الحالة النفسية الشديدة بشكل صحيح.
تشخيص أعراض الحالة النفسية الشديدة
يقوم الطبيب المعالج عادةً بالتشخيص بعد إجراء تقييم نفسي شامل للفرد عن طريق سؤاله عن الأعراض الحالية وعن سوابق الحالات الطبية أو النفسية. حيث أنه لا يوجد تشخيص محدد للحالة النفسية الشديدة، بل يعتمد على حالة الشخص وكيفية تعامله مع الظرف المحيط به.
علاج أعراض الحالة النفسية الشديدة
يعتبر العلاج النفسي هو العلاج الرئيسي . فإن أحد أنواع العلاج النفسي والذي يُسمى بالعلاج السلوكي النفسي المركز على الصدمة يعتبر فعالاً بشكل خاص. ويتضمن هذا العلاج الخطوات التالية:
- التعرف على كيفية استجابة الجسم للصدمة والإجهاد.
- تعلم كيفية التأقلم مع الأعراض.
- إعادة صياغة طريقة التفكير وحل المشاكل.
- العلاج بمواجهة المخاوف وتجاوزها.
- العلاج بالأدوية النفسية مثل مثبطات التقاط السيروتونين كالسيتالوبرام والفلوكسيتين. وأيضاً مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين كالدولوكسيتين. وذلك تحت إشراف الطبيب المعالج ولفترة معينة.
طرق الوقاية من هذه المشكلة
من غير الممكن منع وقوع حدث مفاجئ أو صادم. لكن أحدث الأبحاث أظهرت أن شدة أعراض الحالة النفسية الشديدة يمكن السيطرة عليها عن طريق تحقيق ما يلي:
-
السلامة الشخصية
إن تجربة الشعور بالسلام الداخلي يعتبر أمراً بالغ الأهمية بعد وقوع حدث صادم. كما يمكن أن يكون دعم الأشخاص والمقربين والأطباء النفسيين مفيداً للغاية.
-
الصحة البدنية
من المهم الحفاظ على روتين يومي صحي بعد وقوع حدث صادم. حيث أنه من المهم أيضاً إعطاء الأولوية للعناية الجسدية والغذاء الصحي. بالإضافة إلى تنظيم النوم والقيام بالتمارين الرياضية وممارسة التأمل واليوغا. كما أنه من المهم تجنب تناول المشروبات الروحية كالكحول أو المواد الأخرى كأدوات تكيف مؤقتة لنسيان الواقع.
-
الدعم العاطفي
من الضروري طلب الدعم العاطفي من العائلة والأصدقاء بعد وقوع حدث صادم. وإن لم يكن ذلك ممكناً، فيمكن لمقدمي الرعاية الصحية أن يكونوا بمثابة دعم مفيد جداً بالنسبة لك.
-
المتابعة مع فريق الرعاية الصحية
من المهم أن متابعة العلاج مع الطبيب النفسي المتخصص للوصول إلى السلام الداخلي والجسدي.
كيف يمكنك العناية بنفسك إذا كنت تعاني من أعراض الحالة النفسية الشديدة ؟
بالإضافة إلى العلاج المقدم من المختصين للتعامل مع أعراض الحالة النفسية الشديدة، هنالك العديد من الأنشطة والأهداف التي قد تسهم في خروجك من هذه الحالة وإليك أهمها:
- ممارسة التمارين الرياضية للمساعدة في تقليل التوتر.
- وضع أهداف واقعية بسيطة ومشاهدة نفسك وأنت تحققها، كأن تضع هدفاً لنفسك مثلاً قراءة كتاب أو زيارة مكان ما أو تعلم شيء جديد.
- قضاء الوقت مع الأشخاص الذين تثق بهم والتحدث معهم عن تجربتك الصادمة التي حصلت لك، بالإضافة إلى مخاوفك والطرق التي يمكن أن يقدموا لك الدعم بها.
- اختيار الأماكن المريحة.
- الحضور مع مجموعة دعم للمصابين بالصدمات لمشاركة تجربتك.
- الصبر والاعتناء بنفسك حيث أنه من المهم أن تتذكر أن الأعراض ستتحسن تدريجياً، وليس على الفور.
اقرأ أيضاً:
طريقة ازالة صمغ الاظافر | حيل ووصفات عديدة ستنال إعجابك!
المراجع
- ↑ www.my.clevelandclinic.com | Symptoms Of Acute Stress Disorder