اضرار الجوال ع الاطفال مع ذكر طرق الحماية

اضرار الجوال ع الاطفال مع ذكر طرق الحماية

لا يخفى على أحد أنّ الهاتف المحمول أضحى اليوم جليس الطفل و رفيقه المقرب، بسبب ما يجده من متعة فيه قد لا تكفلها الألعاب التقليدية الأخرى، إضافة إلى أنّ الأهل أنفسهم يذهبون في الكثير من الأحيان إلى وضع الجهاز في أيدي أطفالهم، بغية تخفيف شغبهم و تلهيتهم، و لكن قد يخفى على بعض الأمهات أنّ لمثل هذه التصرفات الكثير من المخاطر و المغبات المتوقعة على صحة الطفل، لا سيما على المدى البعيد، وعليه و نظراً لأهمية ما تقدم خصصنا هذا المقال للحديث عن اضرار الجوال ع الاطفال، مع ذكر الطرق التي من شأنها أن تقلل من هذه المخاطر المتوقعة.

هل يحتاج الطفل لهاتف ذكي؟

قبل الحديث عن اضرار الجوال ع الاطفال، يتوجب علينا بداية أن نعرف هل يحتاج الطفل لهاتف ذكي أساساً. فعلى الرغم من اضرار الجوال ع الاطفال المجزوم بها، توجد على الجهة الأخرى العديد من الفوائد و التي لا يستهان بها أيضاً، حيث أن الهاتف وسيلة تضمن أمان الطفل في الكثير من المواقف، كأن يخرج الطفل في رحلة مدرسية، أو كأن يذهب مثلاً لزيارة بعض أصدقائه، و بالتالي يكون الجوال هنا صلة وصل بين الأهل و الطفل، فمثلاً من الممكن أن يجد الطفل نفسه في موقف يستدعي مخاطرة أهله سريعاً.

إضافة إلى ما تقدم إن تزويد الطفل بهاتف ذكي، من شأنه أن يطور قدراته في التعاطي مع التكنولوجيا. إضافة إلى توسيع مداركه، و يفجر مواهبه إذا ما تم ترشيد استهلاك الهاتف بطرق الصحيحة، و لا نغفل هنا عن ذكر أهمية الموبايل المتعاظمة في القطاع التعليمي، فاليوم توجد الكثير من المواقع التي تكفل التعليم عن بعد، كما توجد الكثير من المدارس التي تذهب لإشراك التكنولوجيا في صلب العملية التعليمية، و بالتالي لا يجدر بنا بعد معرفة اضرار الجوال ع الاطفال، أن نحرم الطفل نهائياً من الهاتف الذكي، و أنما يجب أن نكون على دراية بهذه المخاطر، لنسارع في ترشيد و تهذيب طرق التعاطي معه من قبل الطفل.

ما هي اضرار الجوال ع الاطفال؟

اضرار الجوال ع الاطفال

ما تقدم من فوائد الهاتف الذكي على حياة الطفل، لا يتناقض مع أنّه هناك الكثير من اضرار الجوال ع الاطفال. و التي يجب علينا عدم التساهل معها، أو غض البصر عن احتماليتها، و فيما يلي أبرز هذه المضار [1] :

1. الإدمان

يصف بعض العلماء الهاتف الذكي بعبارة “الكوكايين الإلكتروني” أو “الهيرويين الرقمي”. في إشارة صريحة إلى ما يسببه الجلوس المطول أمام شاشة الهاتف من إدمان لا يقل عن مخاطر تعاطي المواد المخدرة. و يأتي هذا الاستنتاج لما خلصت إليه الأبحاث العلمية من قدرة هذه الهواتف(في حالة الاستخدام المفرط) على إحداث تغيير في كيمائية الدماغ، لا سيما الزيادة الملحوظة في إفراز الدوبامين، و الذي يكنى بهرمون المتعة.

2. الأرق و مشاكل النوم تعتبر من اضرار الجوال ع الاطفال

من الملاحظ أن الأطفال الذين يشاهدون مقاطع الفيديو على الهواتف الذكية، أو يقومون باللعب بالتاب قبيل النوم، تظهر لديهم صعوبات واضحة في النوم، لدرجة إصابتهم بالأرق، و على الرغم من كون هذا الأثر ملاحظ أيضاً عند الكبار، إلا أنّ نسبته تكون أكبر في حالة الأعمار الصغيرة، و يعلل هذا الأثر نتيجة لما يلي:

  • لما كانت شاشة الهواتف المحمولة تصدر أشعة تتصف بأنها ذات طول موجي قصير، و بالتالي إن هذا من شأنه أن يزيد حملها من الضوء الأزرق، لا سيما إذا ما قارناها مع انبعاثات الضوء الطبيعي، و المشكلة تكمن في كون هذا الضوء يؤثر بشكل سلبي على افراز الدماغ لهرمون النوم “الميلاتونين”. حيث أن افراز هذا الهرمون يزداد في البيئة المظلمة، و هو يساعد الدماغ على الدخول بحالة السكينة استعداداً للنوم.
  • إضافة إلى النقطة السابقة لا يخفى عليك أن استخدام الهاتف المحمول من شأنه أن يحفز الدماغ. لذلك عادةً ما تكون فكرة تفقد الهاتف لدى الاستيقاظ من النوم ذات أثر إيجابي على زيادة اليقظة.

3. اضرار الجوال ع تطور الاطفال

قد يذهب البعض إلى الاعتقاد أن قدرة أطفال اليوم على التعاطي مع التكنولوجية و التعامل مع  التطور التقني، تعني أنهم أكثر ذكاء و قدرة معرفية، و لكن الحقيقة هي بخلاف لهذه الفكرة المغلوطة، حيث أن العديد من الدراسات كانت قد أشارت إلى أنّ التطور المعرفي لأطفال هذا العصر يقل بمعدل سنتين على الأقل، مقارنةً مع أقرانهم من ذات الفئة العمرية الذين كانوا قبل 30 عام، بمعنى أن القدرات المعرفية و الدماغية للطفل ذو العشر أعوام هي ذاتها قدرات طفل بعمر 8 سنوات قبل 30 سنة [2] .

و تعلل هذه النتيجة بسبب ما أحدثته الهواتف المحمولة من تغيرات دماغية أودت إلى الإدمان. و التي حرمت الطفل بطبيعة الحال من التعاطي الفعال مع المحيط، مع ما لذلك من آثار إيجابية في النهوض بالقدرات الدماغية و الفكرية.

4. أثار سلبية أخرى

  • إن اضرار الجوال ع الاطفال الذين تكون أعمارهم أقل من 3 سنوات، تكون أكبر و أخطر. لا سيما على صعيد تعويق النمو الفكري، و التأخر في النطق بشكل واضح.
  • لا يخفى على أحد أن الاستخدام السلبي للهواتف المحمولة من شأنه أن يؤثر بطريقة سلبية على التحصيل العلمي. وبالتالي تراجع الطفل بدراسته و عدم قدرته على التركيز.
  • أخطر ما في الهواتف المحمولة أنّها أبواب مشرعة إلى عوالم الانترنت. و التي تكتظ بالكثير من المواقع الإباحية، أو وسائل التواصل الاجتماعي التي من الممكن أن تستجر الطفل للتعاطي مع الغرباء، و بالتالي إمكانية وقوعهم في شرك الإجرام الإلكتروني.

ما تقدم يشي ب اضرار الجوال ع الاطفال، و التي تحتم بطبيعة الحال تطبيق رقابة أبوية صارمة على كيفية تعامل هؤلاء الأطفال مع الهواتف الذكية، علاوةً على ترشيد أوقات الاستخدام.

ما هي طرق تقليل اضرار الجوال ع الاطفال؟

إن اضرار الجوال ع الاطفال التي كنا قد تحدثنا عنها سابقاً، قد تدفع بك إلى التفكير الجدي بحرمان أطفالك من الهاتف بشكل كامل، و لكن في واقع الحال قد يعتبر هذا القرار اجرام في حق الطفل، لكونك تعزله عن التطور التقني المتسارع الذي يحيق بكل تفاصيل الحياة، والذي تعتبر الهواتف الذكية و الكمبيوترات حجز الزاوية في هذا التسارع، إلا أن القرار الصحيح يكون بإدراكك لهذه المخاطر، و توجهك لاتخاذ قرارات حازمة في كيفية تعاطي أطفالك مع الهواتف، من خلال تحديد ساعات الاستخدام و تقنينها، و مراقبة المواقع التي يترددون عليها(توجد الكثير من تطبيقات الرقابة الأبوية التي تكفل ذلك). علاوةً على توجيه الطفل لاستخدام مواقع و ألعاب معينة من شأنها أن تزيد من وعي الطفل و قدراته الدماغية.

و بالحديث عن ترشيد ساعات استخدام الهواتف المحمولة، فيوصي الخبراء بما يلي:

  • تجنيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات من التعرض لشاشات الهواتف بشكل كامل.
  • أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات، فينصح أن يتم تقنين ساعات الاستخدام حتى ساعة واحدة في اليوم.
  • في حين أن الذين أعمارهم بين 5 حتى 18 سنة، فلا يجدر بهم قضاء أكثر من ساعتين.

علماً أنّ هذا الترشيد لا يكون بترهيب الطفل و تعنيفه. و إنما من خلال تعريفه بهذه المخاطر، و التفاهم معه، مع مراعاة أن تكون قدوة حسنة يحتذى بها من جهة التعامل مع الهواتف الذكية.

اقرأ أيضاً:

تغير كلمة سر الراوتر من الموبايل خطوة بخطوة

المراجع

  1. 5 HARMFUL EFFECTS OF SMARTPHONES | www.sherwoodhigh.com
  2. Thirty years on – a large anti-Flynn effect? | www.bpspsychub.onlinelibrary.wiley.com
196 مشاهدة

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.