إحدى الأمراض العضوية التي تصيب العين هو ارتفاع ضغط العين، و الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال لم تعالج في وقتها المناسب، لِذا تابع قراءة هذا المقال لتتعرّف على اعراض ارتفاع ضغط العين و ما هي مضاعفات هذا المرض و عوامل الإصابة به، و غير ذلك من الأمور المهمة.
ما هو ارتفاع ضغط العين
قبل أن نتحدث عن اعراض ارتفاع ضغط العين، سنقوم بتعريف ضغط العين تعريفًا علميًا دقيقًا ألا و هو : يعرف ارتفاع ضغط العين Intracular Hypertension بأنه ” عبارة عن تجمع للسائل الموجود داخل العين و عدم تصريفه بشكل صحيح، الأمر الذي يؤدي إلى تراكمه و ارتفاع ضغط العين عن 21 مليميتر زئبق و بدون ظهور أي أعراض “ [1]. و يمتلك ارتفاع ضغط العين الخصائص التالية :
- الضغط داخل العين يكون أعلى من 21 مليمتر زئبقي.
- لا يكون هناك أي ضرر في العصب البصري.
- لا يتأثر مجال الرؤية.
- الزاوية التي من خلالها يتم تصريف السوائل داخل العين هي زاوية مفتوحة.
ما هي اعراض ارتفاع ضغط العين
في الحقيقة لا يبدي ارتفاع ضغط العين أي علامات أو اعراض، حيث لا يمكن اكتشاف الإصابة إّلا باستشارة الطبيب و إجراء الفحوصات اللازمة، و تجدر الإشارة إلى أنه عندما تظهر اعراض ارتفاع ضغط العين فهذا يعني أن الحالة المرضية قد تطورت و قد تتحول إلى جلوكوما [2]. و لكن فيما يلي أكثر الأعراض شيوعًا :
- احمرار شديد في العين.
- آلام في الرأس.
- الشعور بآلام حادة في العين.
- اضطراب في الرؤية.
- قد يشعر الشخص و كأنه ينظر في النفق، أي تصبح رؤيته غير واضحة.
- عند رؤية المريض للضوء تبدو له ألوان قوس قزح.
- قد تتواجد بقعة عمياء في مجال الرؤية الخارجية.
هل ارتفاع ضغط العين هو نفسه مرض الجلوكوما
على الرغم من وجود ارتباط بين الجلوكوما أو الزرق مع ارتفاع ضغط العين، إلا أنهما يختلفان عن بعضهما. فارتفاع ضغط العين لا يرافقه أي تأثر في مجال الرؤية أو ضرر في العصب البصري، على عكس الجلوكوما التي يحدث فيها ارتفاع في ضغط العين مع تأثر مجال الرؤية و تلف العصب البصري. و الجدير بالذكر بأنه تكمن خطورة ارتفاع ضغط العين بأنه من الممكن أن يتطور ليصبح الجلوكوما إذا لم يتم تلقي العلاج الذي يناسب الحالة في ذلك الوقت [3].
ما هي أسباب ارتفاع ضغط العين
يتم تصريف السائل الموجود داخل الجزء الأمامي من العين و الذي يفرزه الجسم الهدبي، بواسطة نظام تصريف موقعه عند زاوية العين، حيث يتوقف ضغط العين على التوازن ما بين إنتاج السائل و تصريفه. فيحدث ارتفاع في ضغط العين عندما يصعب تصريف السائل بشكل صحيح الذي يفرزه الجسم الهدبي كما ذكرنا، فيبدأ هذا السائل بالتراكم داخل العين و بالتالي سيرتفع ضغط العين عن معدله الطبيعي [4]. و فيما يلي أبرز أسباب ارتفاع ضغط العين :
- زيادة إفراز السائل المفرز من الجسم الهدبي.
- ضعف أو بطء في تصريف السائل.
عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط العين
يمكن لأي شخص أن يصاب بارتفاع ضغط العين و لكن فيما يلي سنذكر أبرز العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة :
- سن الأربعين و ما فوق.
- داء السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- وجود إصابات بارتفاع ضغط العين أو الجلوكوما في تاريخ العائلة.
- هناك العديد من أنواع الأدوية التي قد تسبِّب ارتفاع ضغط العين، مثل : قطرات العين الستيرويدية و الأدوية الستيرويدية التي تستخدم في علاج مرض الربو.
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
- الأشخاص الذين يعانون من التهابات متكررة في العين.
- المصابون بأورام حميدة أو خبيثة في العين.
- المصابون بأمراض القلب و الشرايين.
كيفية تشخيص ارتفاع ضغط العين
من خلال فحص عام شامل للعين يمكن تشخيص ارتفاع ضغط العين، إلى جانب إجراء الفحوصات التالية :
- قياس حدّة الرؤية.
- قياس ضغط العين بواسطة جهاز ” التونوميتر “.
- اختبار مجال الرؤية، و هو فحص تقييم الرؤية الطرفية.
- اختبار مجرى زاوية العين.
- التصوير المقطعي بواسطة التماس البصري.
تجدر الإشارة إلى أنّه من الصعب أن يتم اكتشاف ارتفاع ضغط العين بعد الخضوع لعملية الليزك من أجل تصحيح الرؤية، و ذلك بسبب أنّ قياس الضغط غالبًا في هذه الحالات يعطي قراءة أقل من القراءة الحقيقية [5].
مضاعفات الإصابة بارتفاع ضغط العين
يتساءل الكثير عن مدى خطورة ارتفاع ضغط العين ؟ و الإجابة تتمحور حول الجلوكوما أو الزرق الذي يعتبر أبرز مضاعفات ارتفاع ضغط العين، لِذا من المهم فحص العيون دوريًا من أجل اكتشاف ارتفاع ضغط العين في حال وجوده و علاجه مبكرًا. حيث تم نشر دراسة في مجلة تايوان لطب العيون في عام 2020 بأنّ 9.5% من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط العين الذين لم يتَلقَوا العلاج في الوقت المناسب أصيبوا بالجلوكوما خلال خمس سنوات، و أنّ 22% من هؤلاء الأشخاص أصيبوا أيضًا بالجلوكوما خلال ثلاث عشرة سنة، و أكّدت هذه الدراسة أنّ العلاج الصحيح مبكِّرًا يؤدي إلى انخفاض نسب الإصابة بالجلوكوما بنسبة 50%.
قياس ضغط العين
يكون ضغط العين طبيعيًا عندما تتراوح النسبة ما بين 10 إلى 20 مليمترًا زئبقيًا، و في حال تجاوزت النسبة الحد الطبيعي فهذا يعني أن هناك ضغط في العين. حيث يتم قياس ضغط العين بواسطة جهاز دقيق يسمّى ” مقياس توتر العين ” و الذي يقيس ضغط العين أو كليهما.
علاج ارتفاع ضغط العين
بعد معرفة اعراض ارتفاع ضغط العين، نتطرق إلى ذكر كيفية علاج هذا الارتفاع، حيث الهدف من العلاج هو التقليل من كمية الضغط الحاصلة على العين تفاديًا لحصول مضاعفات خطيرة، مثل : الإصابة بالجلوكوما كما ذكرنا بأنّها أبرز مضاعفات ارتفاع ضغط العين، و فقدان الرؤية، لِذا يتم علاج الأشخاص الذين تدور الشكوك حول حالتهم بتلف العصب البصري، في حين الأشخاص الذين لا يوجد دليل حول تلف العصب البصري فلا تتم معالجتهم بالأدوية. حيث يقوم الطبيب باختيار العلاج الأنسب وفقًا لحالة المريض، فإمّا أن يكون العلاج بالأدوية و قطرات العين و متابعة الطبيب الدورية من عدم وجود أي أعراض جانبية للدواء و مدى فعالية هذا الدواء الموصوف، أو يكون العلاج بواسطة جراحة الليزر، و ذلك في حال عدم استجابة الحالة للأدوية الموصوفة و استمرار الشعور بارتفاع ضغط العين.
ثم إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم و قد تحدثنا فيه عن اعراض ارتفاع ضغط العين و ما هي مضاعفاته و بأنّ ارتفاع ضغط العين هو ليس الجلوكوما إنّما الجلوكوما هو أبرز مضاعفاته.
اقرأ أيضًا :
مرض المياه الزرقاء في العين | إليك كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض
المراجع
- ↑ www.my.clevelandclinic.org | Ocular Hypertension
- ↑ www.webmd.com | What are the symptoms of high eye pressure
- ↑ www.glaucoma.org | High Eye Pressure and Glaucoma
- ↑ www.calgaryfamilyeyedoctors.com | WHAT CAUSES HIGH EYE PRESSURE & HOW TO REDUCE IT
- ↑ www.news-medical.net | Ocular Hypertension: Diagnosis and Treatment