فيتامين د من الفيتامينات التي يعمل الجسم على تصنيعها لدى التعرض لأشعة الشمس [1] ، و هو من الفيتامينات الهامة على أصعدة عدا، منها الحفاظ على صحة الجسم عموماً، و العظام خصوصاً، فضلاً عن أدوار أخرى تنسب له كالمقدرة الجنسية عند الرجال، هذا و قد لا يُعير البعض بالاً لنقص هذا الفيتامين، من منطلق أن الأعراض التي تترتب على عوزه لا تعتبر شديدة أو مهددة للحياة، فقد يتظاهر العوز لهذا الفيتامين على شكل تعب و إنهاك فقط، و قد يمتد ليشمل أيضاً أعراض جنسية تشاهد عند الرجال، في هذا المقال سنسلط الضوء على اعراض نقص فيتامين د للرجال، كما أننا سنشرح أهمية هذا الفيتامين بالتفصيل، و ماهي المصادر الطبيعية الغنية به.
أهمية فيتامين D
يتم تصنيف فيتامين د من بين الفيتامينات المنحلة بالدسم، و تنبع أهميته من كونه يتداخل في الكثير من العمليات الحيوية في جسم الإنسان:
- يعزز فيتامين د عمل الجهاز المناعي بشكل فعال، و بالتالي الحول دون تكرار الإصابة بالعدوى.
- يضلع فيتامين د بتزويد الجسم بالطاقة و الحيوية، و بالتالي يمكن اعتبار أنه من اعراض نقص فيتامين د للرجال هو الشعور بالإرهاق و التعب.
- كما نوهنا في مطلع المقال أن فيتامين د هام لتثبيت الكالسيوم على العظام، و بالتالي هو يزيد من صلابة العظام، و يقلل من احتمالية تعرضها للكسور.
- يحارب الاكتئاب و يزيل الشعور بالقلق.
- من الملاحظ أيضاً أن لفيتامين د دوراً في تسريع التئام الجروح.
- مهم لصحة الشعر و حيويته.
- الحماية من مرض الثعلبة.
- يتواجد فيتامين د في الأعصاب المسؤولة عن الشعور بالألم، و بالتالي هو يقلل من الإحساس بالألم المزمن.
اعراض نقص فيتامين د للرجال
بواقع الحال إن كلاً من النساء و الرجال معرضين لنقص هذا الفيتامين، و قد تتقاطع الأعرض و تتشابه في الكثير من النقاط بين الجنسين، إلا أنه على اعتبار أن هذا المقال يسلط الضوء على اعراض نقص فيتامين د للرجال على وجه التحديد، وعليه نقول أن أبرز هذه الأعراض هي:
- تدني في الرغبة الجنسية.
- ضعف الانتصاب.
- زيادة احتمالية الإصابة بسرطان البروستات.
سنعمل في الفقرات التالية على تعليل كل عرض من الأعراض الأنفة الذكر، مع شرح الألية التي تتوسط ظهور العرض.
ضعف الانتصاب و انخفاض الرغب الجنسية من اعراض نقص فيتامين د للرجال
من الأعراض التي يمكن الاستدلال بها على نقص فيتامين د عند الرجال هو حدوث ضعف الانتصاب [2] ، و يعلل الأمر بأنّ نقص فيتامين د يتسبب بتقبض في الأوعية الدموية، و هذا يتعارض بطبيعة الحال مع الألية التي تحدث من خلالها عملية الانتصاب، و التي تتطلب زيادة في تدفق الدم نحو القضيب.
لذلك يعمد الكثير من الأطباء على نصح المرضى الذين يعانون من صعف في الانتصاب، باتباع نظام غذائي غني بفيتامين د. أو الحصول عليه من خلال المكملات الغذائية، علماً أن هذه المعالجة تتطلب إعطاء معدن المغنيزيوم بتزامن مع د، و ذلك لكون الأخير يتوسط تحويل د إلى شكله النشط(Dihydroxyvitamin-4). و في حال الإقدام على تناول فيتامين د بمفرده‘ فإن ذلك سيؤدي إلى تراجع في مستويات المغنيزيوم في الجسم، نتيجة الاتحاد الحاصل كما أوردنا، هذا و من أبرز و أشيع الأعراض التي تتم ملاحظتها لدى تدني مستويات المغنيزيوم هي:
- تشنج و تضيق الأوعية الدموية.
- الصداع، خاصةً الشكل النصفي منه.
- تشنج العضلات.
- عدم القدرة على النوم و الإصابة بالأرق.
- تسرع النبض.
- ارتفاع الضغط.
لذلك عند ملاحظة اعراض نقص فيتامين د للرجال، من الأجدر أن يتم أخذ كلاً من فيتامين د و المغنيزيوم. حتى لا يتم رفع منسوب أحدهما على حساب الأخر، علماً أنك تستطيع الحصول على المغنيزيوم من بعض المصادر الطبيعية من مثل السبانخ – المكسرات – اليقطين – الفاصولياء.
و بالعودة إلى ضعف الرغبة الجنسية، المشاهدة كعرض لنقص فيتامين د عند الرجال، فيعلل هذا الأمر بأن نقصان فيتامين د سيؤدي تباعاً إلى نقصان في هرمون التستوستيرون، و هو المسؤول بشكل أساسي عن الشعور بالرغبة الجنسية.
علاقة فيتامين د بسرطان البروستات
لا يعتبر نقص فيتامين د عند الرجال المتهم الوحيد للتسبب بسرطان البروستات. بل تتضافر مجموعة من العوامل(من ضمنها نقص فيتامين د) لتفضي إلى رفع احتمالية الإصابة بسرطان البروستات. هذا و من المعروف أن البروستات هي غدة مسؤولة عن إفراز السائل المنوي عند الرجال، وعليه في حالة إصابتها بالسرطان ، و اللجوء إلى الاستئصال فإن هذا سيسبب العقم بطبيعة الحال. هذا و من الملاحظ أن تلافي نقصان فيتامين د في الجسم، له أثر جلي في تخفيض نسبة الإصابة بهذا النوع من السرطان، كما أنه يكبح انتشار السرطان في حال وقوعه.
واستطراداً نذكر أنه من العوامل المتهمة أيضاً بالتسبب برفع احتمالية الإصابة بسرطان البروستات عند الرجال، التدخين – السمنة – التقدم بالعمر – التاريخ العائلي – العرق(يلاحظ بنسبة أكبر عند الأفارقة).
مصادر فيتامين د
يمكن الحصول على فيتامين د من الأغذية و الأطعمة، و بالتالي تجنب ظهور اعراض نقص فيتامين د للرجال. علماً أنه يمكن لهذه الأغذية أن تغنيك عن تحصيل الفيتامين من الأدوية و المكملات الغذائية التي تباع في الصيدليات. و من هذه المصادر نذكر:
- البيض
- الكبد
- سمك السلمون
- السردين
- اللحوم الحمراء
و في حال صعوبة الحصول على فيتامين D من المصادر الطبيعية، يمكن لك أن تلجأ إلى المكملات الغذائية. علماً أنه توجد بعض الحالات التي يفضل فيها الحصول على فيتامين د من المكملات الغذائية بشكل مباشر، و عدم الاكتفاء بالمصادر الطبيعة، من هذه الحالات نذكر:
- لا يفضل للرجال الأفارقة الذين يعانون من نقص فيتامين د الاكتفاء بالمصادر الطبيعة. بل من الأجدر بهم في حال ظهور بعض الأعراض المسارعة إلى ترميم نقص المخزون بالمكملات، و العلة وراء ذلك أن هذا العرق هو أكثر احتمالية للإصابة بنقص الفيتامين، و ذلك لكون البشرة السمراء تحد بشكل كبير من نفوذ أشعة الشمس، والتي تتوسط تصنيع فيتامين د كما أشرنا في مطلع المقال.
- قد تؤثر بعض الأدوية المأخوذة كعلاج لبعض الأمراض على استقلاب فيتامين د. و بالتالي تؤدي إلى تناقصه بشكل حاد، و عليه هنا من الأفضل تناول المكملات الغذائية الحاوية على الفيتامين لتدارك نقصه بسرعة.
- المكوث في البيت لفترات طويلة، الأمر الذي يمنع الشخص من التعرض لأشعة الشمس.
- في حالات فرط نشاط الدرق أو الإصابة بمرض كرون، أو وجود مشكلة مزمنة في الكلى.
- في حالة عمليات قص المعدة، المتبعة في بعض برتوكولات تقليل الوزن.
جرعة فيتامين د المنصوح بها
ينصح عادةً ألا تتجاوز الجرعة اليومية من فيتامين د عن 600 وحدة دولية في اليوم ، و يمكن رفعها حتى 800 وحدة دولية في اليوم عند الأشخاص الأكبر من 70 عام [3] . هذا و إن تجاوز هذه الجرعة على المدى البعيد، قد يتسبب بظهور أعراض مضرة، تعلل بكثرة تراكم الكالسيوم و ارتفاع مستواه.
إذ أن فيتامين د يعمل على استخلاص و استجرار الكالسيوم من الطعام، و بالتالي إن الإفراط بجرعة فيتامين د ستؤدي تباعاً إلى تراكم الكالسيوم، الذي من الممكن أن يؤدي إلى فشل كلوي.
في الختام نؤكد على ضرورة فيتامين د لصحة الإنسان عموماً. و نؤكد على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي يجنبك الوقوع بمشكلة نقص هذا الفيتامين أو سواه. مع الحذر من الإقدام على تناول المكملات الغذائية التي تحوي فيتامين د بصورة عشوائية و دون استشارة طبية.
اقرأ أيضاً:
كيف اعرف عندي نقص فيتامين بطرق سهلة؟
المراجع
- ↑ فيتامين دي | www.ar.wikipedia.org
- ↑ Treat Erectile Dysfunction | www.healthline.com
- ↑ نمط الحياة الصحي | www.mayoclinic.org