خير ماء وجد على هذه الأرض ماء زمزم، فلا تفوت قراءة هذا المقال الذي سنتعرَّف فيه سويًّا على كيفية التضلع بماء زمزم و فوائده و الطريقة الصحيحة له.
التضلع بماء زمزم
التضلع بماء زمزم هو الإكثار من شرب ماء زمزم و الارتواء منه حتى امتلاء الجوف و وصولهه إلى الأضلاع، و الشرب الكثير لا يضر أبدًا بإذن الله، فيشرب المسلم ماء زمزم بنية الشفاء مع الأخذ بالأسباب من وصفات طبية و أدوية، أمّا التضلّع في اللغة العربية فيعني : ” الامتلاء شبعًا و ريًّا “.
ماء زمزم
أن نتحدث عن التضلع بماء زمزم، يعني أن نوقد في روحنا الشوق إلى أرض الله الطاهرة مكة المكرمة بالتعريف بماء زمزم، و الذي هو عبارة عن بئر يقع شرق مكة المكرمة، مبتعدًا عنها مسافة 21 مترًا، حيث يبلغ عمق هذا البئر ما يزيد عن 30 مترًا، و لهذا البئر معجزة رزقها الله تعالى للسيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم خليل الله عليه السلام و ولدها سيدنا إسماعيل عليه السلام، حيث سَعَت السيدة هاجر بين الجبلين الصفا و المروة لعلّها تجد الماء و طفلها رضيع يبكي، حتى نبع ماء زمزم بقدرة و معجزة من الله تعالى.
أمّا عن سبب تسمية ماء زمزم بهذا الاسم فذلك بسبب أنّها زمَّت بالتراب بسبب أنّ السيدة هاجر باتت تحوط على الماء و تقول : زمي زمي، حتى لا يذهب الماء يسارًا و يمينًا، و لو تركت الماء بلا زم لكانت نهرًا معينًا كما ورد في الحديث النبوي.
من أسماء ماء زمزم :
- هزمة جبريل.
- لا شرق و لا ندم.
- سقيا الله إسماعيل.
- مكتومه.
- مضنونه.
- شفاء سقم.
- طيبة.
- حفيرة عبد المطلب.
- طعام طُعم.
- ركضة جبريل.
- شراب الأبرار.
- طعام الأبرار.
فوائد التضلع بماء زمزم
لم يرد أي دليل واضح في فوائد التضلع بماء زمزم، و لكن هناك الكثير من الدراسات التي بيّنت فوائد شرب هذه الماء المباركة :
- ” ماء زمزم لِما شرب له “، أي إذا شربت بنية الشفاء حصل الشفاء بإذنه تعالى، و إذا شربت بنية الارتواء روي الشارب بإذنه تعالى، و إذا شربتْ لضيق في الصدر شرح الله صدر شاربها بإذنه تعالى.
- معالجة الحموضة.
- ترميم العظام.
- معالجة مرض الروماتيزم.
- شفاء الحمّى، عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه، أنه قال : ” كنتُ أجالسُ ابنَ عبّاسٍ بمكة، فأخذتني الحمّى، فقال : أبردها عنك بماء زمزم، فإنّ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : الحمّى من فَيحِ جهنم، فأبرِدوها بالماء. أو قال : بماء زمزم “.
- جِلاء البصر و معالجة الصداع.
- الوقاية من أمراض القلب.
- يعمل على نضارة البشرة.
- معالجة حصى الكِلى.
- معالجة أمراض العيون.
- معالجة السلس البولي.
- حماية الجسم من الإصابة بالميكروبات و الجراثيم.
- تعزيز عمل الجهاز المناعي.
- منح الجسم طاقة هائلة.
- تخليص الجسم من السموم.
- تأخير ظهور علامات الشيخوخة المبكرة.
- معالجة مرض الربو.
- معالجة التهاب المفاصل.
- تنظيم مستوى السكر في الدم.
- تعويض نقص السائل الأمينوسي للأم الحامل.
- مضاد للأكسدة.
- معالجة السرطان.
ما هي آداب التضلع بماء زمزم
يستحب من أجل التضلع بماء زمزم القيام بما يلي :
- استقبال القبلة.
- التسمية : بسم الله الرحمن الرحيم.
- استحضار نية التضلع بماء زمزم.
- التنفس ثلاث مرات، بحيث يتم أخذ النفس ثلاث مرات أثناء شرب ماء زمزم.
- البدء بالتضلع، أي الإكثار من شرب ماء زمزم حتى يصل إلى الأضلاع.
- ثم عند الانتهاء من الشرب يتم شكر الله تعالى عليها.
دعاء شرب ماء زمزم
بعد أن يشرب المسلم من ماء زمزم، يتسحب أن يدعو الله تعالى بما شاء، حيث ذكر أهل العلم أكثر من صيغة دعاء من أجل قولها بعد الانتهاء من الشرب، و هي :
- ” اللهم إنّي أسألك علمًا نافعًا و رزقًا واسعًا و شفاءً من كلِّ داء “.
- ” اللهم إنّه قد بلغني عن نبيك محمد صلى الله عليه و آله و سلم أنّه قال : ماء زمزم لِما شربَ له، و أنا أشربه لِكذا، اللهم فافعل ذلك بفضلك “.
قصة ماء زمزم
بعد أن تعرّفنا سويًا على فوائد التضلع بماء زمزم و آدابه و طريقته، لا بد أنْ نستذكر قصة ماء زمزم لنحيي الأمل بداخلنا، الأمل بقدرة الله على تحقيق المستحيل و لو كانت كلّ أسباب الأرض توحي بعكس ما نتمنى أن يتحقق.
بدأت قصة ماء زمزم عندما ترك سيدنا إبراهيم زوجته هاجر و ولده الرضيع إسماعيل عليه السلام في مكة المكرمة، حيث نادت السيدة هاجر على سيدنا إبراهيم كثيرًا لئلّا يتركها و رضيعها لوحدهما في هذه الصحراء القاحلة، و لكن لم يلتفت أبدًا لنداءها، حينها عرفت السيدة هاجر رضي الله تعالى عنها أن سيدنا إبراهيم مكلَّف بأمر إلهي، فوقف سيدنا إبراهيم أمام الكعبة و دعا الله تعالى : ” ربنا إنّي أسكنتُ من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرَّم ربَّنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدةَ من الناس تهوي إليهم و ارزقهم من الثمرات لعلَّهم يشكرون “.
أمّا السيدة هاجر رضي الله تعالى عنها لم تكن تملك إلّا كمية قليلة من الماء، و عندما نفذ الماء عطشت كثيرًا و عطش ولدها، و صار يبكي من عطشه، فأخذت السيدة هاجر تسعى بين جبلين الصفا و المروة لعلّها تجد من يقدّم لها الماء، حتى فعلت هذا أشواطًا عديدة، لتسمع بعد ذلك صوتًا مكان بئر زمزم، فها هي معجزة الله تعالى قد أتت، المَلَك جبريل عليه السلام أتى ليضرب الأرض بجناحيه فتبنع ماء زمزم، و في روايات أخرى : ” فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء “، و بدأت السيدة هاحر بإحاطة البئر و هي تقول : ” زمي زمي “، فأخذت شربت حتى ارتوت و أرضعت ولدها.
قصة اندثار بئر زمزم
في العصر الجاهلي اندثر بئر ماء زمزم في يوم من الأيام، و لم يعد يجد أحد مكانه، فحلم جد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عبد المطلب قبل الإسلام، بشخص يدلّه على موضع بئر زمزم طالبًا منه أن يفتح البئر، و عندما استيقظ عبد المطلب ركض مسرعًا إلى قرب الكعبة ليحفر المكان الذي أخبره عنه الشخص في المنام فتحققت الرؤيا و فعلًا وجد البئر.
حيث ذكر بأنّه رأى أنّ أحدٌ ما يقول له : ” احفر طيبة “، و قيل له : ” احفر برة ” و قيل أيضًا : ” احفر المضنونة، ضننت بها على الناس إلّا عليك “، و دل على البئر بثلاث علامات : أولها نقرة الغراب الأعصم، و أنها تقع بين الفرث و الدم عند قرية النمل، و يروى أيضًا أنّه عندما قام عبد المطلب ليحفر موضع البئر رأى نقرة الغراب و قرية النمل و لكنه لم ير ما بين الفرث و الدم، و بينما هو بهذه الحال ” نَدت بقرة لجازرها و لم يدركها حتى وصلت المسجد الحرام و دخلته، فنحرها في ذات الموضع الذي رآه في المنام “فسال هناك الدم و الفرث.
ثم إلى هنا وصلتُ و إياكم إلى ختام رحلتنا الرائعة حول التعريف بالتضلع بماء زمزم، آدابه، فوائده، قصة بئر ماء زمزم و قصة اندثاره.
اقرأ أيضًا :