تنشأ في بعض الأحيان ظواهر طبيعية قد لا تتصورها العقول البشرية إلا لحين الشعور بها ورؤيتها، ومن أبرز وأضخم هذه الظواهر بلا شك هي الزلازل والبراكين، والتي تؤدي إلى أضرار ودمار كبير في البيئة المحيطة بها. ولكن قد يتساءل البعض عن تعريف البراكين والزلازل [1] لمعرفة الفروق بينها، لذلك سنضع بين يديك بحثاً علمياً هاماً في هذا الشأن وما هي أهم العوامل المسببة لحدوثها، مع خطوات هامة لتجنب أخطارها قدر الإمكان.
تعريف البراكين والزلازل | مفهوم الزلازل
يمكننا تعريف الزلازل [2] بأنها تحرّك أو اهتزاز فجائي في طبقة القشرة الأرضية، والتي سببها الرئيسي هو انطلاق طاقة هائلة من باطن الأرض إلى سطحها مما يؤدي إلى حدوث الاهتزاز في الغلاف الصخري في القشرة الأرضية. كما أن معظم العلماء والجغرافيين قد أثبتوا علمياً أن الزلزال هو عبارة حركة موجية في طبقات الأرض. وقد تختلف شدة هذا الزلزال بحسب كمية الطاقة المنطلقة أثناء حدوثه، فمنها ما يكون خفيفاً لا يشعر بها معظم الناس، ومنها ما يكون مدمراً على مساحة شاسعة من الأرض. ومسبباً بذلك الضرر للكائنات الحية والمدن والبنى التحتية وغيرها.
ولفهم الزلازل أكثر، فلا بدّ أن يتم الفهم العميق لطبقات القشرة الأرضية وحركتها. فهذه الطبقات مكوّنة في الأساس من شرائح متينة تسمى (الصفائح التكتونية)، ترتصّ بعضها فوق بعض في الحالة الاعتيادية. وعند حدوث الزلزال تهتز هذه الصفائح وتتحرّك بقوة، وتنزلق في العديد من الأحيان بسبب الطاقة الناتجة فوق بعضها البعض. وفي نهايات هذه الصفائح يوجد ما يسمّى جيولوجياً بـ (الصدوع)، والتي غالباً ما يحدث الزلزال عندها. وذلك عند حدوث حركة هائلة واهتزاز وانتقال في هذه الصفائح، ومما يسبب وصولها للصدوع التي تتحرك بدورها مكوّنة هزات هائلة تصل لسطح القشرة الأرضية تدعى الزلازل.
تعريف البراكين والزلازل | أهم أسباب حدوث الزلازل
مما لا شكّ فيه أن القوى التي تنتج عنها الزلازل هي قوى هائلة، ولا يمكن التنبؤ بها أو بقوتها. ولكن ما الذي يمكن أن يسبب هذه الاهتزازات العنيفة والمدمرة وهي الزلازل؟ إليك أهم الأسباب:
-
القوى الطبيعية في باطن الأرض من أسباب حدوث الزلازل
تخزن نواة الأرض طاقة هائلة تقدّر بعشرات المرات من حرارة الشمس، وهذه الطاقة الموجودة داخل النواة تطلق انبعاثات تتوجه إلى سطح الأرض أو القشرة الأرضية. حيث تتغلغل هذه الطاقة الضخمة إلى داخل الطبقة الصخرية في القشرة الأرضية محدثةً بذلك إجهاداً مرناً كبيراً. وهذا الإجهاد يعتبر من أهم العوامل الطبيعية التي يمكن تخزينها بشكل متراكم وعلى مدى سنين عديدة، لينطلق بذلك على شكل حركة زلزالية على سطح الأرض.
-
الحركات التكتونية من أسباب حدوث الزلازل
التصدعات التكتونية الناتجة عن حركة طبقات الصخور الأرضية باتجاهين متعاكسين توّلد طاقة هائلة، وذلك نتيجةً لكون القوة المسببة لهذا الانزلاق أو التصدع تفوق قدرة تحمل الطبقات الصخرية بآلاف المرات. بالتالي فتحدث شقوق في هذه الصخور وتمتد بعمق ولعدة كيلومترات لتصل إلى الصدوع في الطبقات التكتونية. والغاية الأساسية من هذه التحركات الطبيعية هو تخفيف الضغط عن طريق إطلاق الطاقة الناتجة من داخل الأرض. وقد لا تحدث هذه التحركات والصدوع دفعة واحدة، بل تتحرك على عدة فترات. وبحسب تلك الطاقة المؤدية لحدوث الشقوق العميقة تنشأ الزلازل.
أهم المخاطر الناتجة عن حدوث الزلزال
هنالك العديد من المظاهر التي قد يكون سببها الرئيسي الزلزال، والتي تؤدي إلى تدمير العديد من المنشآت البشرية والأراضي الطبيعية. ومن أهم هذه المخاطر:
-
حدوث الفيضانات
قد يحدث هنالك تشققات في بنية السدود التحتية نتيجةً لتحرّك طبقات القشرة الأرضية الموجودة أسفلها، أو حتى حدوث اختلافات في أعماق المياه الجوفية. وكل هذه الأسباب تؤدي لحدوث الفيضانات المائية، والتي قد تكون ذات تأثيرات مدمرة وهائلة على السكان والبيئة.
-
حدوث هزات أرضية ارتدادية
بعد حدوث الهزات الأرضية ذات التردّد العالي، قد يتبعها ما يسمى بهزات أرضية ارتدادية تكون شدتها أقل نسبياً من شدة الزلزال الرئيسي. إلا أنها تستمر أحياناً لفترة زمنية قد تطول بحسب تحرّكات طبقات القشرة الأرضية، والفترة الزمنية اللازمة لإعادة استقرارها.
-
انهيارات في القشرة الأرضية
في السفوح الجبلية والمرتفعات الكبيرة، تظهر تأثيرات الزلزال عن طريق حدوث انهيارات صخرية في بنية الجبل العلوية، مما يؤدي ذلك لتساقط كتل صخرية بحجم كبير إلى المنطقة المحيطة بالجبل، كما أنها تتسبب في اختلال استقرار الطبقات الصخرية المشكّلة للجبال على المدى البعيد.
-
حدوث تصدعات
إن حركة الصدوع الموجودة في الطبقات الأرضية تؤدي غالباً إلى انهيار أي نوع من المباني أو البنى التحتية المقامة فوق الصدع. أما بالنسبة للبنى الموجودة على جانبي الصدع أو في منطقة قريبة منه قد لا يحدث لها ضرر كبير نسبياً.
-
حدوث اهتزاز في الأرض
نتيجةً للتحركات الموجية في طبقات الأرض الداخلية تحدث اهتزازات متفاوتة الشدة مسببة للزلازل، وشدة هذه الاهتزازات تقاس تبعاً لقوة الهزة الحاصلة للزلزال، والمسافة التي تبعد عن منطقة مركز الزلزال. كما أن للظروف الجغرافية والجيولوجية الخاصة بالمنطقة المحيطة بالزلزال تلعب دوراً حيوياً في امتصاص شدته. فالمناطق التي تتمتع بقشرة صخرية متينة نسبياً لا تتأثر مناطقها بتأثير الزلزال إلى حد كبير.
-
انتشار النيران والحرائق
إن الانتشار لألسنة اللهب والنيران بعد حدوث الزلزال غالباً ما يكون نتيجةً لهدم شبكة كبيرة من خطوط الكهرباء، أو انهيار يحدث في خطوط نقل مصادر الطاقة كالوقود أو النفط وغيرها. وتأثير هذه النيران يزداد شدةً عندما تنهار بالمقابل شبكات إيصال الماء، مما يصعّب مهمة إيصال الماء اللازم لإخماد الحرائق.
-
سيلان التربة
نتيجة للاختلاف في مستويات القشرة الأرضية، فقد تتعرض الأساسات للبنى التحتية بغمر كلي أو جزئي بالماء. وفي بعض الحالات التي تكون فيها التربة ضعيفة نسبياً قد يؤدي ذلك إلى انجرافها، وبالتالي انهيار كل المباني والمرافق المقامة أعلى هذه الطبقات المغمورة من التربة. بالإضافة إلى انهيار أساساتها العميقة.
-
تسونامي
يمكن تعريفها بشكل أساسي بأنها هزات أرضية كامنة في أعماق البحر، والتي قد تتشكل نتيجةً لورود طاقة هائلة بشكل زلزال إلى منطقة البحار أو المحيطات. وتمتد أمواج الماء الضخمة عند حدوث التسونامي إلى مناطق اليابسة مسببةً الدمار الهائل على بعد عدة آلاف من الكيلومترات من المناطق القريبة من البحار أو المحيطات.
-
تغيرات في سطح الأرض
بعد حدوث الزلزال، من الممكن ملاحظة حدوث انخفاضات كبيرة في مستوى الأرض الطبيعية أو ارتفاعها بسبب حدوث حركة متفاوتة الشدة في الطبقات التكتونية في القشرة الأرضية.
هل يمكن التنبؤ بالزلزال؟
في الحقيقة ورغم التقدم التكنولوجي الكبير في وقتنا هذا، ورغم الجهود التي يبذلها العديد من العلماء والجيولوجيين لفهم طبيعة تحرّكات القشرة الأرضية والوصول إلى طريقة للتنبؤ بها، إلا أن جميع هذه المحاولات لم تعطِ فكرةً واضحةً عن إمكانية التنبؤ بحصول زلزال على مدى فترة قريبة. فالمناطق الموجودة حول الصدوع أو فوقها تعتبر هي المناطق الأكثر خطورة وتأثراً بالزلزال، إلا أن إمكانية التنبؤ بخطر حتمي سببه الزلزال غير معروف وغير ممكن حتى الآن.
كيف يقاس الزلزال؟
هنالك طريقتين علميتين [3] لقياس شدة الزلزال،الطريقة الأولى هي طريقة حساب مقياس العزم اللحظي أو (MMS)، والذي يستخدم لقياس حجوم الزلزال العملاقة المدمرة على طول الصدوع الموجودة في القشرة الأرضية والمدة التي تستمر خلالها. أما الطريقة الثانية فهي طريقة مقياس ريختر للزلازل، حيث أن العالِم تشارلز ريختر قد توصّل إلى صيغة رياضية معقدة يمكنها أن تقيس شدة الزلزال الذي يحدث، والتي تحصل خلال نطاق يقدّر بـ 370 ميلاً من مركز الزلزال. وبمقياس من 1 وحتى 7 درجات. ولكن هذا المقياس قد تم تطويره ليصبح مقياس العزم هو المقياس الحاكم والدقيق لقياس الشدة الفعلية للزلزال.
ما هي الإجراءات الوقائية عند حدوث الزلزال؟
هنالك العديد من الإجراءات والخطوات الهامة [4] التي يمكن من خلالها الحفاظ على السلامة العامة والشخصية عند حدوث الزلزال، ومن أهم هذه الخطوات هي مايلي:
الإجراءات الواجب اتباعها إن كنت في مكان مفتوح
- حاول الابتعاد عن مصادر الخطر المحيطة بك على الفور، كخطوط الكهرباء أو محطات الوقود وغيرها.
- إن كنت في منطقة قريبة من الشاطئ، فمن المهم جداً الابتعاد قدر الإمكان عن الشاطئ والتوجه إلى مكان مرتفع نسبياً حذراً من حدوث أمواج التسونامي.
- اركن سيارتك في منطقة آمنة على الفور وابقَ في الداخل، وحاول أن تستمع لأهم المعلومات التي يتم بثها على الراديو.
الإجراءات الواجب اتباعها إن كنت في مكان مغلق
- احمِ رأسك بالتوجه إلى أسفل الطاولة إن وجدت، ولا تستخدم الفواصل الموجودة في المنزل للاحتماء أسفلها.
- لا تتوجه للمخارج لأن المنطقة التي توجد فيها أكثر أماناً من الخارج.
- قم بالابتعاد عن قطع الأثاث السهلة الكسر والنوافذ الزجاجية والشرفة.
- لا تلجأ للمصعد، فقد يتم قطع الطاقة الكهربائية خلال حدوث الزلزال.
- إن كنت مستلقياً في سريرك فالطريقة الأكثر أماناً هي البقاء مستلقياً، واحمِ رأسك بواسطة الوسادة.
- إن كنت في المطبخ، أطفئ مصادر الحرارة الموقد الكهربائي أو الذي يعمل على الغاز وتوجه إلى تحت الطاولة عند الإحساس بأي هزة.
- من المهم أيضاً وضع حالة العجلات الخاصة للأشخاص الذين يستخدمون الكرسي المتحرك في وضع الثبات.
تعريف البراكين والزلازل | مفهوم البركان
البركان [5] هو عبارة عن ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة انبعاث مواد منصهرة من باطن الأرض عبر فتحة موجودة على سطح القشرة الأرضية. وهذه المواد تكون مجموعة من الصخور البازلتية والمعادن الموجودة في نواة الأرض والمصهورة، بالإضافة إلى انبعاثات عالية الحرارة تصدر نتيجة اندفاع الماود المنصهرة من باطن الأرض. ونتيجة للضغط الناتج عن الحرارة العالية في نواة الأرض تندفع الحمم الساخنة محمّلةً معها الصخور المنصهرة والانبعاثات والغازات والمواد المعدنية الأخرى إلى سطح الأرض. حيث تتراكم هذه النبعاثات على مرّ السنين لتخرج على شكل انفجار كبير وهائل عبر منطقة مرتفعة من القشرة الأرضية للأراضي المجاورة لها.
وعبر السنين ونتيجة لحدوث العديد من البراكين على سطح القشرة الأرضية، فقد ظهرت العديد من المناطق الجغرافية نتيجةً لهذه الظاهرة الطبيعية الضخمة. وأهمها هو جزر هاواي البركانية. كما أن البراكين قد تحصل أيضاً في عمق البحار أو المحيطات، مؤديةً بذلك إلى زيادة ملحوظة في المساحة الشاسعة لهذه المسطحات المائية وزيادة عمقها أحياناً.
تعريف البراكين والزلازل | أهم أسباب حدوث البركان
هنالك أسباب كامنة لحدوث هذه الظاهرة المذهلة وهي تدفق الصهارة المكونة من الصخور والمعادن والانبعاثات من باطن الأرض. ومن أهمها هو النشاط الناتج عن الحركة التكتونية [6] للصفائح الأرضية. فعند حدوث حركات تسبب انزلاقات في الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية، يحصل ضغط هائل وضخم على الصفيحة المنزلقة، والتي قد تحتوي على كمية من الماء فيها. واستمرار الضغط على هذه الصفيحة وارتفاع حرارتها يؤدي فيا بعد إلى ذوبان الصخور وتشكيلها بشكل مواد منصهرة عالية الحرارة. وباعتبار أن السوائل أخف من المواد الصلبة، ترتفع المواد المنصهرة السائلة إلى أقرب نقطة موجودة بالقرب من القشرة الأرضية. وتراكم هذه المواد والانبعاثات الحارة يتسبب في انفجار هائل يليه تساقط الحمم البركانية وارتفاعها في الهواء على ارتفاعات كبيرة، لتسقط بعدها على الأراضي المحيطة بالفتحة الحاصلة والتي تسمى البركان.
أهم الأخطار الناتجة عن حدوث البراكين
يتسبب حدوث ظاهرة البركان بالعديد من المخاطر البيئية والإنسانية [7] ، والتي أهمها:
-
تسونامي
تتسبب حركة أمواج الحمم المرتفعة الحرارة التي تسير تحت المسطحات المائية كالبحار أو المحيطات إلى تراكم في مستويات الضغط الموجود تحتها. وحركة هذه الحمم أيضاً تؤدي إلى الاختلاف في مستويات الأمواج، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات أو تيارات تسونامي.
-
انهيار في الجبال الجليدية
من شأن الحركة البركانية المتواجدة بالقرب من القمم الجليدية أو الجبال إلى ذوبانها، بسبب الحرارة العالية جداً. وعند ذوبان هذه الجبال يصبح الضغط على القشرة الأرضية أقل، بالتالي يتوسع نطاق البركان. وفي بعض الأحيان تتأثر البراكين القريبة من البركان المنفجر وتتدفق منها أمواج الحمم البركانية كذلك.
-
حدوث التيارات البركانية
تسير تيارات الحمم البركانية المشتعلة لمسافة بعيدة بعض الشيء عن المصدر البركاني. ولكن الأخطر من ذلك هو أن حرارتها قد تصل حتى 1000 درجة مئوية. ومن شأن ذلك أن يقتل العديد من الكائنات الحية في الأراضي المحيطة، أو التسبب بجفاف الأنهار أو انسداد في مجراها نتيجة تراكم كمية من الحمم البركانية.
-
الغازات المنبعثة
بحسب كمية المواد الصلبة إلى الغازات في الانبعاثات البركانية المنصهرة، فقد تتفاوت الأضرار التي يمكن أن تحدثها الغازات الصادرة عن البركان. ولكن غالباً ما تكون الانبعاثات الغازية مضرّة جداً بالإنسان والكائنات الحية الأخرى في المناطق حول الجبل البركاني. وأهم هذه الغازات هي غاز الكلور وغاز ثنائي أوكسيد الكربون والفلور. فهي تنطلق على شكل غازات حمضية بتراكيز عالية ومنخفضة في طبقات الجو. ويؤدي استنشاق الغازات الحمضية بالتراكيز المنخفضة إلى مشاكل في الجهاز التنفسي وأضرار في الرؤية والجلد. كما أنها تقضي على النباتات بسبب الحرمان من الأوكسجين النقي. علاوةً على ذلك تتسبب التراكيز المرتفعة من الغازات إلى حدوث تغيير في بنية الجو والمناخ الطبيعي على نطاق عالمي. مؤديةً بذلك إلى حدوث الوفاة للعديد من الأشخاص.
تعريف البراكين والزلازل | هل يمكن التنبؤ بالبراكين؟
هنالك بعض الدلالات الحيوية [8] التي قد تشير إلى حدوث نشاط بركاني قريب، أو من خلالها يمكن التعرّف على آخر انبعاث بركاني قد حدث قريباً في منطقة ما. ومن الدلالات التي تساعد في التنبؤ لحصول البراكين هي:
-
تاريخ النشاط البركاني في المنطقة
يمكننا تتبع الحالة البركانية للمنطقة عبر التواريخ السابقة لحدوث بركان. فعندما نتحدث عن بركان نشط، نعني أنه في حالة ثوران حالياً، أو تظهر عليه علامات تحذيرية تلمح إلى اقتراب انفجار جديد. ويعكس تاريخ النشاط البركاني لهذا النوع من البراكين سجلًا طويلًا من الانفجارات المتكررة. وتكون فترة النشاط بين هذه الانفجارات تتراوح من عدة سنوات إلى عدة آلاف من السنين. أما البراكين الخاملة هي تلك التي ثارت مؤخراً. وهنا نجد أن تاريخ النشاط البركاني يعتبر أكثر استقراراً مقارنة بالبراكين النشطة، حيث يمكن أن تمتد فترة الخمول لآلاف السنين. وأخيراً هناك فئة من البراكين التي يمكن وصفها بأنها خامدة تماماً، وهي تلك التي لم تشهد أي نشاط منذ مئات الآلاف من السنين.
-
قياس كمية الانبعاثات البراكنية في الجو
يتمثل هذا الإجراء في استخدام أجهزة خاصة لقياس كمية الغازات في الجو المحيط ببركان خامل أو نشط، مثل ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وثاني أكسيد الكربون (CO2). بالإضافة إلى حمض الهيدروكلوريك (HCl) وبخار الماء (H2O). وهذه القياسات تجرى في فتحات البركان أو حولها، وتُسجَّل لتعطي للعلماء فهماً أفضل لما يحدث في عمق الأرض.
-
الزلازل
تنتج البراكين أحياناً سلسلة من الزلازل المتتالية، وذلك بسبب الاضطرابات الهائلة في التيارات المنصهرة والصخور. وهذه السلسلة من الزلازل يمكن تشبيهها إلى حدٍّ كبير بتحذيرات من اقتراب البركان من نقطة الانفجار. لذلك يتم تسجيل هذه الاهتزازات باستخدام أجهزة قياس الزلازل، وتحديد طول وقوة كل زلزال يساعد في تحليل نشاط البركان والتنبؤ بانفجاره المحتمل.
-
المراقبة بالأقمار الصناعية
بالإضافة إلى رصد الغازات، تستخدم الأقمار الصناعية أيضاً لقياس درجات الحرارة والتشوهات التي تحصل على سطح البركان. وهذه البيانات تساعد في تحديد إذا ما كانت هناك علامات على اقتراب ثورة بركانية قريبة. ومع تقدم التكنولوجيا أصبحت التنبؤات بالبراكين دقيقة وآمنة بشكل أكبر. ولكن لايزال علماء البراكين غير واثقين من علامات حدوث بركان مؤكد بالرغم من كل الوسائل المتطورة.
ما هي الإجراءات الوقائية عند حدوث البركان؟
الإجراءات الواجب اتباعها قبل البراكين
- يجب عليك معرفة ما إذا كنت تعيش أو تزور منطقة قريبة من بركان نشط. يمكنك ذلك من خلال البحث عبر الانترنت.
- وضع خطة للطوارئ الناجمة عن البراكين، حيث ينبغي التأكد من الحصول على ملجأ آمن بالإضافة إلى الإمدادات الأساسية مثل الماء والطعام.
- متابعة آخر الأخبار القريبة في المنطقة، حيث غالباً مايتم إعلام السكان بأي خطر بركاني قريب في المنطقة.
- الحرص على معالجة الأمراض التنفسية وامتلاك الأدوية الخاصة بذلك.
- التدرب على خطوات الإجلاء وكيفية التصرف أثناء حدوث بركان.
- الحرص على نسخ المستندات الهامة والأوراق الضرورية وحفظها ضمن ملف الكتروني آمن.
النصائح الواجب اتباعها أثناء حدوث البراكين
- لا تقد سيارتك عندما تكون في منطقة نشطة بركانياً خوفاً من تساقط الحمم عليها.
- احتمي وعائلتك في مكان بعيد عن النشاط البركاني واحرص على إغلاق الأبواب والنوافذ للحماية من الانبعاثات.
- الحرص على الابتعاد عن المناطق النشطة في الرياح.
- تغطية الأنف والفم بواسطة الكمامة.
- تجنب التزلج وتسلق البراكين والأنشطة الخطرة الأخرى خلال فترات الثورة البركانية أو الثوران النشط. فهذه الأنشطة يمكن أن تكون مميتة.
- تأكد من أن أفراد أسرتك وأصدقائك يعلمون بمكان وجودك وحالتك، وحافظ على التواصل معهم خلال فترة الطوارئ.
الإجراءات الواجب اتباعها بعد حدوث البراكين
- تجنب التعرض للرماد البركاني الذي يمكن أن يكون ساماً للجهاز التنفسي وللعيون.
- قم بتقدير الأضرار التي لحقت بممتلكاتك ومحيطك. قم بإبلاغ السلطات المحلية بالأضرار والحاجات للمساعدة.
- لا تحاول أن تزيل الرماد من تلقاء نفسك، بل استشر الأخصائيين واحصل على المساعدة من الأشخاص الأكفّاء.
تعريف البراكين والزلازل | أنواع البراكين
بحسب العلماء والجيولوجيين الذين اهتموا بدراسة تحرّكات ظاهرة البركان الطبيعية عبر السنين، فقد تم تصنيف البركان إلى 6 أنواع رئيسية وهي:
-
البركان الآيسلندي
ينتج عن البركان الآيسلندي غالباً ما يعرف بالهضاب البركانية، والتي سببها الرئيسي هو تدفق الحمم البركانية الناتجة عن مصهور الأحجار البازلتية بشكل طولي متوازي.
-
بركان هاواي
تتسرب تدفقات الحمم البركانية عبر الشقوق الموجودة في سفوح الجبال البركانية، والتي تشكل نقوشاً تشبه الدرع المعدني عندما تبرد.
-
بركان بلينيان
يتم تشبيهها عادةً بالبراكين الهائلة، فالانبعاثات التي تخرج لدى انفجار هذا النوع من البركان تكون كثيفة وتؤدي إلى حدوث انفجارات قوية للغاية.
-
بركان سترومبوليان
يختلف هذا النوع بكونه ينفث الحمم البركانية السائلة على شكل رشقات نارية متفرقة، وتمت تسميته تبعاً لبركان سترومبولي الموجود في الساحل شمال شرقي إيطاليا.
-
بركان بيليان
تمت تسمية بركان بيليان تبعاً لجبل بيليه البركاني الذي انفجرت منه الحمم في جزيرة المارتينيك في عام 1902. والمواد الناتجة عن هذا النوع من البراكين منخفضة اللزوجة وأثقل نسبياً من الهواء. ونظراً لأنها تتسرب بسرعة في الوديان والسهول فهي تعتبر مدمرة للغاية.
-
بركان فولكانيان
تشكّل الانبعاثات الصادرة من هذا النوع سحباً على شكل منحنيات داكنة اللون، ويكون هذا الغاز المنطلق محمّلاً بالانبعاثات البركانية الكثيفة.
في الختام فإن الزلازل والبراكين هما ظواهر طبيعية مذهلة ومعقدة تشكل جزءاً من تاريخ كوكب الأرض. تختلف في آثارها وإمكانية التنبؤ بها، كما أن كلاهما يمتلكان تأثيراً كبيراً ومدمراً على البيئة والحياة.
اقرأ أيضاً:
موضوع عن التلوث 2023 | أسبابه و أشكاله مع حلول للحدّ منه
المراجع
- ↑ www.unacademy.com | Earthquakes and Volcanoes
- ↑ www.britannica.com | Earthquake Definition, Causes and Dangers
- ↑ www.earthquakeauthority.com | Earthquake Measurements: Magnitude vs Intensity
- ↑ www.cdc.com | Stay Safe During an Earthquake
- ↑ www.britannica.com | Volcano
- ↑ www.volcano.oregonstate.edu.com | Can volcanoes form just anywhere?
- ↑ www.volcanology.geol.ucsb.com | Hazardous Volcanic Events
- ↑ www.courses.lumenlearning.com | Predicting Volcanic Eruptions