يعتبر كتاب كلية و دمنة من أهم الأعمال العربية الشرقية الأدبية، فهو عبارة عن عمل كلاسيكي محوره الجوهري هو إبداء النصائح حول الأخلاق التي ستبقى على مر العصور و الأزمان. و في هذا المقال سنتناول تلخيص قصة كليلة و دمنة لأكثر من حكاية.
تلخيص قصة كليلة ودمنة | حكاية الحمامة المطوقة
تعتبر قصة كليلة و دمنة حكاية الحمامة المطوقة من القصص التي قيلت عن ألسن الحيوانات من أجل إيصال العِبَر المستفادة، و الشيء الذي يميّز جميع قصص كليلة و دمنة هو أنها تناسب جميع الأماكن و الأزمان [1]. و فيما يلي تلخيص قصة كليلة و دمنة حكاية الحمامة المطوقة :
- في قديم الزمان، يحكى بأنّ هناك شجرة تلتف أغصانها حول بعضها البعض، و يسكن هذه الشجرة غراب.
- و في أحد الأيام رأى الغراب الصياد و هو يحمل معه عصا و شبكة، فخاف الغراب كثيرًا على نفسه و اختبأ خفية.
- ثم نصب الصياد شبكته و نثر فيها الحبوب ليوقع بالحمامات.
- فمرّت الحمامة التي تدعى بـ ” الحمامة المطوقة ” و معها صديقاتها، فبدأن بالتقاط الحبوب، و طبعًا بلا شك علقَت الحمامات في فخ الصياد.
- فرح الصياد لقدرته على اصطياد الحمامات، و كانت كل حمامة في هذه الشبكة تحاول أن تخرج و لكنهنّ لم ينجحن في ذلك.
- فاقترحت الحمامة المطوقة التعاون و التضامن فيما بينهنّ من أجل الخروج كطائر واحد من فخ الصياد.
- فحاولت الحمامة المطوقة و صديقاتها الطيران، فوصلنَ إلى جحرِ جرذ يعرف بالإخلاص و الوفاء، فقطع الجرذ شبكة الصيد بأسنانه و أنقذهنَّ.
العبرة المستفادة من قصة الحمامة المطوقة
حاول الكاتب من خلال سرد قصة الحمامة المطوقة إيصال عبر و حكم و رسائل عديدة، منها :
- في الاتحاد قوة، حيث إن لم يتحدنَ الحمامات مع بعضهنَّ لَمَا استطعنَ النجاة من فخ الصياد.
- مساعدة الصديق، فالجرذ لم يترك صديقته الحمامة المطوقة في المأزق لوحدها.
- بالرغم من ذكاء الحمامة، إلّا أنّ الذكاء لا يكفي لعدم الوقوع في البلايا و المصائب.
تلخيص قصة كليلة ودمنة | حكاية السائح و الصائغ
من أكثر قصص كليلة و دمنة تأثيرًا هي قصة السائح و الصائغ، حيث تتمثّل أحداث القصة كما يلي :
- تروي هذه القصة حكاية سائح يتجوّل في أحد البلاد، و أثناء المشي شاهد رجلًا أمامه سقط في الحفرة، و هذا الرجل كان صائغًا.
- كان مع الصائغ قرد و نمر و أفعى و ببر ( الببر هو النمر ).
- فقال السائح في نفسه : بأنه سيساعد الصائغ للخروج من الحفرة، فهذا من أنفع الأعمال لآخرته.
- فقام السائح برمي الحبل للصائغ، فخرج القرد أولًا، ثم الأفعى، ثم النمر، و عندما أصبحوا خارج الحفرة شكروا السائح شكرًا كبيرًا على جميل صنيعه معهم و أوصوه بألّا يساعد الصائغ بالخروج لأنّه ناكرٌ للجميل، و قالوا له أيضًا : بأنّهم يعيشون بالقرب من مدينة تدعى ” نوادرخت “.
- و قالوا له أيضًا : بأنّه إذا احتاج أي مساعدة فإنهم لن يترددوا أبدًا في مساعدته.
- و لكن الرجل السائح لم يستطِع أن يترك الصائغ في الحفرة، بل ساعده و أخرجه منها.
- فشكر الصائغ السائح على صنيعه و أخبره بأنّه يعيش في المدينة ذاتها التي أخبروه عنها الحيوانات.
- ثم قال الصائغ للسائخ : بأنّه سيساعده إذا احتاج أي مساعدة أو خدمة.
- بعد ذلك مضى كل منهما في شأنه، و اتفق السائح مع الصائغ بأنّه في الأيام القادمة ستكون له رحلة إلى المدينة التي يعيش فيها الصائغ.
- و أتى اليوم الذي ذهب به السائح إلى المدينة، و حينما وصل إلى أبوابها، التقى بالقرد و استقبله استقبالًا جميلًا، فأحضر له الفاكهة، ثم مضى السائح.
- ليلتقي بعد ذلك خلال مضيه في المدينة بالنمر، فطلب النمر من السائح أن يذهب معه إلى القصر ليهديه هدية، و ذهبا معًا إلى القصر، فقام النمر بتقل ابنة ملك القصر و أخذ حليّها، و أحضره للسائح و لكن من دون أن يخبره بِما حدث و كيف حصل على الحليّ و من أين.
- ففرح السائح لهذه الهدية، و دخل المدينة، فخطر بباله أن يزور الصائغ من أجل إكرامه لِما رأى من كرم الحيوانات.
- و لكن عندما وصل السائح إلى منزل الصائغ، تفاجأ الصائغ من رؤية حلّي ابنة الملك بين يدي السائح، لأن الصائغ نفسه هو من صنع هذه الحليّ.
- فأخبر الصائغ السائح أن ينتظره هنا في المنزل حتى يجلب له الطعام من السوق، و ذهب مسرعًا إلى الجند ليخبرهم بأنّه أمسك بقاتل ابنة الملك.
- فأتى الجنود إلى المنزل و ألقوا القبض على السائح فصلبوه و طافوا به شوارع المدينة ثم سجنوه.
- فرأت الأفعى ما صار إليه هذا السائح المسكين المظلوم، فذهبت و لدغت ابن الملك، و قام بتوبيخ السائح لأنه أخرج الصائغ من الحفرة.
- ثم أعطت الأفعى للسائح أوراقًا و قالت له : بأنّ هذه الأوراق ستشفي ابن الملك إذا سقيَ منها، و كانت قد ذهبت إلى الملك و أخبرته بأنّ الشخص الذي سيشفي ابنك هو السائح الذي سجنَ ظلمًا.
- فقام ابن الملك برواية ما حدث معه و ما رآه.
- فطلب الملك السائح ليعطيه الأوراق و يسقي بها ابنه للشفاء، و فعلًا شفيَ ابن الملك و روى السائح الحقيقة.
- فأمرَ الملك بصلب الصائغ و يطاف به شوارع المدينة و هذا جزاء كذبه و بهتانه و نكرانه للجميل.
العبرة المستفادة من قصة السائح و الصائغ
روى الفيلسوف الهندي الحكيم ” بيدبا ” هذه القصة للملك ” دبشليم ” من أجل أن يعطيه عبرة بأنّ :
- الإنسان العاقل لا يمكن له أن ينظر بعين الازدراء أو الاحتِقار لأي كائنٍ كان، سواء أكان هذا الكائن إنسان أو حيوان.
- إنّما يجب اختبارهم و ما الذي يصدر عنهم إذا صنعَ لهم المعروف.
- و على الإنسان أن يعلم بأنّه لا ينبغي للإنسان أن يصنع المعروف إلّا لأهل الكرم و الوفاء، و في ذلك دفع للضرر و الشر و جلب المنفعة و الخير.
خلاصة تلخيص قصة كليلة و دمنة
ألَّفَ الفيسلوف الهندي الحكيم ” بيدبا ” كتاب ” كليلة و دمنة ” وفقًا لطلب الحاكم، من أجل منح الأبناء الحكمة و الهدى إلى الأخلاق الحسنة و الرشاد، و كما رأينا بأنّ هذا الكتاب هو عبارة عن مجموعة من القصص و الحكايات التي ” ترويها الحيوانات على ألسنة حيوانات أخرى “، ليتم استخلاص العِبَر و الحكم التي تتعلَّق بالأخلاق و السياسة و خصوصًا فيما يرتبط بشؤون الحكم و إدراته، و قد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى العديد من اللغات و انتشر حول العالم و أصبح من أكثر الكتب ترجمة و قراءة، و لقد قام عبد الله بن المقفع بترجمة الكتاب إلى اللغة العربية، و أعيدت تردمته أيضًا إلى اللغات الأوروبية بعد أن فقدت نسخته الأصلية.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الشيّق و الممتع اليوم و لقد تحدثنا عن إحدى أكثر القصص المشوّقة من قصص كتاب كليلة و دمنة، قصة الحمامة المطوقة و قصة السائح و الصائغ.
اقرأ أيضًا :
تلخيص قصة علاء الدين والمصباح السحري بشكل سريع
المراجع
- ↑ www.en.wikipedia.org | Kalila and Dimna