تعتبر متلازمة القولون العصبي، من الأمراض المزمنة التي تسبب الكثير من الأعراض المزعجة من مثل، المغص و الإسهال أو الإمساك فضلاً عن الصداع. هذا و تفشل كل الأدوية في تدبير هذه المتلازمة، مع بقاء أثرها محدود في تخفيف الأعراض و الشكايات المترتبة عنها. هذا و نجد أنّ أنجع البروتوكولات العلاجية المتبعة، لتقويض أعراض هذه المتلازمة، هي الحمية الغذائية. و ذلك لكون مرضى متلازمة القولون في الغالب تزداد لديهم الأعراض لدى تناول بعض الأطعمة و الأغذية. وعليه في هذا المقال سنعمل على تقديم جدول حمية غذائية للقولون العصبي، في محاولة لتحسين جودة حياة الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة المزعجة.
نبذة عن متلازمة القولون العصبي
تعتبر متلازمة القولون العصبي من الأمراض التي ينتج عنها جملة من الأعراض المزعجة للجهاز الهضمي. إذ يعتبر المغص و النفخة، من أكثر التظاهرات السريرية شيوعاً لدى مرضى هذه المتلازمة. كما تترافق هذه الازعاجات بتناوب في سلامة و أصحية حركة الأمعاء، إذ يلاحظ أنه في بعض الأحيان تكون حركة الأمعاء طبيعية و سليمة. و في أحيان أخرى، تسوء حركة الأمعاء، خاصة لدى تناول بعض الأطعمة، و بالتالي تنتج عن ذلك الأعراض المؤلمة، و هذا بطبيعة الحال ما يزيد من أهمية وجود حمية غذائية للقولون العصبي [1] .
الجدير بالذكر أن الأطباء يعملون على تصنيف هذه المتلازمة إلى ثلاث أنواع، و ذلك استناداً إلى شكل و هيئة البراز. و هي الأنواع هي:
1. القولون العصبي المترافق مع الإمساك: في هذه الحالة يعاني المريض من إمساك مزمن، علاوةً على صعوبة في الهضم بشكل مزمن.
2. القولون العصبي المترافق مع اسهال: تكون طبيعة البراز هنا مائع، و بالتالي المريض يعاني في أغلب الأحيان من اسهال مجهول السبب.
3. القولون العصبي المترافق مع تناوب في الإسهال و الإمساك: في هذا النوع يحدث أن يجد المريض نفسه يعاني تارةً من الإسهال، و من ثم الإمساك تباعاً، و بالعكس. و هذا بطبيعة الحال، يعزى لتبدل حركية الأمعاء بين النشاط و الكسل.
إن هذه الشكايات و التي تعتبر مزعجة كثيراً لمرضى هذه المتلازمة، يمكن تخفيفها من خلال الأدوية. إلا أنّه يبقى جدول الحمية الغذائية للقولون العصبي، الذي سيرد أدناه، هو الأساس في تجنب الأعراض.
حمية غذائية للقولون العصبي
قبل أن نضع بين يديك جدول حمية غذائية للقولون العصبي، سنعمل على شرح بعض الأنطمة الغذائية التي يلجأ لها الأطباء في تخفيف أعراض هذه المتلازمة. و ذلك لكون الأطباء عادةً ما يطلبون من مرضى متلازمة القولون العصبي، إدخال تغيرات على صعيد طبيعة الغذاء، فضلاً عن بعض الإجراءات و الممارسات.
أولاً: نظام غذائي غني بالألياف
تأتي أهمية وضع المريض على جدول حمية غذائية للقولون العصبي غنية بالألياف، بسبب كون الألياف تعمل على تخفيف الإمساك، و الذي يعتبر من الأعراض الشائعة في هذه المتلازمة. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يشترط للحصول على فعالية الألياف، العمل على شرب كميات كبيرة من الماء. و ذلك لكون ألية عمل الألياف تكون من خلال الانتباج، و بالتالي سحب الماء من الأمعاء لصالح الكتلة البرازية. هذا و توجد مصادر طبيعة للألياف، فضلاً عن منتجات تباع في الصيدليات. ولاتباع حيمة غذائية للقولون العصبي تكون غنية بالألياف، أكثر من تناول ما يلي:
- الفواكه – الشوفان – الفول: هذه الأغذية تحتوي على ألياف قابلة للذوبان.
- الخضروات – الحبوب الكاملة: تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان.
مع الإشارة إلى أن بعض الدراسات تُرجح كفة الألياف القابلة للذوبان للتخلص من الإمساك [2] . كما أننا ننوه إلى أنه لدى اعتماد حمية غذائية للقولون العصبي غنية بالألياف، يجب أن تدخل تدريجياً. و ذلك لأنّه، من الأثار الجانبية لهذه الألياف هي الغازات، و التي قد تزيد أعراض القولون العصبي سوءاً، و بالتالي لتجنب ذلك يعمد إلى ما أشرنا، من ادخال تدريجي لهذا النظام الغذائي.
ثانياً: حمية للقولون العصبي منخفضة الألياف
حمية القولون العصبي هذه موجهة لمن يعاني من قولون عصبي مترافق مع اسهال. حيث و كما أشرنا في الفقرة السابقة، أنّ الألياف مهمة لتنظيم حركة الأمعاء، و لتخفيف حالات الإمساك، و بالتالي هذا ما يجعلها بطبيعة الحال غير مناسبة لأولئك الذين يعانون بالأصل من الإسهال.
و عادةً ما ينصح هؤلاء بالتركيز في أنظمتهم الغذائية على الخضروات، و بالتالي الحصول على الألياف غير القابلة للذوبان، لكونها أخف لحالتهم.
ثالثاً: الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالغلوتين
ستجد في جدول الحمية الغذائية للقولون العصبي الذي سنورده لاحقاً، بعض الأطعمة الممنوعة على مرضى متلازمة ال IBS، و تكون العلة وراء هذا التحريم، كون هذه الأغذية غنية بالغلوتين. و الذي ينصح بعض الأطباء بالابتعاد عنه، و ذلك في حالة الشكاية من متلازمة القولون العصبي، ليصار إلى استطلاع تحسن الأعراض من عدمه. علماً أن الغلوتين يكون موجود على وجه التحديد في القمح و الشعير.
الأغذية التي تحتوي على الغلوتين:
- الخبز
- الحبوب
- المعكرونة
- بعض الصلصات
- البيرة
- خل الشعير
رابعاً: نظام الفودماب – حمية غذائية للقولون العصبي
يذهب بعض الأطباء إلى وضع مرضى متلازمة القولون العصبي، على حمية تقضي بتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الكربوهيدرات، و التي تسبب عسر هضم، و بالتالي تزيد من أعراض متلازمة القولون و ازعاجاتها و يشار إلى هذه الكربوهيدرات ب الفودماب.
من الأغذية التي تحتوي على الفودماب نذكر: [3]
- الفواكه: الخوخ – البطيخ – الكمثرى – المانجو – التفاح.
- البقوليات: الحمص – الفاصوليا – العدس.
- الأغذية التي تحوي على اللاكتوز: الحليب – اللبن – الجبن.
- شراب الذرة عالي الفركتوز.
- المعجنات: الخبز- المعكرونة.
- المحليات.
- الخضروات: البصل – البروكلي – الخرشوف – الهليون -المفوف.
خامساً: نظام غذائي منخفض الدهون
من الملاحظ أنّ أغلب مرضى القولون العصبي، من الممكن أن تزداد لديهم الأعراض سوءاً لدى تناول الدهون، و بالتالي إنّ اتباع حمية غذائية للقولون العصبي منخفضة الدهون، يؤدي إلى أثر كبير في تخفيف مجمل الأعراض.
جدول حمية غذائية للقولون العصبي
في يلي سنضع جدول حمية غذائية للقولون العصبي [4] يتضمن الأغذية المسموح بها، إلى جانب الأغذية الغير مسموح بها، و ذلك بالطبع استناداً إلى عموم الأنظمة الغذائية المتبعة:
الأغذية المسموح بها |
الأغذية الممنوعة |
|
الفواكه |
برتقال – توت – كيوي – فريز – عنب | الخوخ – البطيخ – الكمثرى – التفاح – الخوخ – المانجو |
الخضروات |
جزر – باذنجان – قرع |
خرشوف – هليون – بروكلي – الكرنب – البصل |
البقوليات |
البازلاء |
الحمص – الفاصولياء – العدس |
المحليات |
سكر ستيفيا – محلي الصبار | السوربيتول – شراب الذرة عالي الفركتوز – اكسيليتول |
أغذية أخرى |
البيض – اللحوم الخالية من الدهون – الشوفان | الخبز و مشتقات القمح – الألبان و الأجبان – المكسرات – القهوة – الكحول |
نصائح عامة لمرضى القولون العصبي
إلى جانب جدول الحمية الغذائية للقولون العصبي، توجد بعض الممارسات التي من شأنها أن تعمل على تحسين جودة حياة مرضى هذه المتلازمة ، و بالتالي تُخفف من حدة و وتيرة الأعراض لديهم. و من هذه الممارسات نذكر:
- عدم السرعة عند تناول الطعام، بسبب أن السرعة تؤدي إلى عسر الهضم.
- مضغ الطعام جيداً، بسبب أن ذلك يعطي فرصة لإفراز اللعاب، الذي يساعد على الهضم.
- الالتزام بالوجبات الرئيسية، الفطور – الغداء – العشاء.
- ممارسة الرياضة بالانتظام. كالمشي أو ركوب الدراجة، و ذلك لكونها تعمل على تنشيط الأمعاء، و تساعد على عمليات الهضم و تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي، لما لها من أثر على الحركة الدموية.
- الابتعاد ما أمكن عن تناول الطعام في الليل. حيث أنّ ذلك يؤدي إلى عسر في الهضم، و خلل في حركية الأمعاء.
- الالتزام بجدول الحمية الغذائية للقولون العصبي، و تجنب الأغذية المهيجة على وجه الخصوص، كالبصل و الثوم.
- الحد من تناول الكافيين، و بالتالي تجنب القهوة و الشاي و الكولا أيضاً.
- تناول البكتيريا النافعة، التي تعمل على تدعيم الفلورا الطبيعية، و بالتالي يكون لها أثر كبير في تعزيز دور و فعالية جدول الحمية الغذائية للقولون العصبي المذكور.
المراجع
- ↑ متلازمة القولون العصبي | www.mayoclinic.org
- ↑ Dietary fiber in IBS | www.ncbi.nlm.nih.gov
- ↑ IBS Diet Guide | www.healthline.com
- ↑ IBS Diet Guide | www.healthline.com