حديث نبوي عن آداب الحديث والاستماع 2024

حديث نبوي عن آداب الحديث والاستماع 2024

تحلّى نبينا الكريم خاتم الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و آله و سلم بالأخلاق النبيلة و الآداب الحميدة و جميع الصفات الفريدة المميزة، فهو خير القائد الذي نجح في إخراج الأمة الإسلامية من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة و توحيد الله، و من بعض الفضائل التي عرف بها هي الرحمة، التسامح، التبسّم، الخطاب بالحسنى و حسن الاستماع، لِذا في هذا المقال سنتحدث عن الهدي النبوي في الإنصات و حسن الاستماع للآخرين، إضافة إلى ذكر حديث نبوي عن آداب الحديث والاستماع.

حديث نبوي عن آداب الحديث والاستماع

حديث نبوي عن آداب الحديث والاستماع

  • قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” إنَّ في الجنة غرفةً يرَى ظاهرها من باطِنها، و باطنها من ظاهرها، أعدَّها الله لِمَن أطعمَ الطعام، و ألانَ الكلام، و تابع الصيام، و صلّى و الناس نيام “.
  • قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” من كان يؤمنُ بالله و اليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر، فليكرم ضيفه، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت “.
  • عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم، قال : ” إذا أصبح ابن آدم، فإنَّ الأعضاء كلها تكفُرُ اللسان، تقول : اتقِ الله فينا، فإنّما نحن بك، فإنْ استقمتَ استقمنا و إن اعوججتَ اعوجَجْنا “.
  • عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم، قال : ” إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجات، و إنّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخطِ الله تعالى لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم “
  • و عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم، قال : ” إنَّ الرجل ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنَّ الرجل ليتكلَّم بالكلمة من سخطِ الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه “.

شرح الأحاديث

من الأحاديث النبوية آنفة الذكر عن آداب الحديث والاستماع نجد أنَّ الكلمة الطيبة صدقة، و أنَّ الكلام طيب مفتاح القلوب و طريق دخول المسلم إلى الجنة، و أنّ العبد ليتكلم بالكلمة فيما يرضي الله تعالى و يحبه، مثل : التعليم و الإرشاد و النصح، و لا يظن أنّ كلمته هذه قد بلغ بها رضوان الله تعالى فترفعه في الدرجات العلى، و الأمر نفسه عندما يتكلم المسلم بكلمات تسخِط الله تعالى، مثل : الغيبة و النميمة، فيسقط بسبب ما قاله في نار جهنم.

كما نجد أيضًا من الحديث النبوي الشريف عن آداب الكلام والاستماع أنّ سائر أعضاء بدن الإنسان تخضع و تذلُّ لِلسان، فتقول عندما يصبح : ” اتقِ الله فينا، فإنّما نحن بك “، فاللسان من أشدّ الجوارح خطرًا على صاحبها، فعندما يستقيم لسانه ستستقيم كافة جوارحه و ستصلح كافة أعماله، و لكن إذا مالَ اللسان ستميل معه كافة جوارحه و ستفسد كافة أعماله، و في هذا : عن أنس رضي الله تعالى عنه، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه “ [1].

الهدي النبوي في آداب الكلام والاستماع | أمثلة على حسن استماع الرسول

بعد أن تعرفنا على أكثر من حديث نبوي عن آداب الحديث والاستماع، سنذكر أمثلة على حسن استماع نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و آله و سلم :

1- استماع الرسول صلى الله عليه و آله و سلم للشورى

في قصة صلح الحديبية : حزن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بسبب عدم تحلَّل المسلمين من الإحرام و هم أَتوا شوقًا إلى مكة و بيت الله الحرام و رؤيته، فأشارت أم سلمة إلى النبي بالتحلل أولًا، و فعلًا، أصغى النبي عليه الصلاة و السلام إلى نصيحتها، فاقتدوا أصحابه بما فعل، و هذا يدل بلا شك على حسن سماعه صلى الله عليه و آله و سلم و أخذه بالشورى.

2- استماع الرسول في دعوته للمشركين

في قصة عتبة بن ربيعة مع النبي صلى الله عليه و آله و سلم، حينما قال له : ” يا ابن أخي، إنك منا حيث علمت من السطة في العشيرة و المكان في النسب، إلى أن قال : فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها “، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” قل يا أبا الوليد، أسمَع “، قال : ” يا ابن أخي، إن كنتَ إنما تريد بما جئت من هذا القول مالًا جمعنا من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا “، حتى إذا فرغ عتبة و الرسول، يستمع منه، قال النبي : ” أفرغتَ يا أبا الوليد ؟ “، قال : ” نعم “، قال النبي : ” فاستمع مني “، قال عتبة : ” أفعل “، فقرأ عليه النبي القرآن.

و تعتبر هذه القصة من أبلغ ما قد يقال في حسن استماع الرسول صلى الله عليه و آله و سلم للحديث، فالحال أن عتبة بن ربيعة قد أتى إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم عارضًا عليه ما يرغب من الأمور الدنيوية من ناحية ثنيه عن الدعوة إلى دين الإسلام، و مع ذلك لا يكون من حاله صلى الله عليه و آله و سلم إلا أن يقول بعد أن أنصتَ تمام الإنصات للكلام : ” أفرغتَ يا أبا الوليد “، و هذا قولًا حسنًا و من أحسن ما يكونه المرء في حسن الاستماع و أدبه مع الآخرين.

و أخيرًا، حسن الاستماع لا يكون مع الآخرين فحسب، أي الإنصات الجيد إلى كلامهم، إنما حسن الاستماع و آداب الكلام يكون أيضًا في مجالس العلم و القرآن الكريم.

اقرأ أيضًا :

حديث نبوي شريف عن الإرادة والعزيمة 2024

اقرأ أجمل حديث نبوي شريف عن الإيثار 2024

error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.