حروف العطف |معانيها مع ذكر أمثلة لكل حالة بالتفصيل المُمِل

حروف العطف |معانيها مع ذكر أمثلة لكل حالة بالتفصيل المُمِل

حروف العطف و معانيها، أمثلة عليها و شرح بشكل مفصَّل، كلّ هذا سنتعرّف عليه في مقالنا اليوم، فلا تفوّت عليك فرصة قراءة هذا المقال الغني بالمعلومات المفيدة لك و لدراستك.

حروف العطف

"</p

حروف العطف هي تسعة : ستة منها تفيد في المشاركة بين المعطوف و المعطوف عليه في الإعراب و الحكم معًا، و هي :

  • الواو.
  • الفاء.
  • ثم.
  • أو.
  • أَم.
  • حتّى.

أمّا الحروف الثلاثة الباقية فتعطي المعطوف حركة المعطوف عليه دون أن تشارك في الحكم، و هذه الحروف هي :

  • بل.
  • لا.
  • لكن.

العطف في اللغة يعني : المَيْل، و عطفَ فلان على فلان أي أشفق عليه و مال نحوه، أمّا العطف في الاصطلاح النحوي و اللغوي يعني : ربط لفظ بلفظ، سواء أكان هذا اللفظ اسمًا، فعلًا أو جملةً، و لكن بشرط أن يتم عطف اللفظ على مثل ما عطف به.

معاني حروف العطف التي تفيد المشاركة بين المعطوف و المعطوف عليه في الإعراب و الحكم معًا

"</p

بعد أن تعرّفنا على حروف العطف، لا بد أنْ نتعرّف أيضًا على معانيها، حيث تمتلك معانٍ عديدة غير معناها الأساسي الذي يتبادر إلى الذهن فور سماعها. و فيما يلي تفصيل لمعانيها :

1- حرف الواو

  • يفيد حرف العطف الواو المشاركة دون ترتيب، مثل : ذهبَ هاشمٌ و جوادٌ، حيث اشترك المعطوف عليه هاشم، و المعطوف جواد في الذهاب، و لم تفِد الواو في ترتيب ذهابهما.
  • كما تفيد الواو في الاشتراك في الفعل مع قلّة الترتيب في حال وجود دليل، مثل : دخلَ الأستاذ و طلابه إلى الصّف، غالبًا ما يدخل الطلاب إلى صّفهم قبل الأستاذ.
  • و قليلًا ما يفيد حرف العطف الواو التخيير، نحو : اشترِ حليبًا و بيضًا، أو التقسيم، نحو : يقسَم الفعل إلى مضارع، ماضٍ و أمر.
  • يفيد حرف العطف الواو في الجمع بين شيئين في حكم واحد، أي تعطف الواو الشيء على صاحبها، مثل قوله تبارك و تعالى : ( فأنجيناهُ و أصحابُ السفينةِ و جعلناها آيةً للعالمينَ ).
  • أو من الممكن أن تعطف الشيء على ما يلحق به، مثل قوله تعالى : ( كذلكَ يوحِي إليكَ و إلى الذينَ من قبلكَ اللهُ العزيزُ الحكيمُ ).
  • أو قد تعطف الشيء على ما يسبقه، نحو قوله تعالى : ( و لقدْ أرسلنا نوحًا و إبراهيمَ ).

2- حرف الفاء

حرف الفاء هو ثاني حروف العطف، و عندما يأتي حرف الفاء عاطفٌ في الجملة، فهو يفيد في ثلاثة أمور، نبيّنها على النحو التالي :

  • الأمر الأول : هو أنه يفيد الترتيب، و هذا الترتيب يكون على نوعين، أحدهما معنويًا و يكون بعطف الشيء على الشيء، مثل : جاءتْ نور فحنان، و النوع الآخر ذكري و هو عطف المفصّل على المجمل، كقوله تعالى : ( فأزَّلهُما الشيطانُ عنهَا فأخرَجَهُما مِمَّا كانَا فيه )، و مثل ذلك أيضًا : صلّى العجوزُ فقامَ و ركعَ و سجد.
  • الأمر الثاني : يفيد حرف العطف الفاء التعقيب، و التعقيب يكون لكلّ شيء بحسبه، نحو : دخلنا مكة فالكعبة، حيث لم يتم الفصل بينهما بفاصل، و دخول الكعبة يحصل حتمًا بعد دخول مكة، و مثل ذلك أيضًا : تزوَّج رجلٌ فولدَ له ولد، و ذلك لم يفصِل بين مدة الزواج و الولادة سوى مدّة الحمل، و من التعقيب أيضًا مثال قوله تعالى : ( ألَمْ تَرَ أنَّ الله أنزلَ من السَّماءِ ماءً فتصبِحُ مخضَرَّة ).
  • الأمر الثالث : تفيد الفاء العاطفة السببية، و هذا إذا ما عطفت الفاء صفة أو جملة، و من الأمثلة التي جاءتْ فيها الفاء سببية لعطفها صفة في القرآن الكريم : ( لآكلونَ من شجرٍ من زقُّوم* فمالئونَ منها البُطُون* فشاربونَ عليهِ منَ الحميم )، أمّا من الأمثلة التي جاءتْ فيها الفاء سببية لعطفها جملة في القرآن الكريم : ( فتوبوا إلى بارئكم )، و مثل : ضربهُ فأدماه.

3- الحرف ثمّ

ثمّ هو ثالث حروف العطف الذي يحمل معنى الترتيب مع التراخي في الزمن – وجود مدة زمنية- مع مشاركة أو دونها و بدون تعقيب، نحو : حضَّرنا الغَداء ثم قمنا بتجهيز المائدة، فتحضير الغَداء هو الذي حدث أولًا ثم تجهيز المائدة ثانيًا، حيث نلاحظ وجود فاصلًا زمنيًا بين الأمرين [1].

4- الحرف أو

يمتلك حرف العطف الواو معانٍ عديدة، نبيّنها كما يلي :

  • المعنى الأول : يفيد حرف العطف أو الشَّك، مثل : أتىِ هاشمٌ أو يزن، و الشك يكون من جهة المتكلّم.
  • المعنى الثاني : يفيد حرف العطف أو الإبهام، مثل : أنا أو أنتَ مخطئ، حيث يعرف المخاطب أنه مخطئ و لكنه قال ذلك بشكل مبهم بغرض التأديب و اللطف، و الإبهام يكون من جهة السّامع.
  • المعنى الثالث : يفيد حرف العطف أو التخيير، نحو : اشترِ قلمًا أو دفترًا، و في التخيير لا يجوز سوى اختيار أمرًا واحدًا.
  • المعنى الرابع : يفيد حرف العطف أو الإباحة، نحو : تكلّمْ مع أحمد و زيد، حيث يجوز في الإباحة الجمع.
  • المعنى الخامس : يفيد حرف العطف أو التقسيم، مثل قوله تعالى : ( كونوا هودًا أو نصارى تَهتدوا )، و مثل ذلك أيضًا : الكلمة اسمٌ أو فعلٌ أو حرف.
  • المعنى السادس : يفيد حرف العطف أو الإضراب بمعنى بَل : مثل : استدعِ لي أحمدًا أو اذهب.
  • المعنى السابع : يفيد حرف العطف أو معنى الواو، نحو : قال الشاعر : جاءَ الخِلافةَ أو كانتْ له قَدرًا، أي جاء الخلافة و كانت له قدرًا.
  • المعنى الثامن : يفيد حرف العطف أو معنى ” و لا ” : مثل : قال الشاعر : لا وَجْدُ ثَكلَى كَما وجدتُ، و لا وجْدُ عجولٍ أضَلَّها ربعُ أو وَجْدُ شيخٍ أضلَّ، و المراد هنا أنّ و لا وجد شيخ أضلّ ناقته.

5- الحرف أم

يفيد حرف العطف أم : التعيين، حيث يسبق الحرف إمّا بهمزة التعيين في حال طلب تعيين أحد الأمرين، نحو : أتحبُ أن تأكل البيتزا أم الدجاج ؟، أو قد تسبق بهمزة التسوية التي تسبق بكلمة سواء، مثل : سأنتظركَ سواء أكتبتَ أم لم تكتب، و مثل قوله تعالى : ( و سواءٌ عليهم أأنذرتهُم أم لم تنذرِهم لا يؤمنونَ )، و هنا الـ ” أم ” أم متصلة، و همزة التسوية يشترك ما قبلها و ما بعدها في حركة الإعراب و الحكم و لا يستغنى بأحدهما عن الآخر.

أمّا الـ ” أم ” المنفصلة أو المنقطعة فتأخذ معنى الإضراب، مثل : بل، حيث تقطع الكلام الأول من أجل أن تستأنف كلامًا جديدًا، و ذلك نحو : هلا زرتَ زملاءكَ المتفوقين أم أنتَ معتزل، و هذا يعني : بل أنت معتزل!

و إذا كان ما بعد أم مستنكرًا أضافت معنى الاستفهام الإنكاري إلى معنى الإضراب، مثل قوله تعالى : ( أمْ خلقُوا السَّماواتِ و الأرضَ بَلْ لا يوقِنون )، و هذا يعني بل أَهُم خَلَقوا السماواتِ و الأرض!؟

6- الحرف حتّّى

يأخذ حرف العطف حتَّى عمل الواو فتكون بمعنى انتهاء الغاية و بلوغها بالنسبة للمعطوف عليه، و ذلك على نحو : جاءَ الشيوخ حتَّى خيولهم، حيث يختلف حرف العطف حتَّى عن الواو في ثلاثة أمور :

  • الأمر الأول : أنّ لمعطوف حتّى ثلاثة شروط، هي : أن يكون ظاهرًا، و جزءًا ممّا قبلها، و أن يكون غاية لِما قبل حتّى إمّا في النقصان أو في الزيادة، مثل : انتصر الفريق حتّى ضعافهم.
  • الأمر الثاني : الفرق بين حرف العطف حتّى و الواو أنّ حتّى لا تعطف الجمل، بينما الواو تعطف الجمل.
  • الأمر الثالث :  إذا عطِفَت حتى على مجرور يجب أن يتكرر حرف الجر في الاسم المعطوف، مثل : مررتُ بالنِّساء حتى بأمِ محمد، و ذلك من أجل التفريق بين حتّى العاطِفة و حتّى الجارّة.

معاني حروف العطف التي تعطي المعطوف حركة المعطوف عليه دون أن تشارك في الحكم

"</p

بعد أن تعرَّفنا على حروف العطف التي تفيد في المشاركة بين المعطوف و المعطوف عليه في الإعراب و الحكم معًا، سنتعرَّف فيما يلي على معاني حروف العطف التي تعطي المعطوف حركة المعطوف عليه دون أن تشارِك في الحكم :

1- الحرف بل

  • حرف العطف بل للإضراب عما تقدمها و الاهتمام بما بعدها، أي التحويل من شيء إلى آخر، و شرط العطف بها أن يكون المعطوف اسمًا مفردًا و ليس جملة، مثل : ما غادرَ الطلَابُ الصَّف بل الأستاذ.
  • ثم إذا وقعتْ بَلْ بعد نهي أو نفي أفادتْ تثبيت النهي أو النفي لِما قبلها و إثبات ضده لما بعدها، فمثلًا : في جملتنا السابقة ( ما غادرَ الطلَابُ الصَّف بل الأستاذ ) قمنا بنفي مغادرة الطلاب الصف و أثبتنا المغادرة لِما بعد ( بل ) و هو ( الأستاذ ) فكان معنى ( بل ) الاستدراك بمنزلة ( لكن ).
  • أمّا إذا وقعت ( بل ) بعد جملة أمرية أو خبرية فتفيد إلغاء الحكم لما قبلها و إثباته لما بعدها، نحو : ( ليشهدَ أحمد بَل هاشم )، فقد ألغينا أمرَنا لأحمد و جعلناه لهاشم.
  • و إذا أتى بعد ( بل ) جملة، في هذه الحالة أصبحت ( بل ) حرف ابتداء و لم تعد حرف من حروف العطف، فإنّ أريد إلغاء أو سلب الحكم للذي قبلها كانت ( بل ) حينئذ للإضراب الإبطالي، مثل قوله تعالى : ( أم يقولونَ بِه جِنّةٌ بَلْ جاءهُم بالحقِّ )، و في حال لم يرِد إبطال الحكم كانت ( بل ) حينها للإضراب الانتقالي، مثل قوله تعالى : ( أأنزِلَ عليهِ الذكرُ من بيننا بَلْ هُم في شكٍّ مِن ذكري بَلْ لما يذوقوا عذابِ ).

2- الحرف لكن

  • يكون الحرف لكن حرف عطف بمعنى الاستدراك، و شروط العطف بها : أن تسبق بنهي أو نفي، أن يكون المعطوف غير جملة و ألّا تقترن بحرف الواو، مثل : ما جاء أحمد لكن هاشم.
  • تفيد لكن إثبات النهي أو النفي لِما قبلها و جعل ضده لِما بعدها، مثل حرف العطف بل.
  • في حال اختلّ شرط من شروط العطف بها، لن تكن حينئذ حرف عطف، إنما حرف ابتداء، مثل : أن يأتي بعدها جملة، نحو : ما جاء لكن غادر، و كأن تقترن بحرف الواو، مثل : وافق الأستاذ و لكن المدير ( أي و لكن المدير لم يوافق )، و كأن لا يكون قبلها نهي أو نفي، مثل : غادروا لكن الرئيس أقام.

3- الحرف لا

  • يجمع حرف العطف ” لا ” اسمين في حكم واحد، و تكون بمعنى العطف و النفي، مثل : نجحتْ نور لا رهام.
  • و لا تكون ” لا ” حرف عطف إلّا بتحقيق الشروط الثلاثة : الشرط الأول أن يتقدّمها إثبات، مثل : غادر أحمد لا هاشم،  أو أمر، مثل : كرّم هاشم لا أحمد، أو نداء، مثل : يا بن أختي لا بن خالتي، أمّا الشرط الثاني عدم اقترانها بعاطف، مثل : جاءني هاشم لا بل أحمد، فهنا ” لا ” ليست حرف عطف بسبب اقترانها بحرف عطف آخر ” بل “، ثم الشرط الثالث ألّا يتعاند متعاطفاها، فمثلًا : لا يجوز أن نقول : جاءني رجلٌ لا هاشم، لأنّ هاشم قد يكون الرجل ذاته، بينما يقال : جاءني أحمد لا هاشم.

و أخيرًا، نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تعرّفنا فيه على حروف العطف و معانيها بشكل مفصّل مع ذكر أمثلة على كل حالة و معنى.

اقرأ أيضًا :

قواعد اللغة العربية للمبتدئين | الأسماء، الأفعال و الضمائر

الفرق بين همزة الوصل والقطع من حيث اللفظ والكتابة مع أمثلة

قواعد الإعراب كاملة | الأفعال و الأسماء و الجُمَل

المراجع

  1. حروف العطف | www.ar.wikipedia.org
226 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.