إنَّ مرحلة المراهقة في غاية الأهمية و الدقة لأنه بشكل عام تواجه المراهق في المدرسة مشاكل وتحديات من عدة نواحي لكن بغض النظر إن كانت مشاكل صحية أو نفسية أو جسدية، فيجب عدم تهاون الأهل في هذه المرحلة، لِذا سنتعرف في هذا المقال : ما هي مرحلة سن المراهقة، ما هي أبرز المشاكل التي يواجهها المراهقون، بعض حلول مشاكل المراهق في المدرسة و بعض النصائح لتساعد المراهق على التصدّي للكثير من المشاكل في هذه المرحلة الدقيقة.
ماهي مرحلة المراهقة Adolescence
ينبغي معرفة و فهم مرحلة المراهقة جيدًا قبل البدء بالتحدث عن حلول مشاكل المراهق في المدرسة. إنّ مرحلة المراهقة من أهم مراحل حياة الإنسان، و تتميز بطبيعتها الخاصة لأنها مرحلة انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ و يكتسب الفرد من خلالها المهارات و المعارف المختلفة، كما يتعلَّم الفرد من خلالها التحكم بالمشاعر ما يسمح له بالتفكير والإدراك من منظور أشمل من أجل بناء علاقاته و اكتساب هويته الخاصة لمواجهة مصاعب الحياة عندها يصبح الفرد بالغاً.
تحدث تغيرات سريعة خلال فترة المراهقة ليست فقط من الناحية الجسدية، إنّما تشمل نواحي عدة مثل : التطور الاجتماعي والذهني و العصبي، و تعتمد التغيرات على البيئة المحيطة بالفرد، فلا يمر جميع المراهقين بالتغيرات ذاتها و لا يمارسون سلوكاً متشابهاً و ليس من الضروري أن تتغيَّر جميع النواحي بالسرعة ذاتها فالتطور الجسدي غالباً ما يسبق التطور الاجتماعي و التطور النفسي [1].
تنقسم مرحلة المراهقة حسب العمر لثلاث مراحل هي كما يلي :
1- مراهقة مبكرة من عمر 10 حتى 13 سنة
يمر المراهق في هذه المرحلة بأولى مراحل البلوغ، حيث يكون تركيزه منصبًّا على التفكير الأخلاقي و المعنوي.
2- مراهقة متوسطة من عمر 14 حتى 17 سنة
تتميز هذه المرحلة بسرعة النمو الجسدي و ظهور حب الشباب، و زيادة الاهتمام بالأمور الجنسية و السعي للحصول على الاستقلالية، مع استمرار الدماغ بالنمو و عدم الوصول للنضج الكامل.
3- مراهقة متأخرة من عمر 18 حتى 24 سنة
و تعرَف هذه المرحلة بمرحلة الشباب فيكون تفكير المراهق بالأمور بشكل عقلاني مع الاستقرار العاطفي، و الاهتمام بالتخطيط للمستقبل.
و بالرغم من سهولة مقياس العمر للحديث عن مرحلة المراهقة، لكن مقياس العمر يعبّر بدقة فقط عن التغيرات الجسدية المرافقة لهذه المرحلة.
أبرز المشاكل التي يواجها المراهقون في المدرسة
هناك مشاكل على المدى القريب وتظهر مباشرة، و ثمة مشاكل عديدة على المدى البعيد التي تعمل على إنشاء خلل في المجتمع من الناحية النفسية، الأخلاقية، الصحية و التربوية، كما تشكِّل المدرسة جزء كبير من حياة المراهق. و أغلب هذه المشاكل هي :
- ترك المدرسة.
- ضعف التحصيل العلمي.
- الخوف من الذهاب للمدرسة.
- التنمر.
- سلوك المراهق النفسي.
- الإدمان و تعاطي المخدرات.
- التدخين.
- الوزن الذائد.
- إدمان الانترنت وألعاب الفيديو.
- كما تعد الاضطرابات النفسية من أكثر المشاكل التي يعاني منها المراهقين في المدرسة حيث تبلغ نسبتهم 40%، بينما يعاني 15% من المراهقين من وزنهم الزائد، و يعاني 30% منهم من التنمر، و من أكثر المشاكل تفاقمًا في الانترنت هي إدمان ألعاب الفيديو حيث يعاني أكثر من 90% من المراهقين إدمان ألعاب الفيديو و لهذه المشكلة تداعيات خطيرة كثيرة نفسية واجتماعية وصحية.
أبرز الحلول لمشاكل المراهق في المدرسة
تتنوع الحلول الخاصة بمشاكل المراهق في المدرسة بتنوع المشكلات، و لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض الخطوات الأساسية منها :
- توعية المراهق بأهمية العلم، و التحدث عن المدرسة بطريقة إيجابية أمامه، و مساعدته لفهم دروسه بشكل جيد لحل واجباته.
- الثناء والمدح على مجهود المراهق في الدراسة، و يجب عدم التركيز فقط على العلامات التي يقوم بتحصيلها خلال الفصل الدراسي.
- عدم مقارنة أدائه في المدرسة مع أشقائه و أصدقائه، بل مقارنة أدائه مع نفسه فقط.
- تحسين نفسية المراهق بشكل جيد بإشراكه في أنشطة رياضية خارجية لا منهجية ليستمتع بها مما يحفزه على الدراسة للنجاح في المدرسة.
- تشجيع المراهق ماديًا ومعنويًا، و دفعه للأمام نحو الابتكار و الإبداع و البحث، و إرشادهم للطرق المختلفة التي يمكنهم من خلالها استخدام قدراتهم و إمكانياتهم للتفوق والنجاح.
- مساعدته على تفهّم ذاته لحل مشاكله بنفسه، و دعمه ليفهم شخصيته بنفسه ليحدد خبراته و ينمي إمكاناته بذكاء إلى أقصى المستطاع ليصل لتحديد أهداف واضحة تساعده على تحقيق السعادة والصحة النفسية مع الآخرين.
أهم الحلول و النصائح لمشاكل المراهق في المدرسة
- إنَّ ممارسة الرياضة تعد نصيحة أساسية يجب التركيز عليها، فهي تجنِّب المراهق بعض المشاكل التي من الممكن التعرض لها، فإنَّ بعض الأنشطة الرياضية التي يقوم بها المراهق ستساعده على المحافظة على صحته لأنها ستبعده قليلاً عن استخدام الانترنت و إدمانه و بالتالي ستساعده على النوم بشكل أفضل.
- التركيز على الاجتماعات العائلية فهي مهمة، لأن الوقت الذي يمضيه المراهق مع أفراد العائلة مهم له بشكل خاص و للعائلة أيضًا بشكل عام.
- يجب على الأهل اطلاع المراهق على التكنولوجيا بجميع وسائلها وتقنياتها، و ذلك حتى يتمكّنوا من متابعته بشكل أفضل و ينصح على الصعيد العالمي ألّا يكون للمراهق حسابه الخاص على الانترنت قبل أن يبلغ ثلاثة عشر عامًا، ليستطيع الأهل تفسير ما يتعامل معه المراهق وشرح ما يشاهده.
- يجب على الأهل عدم نسيان أهمية النظام الغذائي للمراهق و ممارسة الرياضة و اللياقة البدنية ضمن نمط حياة صحي ليجنبوه شبح الاكتئاب.
- الأهل هم قدوة لأولادهم دائمًا، فيجب أن يكونوا مثالًا يحتذى به، لأن المراهقين يراقبون أبائهم و يفعلون ما يفعل ابائهم و يحذون حذوهم بكل خطوة يقومون بها، و لأن المراهقين أيضًا يحتاجون للتعلم و الأهل هم من يقودونهم في كل خطوة يمشون بها على الطريق الصحيح لبناء مجتمع صالح.
وفي النهاية لا يجب على الأهل معاملة المراهق على أنه أصبح كبيراً و أكثر نضجاً ولا يجب أن يعتبروه مسؤولاً في مرحلة حساسة و دقيقة، ذلك لأن المشاكل المدرسية التي يواجهها أغلب المراهقون في هذه الأيام من وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت و الأجهزة الالكترونية و ما ينتج عنها، لذلك يجب على الأهل المناضلة للتوصل إلى استراتيجية للتعامل مع سلوك أولادهم المتناقض.
اقرأ أيضًا :
كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس | إليك الأساليب الصحيحة
سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات | أبرز التغيرات التي تصيب البنات في هذ المرحلة
كيفية التعامل مع المراهق العنيد
المراجع
- ↑ www.jirs.ac.in | Solutions to adolescent problems at school