حل مشكلة التسويف | التسويف عدوك و عدو النجاح، تخلّص منه!

المسوِّفون هم من يبتعدون عن إتمام وظائفهم في وقتها المحدد و عن أداء مهامهم الصعبة، سواء في العمل أو في المنزل أو حتى على سبيل علاقاتهم الشخصية، و هذا بالطبع يؤثِّر سلبًا على حياتهم و رفاهيتهم، و أولى خطوات حل مشكلة التسويف هو اعتراف الشخص بأنّه مسوِّف لأعماله، و هذا ما سيكون محور حديثنا اليوم، فإذا كنت مهتمًا بمعرفة أسباب التسويف و طرق حلّه تابع معنا.

ما هو التسويف

قبل أنْ نتطرَّق لذكر حل مشكلة التسويف، ينبغي أن نقوم بتعريفه تعريفًا صحيحًا، حيث يعرَف بالتسويف بأنّه عادة سلبية يتخلّى فيها الفرد عن أداء مهامه العاجلة بالرغم من معرفته بأنّ عواقب تركه لمهامه غير جيدة، حيث يقوم بالتركيز بدلًا من ذلك على الاستمتاع بأداء المهام البسيطة و الأقل أهمية، كما يعرف التسويف أيضًا بأنّه أكثر من عدم معرفة الشخص لإدارة الوقت أو الشعور بالكسل، فإخبار شخص ما يقوم بالتسويف بضرورة قيامه بمهمة ما يشبه إخبار شخص ما يعاني من الاكتئاب بأنّه مبتهج!

أسباب التسويف

على الفرد أن يعرف ما هي أسباب التسويف حتى يبتعد عنها و يعرفها جيدًا من أجل أن تساعده على حل هذه المشكلة التي تقف عائقًا في وجه إكمال مهماته ^[1]. فمن أهم تلك الأسباب :

1- تدنّي الشخص من تقدير ذاته

تشير العديد من الدراسات بأنّ الأشخاص الذي يقومون بالتسويف هم أشخاص لا يقدّرون أنفسهم و ذاتهم بشكل جيد، حيث يسيطر القلق و التوتر عليهم بشكل كبير، و هذا يعني دخولهم في حالة اكتئاب شديدة و تدنّي احترامهم و تقديم لأنفسهم، فالشخص الذي يقوم بتأجيل أعماله دائمًا و بشكل مستمر، و قد تسيطر عليهم أفكار سلبية بتدنّي الذات و استنكارها و دائمًا يقارنون أنفسهم بالأشخاص الذين لا يقومون بتأجيل أعمالهم.

2- الكمالية

ربما جميعًا يبحث عن الوصول إلى الكمالية، فهي شيء نرغب به و نطمح لأن نصل إليه، و لكن صفة الكمالية هي الصفة التي يتميز بها الأشخاص المسوفوِّن الذين يسعون دائمًا إلى تحقيق معايير عالية في أي شيء، و هذا بالطبع شيء مستحيل فالكمال لله وحده، و محاولة الوصول للكمالية هي محاولات ستبوء بالفشل، و قد يصبح الشخص خائفًا من عدم تحقيق الكمالية في تنفيذ مهامه فيبدأ بتأجيلها و تركها ظنًّا منه أنّه غير قادر على إكمالها و إتمامها بشكل كافي و جيد، و النتيجة هي استمرار التأجيل مرارًا و تكرارًا حتى تأتي اللحظة المناسبة و التي لن تأتي أبدًا!!

3- مقاومة الصِعاب و التحدّيات

عندما يواجه الفرد مهمة صعبة جدًا أو تحديًا يبدأ بتأجيله و تسويفه حتى يرى نفسه أنّه قادرٌ على العمل به أو بسبب خوفه من عدم إنجازها على أكمل وجه و من دون أي خطأ، فيبدأ بإخبار نفسه أنّه لا يرغب بأدء تلك المهمة أو أنه سيفشل حتمًا إذا قام بها.

4- الانتظار للحظة الأخيرة

يدّعي الشخص المسوِّف أو المماطل بأنّه يقوم بتأجيل أعماله دائمًا كونه يرى نفسه قادرًا على إتمام جميع أعماله و مهامه تحت الضغط، و أنه معتاد دائمًا للانتظار للحظة الأخيرة حتى يشعر بمتعة الإنجاز بأنّه قد أتمَّ مهمته تحت الضغط و في الوقت المحدد، و هذا غالب الأحيان ينقلب ضد صاحبه، و هذا لأنه لا يعطي نفسه إتمام مهمته براحة و بشكل جيد، فتأجيل مهامه لآخر وقت سيؤدي إلى أخطاء ستضرّ الشخص بعمله.

حل مشكلة التسويف

بعد معرفة ما هو التسويف و ما هي أسبابه، سنذكر فيما يلي أكثر من حلّ لمشكلة التسويف وفق ما يلي :

• على الشخص أن يسامح نفسه حينما يقوم بتسويف مهامه و أعماله في البداية، فمسامحة الذات تساهم في شعور النفس بالإيجابية و الابتعاد عن المماطلة و التسويف في المستقبل.
• مكافأة النفس عند إتمام المهام الصعبة في وقتها المحدد، و شعور النفس بنشوة السعادة عند إتمامه لها.
• التركيز على المهام و عدم الهروب منها، و هذا يتحقق بتحديد المهام و الأعمال المطلوب إنجازها و وضع وقتًا محددًا من أجل إنهائها.
• لا بأس بطلب الشخص من غيره أن يقوم باختباره، و إذا لم يكن هناك من يستعين به، فيمكن أن يستعين بالبرامج الإلكترونية التي تختص بالمراقبة الذاتية.
• التعامل مع المهام بمجرد أن تكون و عدم تركها حتى تتراكم.
• إكمال المهام التي تكون متعة إنجازها قليلة مقارنة بغيرها و ذلك في بداية اليوم، حيث يكون الشخص في كامل نشاطه، و يترك المهام الممتعة لباقي اليوم.
• الابتعاد عن مشتتات التركيز، مثل : العمل بالقرب من الضوضاء و التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي.
• الترسيخ في النفس بأنّ التسويف و المماطلة من صفات الضعفاء و الهمة المتدنّية و الرأي الضعيف.

حل مشكلة التسويف باعتماد البرامج الإلكترونية

يمكن للأدوات التالية أن تكون إحدى حلول مشكلة التسويف :

1- إضافة التقنية Productivity Owl لمتصفّح الإنترنت

عند إضافة تقنية Productivity Owl لمتصفِّح الإنترنت و من ثم تفعيلها، سيقوم طائر البوم بتقليل الوقت المتاح لزيارة مواقع محددة تقوم أنت باختيارها مسبقًا، مثل : Twitter  و Netflix و غيرها من المواقع التي ستزيد من تشتيت تركيزك، حيث تعمل هذه التقنية على إغلاق المواقع تلقائيًا بعد أن سمح لك بأنّ تتصفّح المواقع المحددة لوقت محدد!

2- تنزيل تطبيق MindTastik للهواتف الذكية

يساعد هذا التطبيق بتقليص أوقات التسويف، و ذلك من خلال تفريغ الذهن و تصفيته و ممارسة التأمل بشكل منتظم و التخلّص من التوتر و القلق المتراكم. حيث ينتمي هذا التطبيق إلى مجموعة من التطبيقات التي تعمل على فكرة التأمّل العلاجي، و لتحقيق أفضل النتائج من هذا التطبيق يجب ممارسة التأمّل يوميًا و لو حتى مدة دقائق قليلة.

3- موقع Checkli للهواتف الذكية

يمكن لهذا الموقع أن يصنع قائمة مهام جزئية Checklist المطلوب إنجازها سواء أكانت هذه المهام شخصية، مهنية أو حتى دراسية، بحيث تساعد الشخص على تقسيم مهامه الكبيرة الرئيسية إلى مهام فرعية بسيطة، و بالتالي تتبّع الشخص لِما تبقّى من مهامه و ما قام بإنجازه مسبقًا.

4- تطبيق Mindly

هذا التطبيق يساعد على تفريغ الذهن و تصفيته من المهام العالقة، و ذلك من خلال إخراجها و من ثم تمثيلها بشكل مرئي حتى يستطيع الشخص رؤيتها و تذكّرها، بدلًا من أن تبقى عالقة بالذهن و يشعر الشخص بالقلق و التوتر خوفًا من أن ينساها نتيجة كثرة المهام و تراكم المدخلات.

اقرأ أيضًا :

خطوات حل المشكلة بطريقة علمية ب 6 استراتيجيات مع أمثلة

10 من أهم أنواع مهارات التفكير تعرف عليها