حل مشكلة عدم الثقة بالآخرين بشكل نهائي

تعرّض الإنسان لموقف خيانة من قريب له أو صديق أو حتى غريب يفقده الثقة بِمَن حوله، فيستسلم للأفكار السلبية و لا يريد أن يكوّن أي علاقة ودّية بين الناس و التي تكون مبنية على الثقة، و لكن هذا ليس صحيحًا فليس جميع الناس خائنون و ليسوا جميعهم غير جديرون بالثقة، لِذا سيكون محور حديثنا اليوم هو إيجاد حل لمشكلة عدم الثقة بالآخرين و البدء من جديد بحياة مليئة بالسعادة.

حل مشكلة عدم الثقة بالآخرين

فيما يلي أبرز سبعة حلول لمشكلة عدم الثقة بالآخرين :

1- التحدّث عن الموضوع الذي أزعجكَ مع الشخص

عندما تتعرّض للخيانة من قريب لك أو صديق، لا تهرب، بل واجه ما مررتَ به بالتحدث مع الشخص المَعني قبل أن تتخذ أي قرار بحقه سواء بالخروج من حياتك أو البقاء فيها، و مهما كان القرار الذي ستتخذه من المهم أن تتحدث مع الشخص و تتفهم سبب ما ارتكبه بحقك من خطأ، و هذا بالطبع بغض النظر إنْ اقتنعتَ بكلامه أم لم تقتنع، أمّا دورك فيكون بالاستماع له و الإنصات حق الإنصات و الصراحة معه و التعبير عن غضبك و كلّ ما يجول بداخلك بحرية، فهذه الطريقة ستشعرك براحة و سعادة داخلية، و الشيء الذي حدث معك سيكون تأثيره أخف عليك فيما بعد، و بهذه الطريقة ربما تجد حلًّا مع الشخص الآخر، و قد لا تجد حلًّا و لكنك حتمًا لن يكون هناك أي عائق بعد هذه الطريقة من أجل الوثوق بالآخرين من جديد.

2- الغفران و المسامحة

لا يمكن أن تستعيد ثقتك بِمَن حولك إذا لم تجد طريق السلام الداخلي لقلبك و لروحك أولًا، فلن يتحقق السلام الداخلي دون غفران ذنوب الآخرين و العفو عنهم ومسامحتهم، فمن المهم جدًا إدراك أنّ خطوة الغفران لا تتعلّق بالشخص الآخر فحسب، إنّما ترتبط أيضًا بالحرية العاطفية، حيث لهذه الخطوة أن تحررك من الآلام و ستساعدك أيضًا على استرجاع ثقتك بالآخرين شيئًا فشيئًا ^[1].

3- التصالح مع الماضي حل لمشكلة عدم الثقة بالآخرين

مهما كانت المشكلة التي مررتَ بها مع الشخص الآخر، إيّاك أن تدعْ الماضي يسيطر عليك و على عقلك فيجعلك تقع في دوامة تشاؤمية سوداء، الغرق في الماضي و أخطاءه ستحبطك بلا شك و تجعلك إنسانًا متشائمًا ذو نظرة سوداوية للحياة و للآخرين و غير مستعدحتى لأن تغفر لأحد أو تسامحه و تثق به من جديد، لا تترك مجالًا للأحداث السلبية التي واجهتها و جرحتْ قلبك أن تتحكم بمشاعرك و تجعلك حبيس الماضي، من الآن و من هنا، انسى ما حصل و تصالح معه و ابدأ من جديد، افتح صفحة جديدة في كتاب جديد و ابنٍ من جديد جدار الثقة مع الآخرين.

4- الثقة بالنفس

إذا لم تثق بنفسك فلا يمكنك أن تثق بالآخرين!! فمهما حصل معك، لا تفقد ثقتك بنفسك، لا تكره نفسك أبدًا و لا تجلدها! وحدها نفسك قادرة على انتشالك من الدوامة السوداء التي مررتَ بها، أن تثق بنفسك من جديد يعني أنكَ أمسكتْ بمفتاح الثقة بالآخرين كذلك، لأنك عندما تثق بنفسك و تحبها و تقدّرها ستنظر إلى الأمور بمنظور إيجابي و مختلف كليًا عما سبق.

5- نعم، دع الحزن يأخذ وقته

لا بأس بأن تأخذ الوقت الكافي لتشعر الحزن إزاء ما حدث معك و عندما تفقد الثقة بشخص ما، هذا الشعور يتضمن المراحل التالية : الإنكار يليه الغضب، المساومة ثم الاكتئاب و القبول أخيرًا، لِذا من هنا اسمح لنفسك أن تعيش الحزن و لا تقاومه، مع مرور الوقت ستتغلَّب على الطاقة السلبية التي تحاوطك و ستتخطّى المشكلة من دون أن تشعر بذلك.

6- كنْ جديرًا بالثقة

أن تكون إنسانًا جديرًا بالثقة يعني أن تثق بالآخرين من جديد؟ كيف هذا! إذا قمتَ مثلًا بمساعدة أحد ما من دون أي مقابل أو قدمتَ نصيحة لصديقك أو حتى أنصتَ حق الإنصات إلى مشاكل صديقك الذي لا يجد من يستمع له، هذا سيجعلك تثق بالآخرين مرة أخرى و ذلك لأنك محط ثقة من قِبَل الآخرين.، هذا الأمر هو خدعة يقوم بها عقلك!

7- احصل على الدعم من حولك | حل مشكلة عدم الثقة بالآخرين

إذا كنت لا تستطيع أن تثق بالآخرين مرة أخرى على الرغم من أنك حاولتَ كثيرًا، فهذا يعني أنكَ في هذا الوقت بحاجة إلى من يدعمك، ربما الأصلح أن تستشير معالجًا نفسيًا، نعم معالجًا نفسيًا، هذا الأمر ليس بعيب على الإطلاق، سيجعلك الشخص الأخصائي بالتحدث عن كل شيء يجول بخاطرك من غير أن يعاتبك أو يحكم عليك، إنما سيسمعك بصدرٍ رحب و يساعدك لتتخطّى مشكلتك لتجدا سويًا حل لمشكلة عدم الثقة بالآخرين و لكن الحل هنا سيكون على طريقته الخاصة.

لماذا نفقد الثقة بالآخرين

إنّ السبب الرئيسي في شعور الفرد بعد الثقة بالآخرين هو تعصّبه لنفسه، فإذا ما خاض الفرد تجربة مؤلمة سابقة يبدأ بالتعصّب لنفسه، بغض النظر إذا كانت هذه التجربة من أحد أفراد العائلة، أو بسبب خيانة و غدر أحد الأصدقاء، وصولًا إلى خيانة الزوج أو الزوجة و كذبهما خلال العلاقة و عدم صدقهما.

يقول جوشوا كولمان أستاذ في علم النفس في مقال له حول الخيانة و الثقة في موقع Greater Good، بأنّ : ” اليقظة و التحفّظ المفرطين بعد التعرّض لخيانة الثقة بهدف إلى منعنا من الوقوع في تجربة خيانة أخرى، إلا أنّ الجانب السلبي لهذه اليقظة المفرطة هو أنها تبقينا معزولين عن الآخرين “.

فيبدأ الشخص بالبحث عن علامات عدم الثقة بالآخرين و ابتكار الأفكار السلبية و الأفلام في رأسه حول كيفية الخيانة المحتملة للشخص، و ذلك لأنّ ” توقّع الألم و الخوف من الآخرين يتركان مشاعر عدم الثقة في الآخرين يقظة متجددة “، و ذلك بحسب قول جوشوا كولمان، و لسوء الحظ يبدأ تحوّل فقدان الثقة المستمر إلى حالة من التدمير الذاتي و التخريب، فعلى سبيل المثال : عندما يبدأ الفرد بالشك في الآخرين، ستبدأ الحدود تبنى بينه و بين الشخص الآخر، فيمتنع عن المعاملة معه أو حتى كسب فرصة المودة معه، و هذا ما يفقد الفرد فرص التعارف على أناس جديدة و تكوين صداقات.

لِذا فإنّ الشعور المزمن بالوحدة و قلّة الثقة بالمفس، من نتائج التدمير الذاتي، و على هذا يكون من تبعات عدم الثقة بالآخرين الغيرة و العدائية و سوء الظن و التشاؤم.

و أخيرًا، على الفرد ألّا ينغمس في مشاعره السلبية إزاء تعرّضه لتجربة خيانة مؤلمة، إنما يأخذ وقته بالحزن و يعود لتكوين علاقات جديدة و صداقات.

اقرأ أيضًا :

خطوات حل المشكلة بطريقة علمية ب 6 استراتيجيات مع أمثلة