خير ما نبدأ به حديثنا عن الاستغفار هو قول الله تعالى في سورة غافر : ” و استغفر لذنبك و سبِّح بحمد ربك بالعشي و الإبكار “، و قوله تعالى في سورة المزمل : ” و استغفِروا الله إنَّ الله غفورٌ رحيم “، و هذا من فضل الله علينا، يرانا نذنب و نخطئ، فيريدنا أن نستغفره ليغفر لنا، فيبدِّل مكان سيئاتنا حسنات، و لِهذا تجدون في هذا المقال أكثر من صيغة و دعاء للاستغفار، فلا تغادر هذا الموقع قبل قراءتك لهذا المقال، حتى لا تضيّع عليك فرصة أن تستغفر الله و تكسب الثواب و الحسنات و مغفرة الله و رضوانه.
دعاء للاستغفار
الدعاء ليس فقط ما يقال باللسان، بل يجب أن يكون نابع من القلب من أجل أن يكون بصدق، و الدعاء مخ العبادة، و هو علاقة العبد بربه، و تدل على خشوعه في الوقوف بين يديّ الله و خضوعه له و اللجوء إليه و التوكل عليه، فالدعاء هو باب للتوبة و المغفرة، و قد وردت العديد من صيغ دعاء للاستغفار في القرآن الكريم و في السنة النبوية الشريفة، و التي يستحبُّ الدعاء بها. و من هذه الأدعية :
القرآن الكريم
- قال الله تعالى في سورة آل عمران : ” ربَّنا اغفِر لنا ذنوبَنا و إسرافَنا في أمرِنا و ثبِّت أقدامنا و انصرْنا على القومِ الكافرينَ “ [1].
- قال الله تعالى في سورة المؤمنون : ” و قُل ربِّ اغفِر و ارحَم و أنتَ خيرُ الراحمين “ [2].
- قال الله تعالى في سورة نوح : ” ربِّ اغفر لي و لوالديَّ و لِمَن دخلَ بيتيَ مؤمنًا و للمؤمنينَ و المؤمناتِ و لا تزِدِ الظالمينَ إلّا تَبارًا “ [3].
- قال الله تعالى في سورة المؤمنون : ” ربَّنا آمنّا فاغفِر لنا و ارحمنا و أنت خيرُ الراحمين “ [4].
السنة النبوية الشريفة
ورد أكثر من دعاء للاستغفار في السنة النبوية الشريفة، و التي جاءنا بها نبي الأمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم :
- سيد الاستغفار : و هو حديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ” اللهم أنت ربي لا إله إلّا أنت، خَلقتني و أنا عبدك، و أنا على عهدك، و وعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتك عليّ، و أبوءُ لك بذنبي، فاغفر لي، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت “، و هو أيضًا من أذكار الصباح و المساء و التي أوصانا به النبي الكريم صلى الله عليه و آله و سلم، فيقول الرجل : و أنا عبدك، و تقول الامرأة : و أنا أمَتُك.
- و من ثم حديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم : ” ربِّ اغفِر لي خطيئتي و جَهلي، و إسرافي في أمري كلهِ، و ما أنتَ أعلمُ به مني، اللهم اغفِر لي خطاياي، و عَمْدي و جَهلي و هَزْلي و كلُّ ذلك عندي، اللهم اغفِر لي ما قدمتُ و ما أخَّرتُ، و ما أسررتُ و ما أعلنتُ، أنت المقدِّم و أنت المؤخِّر، و أنت على كل شيء قدير “.
- من دعاء للاستغفار : حديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : اللهم لكَ أسلمتُ و بك آمنتُ و عليك توكلتُ، و إليك أنبتُ و بك خاصمتُ، و إليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ و ما أخَّرتُ، و ما أسررتُ و ما أعلنتُ، أنت إلهي، لا إله لي غيرك “.
- إضافة إلى ذلك، حديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ” اللهم اغفر لي و ارحمني و تبْ عليّ، إنك أنت التوّابُ الرحيم “.
- حديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ” اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، و لا يغفر الذنوب إلّا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، و ارحمني، إنّك أنت الغفور الرحيم “.
دعاء للاستغفار | الاستغفار الكبير
عرف عن الإمام أحمد بن إدريس دعاء للاستغفار، يسمّى ” الاستغفار الكبير ” و هو :
- أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيوم و أتوبُ إليه من جميع المعاصي كلها، و الذنوب و الآثام، و من كل ذنب أذنبته، عمدًا و خطأً، ظاهِرًا و باطِنًا، قولًا و فِعلًا، في جميع حركاتي و سكناتي و خطراتي و أنفاسي، كلها، دائمًا أبدًا سرمدًا، من الذنب الذي أعلم و من الذنب الذي لا أعلم، عدد ما أحاط به العلم و أحصاه الكتاب و خطَّهُ القلم، و عدد ما أوجدتهُ القدرة و خصصتهُ الإرادة و مِداد كلماتِ الله، و كما ينبغي لجلال وجهه ربنا و جماله و كماله، و كما يحبّ ربنا و يرضى.
دعاء التوبة
دعاء التوبة أو حتى سواء دعاء للاستغفار، هما سواء، فالله تعالى يغفر كل الذنوب، صغيرها و كبيرها، جلّها و دقّها، و يعفو عن سيئات عباده، و باب الاستغفار و التوبة لا يغلق أبدًا، باستثناء عندما تشرق الشمس من مغربها، قال صلى الله عليه و آله و سلم : ” إنّ الله عزَّ و جلَّ يبسطُ يدهُ بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النهار، و يبسطُ يدهُ بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل، حتّى تطلعَ الشمسُ من مغرِبِها “، و من الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة للاستغفار و التوبة و التي إن تعمّن فيها المسلم وجد أنّها أدعية حققت شروط التوبة، من اعتراف العبد بذنبه و العزم على الاستقامة قدر ما يستطيع، وصولًا إلى الانكسار بين يديّ الله تعالى ندمًا و من ثم الثنّاء عليه جلّ و علا.
- جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ” اللهم لك الحمدُ، أنت ربُّ السماواتِ و الأرض، لك الحمدُ أنت قيوم السماوات و الأرض و من فيهنّ، لك الحمدُ، أنت نور السماوات و الأرض، قولك الحق، و وعدكَ الحق، و لقاؤك الحق، و الجنّة حق، و النارُ حق، و الساعة حق، اللهم لك أسلمتُ و بك آمنتُ و عليك توكلتُ و إليك أنبتُ و بك خاصمتُ و إليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ و ما أخَّرتُ، و ما أسررتُ و ما أعلنتُ، أنت إلهي، لا إله لي غيرك “.
- ثم في حديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ” اللهم أنت الملِكُ لا إله إلّا أنت ربي، و أنا عبدُك، ظلمتُ نفسي، و اعترفتُ بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنّه لا يغفرُ الذنوب إلّا أنت، و اهدِني لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنِها إلّا أنت، و اصرِف عني سيئها، لا يصرِف عني سيئها إلّا أنت، لبَّيكَ و سَعدَيكَ و الخيرُ كلهُ في يديكَ، و الشرُّ ليس إليك، أنا بك و إليك، تباركتَ و تعاليتَ، أستغفركَ و أتوبُ إليك “.
فوائد الاستغفار الكثير
بعد أن تعرفنا إلى دعاء للاستغفار، يجب أن نكثِر من ترديده حتى ننال بذلك عظيم الأجِر و الثواب و المغفرة و التوبة. فمن أبرز فوائد الاستغفار :
- سبب في نيل رحمات الله تعالى، قال الله تعالى : ” لولا تستغفرونَ الله لعلَّكم ترحمون “.
- ثم إنه سبب في تكفير السيئات و صغائر الذنوب، مثل : تلك التي تكون بعد كلّ مجلس.
- البراءة من النار، و في المقابل الفوز بالجنة و الدرجات الرفيعة منها.
- إضافة إلى أن الاستغفار سبب في بركة الأموال و إنبات الزرع و النبات و نزول الغيث.
- نيل القرب من الله سبحانه و تعالى.
- ثم إن انشراح الصدور و تفريج الكروب و ذهاب الغموم و الهموم.
- الاستغفار يجلو الران عن القلوب، فيجعلها أكثر صفاء و نقاءً.
- الشعور بالطمأنينة و السكينة و الروحانية و السلام الداخلي.
- و من ثم فإنّ الإكثار من الاستغفار مع المداومة عليه، سبب من أسباب التكفير عن الذنوب، صغائرها و كبائرها مع وجوب التوبة.
- إضافة إلى أن الاستغفار سبب من أسباب دفع البلاء و رفعه عن العبد و الذي قد يصيبه.
- طريق لحل كل المشكلات و الصعوبات التي تواجه المسلم.
- حكم الاستغفار يأخذ حكم الدعاء، أي الاستغفار هو نوع من أنواع الدعاء، فالمسلم الذي يستغفر ربه و يطلب منه أن يفغر له ذنوبه، فهو بذلك يدعو الله، و كلّما كان المسلم أكثر انكسارًا بين يديّ الله و خشوعًا في طلبه المغفرة، كلّما كانت إجابته أرجى، و خصوصًا حينما يتحرّى المسلم أوقات الإجابة.
و في الختام، تذكّر بأنّ “خير الأعمال أدومها و إن قل “، فاحرص على أن يكون لك وردًا يوميًا من الاستغفار أقله ثلاثمئة مرة.
اقرأ أيضًا :
هذه هي أبرز فوائد الوضوء والصلاة
المراجع
- ↑ www.quran.com | Surat Al-Imran
- ↑ www.quran.com | Surat Al-Mu’minun
- ↑ www.quran.com | Surah Noah
- ↑ www.quran.com | Surat Al-Mu’minun