هل سلبيات التسوق عبر الانترنت تفوق إيجابياته؟

لقد سمح لنا انتشار الإنترنت والتطبيقات الرائعة المتوفرة عبره بتنفيذ الكثير من الأمور بشكل أسرع وأسهل. ومن بين هذه الأمور هي عمليات التسوق. حيث استبدل التسوق الإلكتروني أو التسوق عبر الإنترنت عمليات التسوق العادية في الكثير من الدول حول العالم، وهو العالم يحاول أن يحل مكان التسوق العادي في كل العالم. ولكن إذا كنت ترغب في التعرف على أبرز سلبيات التسوق عبر الانترنت، تابع معنا قراءة هذا المقال حتى النهاية.

ما هو التسوق عبر الإنترنت

يتم تعريف التسوق عبر الإنترنت على أنها عملية شراء المنتجات أو السلع أو الخدمات باستعمال شبكات الإنترنت. وذلك عن طريق زيارة المواقع الإلكترونية التي تدعى بالمتاجر الإلكترونية. وبشكل عام، توفرت هذه الخدمة بسبب انتشار شبكات الإنترنت بشكل كبير، وبفضل بوابات الدفع الإلكتروني، التي تسمح للأشخاص بدفع المبالغ المالية اللازمة لشراء الحاجات التي يرغبون بها عبر الإنترنت فقط.

سلبيات التسوق عبر الانترنت

قد تبدو لك فكرة شراء السلع والمنتجات والخدمات عن طريق استخدام الإنترنت فقط فكرة رائعة، وهي كذلك. ولكنها قد تمتلك الكثير من السلبيات، التي تعيق عملية انتشارها بشكل أوسع مما هي عليه حالياً. ومن أبرز سلبيات التسوق عبر الانترنت نذكر لك ما يلي ^[1]:

1- استعمال الكثير من البلاستيك

في حال كنت لا تمتلك فكرة عن تأثير البلاستيك على بيئة كوكب الأرض، فإن هذه المركبات الكيميائية بشكل عام تساهم في تخريب بيئة كوكبنا، وخصوصاً بالنسبة للبحار والمحيطات. حيث يعتبر البلاستيك واحداً من المواد الكيميائية التي يصعب التخلص منها، على الرغم من كونه واحداً من أكثر المواد الكيميائية استعمالاً بشكل عام. فإذا قمنا بحرق البلاستيك فإن المخلفات الناتجة عن عملية التحرق تضر الغلاف الجوي بشكل كبير جداً. وفي حال لم نقم بحرق هذا البلاستيك، فإنه سينتحي في البحار أو في المحيطات. وهناك سيهدد حياة الكثير من المخلوقات البحرية بالخطر.

وبشكل عام، يتم استخدام البلاستيك بشكل يومي وبشكل كبير في الحياة اليومية. ولكن استخدامه زاد كثيراً بعد انتشار خدمات التسوق عبر الإنترنت. وذلك لأن المتاجر الإلكترونية تقوم بتغليف المنتجات الخاصة بها بطبقة واحدة من البلاستيك على الأقل قبل أن تقوم بشحنها إلى العميل. وذلك لكي تتعرض السلع الموجودة في الصناديق إلى الضرر الفيزيائي أثناء عملية النقل.

2- استهلاك المزيد من الوقود

لا يعتبر البلاستيك وحده من أبرز سلبيات التسوق عبر الانترنت، وإنما استهلاك المزيد من الموقود أيضاً. حيث تتطلب عمليات شحن البضائع من مخازن المتاجر الإلكترونية إلى العلماء استهلاك كميات كبيرة من الوقود. ويمكنك أن تتخيل كمية الوقود المستهلكة عن طريق هذا المثال. لنفترض مثلاً أنك كنت ترغب بشراء موبايل جديد، يمكنك أن تقود سيارتك إلى شركة موبايلات أو محل مختص ببيع أجهزة الموبايل قريب منك للحصول عليه. وهنا تكون قد استهلكت كمية قليلة من الوقود.

ولكن في حال قمت بشراء الموبايل عبر الإنترنت، وكان المتجر الإلكتروني موجود في الصين مثلاً. فإن هذا المتجر سيقوم بشحن الموبايل الخاص بك إلى المكان الذي تعيش إليه. بالتالي فإن هذه العملية لا تستهلك المزيد من البلاستيك فقط، وإنما المزيد من الوقود. الذي يعتبر مضراً جداً للبيئة، وخصوصاً في هذه الأوقات، التي أصبح فيها خطر الاحتباس الحراري كبيراً جداً.

3- مشاكل في الشراء

على عكس عمليات الشراء التقليدية، يمكن أن تصادفك الكثير والكثير من المشاكل في حال قمت بعملية شراء عبر الإنترنت. ومن أبرز هذه المشاكل هي مشاكل توقف بوابات الدفع الخاصة بالمتجر الإلكتروني الذي ترغب في الشراء منه. أو توقف هذا المتجر بشكل مفاجئ، بغية صيانة دورية له على الإنترنت. ليس هذا فقط، وإنما يمكن أن تصادف بعض المشاكل بسبب خوارزمية البيع والشراء الخاصة ببعض المتاجر، وغيرها الكثير. وبشكل عام، لا يمكن أن تصادف هذه المشاكل في حال قمت بشراء المنتجات التي تحتاجها من المتاجر العادية.

4- عمليات النصب والاحتيال

واحدة أخرى من أهم وأخطر سلبيات التسوق عبر الانترنت هي عمليات النصب والاحتيال التي يمكن أن تحدث. حيث يحتوي الإنترنت على أعداد كبيرة من الأشخاص المحترفين في عمليات التهكير والاحتيال الإلكتروني. على سبيل المثال، في حال كنت ترغب بشراء لابتوب جديد، وقمت بزيارة متجر إلكتروني يعرض أجهزة لابتوب جديدة. يمكن أن تشتري جهازاً بسعر ممتاز، ولكن ربما يصل الجهاز إليك وربما لا يصل. وذلك بناءً على المتجر الذي قمت بالشراء منه.

علاوة على ذلك، تبرز هذه المشكلة بشكل كبير بالنسبة للمتاجر الإلكترونية التي تقوم ببيع القطع المستعملة بدلاً من الجديدة. حيث يمكن أن يتم خداع أي شخص يرغب في شراء منتج جديد بمنتج قديم أو مستعمل بدلاً من ذلك. وهناك الكثير من الحالات لأشخاص قاموا بشراء منتجات عبر الإنترنت باعتبارها جديدة كلياً، وعندما وصلت إليهم اكتشوفا أنها منتجات قديمة أو مستعملة، أو حتى منتجات لا تطابق المواصفات الموجودة لها على الموقع.

5- تقليل عملية التواصل بين الناس

قد تبدو لك هذه السلبية غريبة نوعاً ما، ولكن في الواقع تدل الكثير من الدراسات أن عمليات التسوق عبر الإنترنت ساعدت على تقليل التواصل بين البشر. وذلك لأنه في حال كنت ترغب بشراء منتج ما في الواقع، فإن زيارتك للمول أو المتجر سيتكون اجتماعية نوعاً ما، وخصوصاً لكون أغلب الناس لا يقومون بعمليات التسوق التقليدية بأنفسهم. ولكن بالنسبة للتسوق عبر الإنترنت، فيمكن للشخص أن يشتري المنتج وهو في سريره وحيداً.

6- تضييع الكثير من الوقت

الأمر الذي يميز عمليات التسوق عبر الإنترنت عن عمليات التسوق العادية هو وجود الكثير والكثير من المتاجر الإلكترونية. وعلى عكس الطرق التقليدية، التي ينبغي عليك فيها أن تقوم بزيارة المتجر لكي تطلع على العروض الموجودة فيه، يمكنك بنقرة واحدة فقط أن تطلع على العروض الموجودة على المتاجر الإلكترونية. بالتالي يمكن للشخص أن يقضي الكثير من الأوقات على المتاجر الإلكترونية، ويغرق في دوامة لا نهائية من عمليات البحث عن العرض الأفضل بالنسبة له.

بالتالي فإن الشخص هنا يقوم بتضييع الكثير من الوقت عبر الإنترنت. ليس هذا فقط، وإنما يعني قضاء الوقت على الإنترنت استعمال الأجهزة الإلكترونية بشكل كبير. أي أن الشخص سيبقى جالساً على جهاز الكمبيوتر أو الموبايل لساعات طويلة. الأمر الذي يمكن أن يسبب له مشاكلاً في العمود الفقري، أو مشاكلاً في العينين، وخصوصاً على المدى الطويل.

7- منافسة التجارة المحلية

واحدة أخرى من أبرز سلبيات التسوق عبر الانترنت هي منافسة التجارة والصناعة المحلية. على سبيل المثال، بدلاً من شراء السلع والمنتجات والخدمات من الأشخاص الموجودين في مدينتك، يمكنك أن تشتري المنتجات من متاجر إلكترونية موجودة في الصين. وفي حين يمكن أن تحصل على هذه المنتجات بسعر أقل من تلك الموجودة في مدينتك، إلا أنه ستقوم بمنافسة التجارة والصناعة المحلية. أي أنه في حال انتشر التسوق عبر الإنترنت بشكل كبير، فإنه سيضر بشكل واسع بالتجارة والصناعة المحلية في المستقبل.

هذه كانت مقالتنا عن أبرز وأهم سلبيات التسوق عبر الانترنت. لا تنسى أن تقوم بزيارة موقعنا لقراءة المزيد من المقالات الأخرى.

اقرأ أيضاً من موقعنا:

سلبيات وايجابيات الأنترنت | السلاح ذو الحدين