لقد أتاحت لنا شبكات الإنترنت أن نقوم بتنفيذ الكثير من الأمور عليها بسهولة، ومن بين هذه الأمور نذكر لك التعليم. حيث أصبح التعليم الإلكتروني، أو التعليم عبر الإنترنت، أو حتى التعليم عن بعد كما يطلق عليه، أمراً شائعاً جداً. وخصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في الذهاب إلى الجامعات بسبب ظروف معينة. وخلال سطور مقال اليوم سوف نتحدث عن أبرز وأهم سلبيات التعليم عن بعد. تابع معنا القراءة في حال كنت ترغب بالتعرف عليها.
ما هو التعليم عن بعد
التعليم عن بعد، أو التعليم عبر الإنترنت كما يطلق عليه أحياناً، هو وسيلة تعليم جديدة ظهرت بسبب تطور وانتشار خدمات الإنترنت في العالم. حيث أصبح بإمكان الطلاب اليوم أن يقوموا بأخذ الدروس الخاصة بهم من منازلهم، أو حتى من أماكن عملهم أو من أي مكان آخر. وذلك باستخدام الإنترنت طبعاً. الجدير بالذكر هنا أن تقنية التعليم عن بعد ساهمت في تحسين عملية التعليم بشكل عام، وخصوصاً بالنسبة للطلاب. كما أنها ساعدت في انتشار تقنيات جديدة، مثل التخزين السحابي.
سلبيات التعليم عن بعد
على الرغم من أن التعليم الإلكتروني يعتبر واحداً من أحدث طرق التعليم، إلا أنه يمتلك بعض السلبيات. وخلال الفقرات التالية سوف نذكر لك مجموعة من أبرز وأهم سلبيات التعليم عن بعد [1].
1- حد قدرة التواصل بين المدرس والطالب
في حالات التعليم العادي، يمكن للطالب أن يقوم بطرح الأسئلة التي تحلو له بسهولة، ومن ثم يقوم المدرس بالإجابة على هذه الأسئلة. ولكن بالنسبة للتعليم الإلكتروني، فإن الأمر معقد قليلاً. حيث يمكن للطالب أن يقوم بطرح الأسئلة، ولكن هذه العملية تستغرق الكثير من الوقت، كما أنها ليست فعّالة كما هو الحال في التعليم العادي. وبشكل عام، يعتبر التفاعل بين الطالب والمدرس أمراً مهماً جداً في عملية التعليم، وخصوصاً بالنسبة للطلاب في المراحل الأولى من الدراسة.
وما يجعل هذه المشكلة أكبر هو عدم قدرة المدرس على رؤية التلاميذ الخاصين به. وذلك لأن المدرس الواحد يمكن أن يقوم بإعطاء درس لأكثر من 100 شخص، بالتالي فإن إظهار 100 شخص على شاشة واحدة هو أمر صعب، بل مستحيل في أغلب الأحيان. ولهذا يمكن أن يكتفي المدرس بإظهار الأصوات الخاصة بالطلبة فقط.
2- تقليل التواصل الاجتماعي
كما هو الحال في الفقرة السابقة، لا يتضمن التعليم العادي إعطاء الدروس فقط، وإنما يساعد وبشكل كبير على صنع شخصية الطالب. وذلك لأنه موجود ضمن بيئة مليئة بالطلبة مثله، ويمكنه أن يتفاعل معهم ومع المدرسين ليكتسب المهارات الاجتماعية اللازمة له. ولكن في حالة التعليم عبر الإنترنت، فلا يمكن للطالب أن يختلط مع التلاميذ الآخرين، ولا حتى مع المدرسين الخاصين به. بالتالي يمكن أن يخلق التعليم عن بعد نوعاً ما العزلة الاجتماعية لدى الطلبة، وقد يصبح مملاً ومرهقاً بشكل نفسي على المدى الطويل.
ما يجعل هذه المشكلة أخطر هو أن بعض الأشخاص الذين يتلقون التعليم عن بعد منذ الصغر يجدون صعوبة في التفاعل مع الآخرين في المستقبل. وبشكل خاص، أولئلك الذين تتطلب أعمالهم التواصل مع أناس آخرين. ولقد دلت بعض الدراسات فعلاً أن الاعتماد على التعليم الإلكتروني قد يساعد في خلق بعض المشاكل الاجتماعية عند بعض الأشخاص.
3- انتشار الغش
على الرغم من أن التقنيات المستخدمة في التعليم الإلكتروني حديثة جداً، إلا أن هذا لا يعني أن الغش الإلكتروني غير موجود. وخصوصاً في عصر أصبحت فيه تقنيات التهكير والاستعمال الخاطئ للإنترنت سريعة التطور بشكل كبير. وواحدة من أبرز سلبيات التعليم عن بعد بشكل عام هي عمليات الغش التي تتم أثناء الامتحانات وتقديم المشاريع أو الوظائف. حيث يمكن للطالب أن يقوم بأخذ مشروع طالب آخر غيره، ومن ثم يقوم بنسخه وتعديل الاسم الموجود فيه فقط. كما يمكن لبعض الطلبة أن يقوموا بالتلاعب بإعدادات الجلسات لحضور محاضرات هم غير موجودين فيها أصلاً، وغيرها الكثير.
4- غير متاح للجميع
قد تبدو لك هذه السلبية غريبة نوعاً ما، ولكن في الواقع التعليم الإلكتروني غير متاح لجميع الطلاب حول العالم. وذلك لأن تطبيق التعليم الإلكتروني يتطلب استخدام شبكات الإنترنت، بالإضافة إلى بعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى. مثل أجهزة الموبايل أو الحاسوب أو المايكروفونات والكاميرات وغيرها. علاوة على ذلك، لكي يتم التعليم الإلكتروني بطريقة صحيحة، يجب أن يمتلك الشخص الراغب في التعلم أو الشخص الراغب في التدريس مهارات في التعامل مع تقنيات الإنترنتو الأجهزة الإلكترونية اللازمة.
وبشكل عام، في حال أردنا أن نقوم بتطبيق مبدأ التعليم الإلكتروني في العالم العربي مثلاً، فإن الكثير من الطلبة الراغبين في التعليم لا يمتلكون أجهزة حاسوب. بالغضافة إلى ذلك، فإن أغلبهم لا يمتلكون شبكات إنترنت قوية وثابتة قادرة على بث الدروس بشكل مباشر لفترات طويلة. علاوة على ذلك، لا تتوفر لهؤلاء الأشخاص الخبرة الكافية في التعامل مع الإنترنت أو الأجهزة الإلكترونية اللازمة للتعليم عن بعد.
5- تراجع جودة التعليم
بما أن التعليم الإلكتروني ممكن لأي شخص قادر على استعمال التقنيات اللازمة له، فلا يمكننا أن نضمن جودة هذا التعليم. وكما ذكرنا لك سابقاً، يمكن لأي شخص يمتلك خبرة في مجال الأمن السيبراني والتهكير أن يقوم بالتلاعب بالمشاريع أو الوظائف أو حتى الاختبارات. فضلاً عن ذلك، يمكن أن يسبب عطل في أجهزة أحد الطلاب مشاكلاً له في تلقي الدروس. وهذه الأمور لا تحدث عادة في التعليم العادي، وإنما تقتصر على التعليم الإلكتروني فقط.
6- يحتاج إلى تنظيم الوقت
على عكس التعليم العادي، الذي يتطلب منك أن تقوم بالذهاب إلى المدرسة أو الجامعة في أيام محددة وفي مواعيد محددة، كما أنه يلتزم بقوانين معينة، فإن التعليم الإلكتروني لا يمتلك هذه القوانين. وإنما يتيح لك هذا التعليم أن تقوم بتلقي الدروس الخاصة بك في أي وقت، ومن أي مكان ترغب فيه. بالتالي يمكن أن تشعر بالعكس أو في عدم الرغبة في الالتزام بالمواعيد. وهنا يمكن للشخص بسهولة أن يتجاهل الدروس، لكون القوانين الموجودة غير صارمة نوعاً ما. على سبيل المثال، يمكن للشخص أن يدعي بأن جهاز الحاسوب لديه تعطل أثناء الدرس، بينما يكون هو نائماً في ذلك الوقت، وغيره الكثير.
7- محدود نوعاً ما
لا يتطلب التعليم الإلكتروني أجهزة الكمبيوتر والموبايل والإنترنت لكي يعمل فقط، وإنما يمكن أن لا يعمل هذا التعليم على الإطلاق بالنسبة لبعض المجالات. على سبيل المثال، يمكن لشخص يدرس الأدب الإنجليزي أن يتلقى الدروس الخاصة به عبر الإنترنت. من ناحية أخرى، لا يمكن لطالب الطب البشري أن يتلقى دروس التشريح عبر الإنترنت، لأنها تتطلب أدوات مخبرية، وهكذا. بالتالي حتى لو كان التعليم الإلكتروني متاحاً في دولة ما، فلا يمكن تطبيقه على كافة الاختصاصات، وإنما على بعضها فقط.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم. حيث ذكرنا لك مجموعة من أبرز وأهم سلبيات التعليم عن بعد. لا تنسى أن تقوم بزيارة موقعنا لقراءة المزيد من المقالات الأخرى ذات المواضيع المنوعة والمفيدة.
اقرأ أيضاً:
هذه هي أبرز فوائد الوضوء والصلاة
المراجع
- ↑ 15 Disadvantages of Online | www.prosperityforamerica.org