هل يمكن علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب؟

هل يمكن علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب؟

تعتبر التهابات المسالك البولية إحدى أكثر أنواع الالتهابات البكتيرية شيوعاً، إذ يقدر عدد المرضى الذين يعانون من هذه الإصابة سنوياً ب 150مليون شخص [1] . مع الأخذ بعين الاعتبار أن السيدات قد يشتكين من هذه الالتهابات بنسبة و تواتر أكبر. فبعض الإحصائيات ذكرت أن الأنثى أكثر ميلاً للإصابة بالتهابات المسالك البولية ب 30 مرة مقارنة مع الذكر، و جاءت إحصائية أخرى لتؤكد ما خلُصت إليه الأولى، حيث ذكرت أن أكثر من 40% من النساء، لا بد أنهنّ أصبنّ بإحدى أشكال الالتهابات البولية في مرحلة ما من حياتهم [1] . و نظراً لتواتر هذه الالتهابات، و التي تعالج عادةً بالصادات الحيوية، و الذي قد يترتب على استخدامها العشوائي على المدى الطويل عواقب و كوارث صحية. فإن البعض يذهب لعلاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب، و التي يقترحها الطب البديل كرديف للعلاج بالصادات و ليس خلفاً لها.

نظرة عامة عن التهابات المسالك البولية

علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب

تنتج التهابات المسالك البولية في الغالب عن جراثيم ال E.coli ، مع تورط لبعض الجراثيم الأخرى في بعض الأحيان. و الملاحظ أنّ هذه الالتهابات قد تصيب أي جزء من الجهاز البولي(المجاري البولية – الحالب – الكلى – المثانة). إلا أنه في الأعم الغالب فإنّ الإصابة تبدأ بالتفشي من الأعضاء السفلية لجهاز الإطراح. هذا و ينم عن التهابات المسالك البولية جملة من الأعراض يكون أبرزها إحساس بالحرقة أثناء التبول – إلحاح بولي – تكرارية عدد مرات التبول – حمى و تعب – تغير في مظهر البول، كأن يصبح عكر – ألم في منطقة الحوض أو الظهر.

علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب

يمكن تخفيف حدة، أو حتى علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب. و ذلك على الرغم من الدراسات التي تدور حول هذه الأعشاب، و التي تحد من إمكانية و احتمالية معالجتها الكاملة لإصابة جهاز الإطراح بالإنتانات و الالتهابات، لكن بنفس الوقت هذه الدراسات لا تنكر أو تُقزّم من جدوى استخدام هذه الأعشاب لعلاج الالتهابات المتكررة التي تطال المسالك البولية.

حيث يمكن استخدامها، إلى جانب العلاج الموصوف من قبل الطبيب، من باب المساندة و ليس الاكتفاء. هذا و توجد العديد من الأعشاب و الخلطات الطبية التي تضلع بشكل فعال في التعامل مع التهابات المسالك البولية، و فيما يلي سنعمل على ذكر أبرزها:

1. الشاي الأخضر- علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب

يمكن لاستخدام الشاي الأخضر أن يخفف إلى حد بعيد من إصابة المسالك البولية بالالتهابات. و ذلك لكونه يحتوي على مواد تؤثر على البكتريا، لا سيما الإشريكية القولونية، بوصفها المتهم الرئيسي بإحداث مثل هذه الإنتانات. و الشاهد على مقدرة الشاي الأخضر في علاج التهابات المسالك البولية، دراسة نشرت مؤخراً، أفضت إلى احتواء الأخير على مادة “الإيبيجالوكتشين” و التي تعمل بشكل فعال للقضاء على إصابة المسالك البولية بالالتهابات و البكتريا [2] . إن نجاعة هذه المادة في تحييد العدوى و القضاء عليها، يعززه استقلابها الذي يؤول إلى طرحها عن طريق الكلية، و بالتالي وجود تراكيز عالية منها في مجرى البول، وهذا بالطبع يعزز من دورها في علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب.

علماً أن الشاي الأخضر يتوفر بعدة أشكال يمكن الاستعانة بها ل علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب. حيث يأتي على شكل أكياس معبأة و محلاة، و جاهزة للتحضير بشكل مباشر. كما أنه يأتي على شكل أوراق جافة، أو باودر الشاي الأخضر، فضلاً عن أكياس الشاي . يذكر أيضاً أنّ هناك مكملات غذائية تباع في الصيدليات تحتوي على الشاي الأخضر أيضاً.

يتمتع الشاي الأخضر بهامش أمان كبير، إذ يمكن للمصاب أن يتناول منه ما مقداره 8 أكواب يومياً. و على الرغم من ذلك، و نتيجة احتواءه على الكافيين، فإنّ استخدامه على المدى الطويل، قد يرتب بعض الأعراض الجانبية. من مثل الصداع و العصبية و الأرق و الرعشة و حرقة المعدة، و غيرها من الأعراض التي من المحتمل أن تظهر.

2. البقدونس

أشارت بعض الدراسات إلى إمكانية استخدام منقوع البقدونس، لعلاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب. و ذلك نظراً لاحتواء البقدونس على مواد فعالة في القضاء على البكتريا المتهمة بإحداث مثل هذه الانتانات [3] .

و يمكن لك العمل على تحضير منقوع البقدونس، من خلال قطف أوراق البقدونس عن السيقان، ثم ملئ ما يعادل ربع حجم كأس الشاي من هذه الأوراق، و بعدها ملئ الكأس بالماء الساخن، و الانتظار لأربع دقائق، ريثما يصار إلى خروج المكونات الفعالة من الأوراق إلى الماء الساخن. كما أنه يمكن لك إضافة بعضاً من عصير الليمون، أو السكر، لتخفيف النكهة في حال كانت غير محبذا.

هذا و يعتبر البقدونس من الأعشاب الأمنة عند استخدامه بالكميات الاعتيادية. إلا أنه يلاحظ  له بعض التداخلات و مضادات الاستطباب التي يجب التنويه عليها:

  1. لما كان البقدونس يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين K، و بالتالي هذا ما يجعله يتعارض مع الأدوية المميعة للدم.
  2. كما أن البقدونس له تأثرات مشابهة لمدرات البول. مما يستدعي أخذ الحيطة لدى تناوله بالتزامن مع أدوية من مثل الفورسمايد و الهيدروكلورتيازيد.
  3. مضاد استطباب في الحمل(الكميات الكبيرة منه)، لكونه يسبب تقلصات للرحم.
  4. يتداخل مع أدية الليثيوم.

3. البابونج – علاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب

يعتبر البابونج أيضاً جيد لعلاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب، و هذا ما ورد في بعض الدراسات، التي أفضت إلى نجاعة استخدام البابونج في العلاج أو الوقاية من إصابة التهابات المسالك البولية [4] .

يذكر أن الجرعة المنصوح بها من البابونج، بهدف تهدئة و تخفيف التهابات المسالك البولية، هي بين 900-1200 ملغ. من الممكن أخذ البابونج على شكل كبسولات، إلا أن هذا الشكل غير متوفر بكثرة. إذ يعمد معظم الأشخاص على أخذ البابونج، من خلال تحضيره على شكل منقوع بمفرده، أو كأن يأتي مع خلطة أعشاب. و لتحضيره ما عليك سوى نقع كمية من أزهار البابونج في كأس من الماء الدافئ، لمدة 5-10 دقائق فقط، ليكون بعدها جاهز.

4. عشبة عنب الدب

تستخدم أوراق هذه العشبة كعلاج لالتهابات المسالك البولية بالاعشاب. فضلاً عن الوقاية التي تكفلها من الإصابة بهذه الشكاية، و قد تبين هذا من خلال دراسة أجريت على عدد من النساء يعانين من التهابات مسالك بولية متكررة، لتفضي هذه الدراسة على نجاعة هذه العشبة ، في القضاء على أنواع البكتريا المتهمة بإحداث هذه الالتهابات [5] . هذا و تنمو هذه العشبة في المناخات الباردة. على شكل زهور، و ثمار حمراء تشبه التوت، و التي قد تدخل في تركيب بعض المستحضرات الجلدية.

الجدير بالذكر أن النبتة من الممكن أن تكون سامة، لذلك يجب أن تحصل على استشارة طبية قبل استخدامها. و بالعموم يجب ألا تفرط بتناولها، إذ يوصي المختصين بعدم تجاوز مدة تعاطي هذه العشبة عن أسبوعين، و لمدة أقصاها خمس مرات في السنة.

5. الثوم

يعتبر الثوم من النباتات متعددة الفوائد، على صعيد الصحة عموماً. و هو من النباتات التي يكثر استخدامها في الأوساط الشعبية، و يعتبر إحدى أزرع الطب البديل. هذا و من إحدى خصائص هو قدرته على كبح النمو البكتيري، إذ يعتبر مضاد حيوي طبيعي. و هذا ما يجعله مستخدماً لعلاج التهابات المسالك البولية بالاعشاب [6] .

هذا و يذكر أن للثوم بعض الأثار الجانبية:

  1. مثل رائحة الفم الكريهة التي قد تترتب عنه.
  2. كما أنه يعتبر مميع للدم، إذ يزيد من خطر النزف، و بالتالي يجب توخي الحذر من تناوله لدى استخدام مميعات الدم من مثل الوارفارين.
  3. يتداخل مع بعض الأدوية من مثل ساكوينافير(المستخدم لدى مرضى الإيدز).

المراجع

  1. التهابات المسالك البولية | www.healthline.com
  2. Green Tea | www.webmd.com
  3. The Effect of Parsley | www.researchgate.net
  4. Protective effect of chamomile | www.researchgate.net
  5. UVA-E in women with recurrent cystitis | www.sciencedirect.com
  6. Garlic | www.nccih.nih.gov
239 مشاهدة

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.