علاج الصداع وقت الصيام مع ذكر الأسباب المحتملة لحدوث ذلك

علاج الصداع وقت الصيام مع ذكر الأسباب المحتملة لحدوث ذلك

لا يعتبر الصيام فريضة دينية و حسب، بل هو وسيلة سنتها الحكمة الإلهية لما فيها من فوائد جمة من قِبيل تهذيب الروح، و تنقية النفس، علاوةً على المحاسن المرتقبة منه على صحة الجسد، إلا أنّ ذلك لا يتنافى مع ما للصيام من آثار جانبية قد تظهر على الصائم. و لعل أبرزها الصداع، فما هو علاج الصداع وقت الصيام، و كيف يمكن الوقاية منه؟

الصداع وقت الصيام

علاج الصداع وقت الصيام

كثيراً ما نجد أن الصائمين يعانون من صداع، و ذلك لدى تجاوز عدد ساعات الامتناع عن الطعام لما يزيد عن 16 ساعة، إلا أنّ وجع الرأس هذا من شأنه أن ينحسر لدى الإفطار، و غالباً يكون بشكل تلقائي، و تدريجي، و دون تدخل علاجي، و من خصائص  الصداع وقت الصيام أنّه غالباً ما يكون متوسط إلى شديد، كما أنّه لا يترافق مع نبض كما هو الحال مع الصداع النصفي، و الجدير بالذكر هنا أنّه في بعض الحالات و على ندرتها قد نجد أنّ الصائم يشتكي من صداع نصفي، يحاكي ذلك الذي يحدث في حالة الشقيقة.

و قبل الحديث عن علاج الصداع وقت الصيام، يجب أن نشير إلى أن وجع الرأس هذا غالباً ما يزداد كلما طالت فترة الصيام، و يكون بوتيرة و تناوب أكبر لدى أولئك الذين يشتكون أصلاً من الصداع في الأوقات العادية، أضف إلى ما تقدم، أنّه أكثر ما يكون وجع الرأس أيضاً لدى الأشخاص المدمنين على الكافئين أو النيكوتين، نظراً لأعراض الانسحاب التي تؤول عن انسحاب هاتين المادين من جسم الصائم.

أسباب الصداع وقت الصيام

حتى نكون قادرين على علاج الصداع وقت الصيام بشكل ناجح. يتوجب علينا بدايةً أن نكون على دراية بالأسباب التي تقف خلف هذا الصداع الذي يتظاهر خلال ساعات الصيام الطويلة، و من هذه الأسباب نذكر [1] :

1. انخفاض سكر الدم

أولى الأسباب التي من الممكن أن تفسر الصداع وقت الصيام، هو نقص سكر الدم نتيجة امتناع الصائم عن تناول الطعام، و أكثر ما يكون هذا التفسير صائباً لدى تلك الفئة التي تمتلك عوامل جينية تحض على وجع الرأس، حال حصول أي تغيرات في مستويات السكر، كما أنّه و لما كان السكر مصدر الطاقة الأول الذي يعتمده الجسم، و بالتالي يمكن وضع هذا التفسير أيضاً في سياق تعرض الصائم للإنهاك و التعب.

2. انخفاض تركيز الصوديوم

لما كان الصائم يمتنع عن تناول الطعام لساعات طويلة، فإنّه من الطبيعي أن يحصل لديه نقص في سويات الصوديوم، الذي يعمل الجسم على التخلص منه برفقة الماء المنطرح عبر الكليتين، و في ظل عدم تعويض هذا النقص، و بالتالي فإنّ هذا يترجم في الكثير من الحالات على شكل صداع. و لإثبات هذه الفرضية يمكن للصائم التخلص من الصداع، لدى معاوضة النقص الحاصل خلال فترة الإفطار.

3. انسحاب الكافيين

إحدى أكثر التفسيرات صواباً لسبب الصداع عند الصيام، هو أنّ الصيام يكون سبباً في تظاهر أعراض انسحاب الكافيين. لا سيما في حال طالت فترة الامتناع عن الشراب و الطعام لأكثر من 18 ساعة، إذ أن الكافيين عادةً ما يتسبب بتضيق وعائي، و لدى الامتناع عن تناوله تعود هذه الأوعية إلى التمدد مما يسبب بضغط داخل القحف،  و الذي يأتي على شكل صداع.

4. التعب

لما كان الصيام قد يسبب للبعض التعب و الإنهاك، نتيجة استنزاف مصادر الطاقة في الجسم، و عدم تعويضها. فإنّ ذلك من الممكن أن ينعكس على شكل صداع يعاني منه الصائم.

5. التجفاف

إن الممارسات الخاطئة خلال فترة الإفطار على صعيد شرب كميات كبيرة من الماء على دفعة واحدة، لن تقي الصائم من التعرض للعطش، إذ أنّ الجسم سيعمل على أخذ حاجته من الماء، ليقوم بطرح ما تبقى، لذلك فإنّ هذا سيؤدي إلى إصابة الصائم بالتجفاف خلال فترة النهار، و بالتالي المعاناة من الصداع وقت الصيام، و الجدير بالذكر أنّه حري بالصائم لتجنب مثل هذه الحالة، أن يعمل على توزيع شرب الماء على دفعات متفرقة، تشمل كل فترة الإفطار.

6. مشاكل النوم

تشير بعض الدراسات إلى الجسم يعمل خلال ساعات الصيام على إفراز بعضاً من الهرمونات. و التي من شأنها أن تقلل من حاجة الشخص للنوم، و بالتالي إنّ هذا قد يخلف وجع في الرأس، أضف إلى ذلك أن الأرق و التوتر و العصبية التي قد ترافق الصيام، من الممكن أن تؤول إلى صداع أيضاً.

علاج الصداع وقت الصيام

للعمل على علاج الصداع وقت الصيام، يمكن لك القيام بما يلي من خطوات [2] :

  • أفضل طريقة لعلاج الصداع وقت الصيام، أن تعمل على تناول وجبة إفطار تشتمل على كل العناصر الغذائية التي قد يحتاجها جسمك خلال ساعات النهار، و أن تكون مشتملة على كربوهيدرات تكون كافية بأن تمدك بالطاقة على مدار اليوم، فضلاً عن البروتين، و الفيتامينات، و من المفيد بشكل كبير الإكثار من تناول الخضار، والفاكهة الغنية بالألياف، بسبب أن الأخيرة تساعد على إبطاء عملية الهضم.
  • يمكن أن تعمل على أخذ بعضاً من مسكنات الألم مديدة التحرر. من مثل الديكلوفيناك XR (مضاد استطباب عند مرضى الضغط – الربو – القرحة)، إذ أنّ ذلك يساعد بشكل كبير على تخفيف الصداع الذي من الممكن أن يعترض الصائم، لاسيما في حال كان هذا الصداع عن انسحاب الكافيين أو النيكوتين من الجسم.
  • أخذ قسط من الراحة، و عدم بذل مجهود كبير.
  • الجدير بالذكر أن الجسم عادة ما يبدي تحسن ملحوظ، و انحسار في حدة الصداع، بمجرد تناول الطعام و ذلك خلال نصف ساعة كحد أقصى.

كيف يمكن الوقاية من الصداع وقت الصيام؟

فيما إذا كنت عازماً على الصيام، و تتخوف من نوبات الصداع التي من الممكن أن تعتريك خلال ساعات النهار، فإنّه من الممكن لك اتباع ما يلي من خطوات، و التي تفيد بشكل كبير في  التقليل من احتمالية التعرض للصداع وقت الصيام.

  1. ابتعد عن شرب كميات كبيرة من الكافيين في الوقت الذي يسبق الصيام.
  2. احرص على شرب كميات كافية من الماء و على فترات متفرقة، بدءً من ساعة الإفطار، و صولاً إلى موعد السحور.
  3. من المفيد الحصول على قسط من الراحة خلال فترة الصيام، بسبب أنّ ذلك من شأنه أن يمد الجسم بالطاقة.
  4. لا تعمد إلى تناول وجبة الإفطار على دفعة واحدة. بل من المفيد أن تقسم الوجبة الكبيرة، إلى وجبات صغيرة يتم تناولها على مدار فترة الإفطار.

اقرأ أيضاً:

علاج الحروق الجلدية اعتماداً على درجة الإصابة

المراجع

  1. How Fasting Causes Headaches | www.verywellhealth.com
  2. Hunger Headache | www.my.clevelandclinic.org
304 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.