يعتبر انسداد الشرايين من الأمراض التي تؤول إلى الكثير من المضاعفات التي تصل في بعض الحالات إلى الوفاة، فيما لو لم يكن التدخل الطبي سريع و إسعافي، ما تقدم يبرز أهمية معرفة علامات انسداد الشرايين، بهدف المسارعة إلى المشفى فيما لو تحسست إحدى هذه العلامات، و هذا ما سنعمل عليه في مقالنا لليوم، حيث سنعمد على استعراض أبرز هذه الأعراض و العلامات، مع ذكر الأسباب و عوامل الخطر التي من الممكن أن تؤدي إلى هذه النتيجة الصحية، فتابع المقال حتى النهاية كي تحيط علماً بكل هذه التفاصيل.
نبذة عن إنسداد الشرايين
تؤدي الكثير من الأمراض القلبية من مثل عدم الانتظام في ضربات القلب – احتشاء عضلة القلب – انتفاخ مليء بالدم ( و هو ضعف يحصل في بعض الأوعية)، إلى تكون خثرات دموية(جلطات) التي يكون منشأها في الغالب القلب، لتنتقل تباعاً عبر الأوعية الدموية محدثة انغلاق في إحدى الشرايين الصغيرة من مثل، شرايين لأطراف، أو الشرايين التاجية، أو الشريان السباتي(يعمل على نقل الدم إلى الدماغ).
هذا و يعتبر انسداد الأوعية الدموية الصغيرة في الأطراف، لاسيما في الأصابع، إحدى أكثر أشكال انسداد الشرايين شيوعاً، و التي تحدث عن الكثير من الأمراض من مثل:
- أمراض النسيج الضام (النسيج الضام هو النسيج الذي يعمل على ربط أعضاء الجسم مع بعضها، بما يشبه الشريط اللاصق).
- مرض رينو ( متلازمة تؤدي إلى تضيق في الشرايين الصغيرة في أصابع اليدين أو القدمين، الأمر الذي يتظاهر بالكثير من الأعراض، من مثل شحوب و زرقة الأطراف، و التنميل و الخدر، و انخفاض درجة حرارة الأطراف، و هذه الأعراض بمجملها من الممكن أن تكون من علامات انسداد الشرايين).
- عضة الصقيع ( هي إصابة جلدية تحدث عند تعرض مناطق من الجسم، و لا سيما الأطراف إلى درجات حرارة منخفضة).
الجدير بالذكر أنّ هذا الانسداد الذي يطال الشرايين، من الممكن أن يكون جزئي أو كلي، و هو يؤدي بطبيعة الحال إلى الكثير من علامات انسداد الشرايين، لا سيما الإزرقاق الذي يفصح عن عدم وصول الدم الكافي لصالح العضو، و بالتالي تموت هذه الأنسجة.
أضف إلى ما تقدم أنّه إذا ما حصل هذا الانسداد في إحدى الشرايين الأساسية، من مثل:
- الشرايين التاجية، التي تعمل على تغذية القلب بالدم المؤكسد و الأغذية
- الشريان السباتي الذي يعمل على نقل الدم إلى الدماغ
فهو يؤدي إلى مضاعفات خطيرة جداً تصل إلى الموت، الأمر الذي يتطلب تدخل طبي طارئ حال الشعور بعلامات انسداد الشرايين التي سنأتي على ذكرها لاحقاً [1] .
كيف يحدث انسداد شرايين القلب؟
لما كانت الشرايين هي الأوعية الدموية التي تكفل نقل الدم المؤكسج لصالح مختلف أعضاء الجسم، فضلاً عن إمداد هذه الأعضاء بالغذاء، فإن هذه الأوعية يكون لها جدران داخلية ملساء، تكفل بدورها هي الأخرى تدفق الدم بصورة سلسة إلى هذه الأعضاء، و لكن في بعض الحالات يحدث أن تتراكم رواسب من مثل الدهون، و الكوليسترول، و الكالسيوم، و الفبرين، على جدران هذه الأوعية، و بالتالي يصار إلى تعويق مرور الدم لصالح الخلايا، مما يؤدي إلى ظهور علامات انسداد الشرايين، و التي تكون مهددة للحياة في حالة الشرايين التاجية، بسبب عدم حصول القلب على الإمداد من الأوكسجين، و تجدر الإشارة هنا إلى كون القلب يستهلك ما نسبته 7% من مجمل حجم الأوكسجين الوارد إلى الجسم، و هو يكون شديد الحساسية لانخفاض هذه النسبة.
علامات انسداد الشرايين
تعتبر عملية انسداد الشرايين عملية تراكمية، حيث أنّها تحصل على مدار العديد من السنوات، و بالتالي فإنّ المريض في البدايات من الممكن ألا يبدي أية أعراض، أو كأن تتظاهر لديه بعض علامات انسداد الشرايين الخفيفة، لا سيما حال ممارسة الأنشطة البدنية، التي تتطلب مجهود بدني كبير، و بالتالي تفرض على القلب ضخ الدم بقوة أكبر، أما في حال حدوث انسداد كبير يؤدي إلى تعويق مرور الدم، فتبدأ الأعراض بالظهور، و منها نذكر [2] :
- ألم حاد و مفاجئ في منطقة الصدر تحت القص، أو إلى اليسار قليلاً، و من الممكن أن يمتد الألم إلى الذراع و الظهر.
- صعوبة في التنفس.
- غثيان.
- دوخة.
- الشعور ببرودة في الأطراف.
- الإحساس بالتعب و الإنهاك.
الجدير بالذكر أنّه من الممكن في بعض الحالات ألا تتظاهر أية علامات انسداد الشرايين لدى المريض، إلى حين حدوث النوبة القلبية، و من هذه الأعراض نذكر:
- ألم تحت القص.
- الشعور بالغثيان.
- التعرق.
- ضيق كبير في التنفس.
- ألم يمتد حتى الذراع و الكتف.
- تسارع النبض.
- عدم القدرة على التركيز.
- صعوبة في الكلام.
- تشوش في الرؤية.
أسباب انسداد شرايين القلب
كنا قد بينا في مطلع المقال أن السبب الرئيسي للإصابة بانسداد الشرايين، هو تراكم اللويحات التي تكون عبارة عن ترسبات من الدهون و الفبرين و الكالسيوم، و مخلفات عمليات الاستقلاب، إلا أنّه و إلى جانب هذا السبب، توجد الكثير من العوامل التي تعزز هذه الألية، و منها نذكر [3] :
- ارتفاع الكوليسترول الضار و انخفاض المفيد منه.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين.
- اتباع نظام غذائي غير صحي.
- السكري.
و بالحديث عن عوامل الخطر، التي تزيد من فرصة ظهور علامات انسداد الشرايين نذكر:
- عدم ممارسة الرياضة.
- الوراثة.
- القلق و التوتر المستمر.
- السمنة.
- الإدمان على الكحول.
- الاضطرابات الكلوية المزمنة.
- الكهولة.
مضاعفات و عقابيل الإصابة بانسداد الشرايين
بعد الحديث عن علامات انسداد الشرايين، حري بنا أن ننوه إلى أنّ اهمال هذه الأعراض حال ظهورها، من شأنه أن يؤدي إلى الكثير من المضاعفات و منها نذكر: [4] :
- تموت الأنسجة.
- الإصابة باحتشاء العضلة القلبية.
- السكتة الدماغية.
- بتر الأطراف.
- الغرغرينا.
- الوفاة.
طرق تشخيص الإصابة بانسداد الشرايين
في البداية يعمد الطبيب إلى فحص المريض سريرياً، و تقصي علامات انسداد الشرايين، و من ثم يلجأ إلى اخضاع المريض إلى مجموعة من التحاليل و الفحوص المخبرية، و منها نذكر:
- تصوير الشرايين بالأشعة السينية، و ذلك بعد أن يتم حقنها بصبغة، تظهر تحت التصوير المكان الذي تعرض للانسداد.
- تخطيط الصدى.
- تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي.
- تصوير الأوعية الدموية المقطعي المحوسب.
طرق العلاج
يمكن علاج إنسداد الشرايين من خلال عدد من الطرق، و التي يكون تفضيل إحداها على الأخرى رهناً بعلامات انسداد الشرايين، وبحالة المريض، و من هذه العلاجات نذكر [5] :
- جراحة المجازة التاجية ( تهدف إلى خلق ممر جديد يمر به الدم، عوضاً عن الشريان المسدود)
- القسطرة (ادخال بالون، يصار إلى نفخه في مكان التضيق الوعائي)
- تركيب دعامات ( تركيب شبكة معدنية داخل الشريان المنغلق، و التي تساعد على إبقاءه متوسع لمرور الدم من خلاله)
- إزالة الجلطة (تكون من خلال إما إذابة الجلطة عبر إدخال أنبوب يشتمل على دواء يعمل على إذابة التخثرات الدموية، أو من خلال التدخل الجراحي الذي يعمد إلى إجراء قطع بعد و قبل مكان الشريان الذي جرى عليه الإنسداد)
- استئصال باطنة الشريان (و هو أحد أكثر الإجراءات الطبية شيوعاً بين من يعانون من انسداد الشريان السباتي. حيث يصار إلى التدخل جراحياً عبر فتح الشريان، ثم يصار إلى كشط العوامل التي آلت إلى إغلاقه)
كيفية الوقاية من انغلاق الشرايين
يمكن الوقاية من ظهور علامات انسداد الشرايين باتباع النصائح التالية [6] :
- الامتناع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي يكون قائم على الخضروات و الفواكه، و الابتعاد عن الأغذية الدهنية، و الإقلال من الملح والسكريات.
- ممارسة الرياضة.
- ضبط نسبة السكر في الدم.
- ضبط ضغط الدم
- اجراء تحاليل طبية و مراجعة الطبيب بشكل دوري.
اقرأ أيضاً:
هل البروستاتا تسبب العقم؟ وماهي أبرز مضاعفات هذه المشكلة الصحية؟
المراجع
- ↑ Clogged Arteries (Arterial Plaque) | www.webmd.com
- ↑ Clogged Arteries: Symptoms | www.verywellhealth.com
- ↑ What causes arterial plaque? | www.webmd.com
- ↑ Clogged Arteries: Symptoms, Diagnosis, and Treatment | www.verywellhealth.com
- ↑ All about blocked arteries | www.bhf.org.uk
- ↑ Prevention: How to reduce your risk of atherosclerosis | www.beaumont.org