نبين في مقالنا التالي فضل سورة الحاقة، كما نورد تفسير هذه السورة و نذكر مقاصدها التي بيّنها أهل العلم.
فضل سورة الحاقة
و هي سورةٌ مكية بالإجماع، و هي من سور جزء تبارك (الجزء التاسع و العشرين)، و عدد آياتها اثنان و خمسون آية و ترتيبها في المصحف 69.
تحدثت السورة عن القيامة و أهوالها و الساعة و أحداثها، و تحدثت عن المكذبين و عقوبة تكذيبهم. فتحدثت عن عقوبة قوم عاد و قوم ثمود و قوم لوط و فرعون و قوم نوح.
كما تحدثت السورة أيضاً عن جزاء المؤمنين، و ما أعدّ الله لهم من نعيم. و ختمت السورة بالتأكيد على تثبيت ألوهية القرآن و أنه كلام الله سبحانه و تعالى.
لم يرد أي حديثٍ صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل سورة الحاقة.
سبب نزول سورة الحاقة
لم يرد أي حديثٍ صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبب نزول سورة الحاقة.
التقسيم الموضوعي لسورة الحاقة
- الآيات 1-12 تبين أهوال القيامة و عقوبة الأقوام التي كذبت بهذا اليوم.
- الآيات 13-18 تبين وقائع قيام الساعة و النفخ في الصور و خراب الأرض.
- في الآيات 19-24 تبين حال المؤمنين في ذلك اليوم عندما يُعطى المؤمن كتابه بيمينه.
- و الآيات 25-37 تبين حال الكافرين في ذلك اليوم عندما يُعطى الكافر كتابه بشماله.
- الآيات 38-52 تأكيد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم و أمانته في تبليغ الوحي، و رد افتراءات المشركين.
فوائد من آيات سورة الحاقة
- تنوع ما يرسله الله عز وجل على الكفار من عذاب دلالة على كمال قدرته و كمال عدله.
- شدة عذاب يوم القيامة تستوجب الابتعاد عنه بالإيمان و فعل الخيرات.
- إطعام الفقير و الحض عليه من أسباب الوقاية من عذاب النار.
- خطر التقوّل و الافتراء على الله سبحانه و تعالى.
- تنزيه القرآن عن الشعر و الكهانة.
تفسير سورة الحاقة الميسر الآيات 1-12
لم يرد العلماء أي حديثٍ صحيح عن فضل سورة الحاقة، و نورد تفسيرها كما ورد في المختصر في تفسير القرآن الكريم.
- الْحَاقَّةُ (1): يذكر الله ساعة البعث التي تحق على الجميع.
- مَا الْحَاقَّةُ (2): ثم يعظم أمرها بهذا السؤال، أي شيءٍ هي الحاقة؟.
- وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3): و ما أعلمك ما هذه الحاقة.
- كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4): كذبت ثمود قوم صالح، و عاد قوم هود، بالقيامة التي تقرع الناس من شدة أهوالها.
- فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5): فأما ثمود فقد أهلكهم الله تعالى بالصيحة التي بلغت الغاية في الشدة و الهول.
- وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6): و أما عاد فقد أهلكهم الله تعالى بريح شديدة البرد قاسية، بلغت الغاية في الشدة و الهول.
- سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7): أرسلها الله تعالى عليهم مدة سبع ليالٍ و ثمانية أيام تفنيهم عن بكرة أبيهم. فترى القوم في ديارهم هَلكى مصروعين في الأرض، كأنهم بعد إهلاكهم أصول نخل ساقطة على الأرض بالية.
- فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8): فهل ترى لهم نفساً باقية بعد ما أصابهم من العذاب.
- وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9): و جاء فرعون و من قبله من الأمم و القرى التي عذبت بقلب عاليها سافلها و هم قوم لوط، بالأفعال الخاطئة من الشرك و المعاصي.
- فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً (10): فعصى كل منهم رسوله الذي بعث إليهم و كذبوه، فأخذهم الله أخذة زائدة على ما يتمّ به هلاكهم.
- إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11): إنّا لما تجاوز الماء حده في الارتفاع حملنا من كنتم في أصلابهم في السفينة الجارية التي صنعها نوح عليه السلام بأمرنا، فكان حَملاً لكم.
- لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12): لنجعل السفينة و قصتها موعظة. يُستدل بها على إهلاك أهل الكفر و إنجاء أهل الأيمان و تحفظها أذن حافظة لما تسمع.
تكملة تفسير سورة الحاقة الميسر الآيات 13-24
- فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13): فإذا نفخ الملك الموكل بالنفخ في القرن نفخة واحدة و هي النفخة الثانية.
- وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14): وَرُفعت الأرض والجبال، فدُقّتا دقةً واحدة شديدة، فرّقت أجزاء الأرض وأجزاء جبالها.
- فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15): فيوم يحصل كل ذلك تقع القيامة.
- وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16): وتشققت السماء يومئذٍ لنزول الملائكة منها، فهي في ذلك اليوم ضعيفة بعد أن كانت شديدة متماسكة.
- وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17): و الملائكة على أطرافها و حافّاتها. و يحمل عرش ربك في ذلك اليوم العظيم ثمانية من الملائكة المقربين.
- يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18): في ذلك اليوم تعرضون أيها الناس على الله. لا تخفى على الله منكم خافية أيّاً كانت، بل الله عليم بها مطّلعٌ عليها.
- فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19): فأما من أُعطي كتاب أعماله بيمينه. فهو يقول من السرور و البهجة: خذوا اقرؤوا كتاب أعمال.
- إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20): إني علمت في الدنيا و أيقنت أني مبعوث، و ملاقٍ جزائي.
- فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21): فهو في عيشة مرضية، لما يراه من النعيم الدائم.
- فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22): في جنة رفيعة المكان و المكانة.
- قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23): ثمارها قريبة ممن يتناولها.
- كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24): يُقال تكريماً لهم: كلوا و اشربوا أكلاً و شرباً لا أذى فيه. بما قدمتم من الأعمال الصالحات في الأيام الماضية في الدنيا.
تفسير سورة الحاقة الميسر الآيات 25-37
- وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25): و أما من أُعطي كتاب أعماله بشماله. فيقول من شدة الندم: يا ليتني لم أعط كتاب أعمالي لما فيه من الأعمال السيئة المستوجبة لعذابي.
- وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26): و يا ليتني لم أعرف أي شيء يكون حسابي.
- يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27): يا ليت الموتة التي متّها كانت الموتة التي لا أُبعث بعدها أبداً.
- مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28): لم يدفع عني مالي من عذاب الله شيئاً.
- هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29): غابت عني حجتي وما كنت أعتمد عليه من قوة و جاه.
- خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30): و يقال: خذوه أيها الملائكة و اجمعوا يده إلى عنقه.
- ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31): ثم أدخلوه النار ليعاني حرّها.
- ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32): ثم أدخلوه في سلسلة طولها سبعون ذراعاً.
- إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33): إنه كان لا يؤمن بالله العظيم.
- وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34): و لا يحثّ غيره على إطعام المسكين.
- فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35): فليس له يوم القيامة قريب يدفع عنه العذاب.
- وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36): وليس له طعام يطعمه إلا من عصارة أبدان أهل النار.
- لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37): لا يأكل ذلك الطعام إلا أصحاب الذنوب والمعاصي.
التفسير الميسر لسورة الحاقة الآيات 38-52
- فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38): أَقسمَ الله بما تشاهدون.
- وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39): و أَقسمَ بما لا تشاهدون.
- إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40): إن القرآن لكلام الله، يتلوه على الناس رسوله الكريم.
- وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ (41): و ليس بقول شاعر، لأنه ليس على نظم الشعر، قليلاً ما تؤمنون.
- وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (42): و ليس بقول كاهن، فكلام الكهان أمر مُغَاير لهذا القرآن، قليلاً ما تتذكرون.
- تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43): و لكنه منزّل من رب الخلائق كلهم.
- وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44): و لو تَقوَّل علينا محمد بعض الأقاويل التي لم نقلها.
- لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45): لانتقمنا منه و أخذنا منه بالقوة منا و القدرة.
- ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46): ثم لقطعنا منه العِرق المتصل بالقلب.
- فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47): فليس منكم من يمنعنا منه، فبعيد أن يَتقوَّل علينا من أجلكم.
- وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48): و إن القرآن لموعظة للمتقين لربهم، بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه.
- وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49): و إنا لنعلم أن من بينكم مَن يُكّذب بهذا القرآن.
- وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50): و إن التكذيب بالقرآن لندامة عظيمة يوم القيامة.
- وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51): و إن القرآن لهو حق اليقين الذي لا مِرية و لا ريب أنه من عند الله.
- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52): فنزِّه أيها الرسول ربك عما لا يليق به، و اذكر اسم ربك العظيم.
و إلى هنا نكون وصلنا لختام مقالنا فضل سورة الحاقة، نتمنى أن يكون نال من إعجابكم.
اقرأ أيضاً:
سبب نزول سورة القارعة مع تفسيرها الصحيح
تفسير سورة القدر مع التعريف بها
فضائل سورة هود | و معلومات لم تعرفها من قبل
لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم | و أسماء أخرى لم تعرفها من قبل